لبنان
لودريان ينهي جولته ويعود بعد أسبوعين.. والرئيس برّي: متمسكون بفرنجية
اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم في بيروت بأجواء اللقاءات التي عقدها المبعوث الرئاسي الفرنسي إلى لبنان والتي شملت مختلف الأطراف السياسية في البلاد لمناقشة ملف رئاسة الجمهورية، وكانت آخر لقاءاته بالأمس دون تقديمه أي مقترحات لمعالجة الشغور الحاصل في الرئاسة الأولى.
وسيغادر لودريان بيروت عائدا إلى باريس، حاملًا معه نتيجة اللقاءات، على أن يعود بعد أسبوعين لمتابعة مساعيه.
وكان لافتًا موقف رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الذي أكد تمسك الثنائي الوطني بالمرشح الطبيعي سليمان فرنجية وشرح ذلك للموفد الفرنسي، نافيًا أن يكون لودريان قد طوى صفحة مبادرة بلاده، مشيرًا إلى أن الوزير الفرنسي السابق أعطى فرنجية إشارة لتمييزه عن غيره بدعوته إلى الغداء.
"الأخبار": الثنائي ثبّت ترشيح فرنجية... ولا جلسات قبل نهاية آب: لودريان «رايح جايي» كثيراً
المعطيات المتوافرة عن اليوم الثالث من الزيارة «الاستطلاعية» لجان إيف لودريان لا تزال نفسها الانطباعات التي خرجت بها القوى السياسية منذ اليوم الأول لوصوله، وهي اتّباع الموفد الرئاسي الفرنسي الخاص قاعدة «الصمت كثيراً والاستماع أكثر». إلا أن الخلاصة الأساسية التي أسفرت عن لقاءات لودريان أن الأمور «متشابكة ومعقّدة جداً»، وأن العوامل الداخلية والخارجية غير ملائمة لإنتاج حل داخلي للأزمة اللبنانية، لا على صعيد الرئاسة ولا غيرها.
وإذا كان الموفد الفرنسي لم يعلن تراجع بلاده عن المبادرة - التسوية التي طرحتها بانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية مقابل نواف سلام رئيساً للحكومة، إلا أنه كان، في الوقت نفسه، واقعياً لجهة الاعتراف بصعوبة تسويق المبادرة مع القوى المحلية والدول العربية والغربية، مشدّداً على أن إنتاج الحل لا يُمكن إلا بالتوافق والحوار.
وكشفت مصادر مطّلعة أن الموفد الفرنسي طلب من البطريرك بشارة الراعي أن يدعو إلى حوار، إلا أن الأخير لم يبد تجاوباً، فيما أبلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه يشجع على الحوار، لكنه لن يدعو إليه لأنه أصبح طرفاً بعد دعمه ترشيح فرنجية. وبحسب المصادر، فإن لودريان، لكثرة ما سمعه من تناقضات وخلافات واختلاف في وجهات النظر، وما لمسه من تشدد كل فريق في موقفه، أدرك «استحالة» المهمة الموكل بها، وأنه لا يُمكن لفرنسا «المغضوب» عليها من بعض القوى الداخلية، تحديداً المسيحية، أن تنجح في هذا الدور منفردة. وهو سيحمل معه إلى بلاده وإلى ممثلي دول اللقاء الخماسي «غلّة» لقاءاته، على أن يعود لاحقاً إلى بيروت بتصور جديد.
واستكمل الموفد الفرنسي أمس لقاءاته التي استهلّها باستقبال النائب ميشال معوض في قصر الصنوبر، قبل أن يعقد لقاء موسعاً مع كتلة «تجدد» التي تضم إلى معوض النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي، فيما اعتذر النائب أديب عبد المسيح بداعي السفر. واستقبل النواب سامي الجميل ونديم الجميل وسليم الصايغ، ثم عدداً من نواب «التغيير»، والنائب السابق وليد جنبلاط برفقة نجله تيمور جنبلاط، ثم النائب فيصل كرامي، فالنائب أحمد الخير.
وتقاطعت المعلومات عند التأكيد على عودة لودريان خلال أسابيع ينتهي خلالها من إعداد تقرير حول عناصر الأزمة وفقاً لما سمعه ممن التقاهم، وتصور كل منهم للحل، ووضع توصيات لإنتاج فكرة أو مبادرة. وتمنح هذه المدة رئيس مجلس النواب فرصة حتى نهاية آب المقبل لعدم الدعوة إلى جلسات جديدة لانتخاب رئيس، والفرنسيين فرصة البحث في دعوة ممثلين عن بعض القوى إلى اجتماعات في باريس، إضافة إلى إجراء جولة جديدة من المحادثات مع السعودية وبقية أطراف اللقاء الخماسي.
وعلمت «الأخبار» أن لودريان عرض في اللقاء مع حزب الله تقييماً أولياً، أوردَ فيه أن عنصراً جديداً طرأ ربطاً بنتائج جلسة 14 حزيران، لكنه لم يتحدث عن مبادرة جديدة. وقال لودريان: «لقد أبلغني الطرف الآخر أن الجلسة الماضية كانت ضد فرنجية، وأنهم مستعدون للبحث في خيار ثالث». وأوضح أن داعمي أزعور أبلغوه أن التصويت «أظهر أن غالبية تتجاوز الـ 75 نائباً صوّتت ضد فرنجية (أصوات جهاد أزعور وزياد بارود والأوراق البيض) وأن غالبية ساحقة من المسيحيين صوّتت ضده». وتحدث لودريان عن الحملات التي تتعرض لها بلاده، وأن الفريق الآخر يعتقد بأن فرنسا تلعب دوراً غير إيجابي، وتتخلى عن دورها التاريخي في لبنان. كما شدّد على أن السعودية لا تزال تقف في المربّع نفسه، وتريد أن تكون بعيدة عن المقايضات والتسويات، وهي ملتزمة بمبدأ الحياد ولا تريد الدخول في مشكلة مع أي طرف لبناني.
وقالت مصادر مطّلعة إن «لودريان سمع دعوات إلى صياغة مبادرة تنتج اتفاقاً جدياً على رئيس توافقي، يكون قادراً على قيادة عملية إصلاحية»، وأنه سمع من بعض القوى كلاماً عاماً يشير إلى أن هناك قوى في لبنان تخوض المعركة بخلفيات شخصية.
في المقابل، سمع لودريان من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد شرحاً مفصّلاً ومطالعة دفاعية عن ترشيح فرنجية، وتأكيداً على استمرار دعمه وعدم التراجع عن ذلك، ودعوة للفرنسيين إلى مقاربة تأخذ في الاعتبار أن الهدف من التسوية ليس اختيار رئيس، بل إنتاج حل شامل يتجاوز موقع الرئاسة إلى القضايا الأخرى. ولفت رعد إلى «أن قراءة نتائج جلسة 14 حزيران ليست كما يعتقد خصوم فرنجية، وأن رصيد الأخير إلى ارتفاع بينما لم يصمد تقاطع الآخرين».
وردّ لودريان بأن المشوار طويل، وبأنه يعتقد أنه سيعود إلى لبنان مرات عدة. واتفق مع وفد حزب الله على تثبيت آليات التنسيق القائمة وعلى العمل وفقها وتطويرها.
واستضاف الموفد الفرنسي على مائدة غداء ستة من نواب «التغيير» هم: حليمة القعقور وبولا يعقوبيان وإبراهيم منيمنة وميشال الدويهي ووضاح الصادق وياسين ياسين. ووفق مصادرهم، استهلّ الزائر الفرنسي اللقاء بالطلب إليهم التحدّث براحة تامّة أمام بعضهم، متفهّماً الخلافات القائمة في ما بينهم، فردّت يعقوبيان، نافيةً الاختلافات في التوجهات والمشاريع، وحرصت على تجميل الصورة بحصرها ضمن اختلاف في «التكتيك».
وفيما أكّد لودريان أن لا حلول بين يديه، وأي مخرجٍ يجب أن يقوم على حوار اللبنانيين، توالى النواب على تقديم دفوعهم عن خيارات تصويتهم في الجلسة الأخيرة لانتخاب رئيسٍ
للجمهورية. الفريق الذي اقترع لأزعور مثّله الصادق والدويهي ويعقوبيان وياسين، وأجمعوا في كلماتهم على أن السبب الأساس لتقاطعهم مع حزبي «القوات» و«الكتائب» هو خلق توازن في وجه حزب الله ومرشّحه، مؤكدين رفضهم لتسوية تأتي برئيس جمهورية محسوب على فريق 8 آذار، ورئيس حكومة يدور في فلك 14 آذار. وفي حين اعتبر الصادق والدويهي أنه «هيك ما بقى يمشي الحال»، ركّز منيمنة على أهمية المشروع الذي سيحمله رئيس الجمهورية أكثر منه على الاسم.
أما القعقور فشرحت أنّ تصويتها للوزير السابق زياد بارود، خلفيته رفض «الانخراط في الاصطفاف السياسي والطائفي الكبير الذي سبق جلسة 14 حزيران، تعبيراً عن وجود خيار خارج جناحي الصراع»، وتطرقت إلى رفض التدخلات الخارجية في الاستحقاق.
في المقابل لم تُوجّه دعوات إلى النواب الياس جرادة ونجاة صليبا وسينتيا زرازير ومارك ضوّ وفراس حمدان، والمعلومات تفيد بأنّ السفارة ارتأت دعوة عدد من النواب الذين يمثلون التوجهات المختلفة ضمن مجموعة «التغيير». بالموازاة، وصف جرادة مشهدية قصر الصنوبر بـ«المؤلمة»، وقال في اتصال مع «الأخبار»: «مؤسف أننا لا نزال ننتظر موفد دولة أجنبية يجمعنا من أجل استحقاق داخلي صرف».
"البناء": بري: فرنسا لم تطو صفحة فرنجية.. ونحن متمسكون به
يقول مصدر نيابي تابع عن قرب زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، إن تلخيص مهمة أدريان من خلال أغلب ما تسرّب عن لقاءاته مع مختلف الكتل النيابية، يمكن أن يضع للمهمة مجموعة عناوين، الأول هو احتواء موجة العداء لفرنسا التي طغت على الكتل النيابية التي وقفت ضد ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، خصوصاً المسيحيّة منها، والتي قالت إن فرنسا تتبنى ترشيح فرنجية بعكس إرادة الأغلبية النيابية المسيحية المعنية بمنصب الرئاسة قبل سواها، شارحاً أن جوهر المبادرة الفرنسية التي شكل اسم فرنجية أحد مفرداتها، هو استحالة إنتاج رئيس جديد خارج توافق يضمن تأمين النصاب على الأقل والاعتراف بنتائج الانتخابات والتعاون مع الرئيس الجديد، من أغلب القوى السياسية الفاعلة التي تشكل مقاطعتها للعهد الرئاسي سبباً كافياً للفشل، في بلد يحتاج إلى تجميع كل عناصر النجاح حتى أبسطها. وهذا التوافق يحتاج تفاهماً على سلة كاملة تضم اسم رئيس الجمهورية واسم رئيس الحكومة والمناصب الرئيسية في الدولة وعناوين العمل للمرحلة المقبلة، وفرنسا منفتحة على الاستماع الى بدائل تحقق هذه الأهداف، عن غير طريق التأقلم مع الفراغ وإلقاء المسؤولية على الطرف المقابل، باعتباره قادراً على تعطيل النصاب، ولا قدرة لأحد على إلزامه بالعكس، خصوصاً أن التعطيل كان سلاحاً معلناً للفريقين اللذين ظهر أن بدونهما معاً لن يتأمن النصاب ويتم الانتخاب. وعلى هذا الصعيد تقول المصادر إن مهمة لودريان أُنجزت، حتى لو صوّر البعض عرض لودريان للمبادرة الفرنسية بمثابة إعلان بدء من الصفر، او تخلٍّ عن فرنجية.
العنوان الثاني لمهمة لودريان، برأي المصادر، كان إلقاء مسؤولية التقدم ببدائل واقعية على الكتل النيابية الكبرى، غير الدعوة للتأقلم مع الفراغ وإلقاء مسؤوليته على الطرف المقابل بتهمة تعطيل النصاب. وهنا تقول المصادر إن لودريان نجح بتقديم الحوار جواباً لم يستطع أحد رفضه، حتى لو لم يقل البعض بصورة واضحة إنهم يوافقون على الحوار، لكن مع إضافة أن الحوار القابل للحياة ليس حواراً يديره طرف لبناني، طالما أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعتذر عن تكرار الدعوة للحوار بعدما صار طرفاً يتبنى ترشيحاً واضحاً للرئاسة، والمناوئون لهذا الترشيح يجاهرون برفض دعوة للحوار تصدر عنه، وبكركي لم تبدِ رغبة بلعب هذا الدور رغم توجيه بري رسالة واضحة تدعوها للقيام بالمهمة. وهذا يعني أن الخلاصة هنا تقول بأن طريق الحوار يحتاج الى المزيد من الإنضاج لكن كوة في الجدار قد فتحت.
الخلاصة الثالثة لمهمة لودريان، وفق المصادر النيابية، هي أن تحديد الجهة الداعية للحوار ومكان الحوار ومستواه وطبيعته وجدول أعماله، قضايا تحتاج الى تفاهم فرنسي سعودي أولاً ثم سعودي إيراني ثانياً، ووضع الأميركيين في صورة الخلاصات ثالثاً، وهذا ما سيفعله لودريان خلال الفترة الفاصلة بين نهاية جولته اليوم وعودته بعد أسبوعين الى بيروت نحو جولة ثانية.
الأكيد برأي المصادر النيابية بعد جولة لودريان أن لا بديل للحوار، وأن لا طريق لانتخاب رئيس بغير الاتفاق على سلة كاملة، لأن الرئيس الذي يقدر على تحقيق الطمأنة اللازمة لنصف المجلس النيابي، ويلبي الحاجة التي تفرضها نصف المهمات المطلوبة يجب أن يترافق الاتفاق على اسمه مع اسم رئيس للحكومة يطمئن النصف الثاني من مجلس النواب ويضمن تحقيق النصف الثاني من المهمات، آخذاً بالاعتبار أن مهام رئيس الجمهورية تتصل بالسياسات الخارجية والاستراتيجية، بينما مهمات رئيس الحكومة والحكومة تتصل بالإصلاحات والمال والاقتصاد.
على خلفية هذه الخلاصات دعت المصادر النيابية الى قراءة كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي قال “ليس صحيحاً أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان طوى صفحة المبادرة، وغير صحيح أنه تخطّى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”، لافتاً إلى أن “لودريان أعطى فرنجية إشارة لتمييزه عن غيره بدعوته إلى الغداء”. وأشار بري، في حديث لـ قناة “الجديد”، إلى أنني “أبلغت لودريان بأسباب تمسّكي وحزب الله بفرنجية وأهمها أنه صادق وصريح ويلتزم بكلامه”، مؤكداً أنه “مستعدّ للمشاركة بأي حوار يُدعى إليه في المجلس النيابي عبر تكليف أحد من كتلة التنمية والتحرير”. وكشف أنه “غير الصحيح أن الولايات المتحدة تعرقل الرئاسة اللبنانية، وهي سوف تتعاون مع أي رئيس منتخب”.
استكمل المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان لقاءاته مع ما تبقى من القوى السياسية سعياً لوضع تصور ينقله الى بلاده وخماسية باريس، على أمل العودة بمبادرة حل قابلة للحياة، علماً أن اجتماعه مع قائد الجيش في مكتب الأخير في اليرزة كان الأبرز أمس، حيث أكد المبعوث الفرنسي لقائد الجيش دعم فرنسا للجيش. وتقول مصادر سياسية مطلعة على حراك لودريان لـ «البناء» إن الاخير استمع الى وجهات نظر القوى السياسية وإلى طروحاتها للحل الأزمة في لبنان، الا انه أكد أمام القوى السياسية أن الحوار ضروري لحل الأزمة في لبنان وان التفاهم يجب أن يكون من خلال التفاهم على الرئاسة والحكومة والقضايا الخلافية. وبحسب المعلومات فإن لودريان سوف يعود في شهر تموز إلى لبنان بعد أن يكون قد وضع تقريباً بنتائج زيارته أمام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والذي على أساسه سيتمّ وضع خطة حل أو مبادرة سيحملها لودريان في زيارته المقبلة إلى لبنان.
وزار رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض قصر الصنوبر حيث اجتمع إلى الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان، كما عقد الأخير لقاء موسعاً مع كتلة تجدّد التي تضمّ إلى معوض النائبين فؤاد مخزومي وأشرف ريفي، فيما اعتذر النائب أديب عبد المسيح بداعي السفر.
وأفيد أن معوّض وريفي ومخزومي شدّدوا خلال اللقاء على ضرورة أن تكون الجلسات مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهوريّة وأنّهم مستمرّون بالتصويت للوزير السابق جهاد لأزعور.
كما استقبل لودريان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل الذي تقدّم بخريطة طريق مكتوبة لحلٍّ مبنيّ على استعادة الدولة لسيادتها وإجراء الإصلاحات المطلوبة.
كما استقبل لودريان نواباً تغييريين هم إبراهيم منيمنة وحليمة قعقور وميشال الدويهي وبولا يعقوبيان ووضاح صادق وياسين ياسين، وقد استبقاهم لودريان الى مائدة غداء. بعدها، استقبل رئيس الاشتراكي المستقيل وليد جنبلاط برفقة نجله تيمور جنبلاط.
نفى رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان طوى صفحة المبادرة، وغير صحيح أنه تخطّى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”، لافتاً الى أن “لودريان أعطى فرنجية إشارة لتمييزه عن غيره بدعوته الى الغداء”.
وأشار بري، الى أنني “أبلغت لودريان بأسباب تمسكي وحزب الله بفرنجية وأهمها أنه صادق وصريح ويلتزم بكلامه”، مؤكداً أنه “مستعدّ للمشاركة بأي حوار يُدعى إليه في المجلس النيابي عبر تكليف أحد من كتلة التنمية والتحرير”.
وكشف أنه “غير الصحيح أن الولايات المتحدة تعرقل الرئاسة اللبنانية، وهي ستتعاون مع أي رئيس منتخب”.
وأردف “النائب السابق وليد جنبلاط ليس بحاجة الى موعد والأبواب مفتوحة له في اي وقت يريد”، مشدداً على أن “كل محاولات البعض لتحقيق الشرخ بيني وبينه باءت بالفشل ولن تنجح”.
وأكّد رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله”، الشيخ محمد يزبك، انه “لا يُمكن فرض أيّ شخصية على الآخرين، بل يجب أن نتفاهم ونتحاور، لذلك كانت هناك دعوات عديدة للحوار، لكن الفريق الآخر كان غير قابل للنقاش”. ولفت إلى أن “لنا رؤيتنا واختيارنا لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية من منطلق قناعاتنا بأنه شخصية وطنية، ونحن لا نريد رئيساً يحمينا، بل نريد رئيساً لا يطعن في الظهر، وهذه المكتسبات التي حصلت للبنان أن يُحافظ عليها”. وأوضح أن “في الحركة الفرنسية السعودية موقفنا واضح، ونحن ندعو الى الحوار ضمن رؤية وطروحات تكون فيها ضمانة للبنان وضمانة العيش المشترك”.
"الجمهورية": لودريان انتظرَ «التحلّي بالمسؤولية» فاصطدَم بتعميق الانقسامات
تَأكّدَ المؤكّد للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان؛ ما سَمعه من مكوّنات الانقسام السياسي، أثبتَ بما لا يقبل أدنى شكّ أنّ استيلاد رئيس للجمهوريّة مستحيل في واقعٍ لبناني مُفخّخ بفوارق وتناقضات تَبتلع كلّ جهد مساعِد للبنان على الخروج من أزمته بكل تشعباتها الرئاسية والسياسية والاقتصادية.
مصادر مطلعة على أجواء مهمّة الموفد الفرنسي أكّدت لـ»الجمهورية» أنّ «لودريان يخوض تجربة مريرة جديدة له في لبنان، والحصيلة الأولية التي جَمّعها في جولة الإتصالات واللقاءات السياسية والروحية والنيابية التي أجراها، لم تكن مريحة، ولا يُبنى عليها اي أمل في بناء قاعدة تفاهم داخلية على اعادة إنعاش المؤسسات الدستورية في لبنان واطلاق ورشة الانقاذ والاصلاحات، انطلاقاً من إنهاء الفراغ في رئاسة الجمهورية».
وبحسب المصادر فإنّ لودريان ظَهّر نفسه على مسافة واحدة من الجميع، ومقاربته للملف اللبناني بصورة عامة، وللملف الرئاسي بصورة خاصة، اتًّسَمَت بالحرص على لبنان وتأكيد التزام فرنسا انطلاقاً ممّا تعتبره واجباً عليها تجاه بلد تربطها به علاقة تاريخية وعاطفة سياسية، بمساعدته على الخروج من أزمته، عبر حل متكامل لا يُغَلّب فريقاً لبنانياً على آخر، والظروف الاقليمية والدولية اكثر من ملائِمة لبلوغ هذا الحل. إلّا انّ الدور الاساس هنا يبقى مٌناطاً باللبنانيين انفسهم بأن يتحلّوا بشجاعة الشّعور بالمسؤوليّة، والتفاهم فيما بينهم على تجاوز المأزق الرّاهن وسلوك السبيل الذي يصب في مصلحة لبنان.
واذا كانت مقاربة لودريان، على ما تقول المصادر عينها قد ألقَت على اطراف الصراع السياسي مسؤولية تعجيل التقائهم على حلّ واقعي يُنجّي أزمة بلدهم من ان تصبح ميؤوساً منها، إلّا أنّ المُحبِط في موازاة ذلك هو انّ طروحات التناقضات الداخليّة لم تكن صادمة لمهمته، بقدر ما كانت متوقعة. فما تسمّي نفسها معارضات وتقاطعات سيادية وتغييرية جاءت مقارباتها للملف الرئاسي على نحوٍ يَنعى بشكل كلّي إمكانية حصول اي توافق طوعي داخلي، وكانت في جوهرها أقرب ما تكون إلى حلقات «نشر غسيل» وتكرار الإتهامات لـ»حزب الله» وحلفائه بتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية لفرض انتخاب مرشحهم، ذَيّلَتها بمطالبة صريحة بممارسة ضغوط فرنسية ودولية لإلزام الجميع بأحكام الدستور، وفرض انعقاد جلسات انتخابية مفتوحة لمجلس النواب، وكذلك ممارسة الضغط على الحزب وإلزامه برفع يده عن رئاسة الجمهورية.
وفي المقابل، تَلفُت المصادر الى أنّ موقف ثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» الذي تم ابلاغه الى الموفد الفرنسي، انطلق من انّ التوازنات الداخلية القائمة اكدت استحالة ان يتمكن اي طرف سياسي من أن يحسم الملف الرئاسي بمعزلٍ عن سائر الاطراف، وهو ما انعكسَ بكلّ وضوح في 12 جلسة فاشلة لانتخاب رئيس للجمهورية. وهذا يؤكّد ان لا سبيل الى هذا الحسم الا بالجلوس على الطاولة، وهو ما تؤكد عليه مساعي اشقاء لبنان واصدقائه. ورئيس مجلس النواب نبيه بري، قد لاقى تلك المساعي عشيّة وصول لودريان الى بيروت بدعوته الأطراف السياسيّين جميعهم الى الحوار للتوافق على رئيس للجمهورية من دون شروط مسبقة. الا ان هذه الدعوة لم تلق الاستجابة المطلوبة لها حتى الآن.
وبحسب المعلومات، فإنّ اسماء المرشحين كانت حاضرة في المحادثات التي اجراها لودريان، إلا ان الموفد الفرنسي لم يكن المبادر الى طرح أي اسم، كما تجنّب ذكر أي اسم، بل إنّ إيراد الأسماء جاء في مقاربات الاطراف، سواء من قبل داعمي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي وصفت المحادثات بينه وبين الموفد الفرنسي بأنها «كانت اكثر من مريحة»، او من قبل داعمي الوزير السابق جهاد ازعور، الذي ما زالت تتقاطع عليه القوات اللبنانية وحزب الكتائب وكتلة «تجدد» وبعض النواب الذين يصنّفون أنفسهم تغييريين. او من الذين أخرجوا انفسهم من التقاطعات ورفعوا لواء البحث عن خيارات رئاسية جديدة. وتشير المعلومات الى ان لودريان كان مستمعاً في هذا المجال، ولم تتمكن تلك الاطراف، خصوصا من هم ضد فرنجية، في استدراج لودريان الى الإفصاح عما اذا كان لباريس مرشح معيّن تُزَكّيه لرئاسة الجمهورية.
تقرير متشائم
هذه الأجواء، وعلى ما تقول مصادر سياسية لـ»الجمهورية» رَسمت حدود مهمّة لودريان قبل أن ينهي لقاءاته واتصالاته، تحت سقف التناقض والخلاف الداخلي العميق، وهذا يؤكد بما لا يرقى اليه الشك انّ التقرير الذي سيرفعه الى رئيسه إيمانويل ماكرون، سيتضمّن شهادة جديدة من لودريان على عقم الحلّ في لبنان، في ظلّ واقع تتنازعه رؤى وتوجّهات متصادمة وتصفية حسابات، وإرادات غير قابلة لأن تلتقي تحت ايّ سقف».
مقبرة فرض ومبادرات
ورداً على سؤال حول مهمة لودريان، قال مرجع مسؤول لـ»الجمهورية»: بحسب ما قيل لنا، فإن لودريان سيقوم بزيارة ثانية الى بيروت في تموز المقبل، وهذا أمر جيّد، ويعبّر عن الإهتمام البالغ الذي توليه ادارة الرئيس ماكرون للبنان، ولكن ما نفع تعدّد الزيارات إذا لم تؤدّ الى تغيير في واقع لبناني مُنقسم على ذاته؟
أضاف: انا متأكد من أنّ نوايا الفرنسيين تجاه لبنان أصدَق من نوايا اللبنانيين تجاه بلدهم، ولمسنا من لودريان مشاعر طيبة تجاه لبنان وتضامناً وحماسة في إخراج رئاسة الجمهورية من دائرة التعطيل، وهذه الحماسة ينقصها شيء واحد وهو ان تجد في الداخل مَن يَتلقّفها ويتفاعَل معها بمسؤولية، وهو ما لم نلمسه في خلاصات اللقاءات والاتصالات التي اجراها، والتي راوحت جميعها في دائرة الخلافات والتعقيدات القائمة منذ بداية الشغور الرئاسي، من دون ان تقدم للموفد الفرنسي اي ايجابيات يبني عليها لبلورة حل.
وقيل للمرجع المسؤول ان مهمة لودريان اذا انتهت على هذا النحو، فهذا يعني إخفاقاً جديداً لفرنسا في لبنان، يُضاف الى مسلسل الاخفاقات السابقة التي توالت منذ المبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ماكرون بعد الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت، فسارَعَ الى توصيف بالغ الدلالة وقال: مع الأسف الواقع السياسي في لبنان، ومنذ بداية الأزمة في العام 2019، ارتقى في تخلّفه إلى أن يصبح، وبلا منازع، «مقبرة جماعية للفرص والمبادرات».
وخَلص المرجع المسؤول الى القول: المهمّة التي يقوم بها لودريان مهمّة جداً، ولكنها على جانب كبير من الصعوبة والتعقيد، وبمعزل عن نجاحها او فشها، فلا مجال لأي حلّ رئاسي في لبنان الا بالحوار، ولا شيء غير الحوار الذي لا مفرّ منه في نهاية المطاف، ونقطة على السطر.
العقوبات احتمال وارد
في هذا الوقت، كشفت مصادر فرنسيّة لـ»الجمهورية» انّ الايليزيه يواكب حركة اتصالات ولقاءات لودريان في بيروت، مشيرة الى انّ أجواء بيروت لا تشجّع على القول انّ الموفد الرئاسي الفرنسي قد حقق خطوات متقدمة الى الامام، وفي انتظار التقرير الذي سيعدّه لودريان، ليس في الإمكان تحديد شكل الخطوة الفرنسية التالية وزمانها».
على ان اللافت للانتباه هو الذي كشفته المصادر عينها، حديثها عن نقاشات جرت في بعض الدوائر الفرنسية، فحواها ان باريس لا تستطيع ان تتحمل فشلاً جديداً لها في لبنان، وهو أمر يوجب على باريس مقاربات مختلفة للملف اللبناني، وبلغة اكثر حسماً وحزماً».
ولم تفصل المصادر أكثر في ماهية هذه المقاربات وشكل الحسم والحزم، الا انها لم تخرج من حسبانها اللجوء الى التلويح مجدّدا بعقوبات على معطلي الحلّ في لبنان، مشيرة في هذا السياق الى ما نقلته صحيفة لوموند الفرنسية عن ديبلوماسي فرنسي قوله «ان العقوبات واردة وجميع الخيارات مفتوحة».
لا رئيس قبل سنة!
الى ذلك، علمت «الجمهورية» أنّ شخصية سياسية بارزة عادت من جولة خارجية مؤخراً، التقت خلالها ممثلين عن دول «الاجتماع الخماسي» في باريس، ونقلت أجواء تشاؤميّة حيال الملف الرئاسي.
وقالت هذه الشخصية لـ»الجمهورية» انه على الرغم من كلّ الصّخب الدائر حول الملف الرئاسي، فلا أحد في الخارج مُستعجِل على حسم ملف انتخاب رئيس الجمهورية، ما خلا الفرنسيين الذين يعتبرون انفسهم ملزمين بإيجاد حل لأزمة لبنان، وهم يدركون سلفاً ان لودريان لن يحقق شيئا في لبنان. وبناءً على ذلك، فإن المسلّم به لدى تلك الدول هو ان ازمة الرئاسة في لبنان طويلة جدا، وقال لي احد الديبلوماسيين ما حرفيته ان لا تغيير في الواقع اللبناني، ولا انتخاب لرئيس الجمهورية من الآن وحتى ما بعد سنة على الأقل».
واشارت الشخصية عينها الى انها ردّت على هذا الكلام بسؤال مفاده: هل يحتمل لبنان هذا الأمر؟ فكان الجواب: وضع لبنان ليس اولوية، كان وسيبقى معرّضاً لشتى الاحتمالات.
حركة لودريان
وكان لودريان قد تابع مهمته أمس، فزار قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة، وافادت المعلومات الموزعة بأن الجانبين بحثا، في حضور السفيرة الفرنسية آن غريو، في الوضع الامني ووضع المؤسسة العسكرية اضافة الى الشأن السياسي العام».
كما اجرى الموفد الفرنسي سلسلة لقاءات مع عدد من الكتل والتوجهات النيابية في مقر السفارة الفرنسية في قصر الصنوبر، ابرزها مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرافقه رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط. وكتب جنبلاط تغريدة عن اللقاء: «لقاء ودي وصريح مع المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الوزير السابق جان ايف لودريان، بحضور سفيرة فرنسا آن غريو».
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024