لبنان
لقاء الأحزاب: الفراغ الحاصل لا يعفي الدولة من مسؤولياتها
في سياق جولتها على رؤساء الأحزاب، زارت هيئة التنسيق في لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية، زيارة الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان.
وبعد اللقاء، اعتبر لقاء الأحزاب أن أصدق توصيف لما يمارسه البعض، باسم السياسة في لبنان، هو أشبه بـ "المأساة البلهاء" من خلال الاستغراق في إبداعاتهم التنظيرية عن الدستور ومحاربة الفساد وتسيير المرافق العامة، بما لا يتفق أبدًا مع مضمون هذه العناوين، وإنما خدمة لمشاريع رهن البلد وجعل أرزاق اللبنانيين وموارد عيشهم سلعة يتاجرون بها على حساب الوطن، وبما يخدم مصالحهم الشخصية توسلاً للوصاية الغربية بعناوين شتى، مع إدراكهم بأن ذلك الزمن قد ولى، مضيفًا أن الدعوة إلى الحوار البناء على معالجة عقلانية لأزمات البلد، وفي رأس أولوياتها انتخاب رئيس للجمهورية، هو المسار الطبيعي لإنهاء الأزمات الراهنة، خاصة وأن الشعب اللبناني بات يدرك حقيقة مواقفهم، بعدما أثبتت التجربة أن رفع الشعارات البراقة وادعاء الشفافية ما هي إلى أقنعة مزيفة سرعان ما سقطت عن وجوههم.
ورأى لقاء الأحزاب أن الفراغ الحاصل لا يعفي الدولة من القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها واتخاذ كل ما من شأنه تسيير شؤون المواطنين وتفعيل العمل في المرافق العامة، بدل اللجوء إلى زيادة الأعباء المعيشية والتلهي بموضوع تنازع الصلاحيات، والأخطر من ذلك كله الاستمرار في هدر المال العام بالإعفاءات والتراخيص المشبوهة.
واستنكر المجتمعون الاعتداءات الصهيونية المستمرة والمتمادية على الشعب الفلسطيني البطل، والتي تهدف إلى كسر إرادته المقاوِمة نتيجة التكامل الرائع بين مختلف فصائل المقاومة وشعبها الحاضن لها بكل ثبات وقوة، حيث يثبت هذا التكامل أن المقاومة هي الخيار الوحيد والمؤمل لإزالة الإحتلال، بعدما باتت لها اليد الطولى في صراع الإرادات، عبر إسقاط ترهات التفوق الإستراتيجي والخطوط الحمراء للعدو الذي كان يقال بأنه لا يقهر، وما جرى في جنين ونابلس يؤكد جهوزية المقاومة لمختلف أنواع العمليات العدوانية، سواء منها العسكرية أم التهويدية، على الرغم من اندفاع العدو في تصعيد غدره، واستهداف المدنيين ومصادرة الأملاك والعودة لعمليات الاغتيال، وهماً منه بالقدرة على وقف المسار النوعي للرد المقاوم، فهو حتماً خائب وجاهل لأن لشعبنا الكلمة الفصل في المقاومة والتحرير.
كما توجه المجتمعون بتحية إجلال وإكبار لأهلنا الصامدين في الجولان السوري المحتل، الرافض لكافة أشكال التطبيع والتجنيس والترهيب، والمتمسك دوماً بهويته وموارده مهما غلت التضحيات، بعيداً عن صمت وتآمر "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية" التي باتت غير معنية بالإبادة العنصرية وحصار الدول والشعوب، المستهدَفة بوجودها وأبسط حقوقها المدنية والإنسانية.
كما استنكر المجتمعون الحصار الذي تفرضه آذربيجان على إقليم كاراباخ منذ اكثر من 180 يومًا، ما يعرض سكان الاقليم لمعاناة بالغة ويعرقل كل أنواع الإغاثة، متجاهلة القوانين والإتفاقات الدولية، ويدعو المجتمعون المجتمع الدولي إلى العمل بشكل فعال وسريع لانهاء هذا الوضع غير الإنساني.