لبنان
مؤتمر "الوحدة الإسلامية..": الفكر الوحدوي السّبيل لنصرة قضايا الأمة
نظّمت حركة التوحيد الإسلامي المؤتمر الأوّل حول فكر مؤسس حركة التوحيد الإسلامي الشيخ سعيد شعبان، اليوم الأحد (18 حزيران 2023) في فندق كومودور في بيروت، بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لوفاته، تحت عنوان "الوحدة الإسلامية طريقنا نحو فلسطين".
المؤتمر الذي عُقد على جلستين افتتاحيّة وختاميّة، شارك في أعماله؛ عضو المجلس السياسي ومسؤول الملف الإسلامي في حزب الله الشيخ عبد المجيد عمّار، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، وفد قيادي من حركة أمل برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري، وفد من الجماعة الاسلامية برئاسة أمينها العام الشيخ محمد طقّوش، وفد من تجمع العلماء المسلمين برئاسة الشيخ حسين غبريس، وفد من جبهة العمل الإسلامي برئاسة منسقها الشيخ زهير الجعيد، رئيس جمعية قولنا والعمل الشيخ أحمد القطان، رئيس مؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر السيد جعفر محمد حسين فضل الله، مسؤول العلاقات الإسلامية في حركة الجهاد الإسلامي في لبنان شكيب العينا، وزير الدفاع الأسبق الأستاذ يعقوب الصراف، رئيس المكتب السياسي في حركة التوحيد صهيب سعيد شعبان، عضو مجلس أمناء الحركة الدكتور معاذ سعيد شعبان، ورئيس مكتب الدّعوة الشيخ محمد الزعبي.
وحضر المؤتمر القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت حسن خليلي، وفد باكستاني ضمّ السيد عابد نقوي أمين عام الاتحاد الاسلامي في باكستان أحد القادة المجاهدين في كشمير، الشيخ حسن شاهين، الشيخ أحمد مراد إمام بلدة بريقع في النبطية، الشيخ رضا أحمد مسؤول حزب الله في الشمال، الحاج محمد صالح عضو المجلس السياسي في حزب الله، الشيخ جواد محسن المسؤول الثقافي في قطاع جبيل و كسروان في حزب الله، الأخ علي جعفر ممثلاً السرايا اللبنانية، الشيخ صهيب حبلي رئيس جمعية ألفة، رئيس الرابطة التربوية الاسلامية الأستاذ ناصر الظنط، والعلماء: الشيخ خالد العلي، الشيخ عبد الفتاح الأيوبي، الشيخ أحمد حيدر، الشيخ صلاح شعبان، السيد علي عيسى الطبطبائي، المحامي الأستاذ محيي الدين حمود، ، كما وشارك في المؤتمر وفد جامعة المصطفى العالمية، وضمّ نائب رئيس جامعة المصطفى العالمية في سوريا السيد صدر السادات ممثلًا لرئيس الجامعة في لبنان وسوريا سماحة الشيخ الدكتور محمد حسين مهدوي مهر، والمعاون التعليمي في جامعة المصطفى في لبنان سماحة السيد الأخون، الحاج جواد عواضة مدير العلاقات العامة والشؤون القانونية في جامعة المصطفى العالمية في لبنان، وفد آل العرب الكرام برئاسة المختار إسماعيل العرب، كما وشارك في المؤتمر أعضاء في مجلس أمناء حركة التوحيد الإسلامي.
تعميم الفكر الوحدوي
وصدر عن المؤتمر بيان ختامي أكّد "أهميّة تعميم فكر العلامة الراحل الشيخ سعيد شعبان الوحدوي الّذي هو المعبر الحقيقي لانتصار شعوبنا في استرجاع حقوقها في مواجهة المنظومة الصّهيو-أميركية، وهو السّبيل لنصرة قضايا الأمة لا سيّما القدس وفلسطين، وتحرير المقدسات والوقوف إلى جانب المستضعفين، في مواجهة مشروع الكفر العالمي".
وأشاد البيان بمحور المقاومة الّذي حقّق ما كان يصبو إليه الراحل، صاحب الذكرى، من رؤية عنوانها الشدة على الكفار والرحمة بين المؤمنين، لتحقيق النصر والظفر المبين من خلال شعار الوحدة العظيم، الذي أثمر وحدة ساحات والتفاف الجبهات، واتحّاد المقاومات والشعوب، والقبضات والقلوب، لتنطلق دول الطوق في الصراع مع الصهاينة المحتلّين على طريق زوال "إسرائيل" من الوجود إلى غير رجعة، وفق وعد الآخرة القرآني الحتميّ.
ولفت البيان إلى أنّ العلامة الشيخ سعيد شعبان، "مثال يحتذى من حيث كونه أحد أعظم الخطباء الرساليين الذين جعلوا رسالتهم محور فكرهم وقولهم وحركتهم، فعاش عشقه بصُوَرِه الخلّاقة، لله أوّلاً ثم لرسوله (ص)، ولرسالة الإسلام السّمحة التي جاءت كما يرى الراحل لتحرير الإنسان من أعباء الطغيان، سواء كان طغيان الاستكبار العالمي، أو طغيان السلطات الظالمة، أو طغيان الموروث التاريخي بصفحاته القاتمة، أو طغيان قوى الجهل والتخلّف".
كذلك أكد البيان ضرورة "نظر المثقفين والمفكرين، وفق مفهوم الشيخ شعبان، بمنظار التفاعل والهمّ إزاء ما تعيشه الأمة من تخلف واستعمار وفرقة واحتلال، وهو الساعي بكل ما يستطيع لإنتاج مشروع يخرج الأمة من هذا الواقع المتردّي... وأكثر من ذلك لا بدّ من الاقتداء بالراحل الكبير في مشاعر المحبة تجاه الإنسانية جمعاء وفي حقّها في أن تعيش السلام والعدل والحرية، ولا يكون ذلك ما دام الكفر العالمي يتحكّم بمصائر الشعوب ليجعلها في خدمة الرأسمالية الجشعة التي انتهكت كلّ القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، من أجل قيمة واحدة هي القيمة المادية".
وتبنّى المؤتمر ما أشارت إليه كلمات المشاركين من عناصر وتفاصيل وأسس مهمّة، تشكّل مشروع النهضة الذي طرحه العلامة الراحل الشيخ سعيد شعبان كما يلي:
أولًا- الوحدة الإسلامية: ليست مجرد قرار تمليه المصلحة السياسية، ورغم ما في الوحدة الإسلامية من تجميع لطاقات الأمة وقدراتها التي "لا يمكن أن تستقيم العقيدة بدونها".
ثانيًا- الوحدة الوطنية: وإذا كان المشروع الاستراتيجي وحدة العالم الإسلامي، لكن ذلك لا يعني أن يعيش اللبنانيّون متخاصمين، ولذلك كان العلامة الشيخ سعيد يطرح الوحدة الوطنية في وقت كان كثير من الحركات الإسلامية ترى مفهوم الوطنية كفرًا وجاهليّة. وعليه كان الشيخ سعيد يرى أن وحدة اللبنانيين تخدم الوحدة العربية والإسلامية، وتدعم القضية الفلسطينية.
ثالثاً- فلسطين: فلسطين لم تكن مجرّد أرض احتلّها العدوّ وواجبنا استعادتها، بل فلسطين كانت تمثّل قلب العالم الإسلامي، بل قضية فلسطين هي الّتي أحيت البُعد الثوري في الإسلام، ومنعت تحويله إلى طقوس محنّطة ميتة.
رابعاً- الثورة الإسلامية: "الوعي على البعد الثوري في الإسلام كان هدفًا من أهداف النّهضة التي برزت في خطاب الشّيخ سعيد، فالصلاة والصوم والحجّ والقرآن... كلّها بلا قيمة إذا لم تحرّك في الإنسان الاندفاع لنصرة الحقّ والعدل، والتّصدي للظلم والطّغيان، ولذلك لا يصحّ حجّ من طاف جسده بالبيت الأسود وقلبه يطوف بالبيت الأبيض، ولا يستقيم الرّجم في الحجّ إلا إذا وعتِ الأمة أن جمرات الرّجم هي تمثيل لرموز الطغيان والتضليل، كحكامها العملاء ومن يدور في فلكهم".