لبنان
لقاء روحي شمالًا: لتوحيد الصف ونبذ الفتنة
التقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام علماء من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى على رأسهم نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب في مقر دار الفتوى بطرابلس، حيث تم التأكيد على ضرورة توحيد الصف ونبذ الفتنة ومواجهة المشاريع التقسيمية ودعم القضية الفسطينية.
وتحت عنوان "المشروع الوطني العربي والإسلامي في مواكبة متغيرات المنطقة: ما بين الآمال والتحديات المحلية والإقليمية الدولية"، نظمت الرابطة الثقافية في طرابلس لقاء حواريًا مع الشيخ الخطيب حضرته فعاليات طرابلسية دينية وعدد من المطارنة ونواب طرابلس ورؤساء اتحادات ونقابات وجمعيات ثقافية واجتماعية.
وفي كلمة له، أكد الشيخ الخطيب أن "كل مصائب لبنان بدأت منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في الثمانينات، حينها تركت الدولة الجنوب للإسرائيلي وتخلّت عن دورها في حماية الشعب"، مضيفًا أنّ "الأهالي واجهوا العدو وانتهاكاته اليومية بحق الشعب اللبناني من جنوبه الى شماله، وقد عمّت الفوضى في البلاد وواجه المواطنون مصيرهم المجهول، في وقت لم تتحرك الدولة حينها للدفاع عن البلد والإنسان ولم تقف الى جانبهم لاستعادة أرضهم المحتلة".
وأضاف الشيخ الخطيب أنّ "الإسرائيلي عمل طيلة تلك الفترة على إشاعة الفوضى وتخريب لبنان وتمزيق المجتمع طوائف وأحزاب، وعشنا مرحلة التفريق المذهبي والطائفي لسنوات عديدة، أما اليوم فهناك من يعمل على إعادة هذا المشروع عبر الدعوة للتقسيم وللفدرالية"، واعتبر أن "المطلوب اليوم من الطبقة المثقفة أن تتحمل مسؤوليتها وتواجه المشروع الطائفي الذي يعمل على تفتيت البلد وتمزيقه الى دويلات".
وقال: "من واجبنا جميعًا أن نتصدى لهذا المشروع عبر نشر الثقافة والوعي والتحذير من الساعين لتمزيق وحدة البلد بالإضافة إلى تقوية الدولة وبناء بلدنا على أساس الكفاءات وتحسين الاختيار"، وأكد أن "على المرجعيات المخلصة أن لا تترك الساحة للسياسيين المشبوهين الذين يسعون لبث الفتن وتمزيق المجتمع الى دويلات طائفية عرقية ومذهبية".
ووجّه الشيخ الخطيب نداء الى إخواننا المسيحيين، مؤكدًا "ضرورة التنبه وعدم بث أجواء الخوف، فهناك مشاريع غربية مشبوهة تسعى لتخويف الطبقات الشعبية المسيحية من أن هناك حربًا ستشن عليكم تهدف الى تشريدكم وتمزيق صفكم".
وشدّد على أن "المسلمين لطالما حافظوا على البلد ولطالما كان هدفهم الأساس نبذ الطائفية والمذهبية، ونحن كمسلمين لطالما حافظنا على التنوع الطائفي، ونحن مصيرنا واحد وما يصيب اي مسيحي يؤثر علينا.. نحن أخوة"، معتبرًا أن "المشكلة الأساسية هي في المستعمر الذي ما زال يفتك بوحدة صفنا وتمزيق شملنا".
وأكد أن "لا حواجز بين المسلمين والمسيحيين إنما بعض المصالح السياسية تستخدم الدين لمصلتحها".
وأشار الشيخ الخطيب إلى أن "الكيان الصهيوني الذي ما زال يعتدي ويحتل أرضنا، بنى كيانه على تقسيم المجتمعات وعمل على تهجير الفلسطيني من أرضه وهو المستفيد الأول من الانقسامات"، آسفًا من أن "هناك قوى لبنانية تعمل على تقسيم لبنان الى كنتونات مذهبية بهدف تفتيت المجتمع"، ولفت إلى أن "هناك من يسعى للفدرالية والتقسيم، وهذا مشروع يخدم الاسرائيلي ويحقق أهدافه وهذه المشاريع الفتنوية علينا أن نواجهها بوحدة لبنان أرضا وشعبا".
وطالب الشيخ الخطيب "السياسيين بالإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي بروح توافقية وتشكيل حكومة إنقاذية تخرج لبنان من الأزمات المتراكمة التي تهدّد أمن شعبه ومعيشتهم واستقرارهم"، وأكّد أن "لا حواجز بين المسلمين والمسيحيين إنما بعض المصالح السياسية تستخدم الدين لصالحها".
وبارك الشيخ الخطيب "التقارب العربي الإيراني والمصالحات التي نأمل أن تنعكس إيجابًا على الوضع اللبناني".