لبنان
باسيل: منطق الحوار يفرض نفسه إذا أردنا الخروج من الفراغ والانهيار
اعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، أنّ الأولويّات الرئاسية هي خارطة إنقاذ، داعيًا للتحاور حولها والالتزام بما يُتّفق عليه، كما يقوم التيار الوطني الحر بذلك مؤخرًا مع حزب الله.
وخلال حفل إطلاق الولاية الجديدة لرئاسة التيار، دعا باسيل إلى "حوار حقيقي. وإلاّ لن نشارك فيه"، مشيرًا إلى أنّ الحوار هذا يكون "حوارًا غير تقليدي وخارج طاولة مستديرة ورئيس ومرؤوس، حيث يمكن أخذ شكل مشاورات وتباحث ثنائي وثلاثي ومتعدّد الأطراف، من رؤساء الأحزاب أصحاب القرار، وليس من ممثلين عنهم، وبمكان محصور وزمان محصور وموضوع محدّد، يوصل لانتخاب رئيس إصلاحي بمواصفات إصلاحية على أساس البرنامج الإصلاحي المتّفق عليه".
ولفت باسيل إلى أنّ "الجواب على كل الهواجس والأسئلة موجود بورقة الأولويّات الرئاسية التي كتبناها من سنة، وتعني أنّ برنامج الرئيس أهم من شخصه، خاصةً إذا كان هذا الشخص، كما هو حالنا اليوم، لا يتمتّع بالحيثية التمثيلية الذاتية، وعلينا التعويض عنها بدعم نيابي وشعبي. من هنا يجب التخلّي عن منطق الفرض، والانتقال لمنطق التحاور والتفاهم".
وتابع "لا فريق الممانعة قادر على فرض رئيس لا يمثلّنا ولا يمثّل وجداننا وأناسنا، وثبت أنّ هذا مستحيل فرضه لا من الخارج ولا من الداخل. بنفس الوقت، فريق المعارضة لا يمكنه أن يفرض على فريق الممانعة رئيسًا يتحداه ويبرّر له مخاوفه، ومن الأساس هذا مستحيل. وهنا منطق الحوار والتفاهم يفرض نفسه إذا أردنا الخروج من الفراغ والانهيار".
ورأى باسيل أنّه "إذا كان الغرب يُريد فرض رئيس بخلاف الدستور، خدوا منه على الأقل التزامًا علنيًا برفع الحصار عن لبنان والأهم بآلية واضحة ومسبقة لإعادة النازحين إلى بلدهم (سورية)، كما نطالب نحن مسبقًا باللامركزية والصندوق مقابل مرشّحهم".
وأضاف "لنتعهّد علنًا أنّه في حال تعذّر علينا، بسبب ضيق الوقت، إقرار قانوني اللامركزية الموسّعة والصندوق الائتماني قبل الانتخابات الرئاسية، أن نلتزم بإقرارهم كأولوية بالعهد الجديد"، معتبرًا أنّ قانوني اللامركزية الموسّعة والصندوق الائتماني "حماية حقيقية لوحدة لبنان وتحقيق فعلي للتنمية والازدهار".
إلى ذلك، شدد باسيل على أنّ "الكيان الفريد هو التمّسك بلبنان الكبير"، مشيرًا إلى أنّه "لا يمكننا أن نحافظ على وطننا إذا هاجر كل شعبنا وتم استبدالنا بشعوب أخرى ولو كانت جارة وشقيقة، ولهذا فموضوع النزوح واللجوء أطلقنا عليه مسى خطر كياني، وواجبنا أن نواجهه بقساوة وبرفض حاسم مهما كانت الكلفة".
وحول المناسبة، أشار باسيل إلى أنّ اللقاء هو "تحت عنوان "تجديد الثقة"، وهذا معنى التزكية للمرّة الثالثة (في رئاسة التيار)، لأن التيّار الذي لديه حريّة الخيار، حدّد خياره، وخياره هو ثقة بمساري وبخياراتي التياريّة والوطنية ودعوة لي لمواصلة نفس المسار. وأنا أجدّد اليوم التزامي نفسه دون أي تراجع أو تنازل أو تعب".
وتابع "إذا كان لدى أحد رأي مختلف، فحقه بالاختلاف أو الاعتراض مقدّس، ولكن ضمن بيت التيّار وآليّاته، لا بالصالونات ولا بالإعلام، وحين يصدر القرار الكلّ يجب أن يلتزم فيه، ومن لا يلتزم يكون قد وضع نفسه خارج النظام وتحت المساءلة والمحاسبة وصولًا لأنّ يضع نفسه خارج التيّار".