لبنان
وزير الصحة يعلن سحب ترخيص الحضانة التي حصل فيها تعنيف الأطفال وإغلاقها
أعلن وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض سحب ترخيص حضانة "GardeRêve" في الجديدة وإغلاقها نهائيًّا، عقب حادثة تعنيف الأطفال فيها.
جاء ذلك إثر اجتماع ترأسه للجنة حماية الأحداث في الوزارة، تم خلاله تحديد مكامن الخلل والإجراءات الواجب فرضها، والعمل بها لمنع تكرار الإساءة لمن وجبت حمايتهم ورعايتهم، وستبقي اللجنة اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة المقررات التي تم الاتفاق عليها، ووضع آلية عمل تضمن التنفيذ السليم للإجراءات المطلوبة.
وفي مؤتمر صحافي عقده بعد الاجتماع، أكّد الوزير الأبيض أنّ "المشاهد الصادمة حول تعنيف الأطفال في إحدى الحضانات تطلبت تحركًا سريعًا"، متوجهًا بالشكر إلى "جميع الذين تعاونوا مع وزارة الصحة العامة لمعالجة المسألة، ولا سيّما وزارتي العدل والشؤون الاجتماعية، كما فريق وزارة الصحة العامة الذي سارع إلى إجراء التحقيقات الأولية والميدانية، والتي اتخذ بموجبها القرار بإقفال الحضانة بالشمع الأحمر، والمسألة برمتها الآن باتت بعهدة القضاء".
وشدد على أنّ "الإجراءات التي تم الاتفاق عليها لتدارك حصول تجاوز مشابه ارتكزت على عدم تحميل الأزمات المتعاقبة التي يشهدها لبنان مسؤولية التفريط في حماية الأطفال والأحداث"، لافتًا في الوقت نفسه إلى أنّه "مع رفض التعنيف بكل أشكاله، هناك تحفظ على طريقة تعامل المجتمع ووسائل الإعلام مع الحدث، في وقت تغيرت المفاهيم في العالم كله".
وأعلن الأبيض عدة مقررات وهي اتخاذ وزارة الصحة العامة القرار بسحب ترخيص الحضانة وإغلاقها نهائيًّا، وتحديث المراسيم والقوانين المتعلقة بحماية الطفل والأحداث، حيث نوه المجتمعون بدعوة رئيسة لجنة المرأة والطفل النائب عناية عز الدين إلى جلسة نقاش الاثنين المقبل لمواكبة التغيير الحاصل في هذا المجال في العالم.
ومن المقررات، زيادة المعلومات عن الحضانات المرخصة والموجودة على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة العامة، لتمكين الأهل من معرفة المزيد من المعلومات عنها، كما ضرورة التأكد من التزام الحضانات بالقوانين المرعية بدءًا من وجود الكاميرات المطلوبة إلى حصول العاملين في الحضانة على الشهادات اللازمة وإخضاعهم للتقييم الدوري المطلوب والتدريب المستمر.
وأعلن الأبيض تكثيف زيارات الجهات المراقبة بما فيها الزيارات الفجائية للتأكد من التزام الحضانات بالقوانين، وعدم قبول أي تبرير لعدم الالتزام بصعوبة الأوضاع، كما اعتماد سياسة عدم التسامح مطلقًا (Zero Tolerance Policy) مع أي حضانة لا تلتزم بالمعايير المطلوبة، حيث لن يكون هناك أي تردد في اتخاذ أشد الإجراءات العقابية بحقها. والرسالة التي يراد توجيهها للجميع من خلال الإقفال السريع للحضانة بالشمع الأحمر ومن ثم سحب رخصتها، دليل مفادها ألَّا تهاون في تطبيق القوانين والإجراءات المرعية".
وإذ لفت الأبيض إلى "اعتماد مقاربة تعاونية بين جميع المعنيين بحماية الطفل والأحداث"، دعا الحضانات إلى "إلزامية مشاركة العاملين فيها في الدورات التدريبية التي تنظمها منظمات غير حكومية وجمعيات أهلية لرفع الجهوزية، والتأكد من أنهم في المستوى المطلوب لرعاية الأطفال".
ورأى أن "ما كُشف أمس شكل جرس إنذار يحفز على معالجة ثقافة التعامل مع الأطفال والأحداث في مجتمعنا"، مبديًا في الوقت نفسه أسفه "لمشاهد مماثلة تحصل في المنازل"، مشيرًا في هذا الإطار إلى "الإجرام الذي مورس بحق الطفلة الضحية لين طالب".
وأكّد الأبيض أنّ "ما حدث دعوة للمجتمع اللبناني ليحسن التعامل مع أطفاله لأن المجتمع الذي لا يحسن التعامل مع الأطفال سيكون مستقبله قاتمًا".