لبنان
ترقّب لنتائج لقاء ماكرون وابن سلمان.. وبو صعب يطرح انتخابات نيابية مبكرة
لا تزال أصداء نتائج جلسة مجلس النواب الأخيرة لانتخاب رئيس للجمهورية تلقي بظلالها على الساحة المحلية، واهتمت الصحف الصادرة في بيروت باللقاء الذي جمع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في باريس، والذي تطرق إلى أزمة الرئاسة في لبنان، على مرمى أيام من وصول المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لودريان إلى بيروت.
وكان بارزًا بالأمس دعوة نائب رئيس مجلس النواب اللبناني الياس بو صعب من عين التينة إلى انتخابات نيابية مبكرة في حال لم يتم التوافق على انتخاب رئيس للجمهورية، لا سيما في ظل الانقسام العامودي الكبير في المجلس النيابي.
"الأخبار": فرنسا تدعم حلاً واقعياً لا مرشّحاً معيناً
رسمياً، لم يخرج عن لقاءات باريس الفرنسية - السعودية سوى عبارات مقتضبة حول لبنان، إذ ورد في البيان الفرنسي عن المحادثات التي جرت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان أنهما شدّدا «على ضرورة وضع حد سريع للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان، الأمر الذي يُعدّ العائق الرئيسي أمام حل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة».
وفيما لم تخرج معلومات واضحة عن طبيعة النقاش حول لبنان، ذكر متصلون بالجانب الفرنسي قبل قمة أمس، أن باريس أكدت أنها تدعم مشروع حل في لبنان، وأن اسم الرئيس لم يكن هو العنوان الرئيسي. وقال هؤلاء إن باريس أبلغت البطريرك الماروني بشارة الراعي أن الحوار مع حزب الله أساسي وأنه لا يجب عزل أي مكوّن بمن في ذلك المرشح سليمان فرنجية.
وأوضح المتصلون أن باريس شرحت لسائليها أنها لا تبني سياستها على إيقاع المساجلات اللبنانية، وهي تأخذ في الاعتبار التوازنات القائمة ومسار التصويت للنواب، لكنّ موقفها «يرتبط استراتيجياً بالخيار الذي يفتح الباب أمام حلول جدية تعفي لبنان من أسباب الأزمة التي كانت قائمة»، وأن دعم باريس للتسوية التي تقول بوصول فرنجية إلى بعبدا ونواف سلام إلى رئاسة الحكومة، «مبني على تصور للحل وليس على لعبة توزيع الأسماء بين هذا الفريق أو ذاك».
وأشارت المصادر إلى أن الفرنسيين كانوا أبلغوا جهات لبنانية أن البحث المفصّل حول لبنان، سيكون على جدول أعمال محادثات الموفد الرئاسي جان إيف لودريان والمسؤولين السعوديين المكلّفين بالملف، وأن الوجهة الفعلية لفرنسا، ولنتائج لقاء باريس، ستظهر خلال زيارة لودريان للبنان الأسبوع المقبل.
في هذه الأثناء، واصلت القوى السياسية المحلية لملمة نتائج جلسة الأربعاء الماضي، وكان لافتاً إعلان الرئيس نبيه بري أنه متريث في الدعوة إلى جلسة ثانية قريباً، ونفت مصادر عين التينة أن يكون رئيس المجلس يقف خلف ما أعلنه نائب رئيس المجلس الياس بو صعب عن ضرورة اللجوء إلى خيار الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة في حال استمر المجلس الحالي عاجزاً عن انتخاب رئيس جديد للبلاد. وربط بو صعب اقتراحه بحالة العجز ليس فقط عن انتخاب الرئيس الجديد، بل عن إطلاق حوار مثمر بين المعنيين من القوى السياسية كافة. وقال إن لعبة الشروط المسبقة القائمة، من شأنها أن تعقّد الأمور أكثر، وتعطل انتخاب الرئيس وتطيل أمد الفراغ، وأن الحل يكون بتجديد الشرعية الشعبية للمجلس النيابي، خصوصاً أن تطورات كثيرة طرأت على البلاد منذ عام إلى الآن.
وكان لافتاً إعلان النائب غسان عطالله أن بو صعب لم يقدم الاقتراح بالتنسيق مع قيادة التيار الوطني الحر، وأنه يمثل رأيه الشخصي.
"البناء": بو صعب بعد لقائه برّي: الانتخابات المبكرة للخروج من عجز المجلس عن الحوار وانتخاب رئيس
وكان الأبرز ما قاله نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن أن فشل المجلس بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وفشل الكتل النيابية بعقد حوار جدّي للخروج من هذا المأزق يبقيان الانتخابات النيابية المبكرة مخرجاً وحيداً من الأزمة. وتعتقد مصادر نيابية أن كلام بو صعب من منبر بري ونقل استعداده للتفكير يعنيان رسالة للكتل النيابية بأن الطرح قد يصبح جدياً إذا بقي الاستعصاء عند بوابة رفض الحوار والفشل في انتخاب رئيس. وهذا سوف يدفع بالكتل النيابية إلى إعادة حساباتها لأن تحوّل الطرح الى مشروع جدّي لا يستطيع أحد رفضه من زاوية ديمقراطية وإصلاحية وسيادية.
وإذ لم يسجل الملف الرئاسيّ أي جديد بعد جلسة 14 حزيران، بانتظار وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى بيروت مساء الأحد المقبل، رصدت الأوساط السياسية المحادثات بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس والتي ستستمر لأيام لبحث جملة من الملفات تتعلق بالمنطقة ومستقبل العلاقات بين البلدين، وحضر الملف اللبناني على طاولة البحث.
وأشارت مصادر دبلوماسية مواكبة للقمة أن التوجّه هو لدعم اللبنانيين في اختيار قيادات سياسيّة مستقبليّة شبابية تتبوأ أرفع المناصب وتكون على قدر التحديات الحاصلة في المنطقة. وبحسب معلومات صحافية، فإن اللقاء بحث ملفات عدّة أبرزها الملف اللبناني وكيفية الاستفادة من التقارب الإيراني – السعودي، حيث يفترض أن يكون للأخير، تأثير إيجابي على لبنان.
ومساء أمس، أعلنت الرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، في بيان أنّ «الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السّعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، شدّدا خلال لقائهما في باريس، على ضرورة وضع حدّ سريع للفراغ السياسي المؤسسيّ في لبنان، الأمر الذي يُعَدّ العائق الرئيسي أمام حل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة».
وقد نقلت وسائل إعلام أجنبية إشارة بن سلمان الى أن هناك خلية عمل في السعودية مكلفة بالتواصل مع القوى المؤثرة في لبنان ومع اللقاء الخماسيّ لا سيما مع فرنسا لحل الأزمة اللبنانية وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
ومن المتوقع أن ينقل لودريان أجواء اللقاء بين بن سلمان وماكرون الى المسؤولين اللبنانيين، حيث يجري جولة استطلاع ويسمع من كافة الأطراف رؤيتها قبل أن يطرح عليهم حلولاً ويُعيد طرح المبادرة الفرنسية أي المقايضة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، كما سيحاول إقناع الأطراف بالاتفاق على مرشح توافقيّ مع عدم استبعاد أحد من المعادلة.
ولفتت مصادر نيابية لـ»البناء» أن رئيس مجلس النواب نبيه بري «لن يدعو الى جلسة جديدة إلا بحال توفرت معطيات جديدة تكسر حالة المراوحة ولا يكرّر سيناريو الجلسات الماضية، موضحة أن الجلسة الأخيرة فرضت نتائج ووقائع لا يمكن تجاوزها لجهة تثبيت الوزير السابق سليمان فرنجية وفشل المعارضة في كسره وإقصائه من السباق الرئاسي أو بفرض مرشحها الوزير السابق جهاد أزعور، ما يفرض على هذه القوى المعارضة التجاوب مع مبادرات الحوار بعد سقوط نظريات الاستعراض والقوة والإقصاء». ولفتت المصادر الى أن الرئيس بري يعوّل على نتائج زيارة المبعوث الفرنسي لكي يدرس بعدها إمكانية الدعوة الى جلسة انتخاب جديدة.
الى ذلك، سجل موقف لافت لنائب رئيس المجلس الياس بو صعب. فبعد زيارته عين التينة، قال بو صعب: «تمنيت من الرئيس بري البدء في التفكير جديًا بالتوجه الى انتخابات نيابية مبكرة لأن المجلس الحالي عاجز عن انتخاب رئيس للبلاد». أضاف: «ما عرفته من بري أن الحوار هو الباب الأفضل ولكن إن كان الأفرقاء لا يريدون الحوار فهو مستعد للدعوة الى جلسة ثانية».
وتشير أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن نتيجة جلسة الانتخاب الأخيرة والتحرك الفرنسي باتجاه لبنان وطرح ملف الرئاسة على طاولة بن سلمان – ماكرون، يؤكد بأن مصير الرئاسة اللبنانية أصبح في الخارج، ومن ملفات التفاوض بين اللاعبين الكبار الإقليميين والدوليين، وبالتالي لن نشهد رئيساً للجمهورية إلا بتسوية إقليمية – دولية – داخلية»، موضحة أن «القضية ليست صراعاً بين أطراف داخلية فقط، بل لها أبعاد خارجية تتعلق بمسار التفاوض والتسويات في المنطقة، من الاتفاق الإيراني – السعودي في الصين الى الانفتاح السعودي الخليجي العربي على سورية وعودتها الى الجامعة العربية، الى تقدم المفاوضات في الملف النووي الإيراني، وما ينتظر هو وصول مناخ الانفراجات الى لبنان»، ولفتت الأوساط الى أن «حل الأزمة الرئاسية في لبنان قد يطول نظراً لارتباطه بملفات تفاوضية عدة في المنطقة لا سيما تلك المتعلقة بالأمن الإسرائيلي كترسيم الحدود البرية واستمرار ضمان تنفيذ اتفاق ترسيم الحدود البحرية الاقتصادية والتهديد العسكري الذي يمثله حزب الله لـ»اسرائيل»، لا سيما بعد المناورة العسكرية الأخيرة في لبنان التي أرعبت القادة الإسرائيليين، لذلك سيستمر الأميركي بتعطيل الاستحقاق الرئاسي ومنع وصول مرشح حزب الله حتى يتمّ التفاوض على ملفات أساسيّة في المنطقة متعلقة بـ»إسرائيل» وموقع لبنان في المعادلة الفلسطينية فضلاً عن أزمة النازحين السوريين».
وفي سياق ذلك، رأى رئيس الهيئة الشرعية لحزب الله الشيخ محمد يزبك أن «يوم 14 حزيران تكشفت فيه النيات والعجز عن فرض رئيس، ولا سبيل إلا التفاهم والابتعاد عن الشخصانية والحسابات الضيقة وكسر الآخر، فالخاسر في هذا المعترك هو لبنان، ولا يظنن أحد أو فريق بأن بإمكانه إلغاء الآخر. فمهما كانت الحسابات والأجندات، ومهما كانت أطماع الخارج وسياساته، نعود ونؤكد أن على اللبنانيين أنفسهم العمل بكل جدية للخروج من الفراغ القاتل، ولا يكون إلا بالحوار هذا هو لبنان لا تقوم قيامته الا بالحوار والتفاهم، وليكن ما بعد 14 حزيران غير ما قبله بالتوجه الصادق للاتفاق بعيداً عن العصبيات والاتهامات والتخوين».
في المقابل أعربت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان عن أسفها «لعدم انتخاب رئيس للبنان بعد اثنتي عشرة جلسة انتخابية غير حاسمة». وأشارت في بيان الى ان «من أجل مصلحة الشعب اللبناني وحرصاً على استقرار البلاد، نحثّ القيادات السياسية وأعضاء البرلمان على تحمّل مسؤولياتهم وإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية من خلال انتخاب رئيس جديد من دون مزيد من التأخير». وفي السياق، اعتبر البيان أنّ «أي استمرار للوضع الراهن غير المستدام لن يؤدي إلا إلى إطالة وتعقيد مسيرة تعافي لبنان فضلاً عن تفاقم المصاعب التي يواجهها الشعب». وحثّت مجموعة الدعم الدولية، السلطات اللبنانية على «المسارعة باعتماد وتنفيذ خطة إصلاحية شاملة لوضع البلاد على مسار التعافي والتنمية المستدامة»، مؤكدةً استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه.
"الجمهورية": حديث عن جلسة ناجزة عشية الأضحى .. وارتفاع حظوظ فرنجية
اتجهت الأنظار أمس إلى باريس ترقباً لنتائج المحادثات التي جرت في قصر الاليزيه بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، في اعتبار انّ أزمة لبنان كانت أحد بنود جدول اعمالها، ويُتوقع في ضوء نتائجها ان يتحدّد مصير الاستحقاق الرئاسي الذي كانت المشاورات السعودية ـ الفرنسية في شأنه قد نشطت طوال الاسابيع الثلاثة المنصرفة.
وأفاد بيان للرئاسة الفرنسية مساء أمس، انّ ماكرون وبن سلمان ذكّرا بـ»ضرورة وضع حدّ سريعاً للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان»، واضافت «انّ عدم انتخاب رئيس منذ ثمانية أشهر يبقى العائق الرئيسي أمام معالجة الأزمة الاجتماعية الاقتصادية الحادة» التي يعانيها لبنان.
وفيما لم ترشح اي تفاصيل اضافية حول لبنان، تترقّب الأوساط السياسية ما سيحمله المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص بلبنان جان ايف لودريان، الذي سيزور بيروت مطلع الاسبوع المقبل.
ولم تستبعد مصادر مطلعة ان يكون الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي توصّلا إلى خلاصات عملية تساعد في إنجاز الاستحقاق الرئاسي اللبناني في ضوء التقارير التي قدّمها اليهما فريقا العمل المختصان السعودي والفرنسي، في ختام اجتماعاتهما خلال الايام الاخيرة في العاصمة الفرنسية.
ورجّح مصدر نيابي لـ»الجمهورية»، ان تؤدي نتائج المحادثات الى استعجال الخطى الداخلية لانتخاب رئيس جديد قبل نهاية الشهر الجاري، على ضوء المبادرة الفرنسية الشهيرة التي لا تزال قائمة خلافاً لما يروّجه بعض القوى السياسية والكتل النيابية.
ولم يستبعد المصدر ارتفاع حظوظ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وكذلك حظوظ الرئيس تمام سلام او السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة الاولى في العهد الرئاسي الجديد، وأن يبادر رئيس المجلس نبيه بري للدعوة الى الجلسة الانتخابية الرئاسية الثالثة عشرة، بحيث تكون ناجزة هذه المرة، واحتمال ان يكون انتخاب الرئيس الجديد عيدية اللبنانيين في عيد الاضحى المبارك.
واكّد المصدر انّ الاتصالات الفرنسية ـ السعودية تتزامن مع اتصالات سعودية ـ سورية، وربما هناك اتصالات فرنسية ـ سعودية ـ سورية مشتركة لم يُعلن عنها رسمياً بعد، وهي تتناول ملف لبنان في جانب منها. وكشف انّ مسؤولاً سورياً رفيعاً سيزور الرياض خلال ايام، في اطار التواصل المستمر بين البلدين.
وكانت وكالة «فرانس برس» أفادت أثناء لقاء الاليزيه، انّه يُتوقّع أن يطلب الرئيس الفرنسي من ولي العهد السعودي أن يستخدم نفوذ السعودية في لبنان لكسر الجمود السياسي الذي أدّى إلى فشل مجلس النواب اللبناني مرارًا في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كان آخرها الأربعاء الماضي، وسط انقسام سياسي يزداد حدّة بين «حزب الله» وخصومه، ويُنذر بإطالة الشغور الرئاسي، على وقع انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.
ونقلت الوكلة عن الباحث ديني بوشار، المستشار لشؤون الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، قوله، إنّ الرياض قد «تلعب دورًا للتخفيف من حدّة موقف «حزب الله»، وذلك من خلال إيران للتوصل إلى حلّ وسطي» في شأن الرئاسة في لبنان». واضاف: «المسألة هي معرفة ما إذا كانت مصالحة السعودية وإيران يمكن أن تساهم في تهدئة الساحة السياسية في لبنان».
انتخابات مبكرة
وفي غضون ذلك، استمرت نتائج الجلسة الانتخابية الاخيرة في التفاعل داخلياً، وفي هذا الإطار قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في بداية جولة جديدة له على القيادات السياسية والكتل النيابية، بدأها بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري: «ما عرفته من رئيس المجلس أنّ الحوار هو الباب الأفضل، ولكن إن كان الأفرقاء لا يريدونه فهو مستعدّ للدعوة إلى جلسة جديدة لانتخاب رئيس». ولفت إلى أنّ «التفاهم الذي يجب أن يحصل بيننا يحتاج إلى نقاش أو حوار ويمكن أن نسمّيه ما نشاء، وإذا لم نستطع أن نفعل هذا الامر وإذا لم نستطع الوصول الى حل في المجلس النيابي، تمنيت على الرئيس بري أن نبدأ جدّيًا التفكير بانتخابات نيابية مبكرة. إذا كان المجلس عاجزاً عن العمل لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو ما يتوقعه منا الشعب اللبناني، واذا كان الأفرقاء عاجزين عن القيام بحوار بين بعضنا البعض، الحل الأفضل الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، وليتحمّل كل واحد مسؤوليته، طبعاً الرئيس بري سمع هذا الرأي والكلام ولم أجده معترضًا عليه وقال لي «لنرَ ما سيحمله الاسبوع المقبل من متغيّرات كي نبني على الشيء مقتضاه».
وأكّد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، أنّ «الوزير السابق سليمان فرنجيه وحلفاءه يعيشون حالة سكينة وطمأنينة، وحالتهم هي حالة المؤمن المطمئنّ الواثق بنفسه وخياراته وقوة قضيته وصدق حلفائه وثباتهم. أمّا الآخرون في الخارج والداخل، فهم ثلاث فئات: أولى متآمرة جرى اوّل أمس إجهاض مكائدها، وثانية متقاطعة أخطأت في حساباتها ونعوّل على ان تعود إلى جادة الصواب، وثالثة فاشلة وطنياً لا دور لها إلّا الاستعراض والعبثية والشعبوية واستيلاد النعرات الطائفية وهذه الفئة الاخيرة لا رجاء منها».
"اللواء": باريس لمبادرة جديدة تواكب القمَّة الفرنسية - السعودية
بين خطر الضغوطات على لبنان لقبول دمج النازحين السوريين في بيئته المجتمعية وبنيته الاقتصادية والثقافية، تمهيداً لإيجاد حل لهم خارج سياق العودة الى بلادهم، والعجز عن ايجاد قواسم مشتركة بين اللبنانيين، ولو بحدها الأدنى، على الرغم من أنهم ارتضوا اتفاق الطائف دستوراً لهم، سواء في ما خص ممارسة السلطات العامة، او حتى تكوينها، وصولا الى تقاسم الحقائب الوزارية ووظائف الفئة الاولى، مروراً بمهزلة المهازل، التناحر حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية، سواء كان بالاقتراع او بالتوافق، او بالحوار على التوافق على رئيس، بين الخطر والعجز اتجهت انظار اللبنانيين لمعرفة ما بحثه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان لجهة اقتراح اسماء او آليات تساعد اللبنانيين في الخروج من دوامة الفشل والتخبط، يتمكن لبنان، بموقعه ودوره من اخذ دور ريادي في ترتيبات الشرق الاوسط الجيواقتصادية والجيوسياسية على حد سواء.
صيغة جديدة للمبادرة الفرنسية
ما توافر حول ما بُحث، خارج ما أُعلن في البيانات او التسريبات الرسمية هو:
1 - استمرار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اعتبار انتخاب رئيس جديد للجمهورية قضيته الاولى لبنانياً، في سياق السعي لان يكون «عراباً» او شريكاً في رعاية التسوية اللبنانية، ونقل البلد من ضفة التفكك إلى ضفة الوحدة واستئناف دوره.
2 - هذا الهم، تشاركه فيه المملكة العربية السعودية، التي تقف على مسافة واحدة من اللبنانيين، والمرشحين، وتدعو الاطراف اللبنانية الى التفاهم، وهي، تدعم من دون شك ما يتفقون عليه، مع الحرص على الاسراع بإنهاء الشغور الرئاسي، على الرغم من ان الطابع الرئيسي لزيارة بن سلمان التي تستمر لاكثر من اسبوع، يتعلق بمواضيع اقتصادية وتنموية بين السعودية وفرنسا، فضلا عن الملفات المتفجرة في العالم والمنطقة.
3 - ولعل مشاركة مستشار الرئيس ماكرون لشمال افريقيا والشرق الاوسط في الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، الذي ما يزال يتولى الملف اللبناني، على الرغم من ان تعيين جان- ايف لودريان موفدا شخصيا لماكرون، دليل على ان الوضع اللبناني حضر بين ماكرون وبن سلمان.
4 - في معلومات سُرِّبت عن اتصالات جرت بين مسؤول فرنسي والثنائي الشيعي، قبل جلسة 14 حزيران وبعدها، درست نتائج احداث كل من المرشحين سليمان فرنجية، الذي تدعمه فرنسا وجهاد ازعور الذي اتضح لاحقا ان واشنطن تدعمه بقوة، وانتهت الى تعادل بين المرشحين» 51 صوتا لفرنجية، و51 صوتا من المعارضة + 8 اصوات من اللقاء الديمقراطي لازعو، فضلا عما يشبه الهندسة لتوزيع الاصوات بين لبنان الجديد وزياد بارود وجوزف عون والورقتين البيضاء، الامر الذي يفترض حسب المعلومات بالاتفاق على متابعة ما بعد الجلسة، من زاوية (ودائماً حسب هؤلاء): استمرار التمسك بفرنجية، مقابل افساح المجال امام المعارضة والفريق الوسطي بتسمية اي شخصية لرئاسة الحكومة والثلث الضامن وتعيين حاكم لمصرف لبنان خارج الاسماء المتداولة.. فضلا عن ادارة ملف النفط.
5 - ومع الدعوة الى تجديد الحياة السياسية، عبر وصول مسؤولين شباب الى سدة المسؤولية لإحداث التغيير المنشود، اكدت الرئاسة الفرنسية، ان ماكرون وبن سلمان اتفقا على الاسراع بإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان.
وشدد البيان الصادر عن الاليزيه ان الرئيس ماكرون والامير محمد شددا على ضرورة وضع حد سريع للفراغ السياسي المؤسساتي في لبنان، الامر الذي يعد العائق الرئيسي امام حل الازمة الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة.
وذكرت وسائل اعلام فرنسية منها قناة «فرانس 24» و«فرانس برس»،أنهه يُتوقّع أن يطلب الرئيس الفرنسي من ولي العهد «أن يستخدم نفوذ السعودية في لبنان لكسر الجمود السياسي الذي أدّى إلى فشل البرلمان مراراً في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، كان آخرها الأربعاء، وسط انقسام سياسي يزداد حدّة بين حزب الله وخصومه وينذر بإطالة الشغور الرئاسي، على وقع انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.
ويشير الباحث ديني بوشار، المستشار لشؤون الشرق الأوسط في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (Ifri)، إلى أن الرياض قد «تلعب دورًا للتخفيف من حدّة موقف حزب الله وذلك من خلال إيران، للتوصل إلى حلّ وسطي» بشأن الرئاسة في لبنان.
ويضيف:«المسألة هي معرفة ما إذا كانت مصالحة السعودية وإيران يمكن أن تساهم في تهدئة الساحة السياسية في لبنان».
لقاء لودريان
وفي السياق، يصل لودريان الى بيروت الاربعاء، ويبدأ لقاءاته الخميس مع كل من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، على ان يلتقي لاحقا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
وفي السياق، افيد ان تأخير موعد اجتماع اللجنة الخماسية المعنية بلبنان التي تضم فرنسا، قطر، السعودية واشنطن ومصر الى اول تموز المقبل، مرده ترقب ما سيصدر عن لقاء ماكرون بن سلمان، وزيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت المتوقعة الاسبوع المقبل. وتوقعت المعلومات ان يعقد الاجتماع الخماسي على مستوى الوزراء لا الخبراء او المستشارين نظراً لأهمية ما يمكن ان يصدر عنه.
ميلر: لا نناقش عقوبات محتملة
وفي سياق الضغوطات الاميركية، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر في مؤتمره الصحفي أمس، رداً على سؤال عما اذا كانت بلاده ستفرض عقوبات على الرئيس نبيه بري: لا نناقش اي عقوبات محتملة لكنني سأقول ان الادارة تدرس وتستفيد من جميع الادوات الدبلوماسية المتاحة لنا لتشجيع السياسيين اللبنانيين على التوافق وانتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن».