لبنان
"تجمع العلماء المسلمين" يحيي ذكرى رحيل الإمام الخميني
أحيا "تجمع العلماء المسلمين" الذكرى الرابعة والثلاثين لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الإمام روح الله الخميني، بحفل في مركز التجمع في حارة حريك، حضره القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت السيد حسن خليلي، ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وممثلون عن الفصائل الفلسطينية والأحزاب اللبنانية.
وألقى الشيخ قاسم كلمة بالحفل أشار فيها إلى أنّ "إمامنا الخميني (قده)، أقام مشروعًا حضاريًّا، إلهيًّا، بالعودة إلى الإسلام المحمدي الأصيل، انطلاقًا من إيران الإسلام، واستفاد من أدوات الحكم المعاصرة، وقوالبها الحديثة، فأنشأ جمهورية في شكلها وإدارتها، وملأها بتعاليم الإسلام، فكانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هنا الجرأة والشجاعة، والثقة بالله تعالى أنه استطاع أن يخرج من القوالب الجامدة التي لا يمكن أن تنفع لعصرنا، حتى ولو كان المضمون عظيمًا، فاختار القوالب المعاصرة، ليؤكد أن الإسلام ثابت للحياة في كل زمان ومكان، وأن المضمون هو الأساس".
واعتبر سماحته أنّ "الإمام الخميني وضع بوصلة الصراع باتجاه تحرير فلسطين، لأنّ كل مشاكلنا السياسية والاقتصادية والفتن المتنقلة وغيرها بسبب هذه الجرثومة السرطانية التي احتلت واعتدت، هنا وجدنا أن فلسطين تتألق مع الإمام الخميني قدس الله روحه الشريفة، وأن شعب فلسطين المجاهد والمعطاء من البحر إلى النهر يقدم التضحيات العظيمة ويعطي نموذجًا في الجهاد والعطاءات بكل ثقة وجرأة، وتوكل على الله تعالى، كشعب معطاء يستحق الحياة والنصر والتحرير" .
وشدد الشيخ قاسم على أنّ "الإمام حرص على الوحدة الإسلامية، رغم انحياز بعض الدول في المنطقة واشتراكها في مؤامرات لإسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد نجحت إيران بالصبر، والدفاع، وبناء القوة والاستمرار في إعلان الموقف من الوحدة الإسلامية".
وأوضح أنّ "مشاكلنا وخلافاتنا في لبنان، لا تساوي شيئًا أمام الخلافات التي كانت بين إيران والسعودية، ومع ذلك وجدوا أن الاتفاق هو السبيل لاستقرار البلدين ونهضتهما، مع كل هذه العقود الصعبة والمعقدة، هل نتعظ في لبنان ونقتدي بهما".
وقال الشيخ قاسم: "لنسلك في لبنان طريق الحوار من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، لكن من دون شروط، لا يستطيع أحد أن يدعونا إلى الحوار أو أن يقبل الحوار بشرط ألا نطرح اسمًا أو لا نناقش فكرة. نحن لم نشترط على أحد شيئًا، تعالوا جميعًا نجلس على طاولة واحدة من دون تحفّظ على أيّ قوة أو فريق في لبنان في هذه الجلسة المشتركة، لنناقش كل الخيارات التي تريدونها عَلَّنا نتمكن من الوصول إلى نتيجة، فلِمَ يخاف البعض من أن يجلس معنا لأننا مصممون على مرشح؟".
وأضاف سماحته: "ربما استطعتم أن تقدموا أفكارًا وجيهة، وربما تمكنا أن نقنعكم بما لدينا، فلا تخافوا من الحوار لأنه في نهاية المطاف ستختارون ما تريدون وما تقتنعون، وسنختار ما نريد وما نقتنع. كل فريق اليوم لديه القدرة لمنع الآخر من الفوز بالتحدي، فمرشح التحدي لا يمكن أن يفرضه أحد على أحد، أما التوافق فيمكن أن يؤدي إلى نتيجة".
من جانبه، لفت رئيس مجلس الأمناء في "تجمع العلماء المسلمين" الشيخ غازي حنينة إلى "أننا نؤكد لله عز وجل ولاءنا لله ولرسوله ولخط الوحدة، وولاءنا لخط الإمام الخميني وخط الولي الفقيه الذي يعمل على جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم. ونحن في قناعتنا في تجمع العلماء المسلمين، إذا كانت دعوته إلى الوحدة الإسلامية عنوانًا من عناوين عملنا اليومي وحركتنا اليومية، فإننا نحن أيضًا من دعاة الوحدة الوطنية على مستوى وحدة الأوطان العربية والإسلامية".
إلى ذلك، شدد عضو مجلس خبراء القيادة وعضو مجلس صيانة الدستور في الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد أحمد حسين الخرساني على أنّ "الإمام الخميني العزيز، هذا القائد الكبير، شرف للأمة الإسلامية، وفخر لكل المستضعفين، كل من له علاقة بالقيم الإنسانية يفتخر بالسيد الإمام الخميني فتكريمه تكريم الأمة، وتعظيمه تعظيم الفضائل الإنسانية وتكريم القيم الإلهية والسماوية، تكريم السيد الإمام الخميني تكريم للدين القيم الإلهي".
وقال: "إن سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله حفظه الله تعالى، قال عن "إسرائيل" إن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، وهذا الكلام من السيد صار مثلًا عالميًّا. السيد الخميني القائد، والآن الإمام زعيم الأمة، آية الله السيد علي الخامنئي العزيز يقولان بأنّ الأميركي قوته وقدرته وعدته على حد قدرة البعوضة، على حد قدرة الذبابة، على حد قدرة العنكبوت، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت".