معركة أولي البأس

لبنان

جلال زاده زار حديقة مارون الراس: نؤكد دعم إيران الدائم للبنان ومقاومته البطلة
11/08/2023

جلال زاده زار حديقة مارون الراس: نؤكد دعم إيران الدائم للبنان ومقاومته البطلة

زار رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، وحيد جلال زاده، يرافقه عدد من نواب مجلس الشورى الإيراني والقائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد حسن خليلي، حديقة إيران ببلدة مارون الراس، حيث كان في استقباله، أعضاء من كتلة "الوفاء للمقاومة" النواب: حسن فضل الله، حسين جشي، وحسن عز الدين، رئيس اتحاد بلديات قضاء بنت جبيل رضا عاشور، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي طاهر ياسين، وعدد من الفعاليات والشخصيات البلدية والاختيارية والثقافية والاجتماعية.

عند مدخل الحديقة، قرأ الحاضرون السورة المباركة الفاتحة لروح الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني أمام معلمه التذكاري، وكذلك للشهيد المهندس حسام خوش نويس أمام معلمه التذكاري، ثم جال الوفد داخل أرجاء الحديقة مطلعًا على أقسامها ومحتوياتها، كما استمع لشرح مفصّل من أحد مجاهدي المقاومة الإسلامية للواقع الجغرافي للحدود اللبنانية الفلسطينية وأسماء البلدات الفلسطينية المحتلة، وحول دور هذه البقعة الجغرافية التي بُنيت عليها الحديقة في التصدّي للعدوان "الإسرائيلي" عام 2006.

النائب فضل الله
تحدّث النائب فضل الله فقال "نأتي إلى هنا مع وفدٍ كريم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبالأخص من مجلس الشوري، لنستحضر سويّة الدور الإيراني المساعد والداعم للبنان وخصوصًا منذ الطلقة الأولى للمقاومة عام 1982 مع الإمام الخميني الراحل، ومن ثم مع الإمام القائد السيد علي الخامنئي حفظه الله".

وأضاف "نستحضر معًا من هنا، من هذه الحديقة في هذه الأيام في شهر آب في ذكرى الانتصار الإلهي، الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، الذي كان معنا في حرب تموز إلى جانب مقاومينا وقيادة المقاومة من أجل دحر هذا العدوان وحماية بلدنا من الوحشية "الإسرائيلية"، وعندما نكون في حديقة إيران في مارون الراس، نستعيد معًا الشهيد حسام خوش نويس، الذي كُلِّف بملف مساعدة لبنان في إعادة الإعمار، وبعد كل هذه السنوات من حرب تموز 2006 إلى اليوم، لا نزال نشهد ويشهد كل لبناني حر وشريف على هذه المساعدة والدعم في إعادة الإعمار، سواء في الطرقات أو الجسور أو المدارس والمباني والمصانع والمؤسسات، ودُرة التاج هنا هذه الحديقة التي تحمل إسم الجمهورية الإسلامية التي عندما أتينا بعد عام 2006 لنضع حجر الأساس، كانت منطقة جرداء، وها هي اليوم على حدود فلسطين ومشارف القدس، معلمًا سياحيًا حضاريًا، وحديقة تعكس بحضور من يأتي إليها هذا الرقي والفن والعطاء من الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وتابع النائب فضل الله "باسم الجنوب والمقاومة وكل لبناني حر وشريف نرحّب بسعادة النائب والوفد المرافق، والمناسبة تقضي أن نشير بمحضر الوفد الكريم إلى العلاقة التاريخية التي تربطنا نحن اللبنانيين، وبالأخص أهل جبل عامل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ قديم الزمان، وهي العلاقة التي نرى ثمارها اليوم في بلدنا لبنان، من خلال هذا الاستعداد الدائم من قبل الجمهورية الإسلامية لمد يد العون للبنان الدولة والشعب والمؤسسات، بعدما أسهمت الجمهورية الإسلامية من خلال دعمها للبنان ولمقاومته في تحرير الأرض وحمايتها، وكانت شريكة لنا في التحرير عام 2000، وفي نصر تموز 2006".

وأشار النائب فضل الله إلى أنّه وبالرغم من أن لبنان يمرّ بأزمات، فهناك من يحاول أن يعمّق أزماته، وهناك من يحاول أن يمد يد المساعد لانتشاله من هذه الأزمات، لافتاً إلى أنه في لبنان توجد يد إيرانية ممدودة للمساعدة، وبالمقابل هناك من يريد وبالأخص من خلال العقوبات الأميركية أن يقطع حتى الأوكسجين عن لبنان، ويمنع كل مساعدة، وشتان ما بين اليد البيضاء المعطاء الخيرة، وتلك اليد التي تفرض الحصار، يد إيران التي تريد أن تبلسم جراحات كل اللبنانيين بمختلف انتماءاتهم وطوائفهم، واليد التي تريد أن تحاصر كل اللبنانيين أيضًا.

وتابع النائب فضل الله "نحن من هنا من مارون الراس من حديقة إيران، باسم كل اللبنانيين الشرفاء، نوجّه أسمى آيات الشكر للجمهورية الإسلامية، على ما قدّمته لنا، وعلى ما تعرضه رغم أنّها لا تجد في مؤسساتنا الرسمية من يلاقي هذه الدعوة خشية العقوبات الأميركية".

وأضاف "إيران تعرض علينا الكهرباء والنفط وكل مساعدة ممكنة، وهي جادّة كما كانت في السابق واليوم، ودعوتنا بحضور الوفد الكريم لكل المعنيين في لبنان من مسؤولين، أن يتلقّفوا هذه المبادرات الخيّرة الطيبة، لأن إيران صديقة لبنان وشعب لبنان ودولة لبنان، ولم تطلب في يوم من الأيام مقابلًا، وتريد أن تساعد من دون شروط، ونحن رحبنا بكل مساعدة غير مشروطة، فكيف إذا كانت من أصدقاء لهم ما لهم من عطاء في بلدنا".

وأردف النائب فضل الله "من حدود فلسطين وشعبها المقاوم، ومن هنا من الجنوب، نقف جميعًا اليوم لنواجه الاحتلال والهيمنة والعقوبات، ولنؤكد معًا أننا نتقدّم إلى الأمام، وهم يتراجعون إلى الوراء، وكل ذلك ببركة دماء الشهداء والتضحيات الجسام التي قدمتها مقاومتنا وشعبنا والجمهورية الإسلامية التي تُفرض عليها العقوبات لأنها تقف مع الأحرار والمقاومين، وتساند الشعب الفلسطيني، والشعب اللبناني".

زاده
بدوره رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني وحيد جلال زاده قال "نتوجّه إلى الباري عز وجل بأسمى آيات الشكر والثناء والتقدير، وعلينا أن نؤدي سجدة الشكر لله عز وجل أنّه قد أتاح لنا في هذا اليوم هذه الفرصة الطيّبة والكريمة والمباركة، أن نتشرّف بالتواجد في هذه البقعة المباركة في مارون الراس في خط الدفاع الأول أمام العدو الصهيوني الغاشم".

وأضاف "إننا بفضل الله عز وجل وبفضل القيم والمعتقدات الإسلامية نرى أنكم في هذه البقعة المباركة تتحلون بهذا الإيمان والصمود والروح القتالية العالية، فتتصدون لأعتى قوة غاشمة في هذه المنطقة ألا وهي "إسرائيل"، وفي هذه البقعة التي تُعتبر إنجازًا حضاريًّا فنيًّا متقدمًا مشتركًا للجمهورية الإسلامية الإيرانية وللجمهورية اللبنانية الشقيقة، هو إنجاز في مقابل الوجه القبيح القاتل والسافك لدم الأطفال ألا وهو الكيان الصهيوني المجرم".

وتابع "لأننا على أعتاب الذكرى السنوية للانتصار التاريخي المؤزر الذي حققته المقاومة الإسلامية والذي حقّقه لبنان الشقيق في حرب تموز 2006، فإنني أغتنم المناسبة الطيبة لأتقدّم من لبنان حكومة وشعبًا، ومن حزب الله المقاوم وقيادته المظفرة بأسمى آيات التهنئة والتبريك".

وأردف "البارحة أتيحت لي فرصة أن ألتقي بقيادات الفصائل الفلسطينية المناضلة في دار السفارة الإيرانية ببيروت، فأحد الإخوة الحاضرين في هذا اللقاء كان يقول لنا أنه منذ عقود مضت كانت هناك روحًا انهزامية تسود في هذه المنطقة، وهذه الروح كانت تقول بأن الجيش "الإسرائيلي" الغاشم بإمكانه من خلال فرقته الموسيقية الكشفيّة أن يتقدّم ويحتل لبنان بأسره، وأيضًا في تلك الفترة فإنّ العديد من الجيوش العربيّة التي تعتبر جيوش قوية مقتدرة في ذلك الزمان، انسحبت مسبقًا من المعركة بوجه هذا العدو لأنّها كانت تعتقد بأن الجيش "الإسرائيلي" هو الجيش الذي كان يقال زورًا وبهتانًا أنه "الجيش الذي يلا يُقهر ولا يُهزم"، ولكن تحدّث الأخ العزيز كيف أن هذه الروح الانهزامية قد تحوّلت إلى روح مقتدرة ومنتصرة، ورأينا أن لبنان العزيز بفضل مقاومته الإسلامية والبواسل في حزب الله رجالًا ونساءً وأطفالًا استطاع أن يكسر أسطورة الجيش "الإسرائيلي".

وقال "نحن نعتبر أن العالم الإسلامي برمّته مدين لسماحة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله لأنه قاد هذه الملحمة الإنسانية التاريخية البطولية، ونؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوف تقف دائمًا إلى جانب الجمهورية اللبنانية الشقيقة بشعبها العزيز وإلى جانب مقاومتها البطلة وإلى جانب حزب الله المقاوم".

وختم بالقول "لأننا نقف في نقطة حدودية مع فلسطين المحتلة، أريد أن أذكّركم بالكملة التي أطلقها الإمام الخميني "قده" بأن "إسرائيل" يجب أن تزول من الوجود، وعقّب على ذلك لاحقًا سماحة قائد الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام الخامنئي المفدّى بأن هذا الكيان الصهيوني لن يستمر في الوجود بإذن الله تعالى لأكثر من 25 سنة".

وفي الختام قدّم الحاضرون لرئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني وحيد جلال زاده درعًا تذكاريًا عبارة عن بقايا من المروحية العسكرية الإسرائيلية "يسعور" التي أسقطها مجاهدو المقاومة الإسلامية في وادي مريمين ببلدة ياطر في مثل هذه الأيام عام 2006.

مارون الراس

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل