لبنان
الشيخ نعيم قاسم: المسلمون والمسيحيون لا يقبلون بالقيم الفاسدة المنحرفة
شدّد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم على وجوب مواجهة وإسقاط مشاريع الفساد، لافتًا إلى أن الشذوذ الجنسي الذي يروج له الغرب ليس مشكلة بيولوجية، وإنما هو اختيار شخصي مثل من يختار المخدرات، مؤكدًا أن المسلمين والمسيحيين لا يقبلون بهذه القيم الفاسدة المنحرفة.
مواقف الشيخ قاسم جاء في كلمة ألقاها خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على وفاة مصطفى يزبك شقيق الوكيل الشرعي في حزب الله الشيخ محمد يزبك في حسينية بوداي غربي بعلبك، بحضور الشيخ يزبك، وعدد من النواب وقيادات حزبية وشخصيات سياسية وفعاليات اجتماعية ورؤساء بلديات، وحشد من الأهالي.
وأشار الشيخ قاسم إلى أن "هذه المناسبة تتزامن مع موعد التحرير الثاني وسقوط المشروع التكفيري الذي أرادوا منه حرف الإسلام عن مساره الحقيقي الصحيح، وعاثوا في الأرض فسادًا وتدميرًا وقتلًا وفوضى من أجل تدمير الإنسان على الأرض".
ولفت إلى أن التكفيريين "لم يتركوا أحدًا إلا وأجهزوا عليه مسيحيًا كان أو شيعيًا أو سنيًا أو علمانيًا على طريقة القتل الجماعي، هجّروا القرى وقتلوا الأطفال، وما قتل من السنة يفوق ما قتل من كل الطوائف الاخرى، أرادوا أن يربطوا البقاع بالشمال ليكون جزءًا من دولتهم المنحرفة، وقد سقط مشروعهم بفضل ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة".
وأكد الشيخ قاسم أن "هذا الكيان قد زال وتبعثر قبل أن يتمكنوا من بسط دولتهم، واستطعنا أن نعيد الصورة الحقيقية للإسلام المحمدي الأصيل".
وتطرق سماحته إلى ذكرى اختطاف الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه في ليبيا يوم 31 آب 1978، معتبرًا أن النظام الليبي الآثم أقدم على ارتكاب هذه الجريمة "بعدما رأوا بشخصية الإمام الصدر عزة ومتانة، قادرة على أن تقلب المعادلات.. هذا الإمام الذي نتابع مساره تحت راية الإمام الخميني ومتابعة من الإمام الخامنئي وهو الذي رسم معادلات المنطقة والذي سعى دائمًا للحوار بعيدا عن مشاريع الطوائف".
وشدد الشيخ قاسم علي محاربة الفساد بكل أشكاله من أجل أن نحمي بلدنا وأطفالنا وأبناءنا، وقال: "الفساد هو فساد سياسي، اقتصادي اجتماعي، تربوي وأخلاقي، ليس هناك عنوان واحد للفساد فعناوينه متعددة تطل على أنواع أخرى، ومن يواجهون الفساد غارقون به بشكل أو بآخر".
وقال: "أن ندافع عن الفساد ونشرّع لفساد يؤدي إلى ضرر لبنان، فهذا فساد، والفساد هو أن تخالف القوانين وأن تدافع عن الفساد، وأن تشرع للضرر وتقيم التظاهرات والفوضى كي تحقق مشاريع الآخرين، والفساد التربوي الأخلاقي المرتبط بمحاولة البعض هو بالترويج للشذوذ الجنسي والأخلاقي في بلدنا، وقد ثبت أن الشذوذ الجنسي ليس مشكلة بيولوجية، وأن يدعي البعض أنها تكوين إنساني انتهى هذا الأمر، فالشذوذ هو خيار وقناعة واختيار شخصي مثل من يختار المخدرات ويذهب باتجاه السقوط".
وانتقد الشيخ قاسم بشدة بعض النواب الذين تقدموا باقتراح قانون لإلغاء تجريم ومعاقبة من يرتكب عملًا مخالفًا للطبيعة بالعلاقات، "يعني أنكم تقولون إلغاء التجريم عن الشذوذ وهو أمر طبيعي كخطوة أولى، ثم تقولوا بعدها من حقهم أن يتظاهروا ويقيموا الندوات، بعدها توزعوا المنشورات ثم تطلبوا من وزارة التربية أن تكون دراسة الشذوذ طبيعية للتثقيف، يعني أنكم تريدون تخريب بيئة وحياة الأسر في لبنان حتى تصبح الناس بلا هوية، وبلا أخلاق"، مضيفًا: "من كان هكذا يجب أن نتوقع منه كل الخراب".
ونبّه الشيخ قاسم إلى أن "الشذوذ الجنسي هو مشروع ثقافي تربوي للغرب، وأميركا وأوروبا هم يعملون اليوم على ثقافة إغراق الإنسان بجسده بعيدًا عن القيم المبادئ والأخلاق، وعندما يحرقون القرآن تحت عناوين الحرية هم يعرفون أنهم يستفزون مشاعر المسلمين".
أضاف: "ولمن يروحون للشذوذ نقول اتقوا الله، هل تريدون أن ينفلت الأمر في بيوتكم وعائلاتكم، فالشاذ ليس وحده فهو يحتاج إلى شريك ويطمع شركاء ويعمل أينما وجد لجذب شركاء إليه ويحاول الاعتداء على الآخرين بحيث لم يعد بإمكانك أن ترسل ابنك إلى جمعية أو نادي رياضي أو إلى السلك العسكري أو أي تجمع، يعني كابوس! وبعض جمعيات المجتمع المدني التي تمول غربيًا تمول تحت عنوان الجندر والحرية حول تربية غربية وخاطئة".
ونوّه الشيخ قاسم بدور وزير الثقافة محمد وسام المرتضى وجرأته وتحصينه وحسن تقديمه للأفكار ومناقبيته، معتبرًا أنه استطاع أن يشكّل حدسًا للأفكار واستطاع بمواقفه أن يكون حكمًا".
وشكر قاسم رؤساء الطوائف والسياسيين الذين انتقدوا وواجهوا مشيرًا إلى أننا نحتاج إلى وعي كي نحاصر هؤلاء من أجل أن نحمي مجتمعنا من الشذوذ والفساد، فالمسلمون والمسيحيون لا يقبلون بهذا العمل الخطر وهذه القيم الفاسدة المنحرفة، هؤلاء الأطفال أمانة في اعناقنا لن نتركهم لكم حتى يسقط مشروع الشذوذ وإن شاء الله سننجح كما انتصرنا".