لبنان
السيد نصر الله: أيُّ اغتيال إسرائيلي سيلقى ردًا قويًا.. وترقبٌ لعودة لودريان في أيلول
ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الثلاثاء 29 آب/أغسطس 2023 على خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله بمناسبة ذكرى التحرير الثاني، متناولة عدّة جوانب تطرّق لها سماحته على الساحتين الاقليمية والمحلية، وبشكل خاص التهديدات التي وجّهها لكيان العدو الصهيوني بأنَّ "أي اغتيال إسرائيلي على الأرض اللبنانية يطاول لبنانيًا أو فلسطينيًا أو إيرانيًا أو سورياً أو إلى أي تابعية، سيكون له رد فعل قوي، ولا يمكن السكوت عنه ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات".
كما ذكرت الصحف اللبنانية كلام السيد نصر الله حول التجديد لقوات "اليونيفيل" بأن يُراد منها أن تعمل عند الإسرائيلي جواسيس له، وحيث لا تستطيع كاميرا التجسس أن توصل المطلوب تقوم بذلك كاميرات "اليونيفيل"، شاكرًا الحكومة اللبنانية على سعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لـ"اليونيفيل" للتحرّك بدون تنسيق واذن.
كذلك، تناولت الصحف اللبنانية الملف الرئاسي المُرتقب تفعيله مع بداية شهر أيلول/سبتمبر القادم، حيث سيحضر الموفد الرئاسي جان ايف لودريان إلى لبنان لاطلاق حوار بين المكونات السياسية، بتكليف من اللجنة الخماسية، وذلك لتضييق مسافة الخلافات وتحديد مواصفات مشتركة للرئيس المقبل وبرنامج عمله.
"الأخبار"| نصرالله: أيّ عمل إسرائيلي في لبنان سنردّ عليه بقوة
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إن هناك من يريد من قوات اليونيفل «أن تعمل عند الإسرائيلي وجواسيس له، وحيث لا تستطيع كاميرا التجسّس أن تصل، المطلوب أن تقوم بذلك كاميرات اليونيفل». وأضاف أن الحكومة اللبنانية «مشكورة في سعيها لتصحيح خطأ العام الماضي الذي أعطى الحرية الكاملة لليونيفل للتحرك بدون تنسيق وإذن، ونشدّ على أيديها ونأمل أن تُوفق لإجراء هذا التعديل». ورأى، في خطاب أمس لمناسبة ذكرى التحرير الثاني، أن «إجراء هذا التعديل له علاقة بالكرامة، وإلا فإنه سيبقى حبراً على ورق»، مشدّداً على أن «الناس في الجنوب لن يسمحوا بأن يُطبق قرار بالرغم من رفض الحكومة اللبنانية».
وحول الملف الرئاسي اللبناني، أشار السيد نصرالله إلى إعلان جهة أساسية رفض الحوار، متسائلاً: «هل نأتي بهم إلى الحوار بالقوة؟»، مؤكداً «أننا لسنا ضعفاء بل نحن أصحاب قرارنا ولا نخاف من الحوار وجاهزون له، لكن طبعاً لا نتسوّل الحوار من أحد». وأضاف: «الآن يستقوون على الفرنسيين. ولكن لو كان المبعوث أميركياً هل كانوا سيتجرّأون على ذلك؟». وأضاف: «يقولون نريد رئيساً لبناء دولة تواجه حزب الله، ولا يريدون بناء دولة لحل مشاكل الناس وهذا يبيّن أنهم في خدمة أي مشروع (...) أنتم تخدمون هدف إسرائيل المعلن التي لا تريد استقلالاً لهذا البلد والأميركي والإسرائيلي يطالبان بنزع سلاح حزب الله، فأقوالهم تدل على عقلية لا يمكن أن تُخرج لبنان من الصعاب التي يعيشها بل عقلية تذهب بلبنان إلى حرب أهلية».
وعن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، اعتبر السيد نصرالله أنه «بالنيابة عن حزب الله وليس بالنيابة عن حلفائنا، إذ إننا نعرض نتيجة الحوار على حلفائنا ونناقش ونأخذ القرار سوياً». وأكّد «أننا أمام نقاش جدّي وعميق مع التيار الوطني الحر ويحتاج إلى بعض الوقت، وقد عُرض علينا موضوع اللامركزية الإدارية والمالية، وإذا اتفقنا على مسوّدة ما فإننا معنيون بمناقشتها مع الأفرقاء».
من جهة أخرى، أكّد الأمين العام لحزب الله أن «أي اغتيال إسرائيلي على الأرض اللبنانية يطاول لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً أو سورياً أو إلى أي تابعية، سيكون له رد فعل قوي، ولا يمكن السكوت عنه ولن نسمح أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات». ودعا العدو الإسرائيلي إلى الاعتراف بأنه «في مأزق وجودي، ولن يجد حلولاً مهما اجتمعت قيادته، ولو استشاروا كل خبراء العالم لن يستطيعوا الخروج من مأزقهم. والحل الوحيد أمام كيان العدو هو ترك فلسطين لشعبها وأهلها وأصحابها، وإلا فالقتال سيتواصل جيلاً بعد جيل».
وعن الوضع في الضفة الغربية قال السيد نصرالله إن العدو الإسرائيلي أمام تصاعد المقاومة في الضفة الغربية هرب إلى اتهام إيران وتصوير أن ما يحصل هناك هو خطة إيرانية وأن الفلسطينيين هم أدوات، وأكّد أن المقاومة في الضفة الغربية هي «إرادة فلسطينية بحتٌ، والشعب الفلسطيني يقاتلهم منذ 75 عاماً، أي قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران. والصهاينة يريدون أن يتنكّروا لحقيقة أن هناك شعباً فلسطينياً له الحق في الوجود والحياة العزيزة والكريمة وحق استعادة أرضه ومقدّساته».
وحول ما يجري في سوريا، اعتبر نصرالله أن «هناك مشروعاً أميركياً استعانت فيه أميركا بعدد من الدول الإقليمية التي ساندتها، بينما القائد الفعلي منذ اليوم الأول للحرب على سوريا كان الأميركي باعتراف السفير الأميركي في دمشق. وكان التكفيريون المسلحون مجرد أدوات غبية في المشروع الأميركي، وبحجة داعش عادت القوات الأميركية إلى العراق، وبحجّتها دخلت لتحتل شرق الفرات». ودعا الشعب السوري إلى أن يتذكر البديل الذي كان يتحضّر له، ولفت إلى أنهم عندما وجدوا أن المشروع العسكري فشل وأن سوريا بدأت بالتعافي كان قانون قيصر والعقوبات التي فرضت حصاراً قاسياً.
وإذ أوضح أن أهم حقول النفط والغاز السورية موجودة شرقَ الفرات، والأميركيون ينهبونها كل يوم ويمنعون عودتها إلى الحكومة السورية، شدّد على أن «سوريا وحلفاءها قادرون ببساطة على تحرير شرق الفرات لكنها منطقة محتلة من قبل القوات الأميركية، فالمعركة في شرق الفرات ليست مع قسد والقتال هناك قد يتحول إلى صراع إقليمي ودولي، فإذا أراد الأميركيون أن يقاتلوا بأنفسهم، أهلاً وسهلاً، وهذه هي المعركة الحقيقية التي ستغيّر كل المعادلات»، لافتاً إلى أن ما يُشاع عن أن الأميركيين يريدون إغلاق الحدود السورية العراقية هو «أوهام ولن يُسمح بذلك».
"الجمهورية": الحوار الرئاسي ضبابي
على باب الشهر الحادي عشر من الفراغ في رئاسة الجمهورية، يتوسّل اللبنانيون جواباً عن سؤال يؤرقهم: ماذا يخبّىء شهر أيلول؟ وهل يمكن ان يحمل معه الترياق لهذا البلد المسموم في كلّ مفاصله، والدواء الشافي من هذا الاكتئاب الضارب جموع اللبنانيين؟
الحدث المنتظر في أيلول، هو الحوار الرئاسي الذي يسعى الموفد الرئاسي جان ايف لودريان الى اطلاقه بين المكونات السياسية، بتكليف من اللجنة الخماسية، كفرصة اخيرة للبنانيين لترتيب بيتهم الداخلي، بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية. واللبنانيون يريدون ان يأتيهم جواب صادق وصريح لطالما انتظروه، يزفّ اليهم البشرى بأنّ لحظة الفرج قد دنت. لكن الحلم والتمني شيء والواقع شيء آخر فكل المؤشرات السابقة لهذا الحوار لا تَشي بأي بشرى سارة.
على طريق الفرصة الاخيرة، سيصل الموفد الفرنسي قريباً الى بيروت في زيارة ثالثة خلال ثلاثة اشهر، لعل الثالثة تكون ثابتة، ولكنّه سيحطّ على ارض يابسة سياسيا، يعرفها جيدا، وعلى ما تقول مصادر فرنسية مواكبة له لـ»الجمهورية» فإنه «يدرك سلفا انه في هذه التجربة يخوض الصّعب، مع حقل واسع من التناقضات والانقسامات التي ساهمت في تعطيل الحياة السياسية في لبنان، ومنع انتخاب رئيس الجمهورية منذ ما يقارب السنة».
واذا كانت المصادر الفرنسية المواكبة لمهمة لودريان تحاذر ان تقدم ايّ خلاصات مسبقة حول ما يمكن ان يفضي اليه «حوار ايلول» من شأنها أن تعكّر أجواء العملية الحواريّة قبل انطلاقها، الا انّ المقاربات السياسية في الداخل، لهذا الحوار، تتوزع بين ضفة اعتراضية لا ترى في هذا الحوار سوى تضييع للوقت، وبين ضفّة حذرة تقارب حوار أيلول كمحطة ضبابيّة، لا يجازف اي من اطراف هذه الضفة في افتراض ايجابيات تجافي الواقع. وضمن هذا السياق سألت «الجمهورية» مرجعا سياسيا عمّا يأمله من حوار لودريان، فقال ما حرفيته: «ما نأمله هو ان ينجح ويحقق توافقاً يخرق جدار التعطيل الرئاسي، ولكن هل يمكن للعطار ان يصلح في شهر ما افسده الدهر في بلد ملوّث سياسياً بعقليات تخطف انفاسه وبإرادات تسرّع خطاه نحو الهلاك، وتفاخر بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، واحباط كل محاولات اخراجه من أزمته»؟
في موازاة هذا المشهد المربك سياسياً، والمفجوع اقتصاديا وماليا ومعيشيا وحياتيا، والمهدد امنيا وبكل عوامل الفوضى والفلتان، يبرز تحذير رئيس مجلس النواب نبيه بري من «أن الوقت يضيق امامنا اكثر فأكثر، وبالتالي لا بد من الخروج من دوامة التعطيل، والذهاب مباشرة الى التوافق على رئيس للجمهورية».
وابلغ بري الى «الجمهورية» قوله «الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية ونقطة على السطر. فلا اولوية تعلو او تتقدم على اولوية انتخاب الرئيس، وكل ما عدا ذلك من ملفات وقضايا، مؤجّل الى ما بعد اتمام هذا الاستحقاق».
ولفت بري الى ان الحوار هو السبيل الوحيد لبناء المساحات المشتركة وفكفكة كل العقد، وقال: الخطأ الكبير الذي ارتكب بحق البلد هو رفض التلاقي والحوار. وانا على يقين اننا لو أجرَينا هذا الحوار في بدايات الفراغ الرئاسي، وجلسنا على الطاولة لأسبوع او عشرة ايام، لكنّا انتهينا من هذه المعمعة، ولم نصل الى ما وصلنا اليه، وكنا وفّرنا على البلد كل الذي حصل فيه من تداعيات وسلبيات».
وردا على سؤال عن الطروحات الأخيرة، لا سيما ما يتصل باللامركزية الموسعة، اكتفى بري بالقول: انا اوافق على كل ما ينص عليه الدستور والطائف.
وردا على سؤال آخر، كرر بري تأكيد التمسك بالطائف وتطبيقه بحذافيره، مع انفتاحه على تطويره، وهذا التطوير لا يتم من طرف واحد، بل بالنقاش والحوار والتوافق والتفاهم، يعني ان الحوار هو الاساس اولاً وأخيراً.
واذا كان بري مطئمنا للامن الداخلي بشكل عام، حيث ان الاجهزة الامنية والعسكرية تقوم بواجباتها على اكمل وجه، الا انه ما زال قلقا من تطورات الوضع في مخيم عين الحلوة، حيث ان تداعيات الاحداث الاخيرة في هذا المخيم لم يتم احتواؤها حتى الآن كما يجب.
واذا كانت النظرة الى حوار دوريان متوسعة بين معارضة وبين حذرة، فإنها مَشوبة بالتشكيك حيال الحوار الجاري بين «حزب الله» والتيار الوطني الحر، حيث ترى فيه الاطراف التي تسمّي نفسها معارضة سيادية وتغييرية تمهيداً لصفقة على حساب مصلحة لبنان، فيما وَصّفته مصادر نيابية وسطية لـ»الجمهورية» بحلبة مناورة لا اكثر ولا اقل، لا يمكن ان تصل الى تفاهمات». الا ان الامر يختلف لدى «حزب الله» الذي تؤكد اوساطه لـ»الجمهورية»: نحن مع كل فرصة يمكن ان تبنى من خلالها توافقات، والحوار بيننا وبين التيار جار بمسؤولية، وما نأمله هو الوصول الى خواتيم ايجابية مشتركة».
"البناء": لودريان والمهمة المستحيلة: لا حوار ولا جدول أعمال
علمت “البناء” أن مبعوث الرئاسة الفرنسية جون إيف لودريان سيزور لبنان بعد منتصف الشهر المقبل بعد انقضاء إجازته في مطلع أيلول على أن يجري مروحة اتصالات ومشاورات مع أعضاء اللجنة الخماسية، ثم مع بعض المرجعيات اللبنانية للتمهيد للزيارة ويقرر بناء عليها الخطوات المقبلة”، مرجحة أن يعقد لودريان جولة حوار مع القوى السياسية بمن حضر في السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، على أن يحمّل القوى المعارضة للحوار المسؤولية”. أما “الهدف من الحوار فهو وفق المصادر لتقريب وجهات النظر وتضييق مسافة الخلافات وتحديد مواصفات مشتركة للرئيس المقبل وبرنامج عمله”. ولفتت المصادر إلى أن مقاطعة فريق أو اثنين لن تثني لودريان عن إلغاء الحوار، بل إن الفرنسيين أكدوا خلال اتصالات مع بعض الأطراف الداخلية استمرارهم بالدور الذي يقومون به للتوفيق بين الأطراف اللبنانية والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية والعمل على وضع خريطة طريق للخروج من نفق الأزمات القائمة”، كما حذّر الفرنسيون من أن التأخير بانتخاب الرئيس سيؤدي الى تفاقم الأزمات والمزيد من الانهيارات والفوضى”.
في المقابل، أشارت مصادر المعارضة لـ”البناء” إلى أننا لن نشارك في الحوار الذي سيدعو إليه لودريان. وجدّدت التأكيد على أن أيّ حوار قبل انتخاب رئيس للجمهورية لن يكون مجدياً وسيقيد الرئيس المقبل بجملة شروط، لافتة الى أن الحوار يجب أن يكون برئاسة رئيس الجمهورية ويتركز على سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية.
أما أوساط فريق ثنائي حركة أمل وحزب الله فـ”كررت التأكيد على الانفتاح على الحوار لتذليل العقد أمام انتخاب رئيس، لكن بعض أعضاء اللجنة الخماسية فرمل المبادرة الفرنسية وطوّقها بمطالب تعجيزية، بموازاة فريق داخلي يعطل الاستحقاق من خلال شروط لوضع العصي في الدواليب خدمة لمصالح شخصية وأهداف خارجية”. وجزمت الأوساط بأننا لن نقبل برئيس للجمهورية يفرط بالإنجازات الوطنية أو يقدم للعدو الإسرائيلي هدايا مجانية وما عجز عن تحقيقه في عدوان تموز 2006.