معركة أولي البأس

 

لبنان

الشيخ قاسم: مشكلة المقاومة مع العدو وليست مع أيّ أحد في لبنان
19/07/2023

الشيخ قاسم: مشكلة المقاومة مع العدو وليست مع أيّ أحد في لبنان

أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ مشكلة المقاومة مع العدو وليست مع أيّ أحد في لبنان، وقال: "نريد من خلال المقاومة أن نصنع مستقبل أجيالنا وأن نحمي بلدنا وأن نمنع فرض الخيارات الأخرى علينا"، وسأل: "هل كان يمكن لنا أن نواجه التحديات الكبرى بمختلف المجالات لو لم يكن هناك جمهور متعاون ومترابط ومتماسك".

وفي كلمة له خلال المجلس العاشورائي المركزي - الليلة الثانية من محرم في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، تحدث الشيخ قاسم عن "الهوية الفكرية الإسلامية التي يحتاجها الإنسان في حياته ليعيش سعيدًا في الدارين الدنيا والآخرة"، موضحًا أن "المقصود بالهوية الفكرية أن كل انسان على هذه الأرض لا بد أن يختار خيارًا بعد تفكير، ليبني منظومة حياته بناء على هذا الخيار".

وأشار إلى "أننا نحاول أن نحيي ذكرى الإمام الحسين(ع) لنسلط الضوء على الهوية الفكرية الإسلامية التي حملها، ومن أجل أن نثبتها في حياة أولادنا ولنبين أيضًا الهوية الفكرية المقابلة لها وما تركته من آثار ونتائج"، متسائلا: "أي هوية فكرية أحسن من هوية فكرية فيها التسليم لله، يعني الانصياع للأوامر والنواهي الإلهية؟ لأن الله هو الخالق والأدرى والأعرف ويعرف ما يسعدنا وما يشقينا.. فأي دين أفضل من التسليم لله تعالى وهو محسن؟ يعني في كل حركة يقوم الإنسان بالأحسن من خلال التوجيهات التي تعطى له".

ولفت سماحته إلى أن "الهوية الفكرية للإمام الحسين(ع) هي هوية الإسلام، أما الهوية الفكرية ليزيد فهي الفسق والانحراف، وعلى الرغم من أن البعض قد يقول إن يزيد مسلم بالولادة لكن الإسلام بالولادة لا يعطي هوية للفرد تنسجم مع الهوية الإسلامية الأصيلة، إلا اذا قرر تبنيها والعمل بها"، مؤكدًا أن "الفاجر لا يمكن أن يتصدّى باسم الإسلام أو أن يكون معبِّرًا عن طاعة الله والمجرم لا يمكن أن يكون صاحب هوية إسلامية".

وتابع أن "الإمام الحسين(ع) دافع بالحجة والدليل ولم يرضخ وانتصر بالهوية الإسلامية على هوية الفسق والفجور، وقد تخلّدت الثورة الحسينية وأحدث بشهادته مع أهل بيته وأصحابه صدمة في الأمة وأنار لنا الطريق، وأثبت أن الهوية الاسلامية لا تكون شكلا ولا لفظًا وإنما عملًا وجهادًا في الحياة"، مضيفًا أن "هذه الحياة قائمة على أن يكون فيها صراع بين الحق والباطل".

الشيخ قاسم قال إن "هذا الإسلام الذي دعانا إليه الإمام الحسين(ع)، يدعونا الى توفير متطلبات الحياة الطيبة في هذه الدنيا، فالإسلام يعني أخلاق فاضلة، إقامة العدل، الدفاع عن الأرض والعرض والمال والمقدسات، تكوين الأسرة الصالحة، تربية الأطفال على قواعد الطاعة والاستقامة العمل للمعاش والحياة الدنيا بعيدًا عن الفساد والربا والاحتيال، التكافل الاجتماعي والتعاون بين أفراد المجتمع.. في المقابل تسعى أميركا  ليكون العالم منقادًا بفكره.. فإذا انقاد بفكره تسهل قيادته".

وأضاف أن "هؤلاء (الولايات المتحدة) يروجون لهويتهم الفكرية المادية بالحرب الناعمة، عبر إيمانهم بالحياة الدنيا وليس الحياة الآخرة، وإيمانهم  بأن الدنيا يجب أن يشبع فيها الإنسان بنهم، لذلك يحاولون اختراع الإبداعات في الانحرافات، ويستخدمون وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والمؤسسات الدولية لتخريب الهوية الفكرية الصحيحة للناس".

كما أشار إلى أن "نتاج هويتهم الفكرية المادية، كان الاستبداد والظلم والعقوبات والإباحية وضرب بنيان الأسرة والترويج للشذوذ والأنانية والمادية والفساد الاقتصادي والأخلاقي".

الشيخ قاسم لفت إلى أن "المنظمة الدولية للتربية ستقيم ورشة عمل للأساتذة في لبنان بهدف "تقبّل الأساتذة المثليين في المدارس اللبنانية ورهاب المثلية""، مؤكدًا أن "الشاذ ليس مريضًا ولا مجبورًا على شذوذه، بل أخذ خيارًا بإرادته وانحرف، فلا مانع في مساعدته للخروج من الانحراف، لكن تأييده والقول انه طبيعي والسماح له بتعليم الأولاد؟! هذا ما يفعلوه في الغرب لأنهم قطعوا أشواطًا في ذلك".

وهنأ الشيخ قاسم "رابطة التعليم الثانوي لأنها أعلنت رفضها المشاركة"، داعيًا "الروابط الأخرى إلى أن تقوم بنفس الأداء"، وشدد على ضرورة أن تتحرك وزراتي التربية والداخلية والقيادات الروحية والمسؤوليين، لأن هناك منظمة تريد أن تروج للشـذوذ وتنصيبهم قادة في المجتمع وهذا أمر خطير جدًا".

وذكر سماحته أن هناك عددًا من النواب لديهم فكرة لتقديم شيء له علاقة بالش ذوذ، ولن أفصّل بالموضوع الآن  "بركي بفيقوا لحالن وبيسحبوا القصة"، مشددًا على أن "هويتنا الفكرية الإسلامية أوصلتنا أن نعمل للوحدة الإسلامية والوطنية وأن نكون أوفياء في عهودنا والتزاماتنا مع الآخرين، وأن تكون يدنا ناصعة في الوزارة والنيابة والسياسة والموقف والعلاقة والالتزامات".

وقال: "ما نتائج الهوية المادية الغربية؟ رفاهية مادية لشعوبهم مع خواء روحي وأخلاقي دون ضوابط انسانية.. مجتمعهم منهار بدون أسرة ولا تعاون اجتماعي.. واحدى أهم مساوئهم أنهم يدعمون الاحتلال والعدوان والقتل والتدمير خاصة في فلسطين.. هذه هوية سيئة ونتائجها سيئة"، مشيرًا إلى أن "قوتنا بطاعة الله أقوى وما دام فينا نفس حسيني فإننا سنهزمكم مرارًا ومرارًا كما هزمنا "‘سرائيل" ولن تتمكنوا فرض خياراتكم الفكرية علينا وسنعمل كما أمرنا الله تعالى منتظرين لصاحب العصر والزمان (عج)".

واعتبر الشيخ قاسم أنه "لولا هذا التماسك لما استطعنا أن ننمو ونقوى يوما بعد يوم وأن نكون شوكة غليظة في أعين الأعداء"، وأضاف: "يمكن أن تجتمع هويات فكرية عديدة في وطن واحد، وهذا أمر طبيعي، المهم أن لا يظلم أصحاب هوية أصحاب هوية أخرى وأن لا يعتدوا عليهم.. ويمكن أن نبحث عن المشتركات".

الشيخ قاسم لفت إلى أن "في لبنان عدة هويات فكرية، هناك طوائف وأحزاب، ولكن تبانينا أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه ولنا عقد اجتماعي هو الدستور اللبناني المتمثل بالطائف وليس لدينا أي طرح تعديلي ونقبل بهذا العقد الاجتماعي، ونعتقد أنه عندما يطبق بشكل أفضل يحقق الكثير من الأهداف، المهم أن نحاسب المرتكبين لأن المصيبة في المرتكبين".

وشدد سماحته على أن "المقاومة هي نتاج مفردة ثقافية فكرية أصيلة تدعو الى الاستقلال وحرية الخيار وتحرير الأرض لذا تمسكنا بها"، وقال: "إننا نريد من خلال المقاومة أن نصنع مستقبل أجيالنا ونحمي بلدنا ونمنع فرض الخيارات الأخرى علينا.. ولكن هناك أطراف في لبنان لا يريدون ذلك، عبروا عن رأيكم كما تريدون لكن لا تكونوا أدوات للمشروع المعادي، فمشكلة المقاومة في لبنان مع العدو الإسرائيلي وليست مع المواطنين اللبنانيين او مع الأحزاب والقوى اللبنانية".

ورأى أننا "حوّلنا لبنان من لبنان الضعيف الى لبنان القوي وأصبح قبلة العالم، لذلك تحركوا بالعقوبات والضغوطات والأساليب المختلفة.. ولكن مهما فعلتم نحن ثابتون على خيارنا الفكري ولا تضعوا أنفسكم قبالنا لأننا سندافع عن أنفسنا عندما نُواجَه بالقوة.. مشكلة المقاومة مع العدو وليست مع أحد في لبنان".

وأكد الشيخ قاسم رفضه "للتقسيم المباشر وغير المباشر، والفيدرالية"، وقال: "لا لكل أنواع مسخ لبنان أو تقليل مساحته أو جعله موطئًا لأحد أو التخلي عن أي شبر من الأرض والماء والنفط، إذ نعتبر لبنان وطنًا نهائيًا لجميع أبنائه ونلتزم به"، وذكر أننا نسعى لطرح تخفيض سن الاقتراع الى 18 عامًا، واذا وافقوا بتعديل الدستور كان به واذا لم يوافقوا هذا شأنهم".

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل