لبنان
الجلسة 12 لانتخاب رئيس الجمهورية في مجلس النواب: لا رئيس
تصوير: موسى الحسيني
كما كان متوقعًا، لم تسفر الجلسة 12 لانتخاب رئيس الجمهورية ــ التي انطلقت في مجلس النواب برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري وحضور جميع الكتل السياسية ــ عن انتخاب رئيس، حيث رفع الرئيس بري الجلسة بعد فقدان النصاب في الدورة الثانية.
الجلسة التي انطلقت على وقع وجود مرشحين؛ رئيس تيار "المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور، أتت نتيجة الدورة الأولى فيها على الشكل التالي:
فرنجية 51 صوتًا
أزعور 59 صوتًا
ورقة بيضاء واحدة
زياد بارود 6 أصوات
صوت واحد لجوزيف عون
ورقة واحدة ملغاة
لبنان الجديد 9 أصوات
وفور إعلان النتائج، سادت حالة من الهرج والمرج من قبل بعض النواب الذين ادعوا أن الأوراق المفرزة هي 127 وليست 128، فأكد الرئيس بري أنّ ثمّة ورقة ملغاة وأنّ المرشح زياد بارود حصل على صوت إضافي.
الحاج حسن
وبعد الجلسة، أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" حسين الحاج حسن أننا "منذ البداية دعونا إلى التفاهم على اسم الرئيس"، مشيرًا إلى أن "لبنان يحتاج إلى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن ولكن هناك حاجة إلى حوار وطني بعيدًا عن المزيدات والتهويل".
وقال الحاج حسن بعد انتهاء الجلسة إن "مرشحنا الذي ندعمه هو مرشح طبيعي له تاريخه السياسي وتحالفنا معه عميق ومفهوم في السياسة، أما في الجانب الآخر فتقاطعوا على مرشح رغم الاختلافات السياسية فكانت النتيجة كما رأينا".
وأضاف أن "الكتل التي تقاطعت على انتخاب أزعور غير متفاهمة على برنامج سياسي"، مشددًا على أن "مرشحنا هو سليمان فرنجية ومستعدون للحوار على القضايا السياسية".
فضل الله
وقبيل بدء الجلسة، أكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أن "مرشحنا يحمل مشروعًا سياسيًا واضحًا ورؤية واضحة ومعروف بتاريخه وموقفه وقادر على طمأنة كل اللبنانيين"، معتبرًا أن "ما يجمع الذين اتفقوا على المرشح الآخر (جهاد أزعور) هو السعي لإسقاط المرشح سليمان فرنجية".
وقال فضل الله من مجلس النواب إن "الطرف الآخر غير مقتنع بمرشحه فكيف سيقنع اللبنانيين به.. هل هكذا نبني الدولة ونكافح الفساد؟"، مشددًا على أن "فريقنا متماسك ويدخل إلى الجلسة بثقة وقناعة، بينما يدخل الفريق الآخر بقلوب شتّى".
وأشار إلى ضرورة "التخلي عن "النكد السياسي" الذي يعتمده الطرف الآخر".
ورأى فضل الله أنّ "مرشحنا قادر على التواصل مع جميع اللبنانيين ومع الخارج لحل المسائل الشائكة ومن بينها مسألة النازحين"، مؤكدًا أننا "نحتكم إلى الدستور ومتمسكون به ولسنا كغيرنا من الداعين إلى إعادة النظر به إذا لم تأت الأمور لصالحهم".
فضل الله رأى أن "رئيس البلاد يحتاج إلى أوسع تأييد داخلي من المسلمين والمسيحيين وهو لا يُنتج إلا بالتوافق"، لافتًا إلى أننا "نحترم كل فئات الشعب اللبناني ولا نفرض أحدًا على الآخرين ولا نقبل أن يفرض الآخرون علينا خيارهم".
وقال: "لم نسمح لأنفسنا على مدى 17 عامًا بالتدخل في شؤون حلفائنا ولن نفعل ذلك الآن وليس لدينا ما نخبئه "تحت الطاولة"، مؤكدًا أننا "منفتحين على الحوار ولا نفرض خياراتنا على أحد وتاريخنا يشهد على ذلك".
وجدّد فضل الله تأكيده على أنّ "رئيس البلاد يجب أن ينتخب بالتوافق ونحن سنمارس حريتنا خلال جلسة اليوم ولا أحد قادر على فرض مرشح استفزازي"، وقال: "ليس أمام اللبنانيين إلا الحوار ونحترم رأي كل النواب، ونتيجة التصويت ستحدد مسار الأمور".
وذكر فضل الله أن "انعقاد جلسة اليوم يدحض كل الشائعات التي ترددت"، مشيرًا إلى أننا "لا نقيم "الطلاق" مع أحد وحتى مع خصومنا، فكيف الحال مع حلفائنا".
أبو الحسن
بدوره، أكّد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب هادي أبو الحسن أن "موقفنا واضح وصريح وعلني وبعيد عن أي اصطفاف"، مضيفًا: "جئنا اليوم لنؤكد على الخيار الديمقراطي بعيدًا عن منطق التحدي والغلبة".
وقال إن "الأهم اليوم هو أن اللبناني لديه هموم والمطلوب وجود رئيس وحكومة وبرنامج إصلاحي".
سعد
واعتبر النائب أسامة سعد من مجلس النواب أن "ما يجري هو تهويل وإرهاب فكري مرفوض وما يسود هو منطق الإقصاء والتحدي"، مشددًا على أن "لبنان يحتاج اليوم إلى مرحلة انتقالية ورئيس قادر على إنقاذ الناس".
السيد
ورأى النائب جميل السيد أن ""المهزلة" اليوم كَبُرت لذلك جئنا للمشاركة في الجلسة"، معتبرًا أن "المعركة ليست طائفية بل سياسية بامتياز".
خليل
من جهته، أكد عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي حسن خليل أن "ما حصل اليوم هو انتصار للمعركة الديمقراطية ولحلف صلب يحمل مشروعًا سياسيًا واضحًا"، معتبرًا أن ما حصل هو انتخاب للمشروع مقابل عناصر عبّرت بنفسها أن مشروعها هو تقاطع مرحلي ينتهي مع هذه الجلسة".
وشدّد خليل على أننا "مقتنعين بخيارنا وبمرشحنا لرئاسة الجمهورية وأي إمكانية للفرض خارج التفاهم الوطني لن تؤدي الى نتيجة"، وقال: "منطقنا هو منطق المسؤولية فلا حل الا بالتفاهم والتوافق".
وقال: "ندعو من خاضوا هذه المعركة وهم يعلمون أن ظروفها غير مكتملة إلى إعادة النظر بموقفهم والدخول جديًا بحوار حقيقي للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية".
كما اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم أنّ "المفاجأة كانت للفريق الآخر ومنذ البداية لم ندخل في لعبة الأرقام"، مشيرًا الى أنه "يجب أن يعترف الجميع أن هذا البلد قائم على التوازنات".
فرنجية
النائب طوني فرنجية أشار بعد انتهاء الجلسة إلى أن "كل التناقضات تقاطعت.. فانظروا ما أنجبت!، وقال: "لا بديل عن الانفتاح والوحدة بوجه الكراهية والإقصاء والانقسام، هذا ما أكدته نتيجة اليوم التي أتت انتصارًا لهذا النهج".
البزري
وأعلن النائب عبد الرحمن البزري في تصريح له من مجلس النواب أنه "صوت للوزير السابق زياد بارود لأنه خارج الاصطفافات السياسية"، معتبرًا أن "التموضع السني الوسطي إيجابي ويسمح بإحداث الحوار بين القوى المتموضعة على أسس وطنية".
فرنجية وأزعور
وشكر رئيس تيار "المردة" والوزير السابق سليمان فرنجية "كل النواب الذين انتخبوني وللرئيس نبيه بري، ثقتهم أمانة".
وقال فرنجية عبر حسابه على "تويتر": "نحترم رأي النواب الذين لم ينتخبوني وهذا دافع لحوار بنّاء مع الجميع".
كما شكر الوزير السابق جهاد أزعور "جميع النواب الذين أولوني ثقتهم من خلال تصويتهم لي في الدورة الأولى من جلسة اليوم"، متمنيًا أن "يكون المشهد الجديد حافزًا للتلاقي على خيار إخراج لبنان من الأزمة، وعلى المضي في العملية الانتخابية من أجل مصلحة الشعب اللبناني".
وفي بيان له، أضاف أزعور: "ألفت الانتباه إلى أنني حاليًا في اجازة من صندوق النقد الدولي وتخليت موقتًا عن مهامي كمدير لدائرة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى"، مؤكدًا أن "المواقف التي أدلي بها شخصية ولا تعبّر بالضرورة عن رأي "صندوق النقد الدولي".