لبنان
مجزرة المستشفى المعمداني تهزّ العالم.. والتوتر يتصاعد جنوبًا
ضمن مشروعه الرامي لتهجير أهالي غزة من القطاع، استهدف الكيان الصهيوني بآلة القتل الوحشية المستشفى الأهلي المعمداني في غزّة والتي كانت ملجأ للنازحين، وأدَّت المجزرة إلى سقوط أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى، وذلك قُبيل قدوم الرئيس الأميركي جو بايدن - الداعم والشريك الأكبر بجرائم الاحتلال - إلى الأردن للمشاركة القمة الرباعيّة إلى جانب ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ولكن ما لبث أُلغيت القمة عقب المجزرة.
وركّزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 18 تشرين الأول/أكتوبر 2023، على حجم وفظاعة الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزّة، ذاكرةً الإدانات محليًا وعربيًا ودوليًا، إضافة للدعوات للمظاهرات الاستنكارية التي ستُقام اليوم في مختلف بلدان العالم.
وركَّزت الصحف على الأحداث الحاصلة جنوبًا، وأشارت الى استهداف المقاومة الاسلامية مواقع العدو الصهيوني على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، وإعلانها استشهاد خمسة من مجاهديها، في حين أفادت وسائل إعلام العدو عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف جيش الاحتلال بعد قصف المقاومة أهداف له.
"البناء": مجزرة بايدن في المستشفى المعمداني
بعد طول انتظار لانطلاق الحملة البرية لجيش الاحتلال مع دخول اليوم الثاني عشر للحرب، نفذ طيران الاحتلال غارات منظمة على المستشفى المعمداني في شمال وسط غزة مستهدفاً تدمير وحرق المستشفى على رؤوس من فيه، لقتل أكبر عدد من النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى بالآلاف، إضافة لمرضى المستشفى وطاقمه الطبي والإداري، والعملية المدروسة كفاتحة للانتقال إلى تنفيذ مخطط التهجير عشية استقبال قادة الكيان للرئيس الأميركي جو بايدن، تصحّ تسميتها مجزرة بايدن، الذي منح الضوء الأخضر لقادة الكيان بفعل ما يرونه مناسباً للفوز بالمعركة، وهو يعلم أن لا شيء يستطيعونه إلا القتل المفتوح للآلاف حتى يتحقق التهجير، وقد تهرّبوا من العملية البرية لعشرة أيام.
أراد بايدن المجزرة عشية قدومه لجسّ نبض عناصر التعطيل للمشروع المتفق عليه مع قادة الكيان، ومدى قدرتها على التحرّك، فمن جهة الموقف العربي والإسلامي الرافض لمشروع التهجير والمذبحة المفتوحة بحق غزة، خصوصاً مصر والأردن والسعودية، حيث أمن البلدين على المحك، ومعهما السعودية التي يرتبط استقرارها عضوياً باستقرار مصر والأردن. واليوم ينعقد اجتماع وزراء خارجية الدول الإسلامية في جدة، وتظهر حدود وسقوف الموقف، وما إذا كانت الأنظمة الحاكمة لا تزال تملك بعض الشجاعة اللازمة لتضرب بيدها على الطاولة وبيدها أوراق قوة كثيرة، فأوروبا تعتاش على نفط الخليج، وأميركا تخشى مزيداً من الانزياحات العربية والإسلامية نحو المحور الروسي الصيني، ويكفي إقفال قناة السويس ووقف بيع النفط حتى يتغير وجه العالم.
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية توجّه الى المؤتمر، لكنه دعا الشارع العربي والإسلامي الى التحرك الفوري، وكانت التظاهرات العفوية قد خرجت فور انتشار خبر المجزرة، فحوصرت السفارة الإسرائيلية في عمان، وغصّت شوارع عواصم عربية وإسلامية بالمتظاهرين، بينما في رام الله تصدّت الشرطة الفلسطينية للمتظاهرين، فيما قرّر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الحداد على شهداء المجزرة.
على مستوى محور المقاومة، كان كلام الإمام السيد علي الخامنئي قبل المجزرة واضحاً بأن أحداً لا يستطيع إيقاف محور المقاومة عن التحرك بما يتناسب مع العدوان إذا استمرّ القتل في غزة، بينما كان الوضع على جبهة جنوب لبنان يسجل تصاعداً ملحوظاً يكشف قرار المقاومة بتوسيع نطاق التحرك تمهيداً لما هو أكبر.
ارتكبت «إسرائيل» مجزرة صادمة بالتجرؤ على استهداف ساحة المستشفى الأهلي المعمداني في غزّة والذي كان ملجأ للنازحين من قصف العدو الإسرائيلي العنيف على القطاع، ما أدى الى سقوط أكثر من 800 شهيد ومئات الجرحى، وفيما أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، انسحابه من القمة الرباعيّة المقررة اليوم، مع الرئيس الأميركي جو بايدن والملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، توصلت الإدارات المحليّة لما ترتبه «اسرائيل» من مجازر بحق الشعب الفلسطيني.
"الأخبار"| التوتر يتصاعد جنوبًا: 5 شهداء للمقاومة
تواصلت الحركة الدبلوماسية المكثّفة في بيروت أمس بالتزامن مع بلوغ التوتر على الحدود مع فلسطين المحتلة المنسوب الأعلى منذ السابع من الشهر الجاري، مع استمرار استهداف حزب الله لمواقع عسكرية، وإعلانه سقوط خمسة شهداء أثناء قيامهم بواجبهم الجهادي.
وبعد زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أول من أمس، وصل إلى بيروت أمس وزير الخارجية التركي حقان فيدان، وأعلن بعد لقائه وزير الخارجية عبدالله بو حبيب أن بلاده «تواصل جهودها على مسارين، هما منع توسع الاشتباكات وضرورة إيصال المساعدات إلى غزة بسرعة»، مشدّداً على «أننا نعمل لعدم تمدد الحرب إلى لبنان والبلدان الأخرى»، مؤكّداً «تضامننا التام مع الموقف المصري بشأن ما يجري في غزة». وفي وقت لاحق، زار حقان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي.
جنوباً، استهدف حزب الله مواقع العدو الإسرائيلي على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، وأعلن في سلسلة بيانات استهداف آلية لجيش العدو في موقع المطلة حقّق فيها إصابات مباشرة، ودبابة في ثكنة راميم أوقع فيها إصابات مباشرة، ومواقع زرعيت، الصدح، جل الدير، المالكية وبركة ريشا بالأسلحة المباشرة. وعصراً استهدف مقاتلو الحزب بالصواريخ الموجّهة نقطة عسكرية لجنود الاحتلال مقابل بلدة راميا وأوقعوا فيها عدداً من الإصابات، ونقطة أخرى في موقع بياض بليدا. واستهدفت المقاومة مساء تجمّعاً لجنود الاحتلال في ثكنة برانيت بالصواريخ الموجّهة وأوقعت عدداً من الإصابات بين قتيلٍ وجريح.
وأقرّت وسائل الإعلام العبرية بالعمليات، وأشارت القناة 14 إلى «سقوط إصابتين إحداهما خطيرة» جرّاء «صاروخ موجّه أُطلق من لبنان» على مستوطنة المطلة، فيما أعلن مركز «زيف» الطبي في صفد استقبال 3 إصابات. فيما أعلن حزب الله استشهاد خمسة من عناصره، هم محمود أحمد بيز (مشغرة)، حسين عباس فصاعي ومهدي محمد عطوي وإبراهيم حبيب الدبق (كونين)، وحسين هاني الطويل (خربة سلم).
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قصف أهدافاً عديدة في جنوب لبنان بعد قصف بلدة المطلة، فيما دعت السلطات المحلية في المطلة «كل من بقي في المستوطنة إلى مغادرتها فوراً». واستهدف القصف الإسرائيلي الطريق بين بلدتَي كفركلا والعديسة في القطاع الشرقي.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن المستوطنين في الخط الأمامي عند الحدود مع لبنان يعيشون خوفاً دائماً من إطلاق النار وعمليات التسلل، إذ «لا توجد خطة واضحة للإخلاء، والكثير من المستوطنين غادروا المنطقة قبل أن تصدر الجبهة الداخلية تعليماتها».
إلى ذلك، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «المقاومة في الميدان لا بُدَّ أن تنتصر وتنهزم إسرائيل»، مضيفاً أنهم «يطالبون حزب الله بعدم توسيع المعركة، ونطالبهم بإيقاف السبب وهو العدوان والاحتلال». وسأل: «هل قتلُ الأطفال والنساء والمدنيين وتهديم البيوت دفاعٌ أم جريمة؟».
وطالب حزب الله، في بيان، الشعوب العربية والإسلامية بـ«التحرك الفوري إلى الشوارع والساحات للتعبير عن الغضب الشديد والضغط على الحكومات والدول أينما كان». ودعا ليكون اليوم «يوم غضبٍ لا سابق له ضدّ العدو وجرائمه»، مؤكّداً أن «هذا يوم له ما بعده على طريق المقاومة والانتصار والاقتصاص للمظلوم من الظالم». وإذ حمّل الولايات المتحدة «المسؤولية المباشرة والكاملة» عن المجزرة، وعن كل الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، دعا المنظمات الدولية والإقليمية إلى «التحرك الفوري ضدّ المجازر والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني المظلوم وتنفيذ التهجير القسري تحت وطأة المجازر والإرهاب والقتل».
"الديار": بايدن بين الدعم الذي تطلبه «اسرائيل» وبين خطر انهيار الانظمة العربية «الاميركية»
يصل الرئيس الاميركي بايدن اليوم الى فلسطين المحتلة على وقع جريمة الحرب التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في غزة حيث استهدف مستشفى الأهلي المعمداني وسقط ما يزيد عن 500 شهيد. ويجتمع بايدن مع قيادة ما يسمى بمجلس الامن القومي الاسرائيلي الذي يرأسه رئيس وزراء العدو نتانياهو، ويضم وزراء الحرب والامن ورئيس الاركان وقادة امنيين في الكيان الصهيوني، ويدرس معهم الوضع العسكري الذي تحتاج اليه «اسرائيل» لتوجيه ضربة، على ما يطلب الكيان الصهيوني من اميركا، ان تكون الضربة قاضية ضد حماس وايضا الجهاد الاسلامي. وانها تريد هذا الثمن بكل الاحوال بعد الضربة التي وجهتها حماس للمستوطنات وجيش الاحتلال في غلاف غزة، بعد الحصار الاسرائيلي الذي دام 16 سنة على قطاع غزة.
ان الرئيس الاميركي بايدن الذي سيقارب الانتخابات الرئاسية سنة 2024 من جهة، يريد ارضاء المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة، وايضا الراي العام الاميركي الذي حركته الصهيونية بعد صور كاذبة نشرتها عن قطع رؤوس اطفال في غلاف غزة وفي المستوطنات. كما ان الاعلام الاميركي متطرف جدا ضد حركة حماس وضد المقاومة الفلسطينية في غزة، ومن جهة اخرى يريد ان يبحث بايدن الا تكون ردة الفعل الاسرائيلية تهدد وجود الانظمة العربية التي توالي الولايات المتحدة وتتكل على امنها من خلال حماية الاتفاقات الاستراتيجية وغير الاستراتجيية، وان اي ضربة كبرى اسرائيلية على قطاع غزة واجتياح بري سيؤدي الى اشتعال حرب في المنطقة كلها. وكما قلنا في العناوين، ان المعادلة اصبحت انه اذا قام جيش العدو الاسرائيلي باجتياح بري لشمال قطاع غزة خاصة والعاصمة غزة، فان ذلك سيشعل حربا لا احد يستطيع ضبط حدودها، وبالتالي فان ازمة كبرى ستقع في اوروبا وفي الولايات المتحدة، ذلك ان ان سعر برميل النفط قد يصل الى 150 دولارا، كما ان سعر الغاز سيرتفع بنسبة 40 الى 50%، واوروبا التي قطعت عنها الامدادات الروسية من الغاز والنفط حاليا تستوردهما باكثرية من دول الخليج العربي. واذا اشتعلت هذه الحرب، فان طاقة النفط والغاز ستنقطع بشكل كبير عن الاتحاد الاوروبي ودوله ال 27. كذلك ستنقطع بشكل كبير عن كندا، وحتى عن الولايات المتحدة التي عندها مخزون كبير من النفط والغاز، لكنها تعتبر ان هذا الاحتياط هو استراتيجي ولا يجب التفريط به.
بايدن سيحاول اعطاء اشارة ضوء اخضر لعملية محدودة في شمال قطاع غزة ضد المدينة. كما ان الجيش الاميركي قام بتزويد جيش العدو الاسرائيلي بصواريخ متطورة يمكنها خرق لعمق 6 امتار وتدمير انفاق تحت الارض في قطاع غزة. لكن لا احد يعرف عمق الانفاق، ذلك ان ما فوق الارض في قطاع غزة شيء وما تحت الارض هو شيء اخر. والانفاق تحتوي مدنا وتحتوي مراكز عسكرية فيها كل انواع القدرة على الاستمرار في القتال والحياة والمواد الغذائية. كما ان هنالك معامل تصنع صورايخ تحت الارض، وهذه الصواريخ ما زالت تستعملها حماس. والامر في صناعة الصواريخ في قطاع غزة لا يتوقف على الصواريخ لدى حماس، بل ان هنالك معامل تحت الارض تنتج يوميا ما بين 600 صاروخ الى 1000 صاروخ، وهذه المعلومات ذكرتها قناة ان بي سي الاميركية وفقا لمصادر استخباراتية.
على صعيد اخر، بالنسبة للقتال الجاري والصراع والمعارك، فانه لليوم العاشر تستمر الطائرات الاسرائيلية في قصف قنابل بوزن 4 طن على قطاع غزة. غير ان هذه القنابل الثقيلة جدا لا تستطيع الطائرات الاسرائيلية، وحتى لو كانت من طراز اف 35، ان تقصفها، بل ان الطائرات الاميركية من طراز ب ،1 وهي طائرات شبحية قادرة على حمل 8 قنابل بوزن 4 طن، قد تكون هي التي تقصف قطاع غزة، اضافة الى الطائرات الاسرائيلية.
رغم كل هذا القصف والمجارز على قطاع غزة، فان صورايخ المقاومة ما زالت تستمر في القصف على كل غلاف غزة، وتقصف المستوطنات على مسافات بعيدة من القطاع، كما انها تقوم بقصف تل ابيب باستمرار، وتصيب شوارع وابنية وشركات ومعامل، كما انها تقصف مطار بن غوريون وتعطل جزءا كبيرا من حركته لساعات. ورغم استعمال العدو الاسرائيلي لمنظومة باتريوت والقبة الحديدية ومقلاع داود الذي هو منظومة متطورة، فان ذلك لم يمنع المقاومة من استهداف المستوطنات، سواء في النقب ام في غلاف غزة ام في تل ابيب ام في كامل المدن الاسرائيلية في فلسطين المحتلة والمستوطنات.
اما بالنسبة للبنان، فقد قام وزير الحرب الاسرائيلي بزيارة قاعدة جوية في صحراء النقب، وقال ان في حال اشترك حزب الله في المعارك والحرب فان «اسرائيل» ستعيد لبنان الى العصر الحجري، وهو تكتيك مستمر على لسان القادة الصهاينة في «اسرائيل»، في حين ان المقاومة جاهزة لاطلاق عشرات الالاف من الصواريخ الدقيقة الاصابة على كامل الكيان الصهيوني واصابته بخسائر كبيرة. ولكن ربما قائل في لبنان، خاصة من قادة الطوائف الذين يريدون رؤية حزب الله في الحرب، انه ماذا سيفيد لبنان اذا دمر قسم كبير من الكيان الصهيوني وتمت اعادة لبنان الى العصر الحجري او تم الحاق خسائر كبيرة جدا في لبنان، والجواب ان لبنان لم يشترك في الحروب الكبرى، ولم يحجز له مكانا بعد ذلك في الشرق الاوسط، ووقع اسير السيطرة الفلسطينية على منطقة الجنوب وتوقيع اتفاق القاهرة والتخلي عن سيادة لبنان، واليوم اذا لم يشارك لبنان في الحرب فانه سيفقد دوره في الشرق الاوسط في حين ان وزراء خارجية هذه الدول كلها الاوروبية وغيرها وسفراء الدول يقومون بكل الادوار لطلب عدم مشاركة المقاومة اللبنانية في الحرب اذا اتسع القتال في قطاع غزة، وما لم يشترك لبنان في هذه الحرب فانه سيفقد دوره في المنطقة.
هذا وما زال المشهد الجنوبي مقلقاً جداً، بالتزامن مع التطورات العسكرية في غزة، والقصف الاسرائيلي اليومي على البلدات الجنوبية الحدودية. اما المشهد الفلسطيني، فينقل معاناة اهل غزة المحرومين من الكهرباء والمياه والادوية والطبابة والى ما هنالك من ادنى مقومات الحياة، وسط ما يتعرّضون له من قصف متواصل وتهديد بالاجتياح، من دون ان تلقى غزة الاهتمام الدولي المطلوب والصامت عن قول الحق. مع المزيد من التهديدات الاسرائيلية، آخرها مساء امس بعد اعلان تعبئة مئات الآلاف من جنود الاحتياط والتجهيزات، استعدادا لتنفيذ مجموعة من الخطط الهجومية في قطاع غزة.
إقرأ المزيد في: لبنان
31/10/2024