لبنان
باسيل ينسحب من دعم مبادرة الرئيس بري.. وهدوء حذر في عين الحلوة
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على أنّ مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب نجحت بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة بعد ظهر أمس بقي صامداً حتى ما بعد منتصف الليل، مع بعض الانتهاكات المحدودة، وذلك عبر تحميل الفصيلين الرئيسيين حركة "فتح" وحركة "حماس" مسؤولية تثبيت وقف النار، وبقيت قضية إجرائية عالقة تتصل بقدرة الفصيلين على ضمان إخلاء المدارس، التي يشكل الخروج منها نوعاً من التسليم بعدم العودة للقتال، نظراً لمواقعها المؤثرة قتالياً، أما الأمر السياسي الذي بقي عالقاً، وبقي معه الجمر تحت الرماد فهو عدم التوصل إلى حل في قضية تسليم المطلوبين. ومن المتوقع أن يشهد اليوم استمرار الاتصالات والمساعي أملاً بحلحلة القضايا العالقة، فيما قالت مصادر فلسطينية إن جدية تعاون "فتح" و"حماس" تستطيع ضمان التهدئة في المخيم.
وأشارت الصحف إلى كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في البترون عشية أول أمس حيث كان لافتًا انسحابه من الموقف الداعم لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسات حوار محدّدة بسبعة أيام في مجلس النواب تحت عنوان الرئاسة فقط، تليها جلسات انتخاب متتابعة، حيث علّق فور صدور المبادرة مؤيداً بقوله، هذا ما كنا ندعو إليه، وتبعه عدد من نواب التيار بمواقف التأييد. بينما جاء كلام البترون تصعيدياً دون تفسير حيث وجه باسيل سهام التشكيك لمبادرة بري، واضعاً الدعوة في كفة موازية لرفضها، وفق توصيف يقول إن الفريقين يقفان عند محاولة تمرير مقاربة فئوية للاستحقاق الرئاسي. وردّ المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل على كلام باسيل، بهجوم عنيف، تناول باسيل والرئيس السابق ميشال عون، وصولاً للقول إن ما ينطبق على قول باسيل هو كاد المريب في التعطيل أن يقول خذوني.
"الأخبار": برّي يجمّد الحوار بانتظار لودريان
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي كتبت: "سريعاً، تبدّدت الأجواء الإيجابية التي سادت الأسبوع الماضي حيال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى حوار «الأيام السبعة» تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة. وسادت خلال الساعات الماضية الأجواء السلبية، بالتزامن مع عودة السجال والتوتر على خط العلاقة بين «حركة أمل» و«التيار الوطني الحر».
وبدت حركة «أمل» منزعجة من ما أسمته «التصعيد الذي بادر إليه رئيس التيار النائب جبران باسيل». وقالت أوساط «أمل» إنه بعدما أعطى باسيل انطباعاً بالتجاوب مع الدعوة، أتت كلمته خلال عشاء هيئة قضاء البترون غير مطابقة لهذا الانطباع» الذي ارتاحت له عين التينة بداية. ووصفت الأوساط نفسها تصريحات باسيل بأنها «حائط سدّ» في وجه المبادرة، ما استدعى رداً من المعاون السياسي لبرّي النائب علي حسن خليل الذي اعتبر أن «باسيل انقلب على المبادرة بعدَ أن شعر بحجم التجاوب الكبير معها»، متهماً إياه بأنه «يريد تعطيل الحوار، لذا بدل ترحيبه بالمبادرة، انتقل إلى نغمة الشروط والأولويات وإثقال المهمة بنقاش عبثي».
أوساط قيادية في التيار استغربت قراءة «أمل» لخطاب باسيل، وقالت إن الموقف من الحوار كان دائماً إيجابياً من قبل التيار، لكنّ التيار يحتاج كما غيره من اللبنانيين إلى ضمانات بأن يقود الحوار إلى نتيجة عملانية، وأن المهم هو البحث في آلية للحوار تنتج تفاهماً على إجراء الانتخابات بعيداً عن الضغوط. وأنه يمكن للبنانيين التوصّل إلى اتفاق بمساعدة الخارج. وأضافت الأوساط القيادية في التيار أن الحوار القائم مع حزب الله يستهدف ضمناً التوصّل إلى صيغة تخصّ العنوان الرئاسي.
ويأتي هذا الجو ليعزز السلبية التي تعاطت بها بعض قوى المعارضة مع الدعوة، تحديداً حزبَي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، فضلاً عن انقسام التغييريين، ما دفع رئيس المجلس إلى «تجميد دعوته إلى حين وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل»، خاصة أن بري «كان يشترط مشاركة كل الكتل النيابية في الحوار حتى لا يكون مبتوراً». وقالت المصادر إن «بري كان يقصد مساعدة لودريان الذي حاول استدراج قوى المعارضة إلى الحوار كممر لجلسات الانتخابات، لكنّ مسعاه أُحبط كما حصل مع الموفد الفرنسي»، مستغربة كلام باسيل الذي ربما يكون مرتبطاً «بتباعد المواقف بينه وبين حزب الله في ما يتعلق بمناقشة مشروع اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة»، حيث إن «حزب الله الذي أبدى تأييداً للّامركزية، لديه اعتراضات كبيرة تتعلق بتقسيم الأقضية والصلاحيات المالية والأمنية التي ستُعطى لها»".
"البناء"| باسيل ينسحب من دعم مبادرة بري... وخليل يردّ: كاد المريب في التعطيل يقول خذوني
من جهتها صحيفة "البناء" رأت أنّ "مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب نجحت بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة بعد ظهر أمس بقي صامداً حتى ما بعد منتصف الليل، مع بعض الانتهاكات المحدودة، وذلك عبر تحميل الفصيلين الرئيسيين حركة فتح وحركة حماس مسؤولية تثبيت وقف النار، وبقيت قضية إجرائية عالقة تتصل بقدرة الفصيلين على ضمان إخلاء المدارس، التي يشكل الخروج منها نوعاً من التسليم بعدم العودة للقتال، نظراً لمواقعها المؤثرة قتالياً، أما الأمر السياسي الذي بقي عالقاً، وبقي معه الجمر تحت الرماد فهو عدم التوصل إلى حل في قضية تسليم المطلوبين. ومن المتوقع أن يشهد اليوم استمرار الاتصالات والمساعي أملاً بحلحلة القضايا العالقة، فيما قالت مصادر فلسطينية إن جدية تعاون فتح وحماس تستطيع ضمان التهدئة في المخيم.
رئاسياً وسياسياً، كان لافتاً في كلمة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في البترون عشية أول أمس انسحابه من الموقف الداعم لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسات حوار محدّدة بسبعة أيام في مجلس النواب تحت عنوان الرئاسة فقط، تليها جلسات انتخاب متتابعة، حيث علّق فور صدور المبادرة مؤيداً بقوله، هذا ما كنا ندعو إليه، وتبعه عدد من نواب التيار بمواقف التأييد. بينما جاء كلام البترون تصعيدياً دون تفسير حيث وجه باسيل سهام التشكيك لمبادرة بري، واضعاً الدعوة في كفة موازية لرفضها، وفق توصيف يقول إن الفريقين يقفان عند محاولة تمرير مقاربة فئوية للاستحقاق الرئاسي. وردّ المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل على كلام باسيل، بهجوم عنيف، تناول باسيل والرئيس السابق ميشال عون، وصولاً للقول إن ما ينطبق على قول باسيل هو كاد المريب في التعطيل أن يقول خذوني.
رئاسياً أيضاً كان كلام النائب السابق وليد جنبلاط في استقبال البطريرك الماروني بشارة الراعي، في ذكرى مصالحة الجبل، اعتبر فيه أن الرئاسة رهينة اتفاق أميركي إيراني، من خلال توجيه أسئلة للوسيط الأميركي في ملف النفط والغاز عن ترسيم حقل بعبدا الرئاسي، ومثلها لوزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان عن تسهيل انتخاب الرئيس.
ولليوم الثاني على التوالي تواصلت الاشتباكات المسلحة والكرّ والفرّ بين حركة «فتح» والمجموعات المتطرّفة في مخيم عين الحلوة على محور البركسات والتعمير والطوارئ، أدّت الى عدد من الإصابات، وذلك بعد انهيار الهدنة واتفاق وقف إطلاق النار الذي حصل الشهر الماضي.
وأدّى الرصاص الطائش الذي طاول بعض أحياء مدينة صيدا، الى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه، حيث تمّ نقله الى مستشفى حمود في صيدا، وخضع لعملية جراحية في الرأس.
وكانت إحدى قذائف الاشتباكات سقطت على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب بأضرار جسيمة في سطح المبنى وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا. وقد وجّه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا نداء عاجلاً لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا.
ويشير مصدر رسمي فلسطيني مطلع يشارك في المفاوضات لوقف إطلاق النار، لـ»البناء» إلى أن عودة الاشتباكات، سببها رفض المسلحين تسليم قتلة «العرموشي». ويلفت إلى أن «المجموعات المتطرفة تلقت دعماً خارجياً للسيطرة على المخيم بعد عودة داعش إلى الواجهة في أكثر من ساحة في المنطقة، وكان الاعتقاد أن اغتيال العرموشي يضرب معنويات حركة فتح ويلغي دورها في المخيم، لكنها تفاجأت بأن الحركة استوعبت الضربة وخاضت مواجهة وصدّت المسلحين».
ويحذّر المصدر من مشروع للسيطرة على المخيم، ما يؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة وينعكس على بقية المخيمات وبؤر التوتر الأمني في لبنان، لكن فتح لن تسمح بذلك وستعمل للقضاء على الحالة المتطرفة ولن تنتهي المعركة قبل تسليم المسؤولين الثلاثة المعروفين عن مقتل العرموشي». ويكشف عن دخول مسلحين وسلاح وأموال للمجموعات المتطرفة في المخيم.
وأعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا الالتزام في تثبيت وقف إطلاق النار. مشيرة الى أن «قرار هيئة العمل المركزية بتعزيز القوة المشتركة من الأطر السياسية الوطنية والإسلامية للقيام بالمهام الموكلة إليها».
وحتى ساعة متأخرة من ليل أمس ساد الهدوء الحذر في المخيم خرقه بعض الطلقات النارية. لكن مصادر ميدانية لفتت لـ»البناء» الى أن المعركة لم تنتهِ، وهناك جولات قتال جديدة خلال أيام قليلة. وكشفت مصادر «البناء» أن قيادة فتح أبلغت هيئة القوة المشتركة إصرارها على تسليم قتلة العرموشي حفاظاً على أمن المخيم.
وأكد قائد الجيش العماد جوزاف عون، خلال رعايته حفل إعلان جرود عرسال ورأس بعلبك خالية من مخلّفات الحرب أنّ «انتشارنا هنا على طول الحدود، تتخلّله صعوبات كثيرة، سواء طبيعة المنطقة الجغرافيّة أو نقص العديد، لكنّ عسكريّينا يبذلون قصارى جهودهم لحمايتها ومنع عمليّات التّهريب والنزوح غير الشرعي»، مبيّنًا أنّهم «يتعرّضون لشتّى أنواع الشّائعات والاتهامات بالتّقصير، فيما الحقيقة تثبتها الوقائع اليوميّة بالجهود الجبّارة الّتي تقوم بها الوحدات المنتشرة على الأرض». ودعا كلّ مشكّك إلى «زيارة الحدود والاطّلاع ميدانيًّا على الوضع الّذي ينذر بالأسوأ قريبًا. فكفى تنظيرًا واتّهامات باطلة، وليقفوا خلف الجيش، لأنّه كان صمّام الأمان للبنان وسيبقى كذلك، ولن يحيد عن قسمه وواجباته».
في غضون ذلك، تترقب الأوساط السياسية عودة مبعوث الرئاسة الفرنسية جان ايف لودريان الى لبنان، على مسافة حوالي أسبوع من اجتماع اللجنة الخماسية لأجل لبنان في العشرين من الشهرِ الحالي على مستوى وزراء الخارجية في نيويورك. ومن المقرّر أن يعقد لقاءاته يومي الثلاثاء والأربعاء ثم يغادر لبنان الخميس المقبل.
وينتظر رئيس مجلس النواب نبيه بري ما سيحمله لودريان من اقتراحات للبناء على الشيء مقتضاه، ورجحت أوساط نيابية لـ»البناء» أن يوجه الرئيس بري دعوة للكتل النيابية للحوار في مجلس النواب بعد زيارة لودريان، وبالتالي سيتأخر الحوار الى ما بعد منتصف الشهر الحالي.
وفيما علمت «البناء» أن أغلب الكتل النيابية أبلغت الرئيس بري استعدادها للمشاركة في الحوار، يصرّ حزبا القوات والكتائب اللبنانية على مقاطعة الحوار، فيما ينقسم تكتل التغيير بين المشاركة من عدمها، ولفتت أجواء حزب «القوات اللبنانية» لـ»البناء» الى أنه «لن يشارك في الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري لعدم اقتناعه بجدوى هذه الحوارات» ومشيراً الى «أن انعقاد الحوار من دون القوات والكتائب لا يشكل إحراجاً للقوات، فلكل طرف حق المشاركة لكن لن نغطي حواراً لانتخاب مرشح الممانعة».
وعن موقف «القوات» من جلسات الانتخاب ولمن ستصوّت بعد انفراط عقد فريق التقاطع على جهاد أزعور، أوضحت أن «القوات ستحدّد موقفها من أي جلسة يدعو اليها رئس المجلس لانتخاب رئيس في الوقت المحدد وقبل موعد الجلسة، لكن حتى الساعة الحزب الاشتراكي والتيار يعلنان دعم أزعور رغم الحوار مع الحزب، وأي تغيير على موقف الاشتراكي لا يلزمنا ولكن لن يؤثر على العلاقة مع القوات».
وعما اذا أدى الحوار الى التوافق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لفتت المصادر الى أننا «سنعمل أي شيء لمنع وصوله الى بعبدا بكافة الطرق الدستورية والسياسية، لكن لا يمكن أن يعطل الرئيس بري وفريق الممانعة النصاب لسنة وعندما يؤمن الأكثرية لمرشحه يدعونا الى جلسة».
وفي سياق ذلك، لفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى أن «الرئيس نبيه بري شاطر في البهلوانيات، والسؤال الأساسي هو: الحوار حول ماذا؟ لبنان يعيش فراغاً في سدة الرئاسة يقترب من إنهاء عامه الأول، وهذا يعالج بالانتخاب وفق ما ينص عليه الدستور».
في المقابل اعتبر رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أن «الشراكة بذاتها تقتضي الحوار والانفتاح والتفاهم وقبول الآخر، من منطلق الحفاظ على الشراكة والمصلحة الوطنية، بعيداً عن إملاءات وتدخلات الخارج، التي لا تتحقق معها المصلحة الوطنية والسيادة والاستقلال». وسأل «ما الذي يمنع من الاستجابة لدعوة الحوار التي أطلقها رئيس المجلس النيابي، ويدلي كل فريق معنيّ بدلوه. اتقوا الله أيها المسؤولون بحفظ الوطن وسيادته».
في غضون ذلك، وفيما كان الرهان على نجاح الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر حول مطالب رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وتسويق نتائجه عند حركة "أمل" لجهة اللامركزية المالية الموسعة والصندوق الائتماني، انفجرت على خط "أمل" و"التيار"، الأمر الذي قد يهدّد مشاركة التيار بالحوار وبالتالي يقلص فرص انتخاب رئيس للجمهورية.
وردّ المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل على كلام باسيل خلال حفل عشاء التيار الوطني الحر، مساء أمس الأول، وأشار خليل في بيان الى أنه «بين زجل العم والصهر… وجولات الأُنْس، تتبدل المواقف بين عشاء وآخر. ليس غريباً على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد أن يبدل ترحيبه بمبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية وينتقل الى نغمة الشروط والأولويات، وإثقال المهمة بنقاش عبثي ليس الا لتطيير الحوار وحرفه عن وجهته. وبعد أن شعر بحجم التجاوب الكبير مع المبادرة والتي خلقت دينامية مؤيدة للنهج الحواري ولدور الرئيس بري فيه، انتقل بالأمس الى تحليل خلط فيه عن سابق تهور الامور ببعضها، وافترض التضارب بين الدور الفرنسي والمبادرة، لينتقم من الإيجابيات التي تولدت في البلد. وكاد يقول كما المريب خذوني لتعطيل الحوار».
وأضاف: «ليغطي انقلابه على ما كان يفترض انها قناعاته الوطنية والسياسية وتحالفاته، الى تقاطع المصالح الضيقة التي أخّرت وعقّدت وما زالت الوصول الى انتخاب الرئيس العتيد. وعلى مقلب نشيد البطولات الوهمية الذي يكرّره بوقاحة في التدقيق الجنائي وهو الذي فضح اولاً ممارساته ومسؤوليته، وأدانه ببحر من مليارات الفساد والإدارة السيئة له ولمستشاريه من الوزراء التابعين، والعقود المشبوهة من البواخر الى الفيول وصولاً الى الهندسات التي تبنّاها زلينسكي العم واقتراحه والصهر معه خلافاً لكل الادعاءات التجديد بدلاً من التمديد لحاكم البنك المركزي والمحاضر تشهد… وللحديث تتمة».
الى ذلك، جال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وشيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى أمس في الجبل، وتوج الراعي جولته هذه في قصر المختارة، حيث كان في استقباله وأبي المنى، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط.
وأكد الراعي ان «هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين، ولا مصالحة من دون مصارحة». وأشار إلى أن «لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة وقد أصبح غريبًا عن ذاته».
من جانبه، قال جنبلاط إن «المصالحة في الجبل تكرّست على الرغم من بعض أصوات النشاز التي تعمل على نبش القبور وفي أدبياتنا الشهداء كلهم شهداء الوطن دون تمييز». وتوجّه للراعي بالقول «نقدر عالياً كل الجهود المحلية والعربية التي تقومون بها لحل معضلة الرئاسة ونحيي عالياً تأييدكم لدعوة الحوار». وسأل «هل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيد هوكستين وهل يمكن تسهيل انتخاب الرئيس يا سيّد عبد اللهيان»؟.
"النهار": الجبل يجدّد مصالحته ورسالة جنبلاطية "نارية"
بدورها، كتبت "النهار": "اذا كان السعي الأساسي من احياء ذكرى المصالحة المسيحية – الدرزية التي ولدت عام 2001 على يدي البطريرك الماروني الراحل مار نصرالله بطرس صفير والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، ترسيخ هذه المصالحة وتعميقها في اتجاهات تتجاوز البعد الوطني الى الاقتصادي والاجتماعي، فان يوم الجبل امس كان اختراقا لواقع سياسي ووطني يتسم بالانسداد والقتامة والتدهور واليأس. اذ ان محطات جولة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابي المنى بكل ما حفلت به ولا سيما في بعقلين والمختارة بدت بمثابة رسالة مزدوجة: الوجه الأول منها برسم أهالي الجبل للتشديد على ان المصالحة صارت فعل حياة دائمة وتحتاج الى تطوير في ظل الانهيار والفقر والبطالة والهجرة للحفاظ على الصمود الاجتماعي لأبناء المناطق. والوجه الثاني برسم جميع اللبنانيين للقول بان مصالحة الجبل هي النموذج الأكثر تألقا وتاهلا للوطن برمته خصوصا في ظل المعاناة التي يرزح تحتها جميع اللبنانيين وكل المناطق كما في ظل الازمة السياسية التي تواجه انسدادا مطبقا.
هذه الدلالات جعلت يوم الشوف وبالاصح يوم الجبل حدثا فريدا بذاته. لكن “فرادته” هذه اتخذت منحى أخر مخالفا حين اخترق الزعيم الدرزي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط الجانب الأشد حساسية من هذا التطور بمفاجأة عبر رسالته النارية المقتضبة التي خاطب بها البطريرك الراعي من باحة المختارة التاريخية. رسالة نارية توجه بها بالانتقاد الصارم علنا الى موفدي الولايات المتحدة وايران الى لبنان كما بانتقاد قاس ضمنا الى من ساد الاعتقاد بانه يقصد به رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لموقفه الأخير من موضوع الحوار. ولعل اللافت في هذا السياق ان البطريرك الراعي الذي سمع موقف جنبلاط بانتباه تام كما قبله موقف شيخ العقل المؤيد بوضوح للحوار، تجنب في المحطتين تناول ملف الحوار وحصر مواقفه بمناسبة حضوره الى الجبل .
ففي محطة المختارة من يوم الجبل خاطب جنبلاط البطريرك قائلا أنَّ “المصالحة تكرّست بالرغم من أصوات النشاز من هنا وهناك، والتي تصرّ على نبش القبور وتنسى صفحات العيش المشترك المجيدة للجبل والوطن”، وأضاف: “في أدبياتنا، كلّ الشهداء هم شهداء الوطن دون تمييز من أي جهة كانت، وفي ما نسمعه من نظريات ليس هناك أغبى أو أسخف لكن أخطر ممن ينادون بالفراغ، ولا يسهّلون موضوع الانتخابات الرئاسية”. وقال: “في نسخة أخرى من النظريات حول ما يسمى مواصفات الرئيس، وكأنَّ المطلوب أن يتعلّم المجلس النيابي دروساً في النحت أو الخياطة، فعندما تريد الدول حلّ الأمور تحلّها” ولفتَ إلى أنَّ “يأتينا وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبد اللهيان بالتزامن مع زيارة رجل “الترسيم” آموس هوكشتاين وكليهما صرّحا بتأييدهما لإنجاز الانتخابات الرئاسية، ممتاز، كيف؟، فهل يمكن ترسيم حقل بعبدا يا سيّد هوكشتاين وهل يمكن تسهيل الانتخابات يا سيّد عبداللهيان؟ وتحديد الصندوق السيادي الجديد مع الدول المعنية والقادة المحليين، سؤال مجدداً من مراقب بعيد”.
بدوره، أكّد الراعي أنَّ”هذا اليوم تاريخيّ وأتينا لكي نُحيي مرة أخرى المصالحة التي قمتم بها مع البطريرك صفير وأردتما أن تشمل جميع اللبنانيين، ولا مصالحة من دون مصارحة” وأشار إلى أنه “لا يمكن أن يستمر لبنان في هذه الحالة وقد أصبح غريبًا عن ذاته، ولم نهتد حتى الآن إلى حلول وطنية وبذلك فالأمور تتفاقم” متوجّهاً لجنبلاط بالقول: “أنت حامي هذا التاريخ مع نجلك وتحافظ عليه وعلينا أن نحمل هذا الهم، والمسيرة بدأناها معاً ونكملها يداً بيد للعمل معاً من أجل وحدة الوطن وشفائه والمصالحة أن تشمل كلّ لبنان”.
وكانت الجولة بدأت في دارة شيخ العقل في شانيه، وشملت بلدة الباروك ثم المكتبة الوطنية في بعقلين حيث توجه أبي المنى للبطريرك الراعي بالقول: “زيارتكم اليوم خطوة مباركة إذ إنّها زيارة تأكيد على نهج المصالحة وتجديد لمسيرة العمل المشترك من أجل نهضة الجبل وتطلّعات الوطن في ظلّ التحديات الكثيرة .مصالحة الجبل التاريخيّة لم تكن ورقة تفاهم موقّعة من زعيم وبطريرك وشيخ وشهود بل كانت عهد الحكماء والأبطال الرجال وكانت عهداً من القلب إلى القلب يقول إنّ الجبل تاريخ والتاريخ لا يُمحى بحادثة هنا ومواجهة هناك”، سائلاً: “لماذا لا نتّحد لتعزيز الأمل بالمستقبل في ظلّ انهيار الدولة؟ ألا يستوجب الأمر مصالحة من نوع آخر؟ مصالحة على شكل مبادرات عمليّة لبناء المؤسسات وإقامة المشاريع المنتجة… ألا يجدر بنا أن نضع خطة استراتيجيّة للنهوض والاعتماد على أنفسنا؟”.
وفي ما يتعلّق بالاستحقاق الرئاسي، أشارَ أبي المنى إلى أنَّ “الحوار سبيل وليس غاية فلماذا لا ندعو إليه ونشارك به لإحداث خرق في جدار التعطيل سعياً إلى جمال التسوية النافعة المجدية؟”.
بدوره، أشارَ الراعي إلى أنَّ “الأساس في لبنان هو الوحدة في التنوّع فنحن معاً نشخّص مشكلتنا، ونبحث عن العلاج لمَا نُعانيه وهذا ما نصبو إليه مع شيخ العقل وذوي الإرادة الحسنة، ولن نتراجع عن هذا العمل لأنّه واجبٌ وطنيّ علينا”، مضيفاً “صحّة لبنان من صحّة الجبل وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً كلمة مصالحة تتطلّب أعمالاً ومبادرات وعلى عاتقنا مسؤوليّة مشتركة لنعمل معاً من أجل وحدة شعبنا وهذا لن أتراجع عنه”.
فرنسا والسعودية
في غضون ذلك أفادت مراسلة “النهار” في باريس رندة تقي الدين انه من المتوقع ان يعقد الفريق السعودي الموجود في باريس المؤلف من مستشار ولي العهد السعودي نزار العلولا والمدير في الخارجية السعودية بندر قطان والسفير السعودي في لبنان وليد بخاري اجتماعات في قصر الاليزيه مع باتريك دوريل المستشار الرئاسي لشؤون الشرق الاوسط والوزير السابق جان ايف لودريان المبعوث الرئاسي للبنان قبل توجه الاخير الى لبنان وبعد محادثات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الهند مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مساء اليوم السبت . وبحسب مصدر فرنسي رفيع لن ينعقد اللقاء بين الفريق السعودي والمسؤولين الفرنسيين الا بعد ان يتم اللقاء السعودي الفرنسي في الهند الذي أعلنت الرئاسة الفرنسية انه سيعقد ظهر اليوم بتوقيت بيروت على هامش قمة العشرين في الهند.
نيران عين الحلوة
في غضون ذلك لم يقتصر المشهد الداخلي على مجريات يوم الجبل، بل انشغلت الأوساط الأمنية والسياسية والديبلوماسية بتقصي الدلالات التي يترجمها الانفجار الحاد المتجدد للقتال في مخيم عين الحلوة حيث صار مؤكدا ان الجماعات الأصولية المتشددة تقف وراء تفجير الاشتباكات لمجموعة اهداف تتصل بمن يحرك هذه الجماعات من داخل الحدود كما من ورائها. وكما كان متوقعا، فان الضالعين في اغتيال القيادي الفتحاوي العميد ابو اشرف العرموشي لم يتم تسليمهم الى العدالة، واندلعت منذ مساء الخميس جولة قتال جديدة في عين الحلوة، وتصاعدت امس الاشتباكات المسلحة بين حركة “فتح” والجماعات الأصولية على محور البركسات التعمير الطوارئ، وقد خفت حدتها حيناً واشتدت أحياناً، حاصدة اكثر من أربعين جريحا. وأدى الرصاص الطائش الذي طاول بعض أحياء مدينة صيدا خلال الجولة الثانية من الإشتباكات في المخيم، الى إصابة عنصر في الأمن العام برصاصة في رأسه. وكانت احدى قذائف الاشتباكات سقطت صباحا على سطح مبنى سرايا صيدا الحكومي، ومكتب تابع للأمن العام فيها ما تسبب باضرار جسيمة في سطح المبنى وتحطم زجاج أحد مكاتب الأمن العام في السرايا .وقد وجه المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا نداء عاجلا لوقف القتال في مخيم عين الحلوة وإخلاء المدارس التابعة للأونروا .
واشارت حركة “فتح” الى أنّ” الاشتباكات في مخيم عين الحلوة تجري مع جماعات تكفيرية” لافتةً الى أنّ “هناك محاولات لحث المسلحين على تسليم أنفسهم”. واوضحت “فتح” أنّ لجنة التحقيق بالاشتباكات “لديها أسماء معروفة” كاشفةً أنّ “المسلحين في المخيم ليسوا فلسطينيين فقط وبينهم جنسيات أخرى”.
وبدوره أكد المسؤول الإعلامي في السفارة الفلسطينية في بيروت، وسام أبو زيد، أنه “من الضروري رفع الغطاء عن التكفيريين ووقف الحملات التي تعطيهم أي نوع من الأحقية بمحاولة الهجوم على مكونات الشعب الفلسطيني، وأي فصيل داخل مخيم عين الحلوة”. وقال “هناك إجماع فلسطيني ولبناني رسمي وحزبي وشعبي بأن هذه الحالة تشكل عبئا على الأمن اللبناني والفلسطيني، وهناك علاقات بين الشرعيتين والشعب اللبناني والفلسطيني والقوى بين البلدين، والكل حريص على أمن المخيم والجوار، بالتالي المطلوب رفع الغطاء عن هذه المجموعات التكفيرية فهم يستهدفون الوجود الفلسطيني بشكل أساسي بهدف إنهاء القضية الفلسطينية والمخيم والوجود الفلسطيني، وهناك إجماع حتى من قبل القوى الإسلامية داخل المخيم التي أدانت الاغتيالات التي ارتكبتها المجموعات التكفيرية”.
وجرت اتصالات كثيفة لاعلان وتثبيت وقف النار اعتبارًا من ساعات المساء حيث تراجعت الاشتباكات ولكن وسط حذر شديد خشية خرق وقف النار في أي لحظة .
علي حسن خليلجان إيف لودريانمخيم عين الحلوة