لبنان
جشي: لمقاربة ملف انتخاب رئاسة الجمهورية بواقعية ومسؤولية وطنية
شدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي على أنّ الانسداد السياسي الحاصل، بخصوص انتخاب رئيس للجمهورية، لا يعفي الحكومة الحالية من مسؤولياتها، وإنما هي معنية بتأمين التوازن المالي للقطاع العام، لتغطية حاجات المواطنين، وخصوصًا في المجالين التربوي والصحي الداهمين، وإنصاف المتقاعدين، وذلك عبر تأمين الواردات من خلال وقف الهدر والسمسرات والمحسوبيات والتهرب الضريبي وضبط التهريب والإفادة من العائدات - الأملاك البحرية وغيرها العائدة للدولة- وهذا أمر ممكن، فكما تمّ تحصيل نحو 370 مليون دولار سنويًا عبر المرافق التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل، يمكن تأمين حاجات الدولة من دون التعرّض والضغط على الطبقات الشعبية عمومًا.
كلام جشي جاء، خلال رعايته حفل افتتاح المهرجان الاحتفالي "القرية المحمدية" الذي أقامه حزب الله لمناسبة ولادة الرسول الأكرم محمد (ص) وولادة الإمام الصادق (ع)، وذلك في حديقة بلدة الشهابية الجنوبية، بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.
وأكد جشي أننا لا نوافق على أي موازنة يتحمّل عموم الناس العبء الأكبر منها عبر إقرار نظام ضريبي يتساوى فيه جميع المواطنين، بل نحن ندعو إلى التدرج الضريبي ورفعها على الكماليات من دون المساس بالحاجات الضرورية لكل الناس.
وفي ما يتعلق بأزمة انتخاب رئيس للجمهورية، قال جشي إنّ :"شركاءنا في الوطن مدعوون إلى مقاربة ملف انتخاب رئاسة الجمهورية بواقعية ومسؤولية وطنية، ومن غير المقبول الاعتماد على المبادرات الخارجية المشكورة وحدها". وسأل: "ما هو المانع من تشاور الكتل الأساسيّة وغيرهم من أجل الوصول إلى انتخاب رئيس يطمئن الفريقين المتنافسين؟"، موضحًا: "لأن أي منهما لن يستطيع حسم الأمر لوحده، ولا يجوز أن يبقى البلد على حافة الانهيار الشامل أمام أعين الجميع، وهل يوجد في الدستور ما يمنع التشاور والتلاقي، وهل في ذلك مخالفة دستورية؟ "...
وقال جشي: "إننا نعلم جميعًا، وبوضوح، أنّ لبناننا العزيز لا يمكن أن يحكم بمنطق الغلبة لأي فريق، والتجارب السابقة أثبتت ذلك، ولذا المطلوب التخلي عن المتاريس السياسية والتلاقي لوقف الانهيار، وانتخاب رئيس وانتظام عمل المؤسسات، والشروع بالإصلاحات المطلوبة لبناء دولة قوية وعادلة". ولفت جشي إلى أنّ البعض في لبنان يرى في الوجود السوري خطرًا على الكيان اللبناني، فإذا كان الكيان مهددًا، ألا يجدر بنا التلاقي لدرء المخاطر التي تحيط ببلدنا؟!
ورأى النائب أنّ الكلام عن الفيدرالية، والذي يخفى خلفه التقسيم المقنع، لا يخدم البلد في ظل التحديات التي تعصف بالمنطقة، ووسط محاولات الأميركي والإسرائيلي إضعاف دور وموقع لبنان الجيوسياسي لمصلحة الكيان الصهيوني الغاصب. وشدّد جشي على أنّ المقاومة، اليوم، تمثّل عامل ردع أساسي للعدو الصهيوني من محاولة الاعتداء على لبنان، وتمثل عنصر قوة لمصلحة البلد، لا سيما أنّها حرّرت القسم الأكبر من أرضنا المحتلّة في العام 2000، وحرّرت الجرود في السلسلة الشرقية العام 2017 إلى جانب الجيش اللبناني الوطني.
وأردف أنّ استماع البعض من شركائنا للأميركي وإنجرار البعض الآخر خلف الأميركي الماكر والمخادع للتخلي عن المقاومة التي تمثل عنفوان وكرامة الوطن وضمانة لحفظ البلد وثرواته، ورفع شعار التخلي عن المقاومة لوصول إلى رئاسة الجمهورية، يرتكب خطيئة وخيانة بحق الوطن والشهداء الذين قضوا دفاعًا عنه. وعليه، فمن يرفع هذا الشعار، فهو يقدّم -من حيث يعلم أو لا يعلم- خدمة مجانية للأميركي وللعدو الصهيوني الغاصب، ويجعل لبنان لقمة سائغة أمام أطماع العدو الإسرائيلي التوسعية وطبيعته العدوانية.
وأشار النائب جشي إلى أنّ الأميركي، ومن خلفه الإسرائيلي، يريد من خلال حصاره الاقتصادي على لبنان أن يحقق ما لم يتحقق في عدوان تموز 2006، وهذا لن يحصل بإذن الله تعالى، وسيسقط هذا الحصار عاجلًا أم آجلًا أمام وعي وبصيرة وصبر شعبنا وثباته في هذه المواجهة. وختم بالقول إنّ المراهنين على الأميركي، في الداخل والخارج، إنّما يراهنون على سراب، وهناك كثير من الدول والجهات التي راهنت على الأميركي وخاب أملهم، وآخر شاهد على ذلك ما حصل في أرمينيا منذ أيام معدودة.