لبنان
ما بعد الجلسة: فرنجية باقٍ والعين على فرنسا مجددًا.. خدعة التقاطع تنتهي اليوم
تمحورت افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء 14 حزيران 2023، حول الجلسة النيابية الثانية عشرة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في ظل توقعات بأن يحصل مرشح "التقاطع" جهاد أزعور على أرجحية بفارق بسيط عن رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، إلّا أنها ستبقى كلها تحت سقف الـ 65 صوتًا، ولن تأتي بأزعور رئيسًا بل ستطيح به من بين المرشحين.
في هذا السياق أكدت صحيفة "الأخبار" أنه باتَ في حكم المؤكد أن الجلسة الثانية عشرة لمجلس النواب اليوم، لن تكون أفضل من سابقاتها التي أخفقت في انتخاب رئيس جديد للجمهورية. والمؤكّد أيضًا أن المرشح جهاد أزعور الذي تقاطعت عليه قوى المعارضة مع «التيار الوطني الحر» سيسلك خطى سلفه النائب ميشال معوض، لكن بوتيرة أسرع. لن يحظى أزعور بدورة ثانية وثالثة ورابعة لخوض «معركته»، فهو ورقة «الليخا» الصالحة للاستخدام مرة واحدة لتخريب الطريق على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. اليوم ينتهي ترشيح أزعور بعد أن قبِل بأن يكون أداة في لعبة أحجام. علمًا أن داعميه يفترضون أن حصوله على 10 أو 15 صوتًا إضافية على فرنجية، سيجبر الطرف الآخر على الذهاب إلى التفاوض على خيار ثالث.
ما شهدته الأيام القليلة الماضية، بيّن أن فريق فرنجية كثّف جهوده لتقليص الفارق، سعيًا إلى رفع عدد أصواته إلى أكثر من 50. لكنّ هذا الفريق يعرف أن النتيجة هي العودة إلى متاهة الوساطات والمبادرات في ظل الفراغ، أو أن يتطور النزاع السياسي الطائفي نحو مراحل أشد خطورة، خصوصًا مع تسويق جهات في «التقاطع». ان اتصالات الساعات الماضية اثمرت اقناع غالبية التغييريين بالتصويت لمصلحة أزعور ما يؤكد انه سيحصل على أكثر من 65 صوتًا. وفي خلفية هذا الفريق، خصوصًا القوات وفريق 14 اذار أن المرشح يكون قد فاز ولا حاجة إلى دورة ثانية، استنادًا إلى دراسة قانونية أعدها المحافظ السابق زياد شبيب وأخرى للقاضي المستقيل بيتر جرمانوس. علمًا أن أمرًا كهذا بمثابة إعلان حرب، ويصعب أن يسير به داعمون لأزعور، خصوصًا التيار الوطني الحر، وربما الحزب التقدمي الاشتراكي.
وكانَ واضحًا في اليومين الماضيين أن كل الأطراف الداخلية والخارجية تنتظر جلسة اليوم للبناء على نتائجها، ومن ثم العودة إلى استئناف النشاط خارج المؤسسات. وباستثناء الحراك الذي قامت به السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو على المسؤولين لوضعهم في أجواء المهمة التي سيباشرها وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان بعد انتهاء الجلسة، أتى بيان الخارجية الفرنسية، ليؤكد على دعوة فرنسا «إلى أخذ الجلسة على محمل الجد واغتنام الفرصة». لكن، في المقابل، لوحِظ استمرار غياب سفراء الدول المعنية بالملف الرئاسي عن السمع، ونقلت مصادر على صلة بهم أنهم «ابتعدوا عن التواصل مع القوى الداخلية قبل الجلسة بانتظار ما سيحصل».
وبينما لفتت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إلى أنها «ستلتقي الجمعة لودريان الذي عيّنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيام مبعوثًا خاصًا إلى لبنان لإطلاعه على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيين»، لفتت المصادر إلى أن «الفرنسيين خفّفوا من وتيرة التواصل مع الأفرقاء اللبنانيين لأنهم يريدون أن يرصدوا جلسة اليوم، على أن يعاودوا نشاطهم الأسبوع المقبل مع مجيء المبعوث الجديد». وفي هذا الإطار، نفت مصادر مطّلعة أن «تكون باريس قد بدّلت موقفها من التسوية، إذ لم تنقل عبر قنواتها الدبلوماسية ما يؤشر إلى ذلك، بل على العكس»، وقالت إن هذا الأسبوع سيحمل معه تطورات وحراكًا مكثّفًا مصدره باريس التي ستستقبل يوم الجمعة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي سليتقي ماكرون في قصر الإليزيه. ورجّحت المصادر أن يكون لبنان على جدول أعمال الطرفين، خصوصًا أن اللقاء سيأتي بعد الجلسة.
وحتى ساعات قليلة قبل موعد الجلسة، استمرت عملية جمع الأصوات التي ضمنت لفرنجية، نحو 46 صوتًا، مقابل 60 لأزعور الذي يعمل فريقه على استقطاب يرفع العدد إلى 65.
لكن هذه الأرقام ليست ثابتة وقد تخضع لمتغيّرات ومفاجآت تحصل داخل الجلسة التي ستتحكّم بها أصوات «الكتلة البيضاء» أو كتلة «الخيار الثالث»، وهاتان الكتلتان لم يتوقف أعضاء فيهما عن إقناع زملاء لهم بعدم الاصطفاف في أي موقع، خصوصًا بعدَ أن «سقط» بعض التغييريين والمستقلين في فخ الأحزاب والتيارات المعارضة التي ستستثمر أصواتهم في معركة الرئاسة مع الفريق الآخر لدعم موقعها التفاوضي ليسَ إلا، ومن ثم تعود إلى عقد تسوية سيكون هؤلاء حتمًا خارجها.
أما بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، فقد علمت «الأخبار» أن نوابه المعترضين على ترشيح أزعور عقدوا اجتماعًا أمس للبحث في خيارات التصويت، لكنهم حرصوا على التكتم حول موقفهم، خصوصًا بعد التهديد المباشر الذي وجّهه إليهم رئيس التيار النائب جبران باسيل بقوله إن «عدم الالتزام بقرار التيار سيرتّب بعض الإجراءات». وكان باسيل قال إن ثنائي الحركة والحزب يعمل على تحريض نواب داخل التيار على التمرد، داعيًا إلى «عدم التدخل في الشؤون التنظيمية للتيار». ودافع باسيل عن نفسه قائلًا: «مع قوى المواجهة قرّرنا أنّ نكون على علاقة جيّدة، من دون تحالف، لأنّنا نتّفق معهم على كثير من الأمور السيادية والإصلاحية، ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد أبدًا أن نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله»، ودعا باسيل إلى الحوار قبل وأثناء وبعد الجلسة من أجل الوصول إلى رئيس توافقي لا يكون مفروضًا لا على المسيحيين ولا على الآخرين.
البناء : اليوم يقفل الباب امام انتخاب رئيس الجمهورية حتى إشعار آخر وسط استعصاء التوازن السلبي
بدورها رأت صحيفة "البناء" أنه بعد نهاية جلسة اليوم مواقف غير قبلها، لأن المواقف عشية الجلسة تعبوية ورفع معنويات وترويج معلومات، وبعدها حملات وتحميل مسؤوليات، لكن بعد بعدها مواجهة الجدار الصلب الذي يقول إن الاستعصاء الرئاسي مديد، وإننا أمام معادلة توازن سلبي لا تستطيع إنتاج رئيس، حيث تعطيل النصاب بيد الفريقين، ودون مشهد جديد ينتجه التوافق الذي يحتاج إلى الحوار لإنتاجه، لا مكان لفرصة تأمين النصاب للانتخاب، إلا إذا حدثت انزياحات من إحدى الكتلتين لحساب الأخرى، حيث لا تكفي الكتلة الثالثة التي ظهرت قوة وازنة لضمان النصاب، الذي بات خط الدفاع الذي لن يتراجع عنه أي من الفريقين، ودون فك وتركيب بين الكتلتين المتقابلتين لا نصاب وبالتالي لا رئيس.
الفارق في الأصوات لن يعني الكثير، باستثناء التباهي لمن يحوز أصواتًا أكثر يرجّح أنها ستبقى كلها تحت سقف الـ 65 صوتًا، الذي كان يأمل التقاطع الداعم للمرشح جهاد أزعور بكسره، بينما يعتقد مؤيدو المرشح سليمان فرنجية أنه لا يقول شيئًا حول النتيجة، حيث في انتخابات عام 1970 التي يتفق الجميع على أنها أكثر انتخابات ديمقراطية صافية وتمّت بقرار لبناني صرف، وجاءت بالرئيس سليمان فرنجية إلى منصب رئاسة الجمهورية، حصد المرشح سليمان فرنجية 38 صوتًا فقط، بينما نال منافسه الذي فشل في الوصول إلى الرئاسة 45 صوتًا، لتتغير الحسابات والانزياحات في الدورة الثانية، فينضم أغلب الذين لم يصوتوا للمرشحين إلى خيار التصويت لصالح فرنجية، وكانوا عشرة أصوات لبيار الجميل وخمسة أصوات لجميل لحود وصوت واحد لعدنان الحكيم.
وتؤكد "البناء" أن لا أحد يستطيع التنبؤ بتفاصيل التصويت الدقيق اليوم، حيث النواة الصلبة للمرشحين هي الواضحة فقط، بانتظار أن تتضح أحجام نهائية للكتلة الثالثة، التي لن تصوّت لأي من المرشحين، وهي تضم حتى الآن سبعة من نواب التغيير وعشرة نواب مستقلين ونائبي صيدا وجزين أسامة سعد وشربل مسعد، وثلاثة نواب آخرين، بانتظار كيف سيحسم التصويت بين نواب التيار الوطني الحر، وفرضية انضمام خمسة نواب منهم إلى الكتلة الثالثة.
لن تنتهي جلسة انتخاب الرئيس اليوم الا إلى تعداد أصوات المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، لتتجه الانظار إلى الأوراق البيضاء أو إلى تسمية لبنان الجديد التي سيضعها بعض النواب في صندوق الاقتراع، ليبدأ العد العكسي يوم الخميس وسط معلومات تتحدّث عن حراك سيبدأه مرشح من جبل لبنان لا يزال يعمل بصمت حول الملف الرئاسي مع قوى الداخل والخارج.
وفي المواكبة الخارجية للاستحقاق اللبناني أيضًا، اتصلت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند برئيس مجلس النواب نبيه برّي، وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل، لكن ما تسرّب يشير إلى أنّ المسؤولة رقم 3 في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشدّدة على أنّ الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وكان بري في الاتصال متفائلًا بأنّ العملية الانتخابية ستحصل.
ودعت فرنسا، لبنان، إلى اغتنام فرصة الجلسة البرلمانيّة المقرَّر عقدها الأربعاء، للخروج من الأزمة السياسيَّة التي تشهدها البلاد منذ الخريف.
وشدّدت المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة آن – كلير لوجندر في مؤتمرٍ صحافيّ، على «أنّ بلادها «تُواصل الدَّعوة للخروج من الأزمة منذ ثمانية أشهر».
ويأتي ذلك، فيما تلتقي وزيرةَ الخارجيَّة الفرنسيَّة كاترين كولونا، سلفها جان – إيف لودريان الذي عيّنه الرَّئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون قبل بضعة أيّام «مبعوثًا خاصًّا إلى لبنان.
وأشارت المتحدثة إلى أنّ الوزيرة ستطلع لودريان على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيّين، مُشدّدةً على أنَّ الأمر ينطوي على «متابعة جهودنا من أجل خروجٍ عاجلٍ من الأزمة اللبنانيَّة، وهذا الأمر يعكسُ الأولويَّةَ الّتي تُعطيها الدّيبلوماسيّة الفرنسيّة لهذه المسألة، مع الإشارة إلى انّ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في باريس يوم الجمعة أيضًا.
وزارت أمس، سفيرة فرنسا آن غريو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتمّ البحث في الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان إلى بيروت منتصف الاسبوع المقبل.
وقبل ساعات قليلة من افتتاح الجلسة تكثر حسبة الأصوات والأرقام، وبات معلومات أنّ نواب الوفاء المقاومة والتنمية والتحرير والتكتل الوطني والتوافق الوطني والطاشناق وعدد من النواب المستقلين سيصوّتون لفرنجية.
في المقابل فإنّ قوى المعارضة ايّ حزب القوات والكتائب وتجدّد مع بعض المستقلين والتغييريين سيمنحون أصواتهم للوزير السابق جهاد أزعور، وقد أعلنت أمس النائبتان بولا يعقوبيان ونجاة عون صليبا التصويت لأزعور.
وأعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أنّ «قرار تبني أزعور اتخذه التيار من قبل رئيسه ومجلسه السياسي، وكان هناك اتفاق واسع وجامع داخل التيار، وبالتالي بات الالتزام بالقرار واجبًا من قبل أيّ نائب في التيار، وكثيرة هي المرات التي التزمتُ بها بقرارات التيار ولم أكن مقتنعًا بها»، مشددًا على أنّ «الحقيقة هي أنّ من لا يلتزم بقرار التيار سيكون قد خرج عن وحدته وقوّته وهيبته، وسبّب من حيث يدري او لا يدري بإضعافه وإضعاف موقفه وبإنجاح لعبة الآخرين ضدّه، وهذا سيرتّب محاسبة بحسب نظامنا الداخلي، وأنا لا أصدّق بأنّ هناك مَن لا يلتزم بخيار التيار، وعدم الالتزام يرتب بعض الإجراءات».
ودعا باسيل «فريق الثنائي لوقف اي لغة تهديد والتدخل بشؤون التيار الداخلية، لأنّ ذلك ينافي الأعراف الأخلاقية، ونعتبر أننا لا زلنا أصدقاء مع الثنائي الشيعي»، مؤكدًا الانفتاح على الحوار قبل الجلسة وخلالها وبعدها، ومدركون بأن لا رئيس بلا حوار».
وعلى خط الأوراق البيضاء، اعلن النائب عبد الرحمن البزري انّ النواب المستقلين الثلاثة عن الجنوب، خارج التموضعات التي شكلت إساءة إلى المرشحين أنفسهم وإلى الاستحقاق الرئاسي، ونحن لن نصوّت لكلا المرشحيْن. وقال النائب سجيع عطية إنّ تكتل الاعتدال الوطني في الدورة الاولى من جلسة الغد سنكون على الحياد والأرجحية ورقة بيضاء. وفي الجلسة الثانية من جلسة انتخاب الرئيس إنْ حصلت سننتخب.
النهار: الجلسة الـ12: أزعور فائزًا… ولا رئيس
كتبت صحيفة "النهار": كما لو أن الاستحقاق الرئاسي بدأ البارحة وليس قبل عشرة أشهر من ضمنها المهلة الدستورية لشهرين، ومن ثم الفراغ الرئاسي المتمادي في شهره الثامن، بدا المشهد السياسي أمس اشبه باستنفار غير مسبوق على مستوى القيادات الحزبية والكتل النيابية بما يعكس بلوغ الاحتدام والاحتقان ومناخ المبارزة سقوفا غير مسبوقة عشية انعقاد الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية قبل ظهر اليوم. واستوقف المراقبين والبعثات الديبلوماسية المتوثبة لمتابعة مجريات الجلسة وما إذا كان يمكن ان تشهد مفاجأة مدوية هي واقعيا مستبعدة استبعادا كاملا، ان الساعات الأخيرة شهدت ما يمكن وصفه بالفرز الأكبر والأوسع للكتل والنواب منذ بدء الازمة الرئاسية، وهو فرز اتاحه وفرضه الاصطفاف الأكبر غير المسبوق حول المرشحين الحصريين رئيس "تيار المردة" الوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس دائرة الشرق الأوسط واسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي الوزير السابق جهاد أزعور. ذلك انه لولا كتلة نيابية محدودة "رمادية" أو محايدة متفرقة الاتجاهات ظلت أصوات نوابها بلا حسم، لكان الفرز بين فرنجية وأزعور طاول جميع النواب بلا استثناء، الامر الذي حمل دلالات قوية للغاية حيال حدة معركة يسلم الجميع بانها لن تنهي ازمة الفراغ، بل قد تفتح مسالك أشد تعقيدًا في الازمة ولكن ما سيحصل اليوم سيكون بمثابة حسم معنوي وسياسي بالنقاط من خلال عدد الأصوات التي سيحصدها كل من المرشحين.
وقبيل ساعات من انعقاد الجلسة لم يعد ثمة شك استنادا إلى اكتمال معظم الرصد لمواقف الكتل والنواب في ان البوانتاجات أعطت أزعور ارجحية مثبتة على فرنجية، ولو ان الجزم النهائي بالاعداد ظل صعبا لعدم القدرة على اثبات الوجهة النهائية لتصويت كتلة المترددين وغير المؤيدين للمرشحين فرنجية وأزعور من جهة، كما لبقاء هامش غير قليل امام احتمال "تفلت" نواب من التزام التصويت لأزعور ومنهم تحديدا "الخمسة المتمردين" او اكثر ربما داخل "تكتل لبنان القوي" الذين وجه اليهم رئيسه النائب جبران باسيل مساء امس تحذيرا واضحا حيال ضرورة التزام قرار قيادة "التيار الوطني الحر" والا اتخذت بحقهم الإجراءات اللازمة.
ودارت الترجيحات الغالبة مساء على ارجحية ان يتجاوز عدد المصوتين لأزعور 60 صوتا ( ذهب بعض مؤيديه إلى توقع 63 ) في مقابل 45 إلى 48 صوتا لفرنجية. وسواء تطابقت هذه الترجيحات مع عملية التصويت ام حصلت فروقات ملحوظة عنها فالثابت ان تقدم أزعور سيسجله المرشح الأول المتقدم بمثابة "رئيس بالنقاط" غدا في الدورة الأولى التي لن تليها دورة ثانية من شأنها ان تحمله او تحمل فرنجية في حال انقلاب الأمور، إلى الرئاسة الأولى، علما ان ما بعد نتائج هذه الجلسة سيكون ثمة ميزان قوى نيابي جديد من شأنه ان يترك تداعيات ثقيلة على الفريق الداعم لفرنجية الا اذا كان هذا الفريق نجح في توفير مفاجأة في تقليص الفارق في الأصوات بين فرنجية ومنافسه.
اللواء: حسابات رقميَّة في البرلمان اليوم.. وحسابات دولية في موازين المصالح والضغوطات
من جهتها رأت صحيفة "اللواء" أن الحدث اليوم ليس انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع أن الدعوة هي لانتخاب الرئيس، بل لمعرفة المسار الانتخابي، قبل الدخول الى القاعة، وداخل القاعة، ثم عند توزيع أوراق الاقتراع الى آخر «العملية الجدية» التي يتابع اللبنانيون، بوصفها واحدة من أخطر المسلسلات التي تنغص عليهم حياتهم، وتثقل انتظاراتهم بما لا يريح.
كل فريق في الداخل، درس خياراته وقرر لمن تكون الاصوات، بانتظار الفرز الاخير لما يتراوح بين 29 و25 نائباً يدرسون خيار الورقة البيضاء، او المرشح الثالث منعاً للتصنيف ضمن نظام «الخندقة» بين مرشح محور الممانعة سليمان فرنجية ومرشح محور المواجهة جهاد أزعور.
ووفقًا لـ"اللواء" فقد صدرت تعليمات للنواب بتجنيب الاشكالات او ما يسمى «بالاستفزازات» أقله قبل بدء الدورة الأولى، الى حين اعلان نتائج الفرز، وهذا ما كشف بعضاً منه النائب جبران باسيل، بعد اجتماع تكتله اذ دعا الى عدم الرد على ما اسماه التخوين.
اما في الخارج، فلعلّ الكشف عن زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى باريس، واجتماعه بعد غد الجمعة مع الرئيس ايمانويل ماكرون احتل حجر الزاوية في تجدّد الرهانات على تفاهم فرنسي - سعودي يسمح بالدفع باتجاه انتخاب الرئيس، ووضع لبنان على سكة التعافي، قبل ايام قليلة من وصول الموفد الرئاسي جان ايف لودريان (وزير الخارجية السابق) الى بيروت في مهمة مكوكية ليست قصيرة (من الاثنين الى الجمعة).
متابعة فرنسية أميركية
وقبيل وصول المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، اجرى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع سفيرة فرنسا آن غريو جولة افق تتناول الاوضاع في لبنان والمنطقة، والزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي الوزير جان ايف لودريان الى بيروت منتصف الاسبوع المقبل.
وفي باريس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجيّة الفرنسيّة آن-كلير لوجندر في مؤتمرٍ صحافيّ، إنّ فرنسا تدعو «إلى أخذ هذه الجلسة على محمل الجدّ واغتنام الفرصة الّتي تُوفّرها للخروج من الأزمة».
وأعلنت لوجندر أنَّ وزيرةَ الخارجيَّة الفرنسيَّة كاترين كولونا، ستلتقي غداً الجمعة لودريان، وستطلعه على فحوى الاتصالات الأخيرة مع مسؤولين لبنانيّين.
أضافت لوجندر: أن الوزيرة ستستقبل لودريان للبحث في مهمته المحددة، والأمر ينطوي على متابعة جهودنا من أجل خروجٍ عاجلٍ من الأزمة اللبنانيَّة، وهذا الأمر يعكسُ الأولويَّةَ الّتي تُعطيها الدّيبلوماسيّة الفرنسيّة لهذه المسألة. ولودريان سيضطلع بالمهمَّة الموكلة إليه بتنسيقٍ وثيقٍ وبالتشاور مع وزارة الخارجية.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجيَّة الفرنسيَّة إلى أنَّ أي موعدٍ لزيارة لودريان المرتقبة إلى لبنان لم يحدد بعد.
ولدى سؤالها عن إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، قالت لوجندر: إنَّه يتعيَّن علينا في بادئ الأمر أن نُجريَ تقييماً للجلسة البرلمانيَّة التي ستُعقَد غداً (اليوم).
ووصلت الى باريس يوم امس الاول خلية الازمة السعودية من اجل لبنان التي تضم المستشار نزار العلولا والسفير وليد البخاري، لعقد اجتماعات مع المسؤولين عن خلية ازمة لبنان في الاليزيه للبحث في الملف الرئاسي. وذلك قبيل زيارة يقوم بها ولي العهد الامير محمد بن سلمان الى فرنسا الجمعة، حيث سيستقبله الرئيس ايمانويل ماكرون.
وافيد أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند اتصلت بالرئيس نبيه برّي، وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الإدلاء بكثير من التفاصيل لكن ما تسرّب يشير إلى أن المسؤولة رقم 3 في الخارجية الأميركية دعته إلى قيادة العملية الانتخابية مشددة على أن الولايات المتحدة تتمنّى أن يحدث هذا الأمر بدون عراقيل. وكان بري في الاتصال متفائلاً بأن العملية الانتخابية ستحصل، ولم يتضح إن كان التزم بمتابعة الجلسات الانتخابية من دون فقدان النصاب، أو إن كان التزم بعقد الجلسات الانتخابية إلى أن تصل إلى نتيجة.