لبنان
عبد اللهيان: العلاقات بين طهران وبيروت استراتيجية.. ولن نتوانَى عن دعم لبنان
تصوير: موسى الحسيني
أعلن وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أنّ الجمهورية الإسلامية تدعم أي توافق يتم بين السياسيين اللبنانيين، مؤكدًا "أهمية دور حزب الله في لبنان والمنطقة من خلال الدور الذي لعبه في تصدّيه للإرهاب في سورية ولبنان" .
وفي مؤتمر صحفي في السفارة الإيرانية في بيروت خلال اختتام زيارته إلى لبنان أضاف عبد اللهيان: "أثبت قادة المقاومة والسياسيون في لبنان بأنهم يعملون من أجل صون المصلحة الوطنية العليا ويتمتعون بالحنكة والحكمة لإدارة الشؤون اللبنانية"، قائلًا: "ينبغي أن نحترم ونقدر الحوار في لبنان والقرارات السياسية الناتجة عنه. والقادة السياسيون أثبتوا أنهم لا يركنون إلى الإملاءات والضغوطات الخارجية"، مؤكدًا أنّ "الجمهورية الإيرانية لم تتوانَ في دعم لبنان الشقيق جيشًا وشعبًا ومقاومةً".
وتابع: "نرفض أي تدخل خارجي في القرارات التي تتخذها النخب السياسية في لبنان، والجمهورية الإسلامية لم تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية"، لافتًا إلى أنّ "إيران تتابع بدقة التطورات الجارية في لبنان وستستمر بدعمها لمحور المقاومة من أجل الحفاظ على المصلحة الوطنية في مواجهة الاعتداءات الصهيونية، فالعلاقات بين طهران وبيروت علاقات إستراتيجية عميقة وممتازة".
وردًّا على سؤال حول دعم إيران لملف الطاقة في لبنان، قال وزير الخارجية الإيرانية: "تطرقت لمسألة الطاقة في لبنان مع المسؤولين اللبنانيين، وهي بحاجة إلى قرار من الحكومة اللبنانية، وبمجرد أن يُتخذ مثل هذا القرار، فإنّ الجمهورية الإسلامية مستعدة فورًا لإرسال الفرق إلى لبنان لإنشاء المعامل بغية إنتاج الطاقة بقوة 2000كيلو واط".
وأكد عبد اللهيان أنّ "كل الشركات الإيرانية مستعدة لتقديم المساعدة الفنية والهندسية والطبية اللازمة لدعم حالة الإعمار التي يشهدها لبنان. والعقوبات يجب ألا تقف حائلاً بين العلاقات بين البلدين الشقيقين".
وزير الخارجية الإيرانية لفت إلى أنّ: "الولايات المتحدة أعطت وعودًا فضفاضة للبنان بشأن الطاقة، إن كان لناحية الغاز من الأردن أو الكهرباء من مصر، وفي اليوم التالي تحدثوا بعكس ذلك. نحن مع أي مبادرة تصب في مصلحة الشعب اللبناني"، مشيرًا إلى أنّه "لو استجابت الدولة اللبنانية لقبول الهبة الإيرانية منذ سنوات، لكانت قضية الطاقة قد تم حلها الآن، ولكان لبنان يصدر الكهرباء الآن".
وأشار عبد اللهيان إلى أنّ "زيارته إلى لبنان تمت بناءً لترتيبات مسبقة، وكل ما يقال في الإعلام حول التوقيت بين زيارتي وزيارة الوفد الأمريكي غير صحيح".
وبمناسبة ذكرى تغييب السيد موسى الصدر، قال عبد اللهيان: "نسأل الله عز وجل كشف النقاب عن مصير الإمام السيد موسى الصدر وعودته إلى محبيه ووطنه".
لقاؤه مع السيد
وحول لقائه بالأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، قال عبد اللهيان: "سمعت من سماحة السيد حسن كلامًا ملؤه الأمل حول مستقبل هذه المنطقة. ونحن نعتبر أن الاجتماع بسماحة السيد حسن نصر الله والاستماع إلى آرائه والمواقف التي يصدرها يعتد بها على الدوام".
وقال عبد اللهيان: "سمعت من سماحة السيد كلامًا واضحًا وشفافاً حول ما إذا بادر الكيان الصهيوني بأي حماقة، فإن المقاومة باستطاعتها أن تقلب الصفحة بالشكل الذي يكون وبالاً على هذا العدو"، لافتًا إلى أنّ سماحته هو من يجيب على السؤال بخصوص "العلاقات التي تربط حزب الله بدول المنطقة".
انعكاس العلاقات الإيرانية - السعودية على لبنان والمنطقة
وعن العلاقات الإيرانية - السعودية، قال عبد اللهيان: "نحن نقيّم بشكل إيجابي عودة العلاقات بين طهران والرياض إلى طبيعتها، وهناك بعض الدول الأخرى تدخل في الحوار مع الجمهورية الإسلامية، إن كان بشكل علني أو بشكل سري لعودة العلاقات، فالعلاقات السعودية الإيرانية تسير بالشكل الصحيح، ودبلوماسيو البلدين موجودون في كلا البلدين وهم يقومون بالمهام الدبلوماسية المطلوبة منهم".
عبد اللهيان لفت إلى أنّ: "سياسة حكومة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الخارجية تقوم على مبدأ التعاون مع كل دول العالم، وانطلاقًا من هذا التوجه فقد انصبت كل الجهود السياسية والدبلوماسية على التلاقي مع كل الدول في المنطقة".
وعن انعكاس تلك العلاقات على لبنان، أكد عبد اللهيان أن "لا نية لإيران والسعودية التدخل بشؤون لبنان، لكن للرياض رؤى بشأن قضايا المنطقة بينها لبنان"، مشيرًا إلى أنّه "من مصلحة لبنان إيجاد حل بخصوص انتخاب رئيس جمهورية. وتشكيل حكومة عتيدة هي من القرارات السيادية السياسة المناطة بالساسة في لبنان".
وقال عبد اللهيان: "نعتقد أنّ عودة العلاقات بين إيران والسعودية سيترك أثرًا جيدًا على مستوى المنطقة بشكل عام وعلى مستوى لبنان بشكل خاص"، لافتًا إلى أنّ "أي تطبيع للعلاقات مع الكيان الصهيوني هو خطأ إستراتيجي".
أما عن العدوان السعودي على اليمن فقال عبد اللهيان: "قادة حركة "أنصار الله" هم الذين يتخذون قرارتهم بأنفسهم ونحن رحبنا في إيران بأي مبادرة من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار ووقف الحصار على اليمن والدخول في الحوار".
الاتفاق النووي
في ما خص الاتفاق النووي قال عبد اللهيان: "خضنا سلسلة من الحوارات المفيدة مع القادة السعوديين وتحاورنا حول تحسين العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، فالجمهورية الإسلامية لديها الإرادة السياسة التي تملي على الجميع العودة إلى الاتفاق النووي، ونحن ما زلنا نسير ضمن الأطر السياسية والدبلوماسية والحوار غير المباشر بين أميركا وإيران من أجل تبادل تحرير وإطلاق سراح السجناء والإفراج عن بعض الأرصدة الإيرانية المجمدة، وهذا من شأنه أن ينسحب على الاتفاق النووي، وقد خضنا حوارات بناءة مع المسؤولين السعوديين بشأن آفاق تحسين العلاقات بين البلدين".
لدعم فلسطين وقضيتها
وفي الملف الفلسطيني قال وزير الخارجية الإيرانية: المطلوب من كل دول المنطقة أن تقوم بالدور المنوط بها لتقديم كل الدعم لفلسطين، ونوصي أصدقاءنا في المنطقة بألا يساهموا في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني".
وأضاف عبد اللهيان: "خلال لقائي بقادة فصائل المقاومة الفلسطينية سمعت كلامًا واضحًا حول أن المقاومة الفلسطينية هي أكثر قوة واستعدادًا وتأهبًا من أي وقت مضى، وأن الكيان الصهيوني إذا قام بارتكاب حماقة باستهداف القادة الفلسطينيين، فإن المقاومة بإمكانها أن تغير المعادلات".
أحداث سورية
وعن الأوضاع في سورية قال عبد اللهيان: "على كافة اللاعبين الخارجيين أن يدعوا اتخاذ القرارات لشعوب وأهل هذه المنطقة، ونحن نرفض وندين بشدة أي انتهاك لسيادة الدول ووحدة أراضيها".
وأكد عبد اللهيان أنّ "حزب الله قام بدور بطولي في مواجهة الخطر الصهيوني على هذا البلد الشقيق (سورية)، والقاصي والداني يعلم أن حزب الله أدى قسطًا وافرًا في التصدي لداعش وأتوجه بالاحترام والتقدير والثناء لكل شهداء وأبطال المقاومة اللبنانية وشهداء حزب الله".
وأضاف: "نرحب بعودة سورية إلى الحضن العربي وعودة العلاقات الطبيعية مع كافة الدول العربية، وسنكون سعداء بأن تعود العلاقات بشكل طبيعي بين سورية والسعودية، كما ننصح البيت الأبيض أن يدرك التحولات التي حصلت في هذه المنطقة".
عبد اللهيان قال: إنّ "الحدود السورية العراقية ليست بحاجة إلى عودة حالة التشنج الأمني التي كانت سائدة في فترة من الفترات، ولن تعود تلك الحدود إلى حالة التشنج التي كانت تشوبها في وقت من الأوقات".
وأضاف عبد اللهيان: "كل ما يرتبط بنقل الأفراد والآليات وغير ذلك عبر الحدود العراقية السورية يعود إلى قيادتي البلدين وحدودنا يجب أن تكون حدود المحبة والصداقة والتجارة".