لبنان
الشيخ قاسم: يريدون من العقوبات اضعاف قدراتنا لكننا نخترع أموراً لا يفكر فيها العدو
تصوير: موسى الحسيني
أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أنه "توجد في لبنان مشكلة اقتصادية مالية حقيقية بكل ما للكلمة من معنى"، وقال "لن أوصّفها بأوصاف بشعة لأثبت وجودها، فهي تعبّر عن نفسها ببشاعة من دون وصف، ولكن علينا أن نسعى لمعالجتها، فنحن معنيّون بهذه المعالجة والجميع في البلد يتحمّل المسؤولية".
وفي كلمة له خلال الحفل الذي أقامته مدارس المهدي (عج) احتفاء بذكرى تأسيسها، أضاف الشيخ قاسم "يجب أن نتعاون معاً لأن البلد لا ينجح إلاّ بالتضامن والتكاتف والوحدة الوطنية، فنفكر معاً ونقرر معاً"، وأوضح "نحن منفتحون على النقاشات مهما كانت، بروح المسؤولية وبهدوء وعقلانية لنرى ما هو الأفضل حتى يُقرر لهذا البلد".
وتابع الشيخ قاسم "لا نريد إبداء آرائنا عبر الإعلام ولا نريد أن نسجّل على الآخرين نجاحات تكتيكية في طريقة إخراج الموقف، نحن لسنا من هذا النّوع ولا نريد مزايدات ليقبلنا النّاس فنحن نعرف موقعنا من النّاس من دون "الفلاشات" الإعلامية".
وأردف قائلاً "لم نعمل لتكون حركتنا في هذا الاتجاه جزءاً لا يتجزأ من التمهيد للانتخابات النيابية القادمة أو البلدية أو ما شابه"، وأضاف "هذه ليست ساحة مزايدات ولا منافسة انتخابية، بلدنا يحتاج إلى رعاية"، ولفت الى أنه "علينا أن نعمل من أجل إيصال بلدنا إلى برِّ الأمان ونعالج مشاكله الاقتصادية والمالية والاجتماعية".
ونبّه أن "لا تقولوا عنّا ما لم نقل، ولا تسألونا في الوقت الذي لا إجابة فيه، عندما نتّخذ قراراتنا سنعلنها على الملأ كما نقولها في اللقاءات المغلقة، وإن شاء الله تكون قرارات عاقلة ومسؤولة".
وحول ما يتعلّق بكيان الاحتلال، قال الشيخ قاسم "يبدو أنّ البعض نسي أنّ "إسرائيل" هي مصدر الإرهاب في المنطقة والعالم، ومصدر التخريب في المنطقة والعالم، تاريخها حروبٌ وعدوانٌ ومجازر وشيطنة وأعمال لا يمكن أن يقبل بها إنسانٌ سويٌّ"، وأضاف "تذكرون في مثل هذه الأيام عدوان نيسان سنة 1996، كانوا يريدون لهذا العدوان أن يقضي على حزب الله وعلى مقاومته، وجاء العدوان في وقت كانت السّهام الدّاخلية من البعض توجّه إلينا بعنوان الرأفة علينا، فالعين لا تقاوم المخرز".
واستدرك سماحته قائلاً "لم نستمع لهم وواجهت العين المخرز وربحت المعركة وانتصرنا في عدوان نيسان 1996، وسجّلنا تفاهماً غير مكتوب يعترف فيه العدو بهذه المقاومة ويعترف العالم بهذه المقاومة، لنبني مدماك الانتصارات التالية سواء في التحرير عام 2000 أو في صدِّ عدوان تموز عام 2006، وليكن معلوماً أنّ ما جرى في عدوان نيسان كان خزياً لـ "إسرائيل" وعزاً لنا ولأهلنا ولأحبتنا".
وأكد أنه "لن تخيفنا تهديدات "إسرائيل" وأمريكا لأنهم لا يستطيعون فرض إرادتهم علينا"، وقال "اتخذنا قرارنا الواضح، نحن مقاومة تدافع وتحمي وفي آنٍ معاً تبني وتؤسس وسنستمر كذلك مهما كانت الصعوبات ومهما كانت العقوبات".
ولفت الى أنه "تستطيع أمريكا أن تلحق بعض الضّرر وهذا أمر طبيعي في المسار العام ولكنها لا تسطيع تحقيق أهدافها"، وأضاف "يريدون من التّهديد والعقوبات أن يُضعفوا قدراتنا وأن يدفعونا لتعديل قراراتنا، هم بذلك يزيدوننا عزماً وتصميماً ويهيؤون لنا الفرصة لنفتّش عن الأساليب المناسبة في حالات الشدّة لنكتسب إضافةً لم تكن بواردنا لأننا نكتشف ونخترع ونؤسس أموراً لا يفكر فيها العدو وننجح بإذن الله تعالى".
وفيما شدد سماحته على أنه "لولا المقاومة لما تحرّرت الأرض، ولما خرجت "إسرائيل" من لبنان، لولا المقاومة لما اندحرت "داعش"، لولا المقاومة لما تم إنقاذ عدة بلدان في هذه المنطقة، لولا المقاومة لما كنّا الآن في هذا الموقع المتصدّي الذي يحمي أجيالنا وأهلنا وأحبتنا ولبناننا"، أضاف "من هنا هذا الخيار هو خيارنا الأبدي ولن نتخلى عنه، هو خيار النصر والتحرير والاستقلال وستبقى المقاومة كذلك بسواعد مجاهديها وستبقى بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة".