لبنان
التحذيرات الخليجية ضغوط لا مخاوف أمنية.. الرياض تعود إلى التشدد رئاسيًا
ركزت الصحف اللبنانية في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسية اليوم الثلاثاء 08/08/2023، اهتمامها على الانعطافة الجديدة للمملكة السعودية في سياستها تجاه دول المنطقة ومنها لبنان، والعودة إلى سياسة الضغوط المتناغمة مع سياسة الإدارة الأميركية، كاشفة عن أن التحذيرات التي أطلقتها دول خليجية ودعت فيها رعاياها لمغادرة لبنان، وتوخي الحذر في تنقلاتهم، لا علاقة لها بالوضع الأمني وإنما الهدف منها ممارسة مزيد من الضغوطات على لبنان.
كذلك اهتمت الصحف باستمرار ترددات مواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله والمخاوف التي خلفتها في الكيان الصهيوني من أي مواجهة أو حرب مع حزب الله.
الأخبار
في هذا السياق أكدت صحيفة "الأخبار" أن التحذيرات التي صدرت عن دول مجلس التعاون الخليجي لرعاياها، سواء بوجوب المغادرة فورًا أو الالتزام بقرار منع السفر إلى لبنان، بقيَت مليئة بالغموض. ولليوم الرابع على التوالي، لم يكُن بالإمكان إقناع أحد من القوى السياسية بأن البيانات كما خرجت - بتوقيتها (ليلًا) وصيغتها وعلانيتها - مربوطة حصرًا بمعارك مخيم عين الحلوة التي هدأت "مبدئيًا" كما قال السفير السعودي وليد البخاري.
ورأت "الأخبار" أن السلوك السياسي السعودي يشي بأن الرياض، والمحور المعادي للمقاومة بشكل عام، مصرّان على تحقيق مكاسب في الساحات كافة، وهي مكاسب من النوع الذي يستلزم مكاسرة. وعليه تتوقّف هذه القوى في ما خصّ لبنان عند إشارات متعددة:
- الأولى تتعلق بسلوك المملكة. قبلَ الاتفاق الإيراني - السعودي برعاية صينية، تصرّف السعوديون بحيادية سلبية على قاعدة أنهم غير معنيين بما يجري في لبنان، وبعدَ الاتفاق، عادوا قليلًا إلى الوراء لإبداء "النوايا الحسنة" من دون إعطاء إشارة جدية للمساعدة. بعدها حصلت تطورات كثيرة في المنطقة، تبدأ باهتزاز التفاهم في اليمن ولا تنتهي عند حقل الدرة في الكويت وتراجع الحماسة للتطبيع مع سوريا وتأجيل فتح السفارة، وكان لا بدّ لهذه التطورات أن تلفح الملف اللبناني. وفي لقاء الدوحة الأخير (17 تموز الماضي) ظهرت نذر التشدّد في التعامل مع لبنان، عبر التهديد باتخاذ إجراءات ضد المعرقلين لانتخاب رئيس جديد.، ويومها، تسرّب عن اللقاء الخماسي أن ممثل المملكة كانَ الأكثر عدائية وسلبية في الحديث عن الضغط وهو من اقترح منع السياح من المجيء إلى بيروت.
- الثانية مرتبطة بالتناقض في التعامل مع المبادرة الفرنسية، ولا سيما في ما يتعلق بفكرة الحوار. فقد بات واضحًا أن الرياض غير متحمّسة للدور الفرنسي ولا تريد أن تكون منخرطة في أي حل، وهي لا توفّر جهداً لضرب الجهود التي يقوم بها المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، خصوصاً في ما يتعلق بالدعوة إلى الحوار. وبينما تعلن السعودية أن الانتخابات الرئاسية شأن لبناني، ترفض الحوار العام "خشية استغلاله لضرب الطائف"، علمًا أن لودريان حينَ أتى إلى لبنان قبل أسبوعين أكّد أنه يتكلم باسم الدول الخمس لا باريس فقط.
- الثالثة تخص الجبهة السياسية الممتدة من الرياض حتى واشنطن مرورًا ببيروت والعاملة ضد حزب الله، والتي لا يُمكِن التعامل معها على أساس أنها "منفصلة" عن بعضها. فالماكينة الإعلامية - السياسية لا تتوقف عن تحميل الحزب مسؤولية كل ما يحصل في البلد، وصارَ "الموضة" أخيراً في شمل الثنائي الشيعي واتهامه وحده بتعطيل البلد وإيصاله إلى الانهيار الكامل.
وفي هذا السياق، نقلت "الأخبار" عن مرجع سياسي بارز قوله بأنّه لمس في الفترة الأخيرة العودة إلى الحديث عن عزل الطائفة الشيعية، والعمل على محاصرتها داخليًا وخارجيًا، واضعًا في هذا السياق بيان لجنة الخارجية في الكونغرس الأميركي الذي طالب الرئيس الأميركي جو بايدن في ذكرى 4 آب بالضغط على الرئيس نبيه بري. وقال المرجع إن الحملة التي تطالب بفرض عقوبات على بري ترد في سياق "العزل" الذي يسعى إليه البعض. وأضاف المرجع أن النواب اللبنانيين الذين زاروا واشنطن قبل مدة، لعبوا دورًا في التحريض على رئيس المجلس بوصفه "أداة بيد حزب الله"، ودعا إلى التعامل مع هذا الأمر بكثير من الدقة والانتباه لأن "أثمانه كبيرة".
البناء
من جهتها لفتت صحيفة "البناء" إلى تقارير صادرة في كيان الاحتلال حول حجم المخاطر المترتبة على فرضيّة نشوب حرب مع حزب الله، بينما كان رئيس حكومة الاحتلال يعقد اجتماعًا وزاريًا مخصصًا لمناقشة تحدّيات الوضع على حدود لبنان، وكان أبرز التقارير المتداولة ما نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، التي نقلت تقديراتها عن جهاز الشاباك، أن قرابة 6000 صاروخ سوف تسقط فوق رؤوس المستوطنين ومنشآت الكيان الحيوية كل يوم، والرقم يعادل مئة مرة أكثر من المعدل الوسطي لما عرفه الكيان في حروبه السابقة مع لبنان وغزة، وقالت إن 500 قتيل سوف يسقطون في الداخل، غير الجنود، وإن لا كهرباء ولا طرق ولا مرافئ ولا مطارات إذا اندلعت الحرب. وأشارت إلى أن "هذا السيناريو يتعلق بالمجال المدني، ولهذا فهو لا يذكر بما يكفي من العمق خطة حزب الله لاحتلال الجليل، للخطف، والقتل واحتلال المناطق المجاورة للحدود".
و"على خلفية هذا السيناريو الكابوسي، نفهم انعدام الرغبة الظاهرة في الانجرار إلى الحرب، وسياسة الرد المعتدلة بل وربما المعتدلة جداً في ضوء استفزازات حزب الله على طول الحدود".
وأشارت "البناء" إلى تقرير نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» أشارت فيه الى أن الأمن "الإسرائيلي" يستعدّ لكابوس توحيد الساحات خلال حربه مع حزب لله وأكثر ما يقلقه فاعلية المسيّرات الإيرانية.
وأشارت الصحيفة الصهيونية الى انه «في ظل الصراعات الداخلية داخل «إسرائيل» مع الإصلاح القضائي وضده، تشهد الأحداث الحدودية الشاذة بين «إسرائيل» وحزب الله في الأسابيع والأشهر الأخيرة على ارتفاع بارز في احتمال الحرب على حدود «إسرائيل» – لبنان، ولن تنحصر الحرب هذه المرة، كما تقدر «إسرائيل»، في ساحة واحدة فقط، بل ستكون متعددة الجبهات ومتداخلة، ومن غير المستبعد أن تنضم غزة أيضاً إلى المعركة، وستكون "إسرائيل" مطالبة بالتصدّي للعمليات في الضفة أيضاً، وعنف وإغلاق طرق داخل الخط الأخضر. وكذا بتهديدات أبعد، ستأتي من إيران أو من دول أخرى في المنطقة».
ولاحظت الصحيفة، تراجع حجم الانشغال بالبيانات الصادرة عن السفارات الخليجية، التي دعت بعضها رعاياها الى مغادرة لبنان، ودعا بعضها الآخر الى توخي الحذر، بداعي خطورة الوضع الأمني، فلم يسجل مطار بيروت حالات مغادرة تشير الى حدوث تأثير لهذه البيانات، في ضوء عدم وجود سياح خليجيين في لبنان تنفيذاً لقرارات حكومية سابقة تحظر السفر الى لبنان لا زالت قائمة ومعمولاً بها. وجاء تصريح السفير السعودي وليد البخاري الذي ربط البيان بالوضع في المخيمات، والمخاوف من امتداده غير مقنع، في ضوء المعطيات التي يعرفها الجميع عن محدودية ما يجري بقياس التأثير على الأمن في المناطق التي يمكن أن يتوجه إليها السياح الخليجيون، لكن تصريح السفير السعودي تضمن رسالة توقف أمامها المعنيون مع قوله إن "السعودية كانت وستكون من أهم المشجّعين للسياحة في لبنان وأن الفترة المقبلة ستثبت ذلك إن توصل اللبنانيون إلى حل أزمتهم"، بما يعني بوضوح وفق المصادر المتابعة ربط التشجيع بما وصفه السفير بتوصل اللبنانيين الى حل أزمتهم، والسؤال يبقى حول مضمون الحل الذي يراد للبنان التوصل إليه، خصوصاً أن اداة التشجيع دائماً ما يكون عكسها أداة للعقاب.
وقالت: "تحت ضغط مواقف المسؤولين اللبنانيين السياسيين والأمنيين المستغربة لمواقف سفير المملكة العربية السعودية في بيروت وليد البخاري وتأكيدها بألا معلومات تؤشر إلى أحداث تؤثر على الأمن العام في البلاد، اضطر البخاري للتراجع عن بيانات السفارة السعودية والدول الخليجية الأخرى، والتوضيح بأن خلفية البيان تتعلق بالأوضاع الأمنية في مخيم عين الحلوة".
وأكّد البخاري خلال استقباله رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد أن دعوة السعوديين لمغادرة لبنان أتت على خلفية أحداث مخيم عين الحلوة، وأن المملكة حريصة على مواطنيها أينما وجدوا ولا يمكن أن تفرط بهذا الموضوع، مشيرًا إلى أن المملكة كانت وستكون من أهم المشجّعين للسياحة في لبنان وأن الفترة المقبلة ستثبت ذلك إن توصل اللبنانيون إلى حل أزمتهم.
وأبدت مصادر سياسية عبر «البناء» استغرابها لبيان السفارة السعودية والبيانات التي تلتها، علماً أن كل الدول العربية تدرك الأوضاع في المخيمات الفلسطينية التي تحولت الى بؤر أمنية وموئل للجماعات المتشددة والمتطرفة والارهابية بتدخل من هذه الدول تسليحاً وتمويلاً، فما الجديد الذي دفع السفارات الخليجية لإطلاق هذه التحذيرات العالية السقف والتي سمّمت الأجواء الهادئة وموسم الاصطياف المزدهر وبثت الرعب في نفوس المغتربين والسياح الذين توافدوا إلى لبنان بالملايين لقضاء فترة الصيف؟ وما الذي دفعهم لإطلاق التحذير الساعة 12 ليلاً الذي لم يكن صدفة! وبعد توقف إطلاق النار في عين الحلوة بيومين؟ وأكدت المصادر وجود خلفيات وأبعاد سياسية واقتصادية في بيان السفارات، أولاً للضغط على الملف الرئاسي بعد بيان اللقاء الخماسي لتوتير الأجواء والتلويح بورقة الأمن ضد أي توجه لدى فريق الثنائي حركة أمل وحزب الله لانتخاب رئيس للجمهورية من هذا الفريق بحال أثمرت المشاورات اتفاقاً بين حزب الله والتيار الوطني الحر. وهناك بعد اقتصادي – مالي لتخويف المغتربين والسياح من السفر الى لبنان ومغادرة الأراضي اللبنانية للمزيد من الضغط على العملة الوطنية بسلاح الدولار الذي تعطل بفعل توافد أعداد غير مسبوقة من المغتربين إلى لبنان وبالتالي مليارات الدولارات التي لجمت سعر صرف الدولار في السوق السوداء رغم رحيل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة.
ورأت "البناء" أن القرار الخليجي يعكس وفق المصادر «خربطة» في الوضع الإقليمي بعد دخول معطيات دولية وإقليمية جديدة متأتية من الحرب الأوكرانية – الروسية والصراعات في أكثر من ملف والضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة الأميركية لتجميع الجبهة الأوروبية – الخليجية – التركية ضد روسيا، لا سيما السعودية ما أحدث هزات متوسطة في الساحة الإقليمية لا سيما على الخط الإيراني الروسي – الأميركي السعودي أثرت على لبنان.
وأكدت مصادر مطلعة على الوضع الأمني لـ«البناء» أن الأمن في لبنان مستقرّ نسبياً ولا داعي للخوف والقلق ومواقف السفارات لا تستند الى معلومات خاصة لا تعرفها الأجهزة الأمنية اللبنانية، ولذلك دعت المصادر اللبنانيين والمغتربين والسياح الى عدم الخوف والاطمئنان الى استقرار الوضع الأمني، لكنها حذرت من قرار خارجي أميركي – إسرائيلي – بتواطؤ قوى إقليمية لتهديد الاستقرار لأسباب سياسية.
وشدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء، على أن «معطيات الأجهزة الأمنية لا تدل على أي وضع أمني استثنائي»، لافتاً الى أن «هناك اضطراباً في مخيم عين الحلوة، وعقدتُ اجتماعاً مطولاً مع القيادة الفلسطينية في لبنان ومسؤولين أمنيين لبنانيين واتفقنا على آلية معينة التزم بها الفلسطينيون، وصدر بيان فلسطيني بهذا الصدد».
بدوره، أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي بعد ترؤسه اجتماعاً لمجلس الأمن المركزي، أنه «تمّ اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع انتقال الاشتباكات إلى خارج مخيّم عين الحلوة وللحفاظ على أمن اللبنانيين والإخوان العرب».
وقال مولوي في مؤتمر صحافي «حرصنا على الموجودين على الأراضي اللبنانية لا يقلّ عن حرصنا على اللبنانيين»، معتبراً أن «لا معطيات أمنية بخروج الأمور في مخيم عين الحلوة عن السيطرة وانتشارها إلى مخيمات أخرى».
وفي ما يتعلق بالوضع في مخيم عين الحلوة علمت «البناء» من أوساط عليمة أن اتصالات واجتماعات تدور على مستوى رفيع فلسطيني لبناني وعربي للمعالجة السياسية والأمنية لأحداث المخيم، مؤكدة وجود قرار حاسم لدى السلطة الفلسطينية لوقف القتال وعودة المهجّرين الى المخيم. كما علمت أن التحقيقات توصلت الى أن الجماعات المتشددة هي التي فتحت المعركة في المخيم بدعم من جهات إقليمية، مع تأكيدات لدور أميركي في هذه الأحداث.
وفي ما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني أكدت "البناء" أنه لم يسجّل أي جديد بانتظار ما سيحمله المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الذي يزور لبنان مطلع أيلول، لكن مصادر واسعة الاطلاع أكدت لـ"البناء" حصول تقدم حثيث على خط الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، حيث تمّ الاتفاق على العناوين الأساسية لخريطة الطريق على صعيد إدارة الدولة وإنجاز الإصلاحات، وانتقل البحث بالعمق الى برنامج رئيس الجمهورية على كافة الصعد وكيفية تطبيقه بمعزل عن هوية وشخص الرئيس في ظل ليونة تلمس من الطرفين اللذين ينطلقان من المصلحة الوطنية وإنهاء الفراغ ووضع قطار الإصلاح والنهوض والإنقاذ على السكة الصحيحة والاستفادة من بعض الانفراج الإقليمي بتسوية سياسية في لبنان برعاية خارجية.
ورأى رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أن من «يقاطع مثل هذا الشخص الذي نريده ونختاره لرئاسة الجمهورية هو في الحقيقة لا يريد رئيساً للجمهورية في البلاد، ويريد عن قصد أو عن غير قصد تنفيذ المخطط المرسوم في أن يبقى الفراغ قائماً في لبنان وأن تنهار مؤسساته».
وخلال حفلٍ تأبيني في بلدة جبشيت لفت النائب رعد الى أن «الاسم الذي ندعمه لرئاسة الجمهورية يأتي بضمانتنا، ومنفتح على جميع شركائنا في الوطن، ومن شأنهم إما أن يتبادلوا معه الخدمات والمصالح الوطنية أو أن يقاطعوه».
الديار
بدورها أكدت صحيفة "الديار" أن ربط السعودية تحذير رعاياها بأحداث "عين الحلوة"، لم ينطلِ على أحد في لبنان، وبدا واضحا أن المملكة عادت لتوظيف الساحة اللبنانية في ملفات اقليمية، واستخدمتها "صندوق بريد" لرسائلها تجاه طهران.
في هذا الوقت، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد الخلفيات الحقيقية للمواجهات في المخيم، متهما جهات إقليمية بانها وراء الأحداث الأخيرة، لافتًا الى أنّ نفس القوى منزعجة من الاتصالات القائمة بين لبنان وفلسطين لتثبيت الهدنة، واشار الى ان هدف من أشعلوا المعارك أبعد من مخيم عين الحلوة والهدف الأمن اللبناني ، الذي جدد قائد الجيش العماد جوزاف عون التأكيد في لقائه مع الاحمد انه "خط احمر" لن يسمح لاحد بتجاوزه.
وفيما تبقى "النار تحت الرماد" في "بوابة الجنوب"، خرج تقرير امني "اسرائيلي" الى العلن، واثار الذعر في "اسرائيل" بوصفه السيناريو الـ "الاخطر" للحرب المقبلة مع حزب الله، حيث توقعت مصادر امنية اصابات غير محدودة للبيوت وآلاف المصابين والقتلى، مع تعطل شبكة الكهرباء والاتصالات والإنترنت وسلسلة توريد الغذاء، وانعدام القدرة على توريد الخدمات للمواطنين عقب عدم الامتثال للعمل، حيث تشير التقديرات ان اليوم الاول للحرب ستطلق المقاومة 6 آلاف صاروخ.
رئاسيا، أكدت "الديار" أن لا جديد سوى حراك اميركي - قطري تجاه المعارضة لتوحيد صفوفها وراء ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون للرئاسة، فيما تتحدث مصادر ديبلوماسية عن زيارة مرتقبة للمبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين الى بيروت للتسويق "للتطبيع" ما يعني ان الازمات مستمرة وتتمدد!
هوكشتاين يُسوّق للتطبيع؟!
فقد كشفت مصادر ديبلوماسية غربية عن زيارة قريبة سيقوم بها المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكشتاين الى بيروت، تحت غطاء مواكبة بدء الحفر الذي من المفترض أن يبدأ في منتصف آب أو في الأسبوع الثالث منه في البلوك رقم9. وفيما ترى تلك الاوساط ان هوكشتاين يسعى بتكليف من الخارجية الى "جس النبض" حول اطلاق عملية ترسيم الحدود البريّة مع "إسرائيل"، بعدما نجح في التوصّل إلى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية، فان مصادر مطلعة لفتت الى ان هوكشتاين الذي يعمل على خط إنجاز ملف العلاقات بين المملكة العربية السعودية و"إسرائيل"، سيحمل معه ملف "التطبيع" الى بيروت، وسيبلغ المسؤولين اللبنانيين ان لبنان سيدفع ثمن البقاء خارج المناخ العربي وسيكون منبوذا، خصوصا ان الرياض على "الطريق"، ومسألة تواصلها مع "اسرائيل" هي مسألة وقت لا اكثر ولا اقل؟!
هذه الاندفاعة الاميركية تتزامن مع تفاؤل "اسرائيلي" بقرب حصول التقارب مع الرياض، وقد اكد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو انه على ثقة بأن ثمناً ضئيلاً هو كل ما سيطلب دفعه مقابل التطبيع مع السعودية. وقال: "سنعد مرة أخرى بأننا لن نقوم بالضم، إذا أراد المشتري شراء بضاعة بعناها من قبل فماذا يهمنا". وكان نتنياهو تعهد بعدم ضم مناطق من الضفة الغربية مقابل اتفاق التطبيع مع الإمارات. وهو سيتعهد الآن مرة أخرى، وهو لم يتنازل عن الضم، إنما تعهد فقط بـتأجيله، وسيؤجله مرة أخرى.
تعقيد الحلول
ووفقا لمصادر سياسية بارزة، هذا التوجه الاميركي مقلق، لأنه سيزيد الضغوط على لبنان لمعرفة واشنطن المسبقة بصعوبة تحقيق ذلك، لكن مجرد تبني هذا الطرح يعني ان البلاد مقبلة على المزيد من الازمات غير القابلة للحل، ومن ضمنها الاستحقاق الرئاسي، والازمة الاقتصادية.
كلام سعودي غير "دقيق"!
وبعد البلبلة التي أحدثتها بيانات السفارات، وفي مقدمها بيان السفارة السعودية، أوضح السفير السعودي في لبنان وليد البخاري خلال لقائه وفد حركة "التجدد للوطن" برئاسة شارل عربيد ، أن دعوة السعوديين لمغادرة لبنان أتت على خلفية أحداث مخيم عين الحلوة، والمملكة حريصة على مواطنيها أينما وجدوا، وأنها كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان.
لكن مصادر سياسية مطلعة اكدت ان كلام البخاري غير "دقيق"، لان الموقف السعودي صدر بعد وقف إطلاق النار، وانتهاء الاشتباك المسلح في عين الحلوة، ولهذا فان حرصه على التأكيد أن المملكة كانت وستكون من أهم المشجعين للسياحة في لبنان، وان الفترة المقبلة ستثبت ذلك، رابطا الامر بتوصل اللبنانيين إلى حل أزمتهم، لا يمكن ان ينطلي على احد، وهو يندرج في سياق اقحام لبنان في ازمات المنطقة، واستخدامه "صندوق بريد" في عملية التفاوض "المتشنجة" مع طهران على اكثر من ملف في المنطقة.
"صندوق بريد"
علما ان هذا الموقف يشرح على نحو لا يقبل الشك تحفظ المملكة عن التعاون في الملف الرئاسي. فالقرار السعودي تزامن مع البطء في تحقيق اي خرق ايجابي في ملفات اليمن والعراق وسوريا، والغاء الرياض فتح سفارتها في العاصمة الإيرانية يوم الخميس إلى موعد غير محدد، وأوضحت طهران بأن السعوديين أبلغوا الخارجية الايرانية بانه سيتم فتح السفارة متى رأوا ذلك مناسبًا، وذلك على خلفية النزاع حول ملكية حقل الدرة. كما اوقفت السعودية عمليات ترميم سفارتها في دمشق التي بدأت في آذار 2023 ولم تسم بعد سفيراً لها في دمشق، رغم تعيين سفراء جدد لها في عدد من الدول حول العالم. فهل من يصدق ان التحذير السعودي يأتي خارج هذا "الكباش"؟
اللواء
من جهتها أكدت صحيفة "اللواء" أن الثابت، وفقاً لمعلومات الصحيفة أن "التحذيرات الخليجية" تسحب المظلة العربية والخليجية عن الوضع برمته، إذا ما استمر تلاعب الطبقة السياسية على حافة الهاوية بعد مجيء لودريان في أيلول، في إشارة واضحة إلى الخلفية السياسية لهذه التحذيرات.
وقالت، إن معطيات الاجهزة الامنية لا تدل على اي وضع أمني استثنائي. هناك اضطراب في مخيم عين الحلوة، وبالأمس عقدت اجتماعا مطولا مع القيادة الفلسطينية في لبنان ومسؤولين امنيين لبنانيين، واتفقنا على آلية معينة التزم بها الفلسطينيون، وصدر بيان فلسطيني بهذا الصدد".