لبنان
الحزب القومي: لتلبية دعوة الرئيس برّي للحوار
شدّد عميد القضاء، في الحزب السوري القومي الاجتماعي، ريشار رياشي على ضرورة أن يلبي الجميع الدعوة إلى الحوار التي أطلقها رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ومن دون شروط مسبقة، لانتخاب رئيس له تاريخ وطني ومواقفه واضحة ومعروفة، ويملك قدرة على التواصل والحوار مع الجميع في الداخل والخارج لإخراج لبنان من أزماته.
أتى هذا الحديث، خلال افتتاح مديرية سحمر التابعة لمنفذية البقاع الغربي في الحزب السوري القومي الاجتماعي، "حديقة الشهداء" عند مدخل بلدة سحمر، وذلك بنصب يخلّد ذكرى شهداء المديرية.
وأضاف رياشي: "نقف، اليوم، في حضرة شهداء سحمر وفي حديقة شهداء سحمر، لعلنا نفهم القليل من حقهم علينا وهو كثير. فالشهادة أقصى درجات العطاء لمن يضحي في سبيل عزة وطنه وكرامة أبنائه والدفاع عنه في مواجهة عدوّ الأمة التاريخي الكيان الصهيوني الغاصب، كما يهود الداخل". وتابع: "لبنان انتصر بمقاومته وشهدائه وشهداء سحمر الذين نراهم أمامنا في هذه الحديقة، إمّا صخورًا راسخة في الأرض وإمّا أشجارًا شامخة تمتدّ جذورها إلى الشام وفلسطين والعراق، وكلّ أرجاء الأمّة، وعمرها من عمر الزمن.. فوالله لن يمحوَ ذكراهم أحد".
ورأى رياشي أنّ: "لبنان يمرّ في مرحلة خطيرة وأزمات متراكمة مالية واقتصادية وخدميّة وحرب اقتصاديّة تشنّها الولايات المتحدة الأميركية بهدف إخضاع لبنان، فتصدّر إلينا الأزمات من ثورات وهمية كاذبة وأزمات مالية مفتعلة وانفجار أليم لمرفأ بيروت أصاب كلّ اللبنانيين.. وبدلاً من البحث عن الحقيقة استعمل القضاء للاقتصاص وتوجيه التهمة باتجاه محدّد لخلق فتنة وحرب أهلية؛ فضلاً عن الضغوط الهائلة التي يتعرّض لها لبنان نتيجة حجم النزوح ومنع النازحين من العودة إلى ديارهم باعتداء واضح على السيادة من خلال محاولة الاستثمار بهم، وتحريض الفلسطينيين على الاقتتال".
وأكد رياشي أنّ: "المؤامرة واضحة وتهدف إلى تفكيك البلد وتقسيم المنطقة، فطروحات الفدرلة والتقسيم لن تمرّ، كذلك ما يُروّج له من مشاريع لتفكيك وحدة العائلة تحت شعار الحرية الفردية من خلال الترويج للحق بالمثليّة والشذوذ المرفوضين بالمطلق لعاداتنا وتربيتنا ومجتمعنا وديننا وأخلاقنا".
وقال: "بدلاً من أن يسارع الجميع إلى انتخاب رئيس للجمهورية، في أسرع وقت ممكن، نرى بعضهم يتلهى بمواضيع الهدف منها حرق الوقت الذي لا يملك ترفه أحد. فما يُطرح في هذا التوقيت من مشاريع مشروط إقرارها بانتخاب رئيس؛ فلا بدّ من التأكيد بأنّ الدستور كلّ متكامل، وبأن الوحدة الوطنية هي قدس الأقداس والمطلوب المحافظة على الدولة وإلغاء الطائفية وإصدار قانون انتخاب عصري خارج القيد الطائفي لا يشبه القانون الحالي الهجين الذي كرّس الطائفية والتفكك وجلب الويلات على البلد. كما نؤكد على تحقيق الإنماء المتوازن وإعادة العلاقات المميزة مع سورية - هذه هي أولويات حزبنا وأولوياتكم- وبعد هذه الأولويات تأتي اللامركزية الإدارية المنصوص عنها أيضاً في الدستور".
وشدّد رياشي على ضرورة أن يلبي الجميع الدعوة إلى الحوار التي أطلقها الرئيس نبيه برّي، ومن دون شروط مسبقة لانتخاب رئيس له تاريخ وطني ومواقفه واضحة ومعروفة، ويملك إمكان التواصل والحوار مع الجميع في الداخل والخارج لإخراج لبنان من أزماته.
بدوره، قال عضو هيئة منفذية البقاع الغربي أنطوان سلوان: "شهداؤنا يمثّلون أول انتصاراتنا الكبرى، انتصارات معنى الحياة على مجرّد الوجود، انتصارات أنّ الحياة في مبادئها ومُثُلها وغاياتها، وليست في مجاريها الاعتيادية. إنهم يمثّلون انتصاراً كبيراً لإرادتنا وعزيمتنا على الأوضاع وعلى العراقيل والصعوبات وعلى الإرادات المعاكسة".
من جهته، رئيس بلدية سحمر الحاج حيدر شهلا تحدّث بالمناسبة فقال: "شعب المقاومة هو هذا بحق، فهؤلاء الشهداء صعدوا إلى السماء وهذا سرّهم، سرّ الشهداء إنهم صنعوا ثقافة الحياة".
يُذكر أنّه إلى جانب عائلات الشهداء وأبنائهم حضر: وفد مركزي من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ ناموس مجلس العمداء نزيه روحانا ورياشي وعميد الدفاع علي عرار وعضو هيئة الدفاع الدكتور نضال منعم، إضافة إلى منفذ عام البقاع الغربي وسام غزالي، منفذ عام راشيا كمال شموط، أعضاء هيئة منفذية البقاع الغربي عمر الجراح، أنطون سلوان، هشام توما ومحمد زغلوط، عضو هيئة منفذية زحلة عماد الحدري، مدير مديرية سحمر غسان قمر، مدير مديرية مشغرة محمد مهدي، مدير مديرية الغربي هادي توما، وعدد من أعضاء هيئات المديريات وجمع من القوميين والمواطنين.
كما حضر الافتتاح: الشيخ حسن أسعد ممثلاً عن حركة أمل، قاسم قمر ممثلاً عن حزب الله، رسمي وهبي ممثلاً حزب الاتحاد، رئيس بلدية سحمر الحاج حيدر شهلا، مخاتير بلدة سحمر ياسر الخشن وبلال منعم وحسن أبو طالب، عباس قمر ممثلاً ملتقى سحمر أحلى، وفاعليات تربوية وثقافية وإعلامية واجتماعية، طلبة وأشبال، وأهالي المنطقة.
بعد ذلك، أُزيح الستار عن النصب التذكاري لحديقة شهداء مديرية سحمر.
إقرأ المزيد في: لبنان
09/11/2024