لبنان
رعد: على الأفرقاء السياسيين الحرص على الوحدة الوطنية لا التقسيم
شدد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على أن المقاومة وعبر المعادلة التي رسمتها لتحقيق النصر ومواجهه العدوان هي في أتم الجهوزية دائما للتصدي لأي حركة عدوانية أو حماقة قد يقدم عليها عدونا الاسرائيلي الذي للأسف يغفل بعض شركائنا في الوطن عن مخاطره ومخاطر تهديداته، ويتعاملون مع الاستحقاق الرئاسي على أنه قسمة مكاسب ومغانم خاصة بعيدا عن تأمين وضمان حمايه هذا البلد من أن يعتدى عليه من مثل هذا العدو.
موقف رعد جاء خلال رعايته الاحتفال الذي نظمته بلدية حومين التحتا لافتتاح سلسلة مشاريع جرى تنفيذها، وهي مشروع الطاقة الشمسية لمحطة مياه الشرب ومبنى البلدية، وتشغيل البئر الارتوازي عبر الطاقة الشمسية وتدشين الطريق التي نفذت من مثلث بلدة حومين التحتا والعرب إلى بلدة صربا حبوش.
وحضر الاحتفال إلى جانب النائب رعد، مسؤول العمل البلدي لحزب الله في منطقة جبل عامل الثانية حاتم حرب، رئيس اتحاد بلديات إقليم التفاح بلال شحادي، رئيس بلدية حومين التحتا خضر عيسى، مسؤول قطاع صيدا في حزب الله زيد ضاهر، ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات وحشد من الأهالي.
بعد النشيد الوطني، ألقى النائب محمد رعد كلمة قال فيها اننا عندما استمعنا الى النشيد الوطني اللبناني حلقت قلوبنا في اعالي كفرشوبا، حيث هناك ينشد النشيد الوطني عمليا في ساحة المواجهة للعدو الذي يريد ان ينتهك ارضنا، وان يقضم بعض ترابنا تعديا منه وارهابا لشعبنا، معتبرا ان وقفة اهلنا هناك ووقفة جيشنا الوطني هناك والدعم الذي توفره جهوزية المقاومة هناك يمنع العدو من ان ينفذ مآربه في التعدي على حبه تراب من أرضنا.
وأضاف رعد "نحن دعمنا ترشيح من رأيناه مناسبا في هذه المرحلة حتى لا يطعن في ما أنجزه شعبنا من انتصارات ولا فيما حققته معادله النصر من سيادة وكرامة وطنية وأتاحت فرصًا للدولة حتى تقوم بواجباتها تجاه شعبها وأرضها.
وتابع رعد "نحن نتصرف إيجابا في هذا الاستحقاق فنريد أن يصل الشخص المناسب الذي نرى فيه أهلية أن يحفظ هذه الانجازات ولا يطعن فيها لا في ظهرها ولا في صدرها ولا في خاصرتها ولا يهدر كرامة هذا الوطن، كما هدرت في بعض الأماكن".
وأضاف "غيرنا يتصرف على طريقته، يتصرف وكأن الاستحقاق الرئاسي هو مكسب فئوي أو طائفي ويريد أن ينجز هذا الاستحقاق بما يستجيب لمصالحه الفئوية والطائفية بعيدا عن هذه النظرة الايجابية لمصلحة البلد، معتبرا أن هناك فارقا كبيرا بين أن تدعم مرشحا مناسبا تريده أن يحفظ البلاد ويصون إنجازات شعبه، وبين من يدعم مرشحا لا يريده أن يصل، وإنما يريد أن يعطل وصول المرشح الآخر.
ورأى أن "الفارق يكمن بالروحية وبالمنهجية وليس بالأشخاص فقط، وبين أن تفكر إيجابا لمصلحة البلد وبين أن تفكر سلبا تجاه البلد، ولا ترى الايجابية الا اذا كانت لمصلحتك الخاصة، وهذا هو ما يؤسفنا في الحقيقه وما نتوقف عنده".
وأردف "على أي حال فإن الاستحقاق الرئاسي الذي أصبح موعده قريبا -أو إحدى محطات موعده على مرمى يومين أو ثلاثة من زمننا الراهن- ونريده أن ينجز ونرسم طريقه الحقيقي، لأننا نرى أن الشراكة هي تحقيق للمصالح المشتركة في الوقت الذي يرى فيه غيرنا أنها تحقيق لمصالحه وتوظيف للآخرين في خدمة مصالحه، وهذا أيضا يعد خلافا في المنهجية والروحية التي نختلف فيها مع الآخرين في هذا البلد.
وقال "يسعدنا أن نرعى مجموعة مشاريع في هذه المنطقة وانطلاقا من هذه البلدة، مشاريع ساهم فيها الكثيرون من الادارات المحلية ومن المؤسسات الدولية ومن جهود وفعاليات أبناء المنطقة، وقد تظافرت كل هذه الجهود من أجل أن تحقق هذه المشاريع في زمن القهر الذي نعيش فيه، فهذا البلد وهذه المرحلة التي نمر بها وسط غياب الدولة وتغييبها لنفسها عما يخدم مصالح الناس، فأصبحت بالكاد تستطيع أن توفر رواتب وأجور الموظفين في القطاع العام بينما ينشغل المسؤولون به بمنازعاتهم وبقضاياهم التي نسمع ترانيمها وتقاسيمها كل يوم وبألحان مختلفة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أننا ضمانة الإنماء في وطننا".
ورأى النائب رعد أن جهود المواطنين وتعاونهم وتضامنهم والتفاتتهم إلى مصالحهم، وحرصهم على صون حقوقهم هو القاعده الاساس التي ينطلق منها أي انماء، وان كل المؤسسات الداعمة وكل الحضور من الدولة ومن غيرها إنما يأتي كعامل مساعد، فالمشاريع تنجز بالمتابعة ونحن نواكب هذه المساعي ونقف في صفوف الأهالي ومعهم من أجل أن ننجز ما يحقق كل ما تحتاجه منطقتنا.
ولفت النائب رعد إلى أن بلدنا يحتاج أولا إلى دولة مستقرة راعية لمصالح العباد وحامية لسيادة البلاد، إلا أن هذه الدولة لم تتكون بعد، فمن الأسف الشديد أن تحرير أرضنا المحتلة حصل في 25 أيار من العام 2000 لكن منذ العام 2000 هناك في لبنان من يعمل على إنهاء المقاومة بدل من أن يعمل على بناء الدولة، وتنفيذ مخططات إنهاء المقاومة.
وأضاف "منذ عام 2000 ومنذ أن صفق لنا البعض وقال لنا "برافو عليكم حررتم وقمتم بواجبكم الآن أعطونا سلاحكم واذهبوا إلى بيوتكم"، منذ تلك اللحظة وهم يشتغلون بنا، يشتغلون على إنهاء وجودنا، ومن الأسف الشديد أن نقول ونتذكر لأن الذاكرة تخون كثيرا من الناس في بعض الأحيان".
كما شدد رعد على أن المقاومة التي يرى البعض ضرورة اقتلاعها من لبنان، شنت عليها منذ العام 2006 إلى العام 2018 حربان، الحرب العدوانية الاسرائيلية وحرب التكفيريين الارهابيين، ولكن المقاوم أطاحت بأهداف هاتين الحربين واستطاعت أن تحقق انتصارات على أعداء هذا البلد وحفظت كرامة اللبنانيين الشرفاء في هذا البلد".
وتابع "اليوم هناك مشهد مؤثر وبالغ في الدلالة وهو أن ترى العدو يعجز عن التصرف معك كما تصرف في السابق، فقبل 40 سنة كان العدو يقتل ويجرح ويقتحم ويداهم ويدمر البيوت ويحرق المزروعات، بينما الآن نراع يتخفى ويتلطى ويتحاشى أن يطلق طلقة رصاص واحدة، والسبب في ذلك يعود إلى الجهوزية التي أعدتها له المقاومة".
وتابع "هذا الأمر هو برسم اللبنانيين جميعا برسم مناطقهم جميعا، برسم طوائفهم جميعا، لا تضعفوا أنفسكم حين تصبحون وتضعون مصالح بلدكم تحت إبط عدو تفترضونه صديقا لكم، لا تخطئوا الخيارات، فإنكم لن تجدوا أصدق من شعبكم في كل الدنيا، ومن يقف إلى جانبكم ويدافع عنكم، احرصوا على وحدتكم الوطنيه بدل أن تتلهوا بطروحات تقسيمية لا أمل لكم بتحقيقها في هذا الزمن، ولا نرى موجبا لها على الإطلاق، فأنتم تتسلون بهذه الطروحات".
بدوره ألقى رئيس بلدية حومين التحتا الحاج خضر عيسى كلمة تحدث فيها عن المشاريع التي نفذت، وقال "نقف أمام أهلنا لنقول لهم أن شرف خدمتكم وسام لنا وعبادة انطلاقا من قول الامام الخميني (قدس) لا أظن أن هناك عبادة أفضل من خدمة الناس، وقول السيد موسى الصدر كما يجب علينا الصلاة علينا السعي لخدمة الناس".
وتوجه عيسى بالشكر لكل من دعم وساهم في هذه المشاريع قبل أن يعلن عن إطلاق المرحلة التالية من المشاريع والمتمثلة بمشروعين مهمين للبلدة، الأول وهو مشروع إضاءة شوارعها عبر أجهزة الطاقة الشمسية التي سينطلق العمل بها الأسبوع القادم، والثاني المتثمل باستكمال مشروع الفرز من المصدر.
ثم جال رعد والمشاركين على المشاريع المنفذة.
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024
عمليات المقاومة ليوم الاثنين 25-11-2024
25/11/2024