لبنان
الرئيس عون في سورية بعد غياب 14 عامًا.. ومشاورات تسبق جلسة انتخاب الرئيس
ركَّزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الأربعاء على زيارة رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون إلى سورية، حيث التقى الرئيس السورية بشار الأسد بعد 14 عامًا على زيارته السابقة، متناولةً انعكاس الزيارة على الاستحقاق الرئاسي، مشيرةً بحسب مصادرها إلى أنَّ الرئيس الأسد أكَّد على عدم التدخّل بهذا الملف، وأنَّ لدى سورية حلفاء في لبنان، ناصحًا بالتحدث معهم.
أما في المعلومات الرسمية العلنية، أكَّد الرئيس السوري أن "قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي"، مشددًا على أنَّ "اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق، والأهم بالتمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات"، لافتًا إلى أنَّ "استقرار لبنان هو لصالح سورية والمنطقة عمومًا".
رئاسيًا، أفادت الصحف بأنه بعد تحديد موعد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس في 14 حزيران، تكثَّفت الاجتماعات والاتصالات والمشاورات بين الكتل النيابية لحسم مواقفها قبل موعد الجلسة، في حين يلقي رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية كلمة ربما تتسم بأهمية في 11 حزيران خلال احياء ذكرى مجزرة اهدن في قصر الرئيس سليمان فرنجية في اهدن.
"الأخبار"| نبيه برّي: سنصوّت لفرنجية لا بورقة بيضاء
وضع رئيس مجلس النواب نبيه برّي حداً لتكهّنات وشائعات، تردّدت مذْ حدّد موعد الجلسة المقبلة لانتخاب الرئيس في 14 حزيران، بأن الثنائي (أمل وحزب الله) سيصوّت بورقة بيضاء. وأكّد برّي: «سنصوّت لسليمان فرنجية. كلنا سنصوّت له. نحن وحلفاؤنا. لم يقل أحد منا إنه سيصوّت بورقة بيضاء. صوّتنا بالورقة البيضاء قبل إعلان ترشيحنا لفرنجية. ولو قبلوا بالحوار الذي دعوت إليه مرتين لما وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم».
ولدى سؤاله عمّا إذا كان موقفه قاطعاً ونهائياً، أجاب رئيس المجلس: «ألم نرشحه؟ رشّحناه. إذا لم نصوّت له فنكون قد تخلّينا عنه. قد تكون هناك كتل أخرى تريد التصويت بورقة بيضاء لأنها غير راضية عن المرشحين. هذا موقف سياسي. نحن لسنا في هذا الوارد».
وسئل هل يتخوّف من تعطيل الجلسة المقبلة من وفرة النعي الذي يلاحقها؟ أجاب: «هناك من قال قبلاً ولا يزال يقول في الفريق الآخر إنه سيعطل الجلسة إن لم يفز مرشحه. طلبوا منا تعيين جلسة، فعيّناها. فَلْنرَ بعد ذلك».
وهل ستكون جلسة انتخاب الرئيس كما كان يصر أن تكون؟ أجاب بري: «هذا ما لا أعرفه. قالوا إن لديهم الآن مرشحاً جدياً. فَلْنرَ».
وحينما سئل عن انقسام المجلس على النحو الذي يرافق جلسات انتخاب الرئيس، عزا السبب إلى قانون الانتخاب «وهو أسوأ قانون انتخاب عرفناه. ميني أرثوذكسي. لم أسمع ولم يسمع أحد في الدنيا أن يُمنع المجلس النيابي من التشريع والحكومة من الاجتماع للضرورة».
وعشية دعوة بري إلى جلسة الأسبوع المقبل، بدأ ثنائي حزب الله وحركة أمل جلسات تنسيقية لدرس الخطوات والخيارات التي يُمكن اتخاذها في مواجهة خطة الفريق الآخر الساعي إلى إسقاط ترشيح فرنجية، بعد «التقاطع» بين التيار الوطني الحر وقوى المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور الذي اعتبره الفريق الآخر «مرشح تحد ومناورة لدفعه الى التنازل عن دعم فرنجية والذهاب للإتفاق على مرشح ثالث». وعلمت «الأخبار» أن هذه اللقاءات ستتوسع لتشمل تيار المردة، إذ ستبدأ لقاءات ثلاثية تضم المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن خليل والوزير السابق يوسف فنيانوس للبحث في السيناريوهات المتوقعة والخطوات التي يمكن اتخاذها. وفي هذا الإطار، قالت مصادر مطلعة أن «كل الخيارات موضوعة على الطاولة بدءاً بمقاطعة الجلسة أو تعطيل النصاب مع علمنا بأن ترشيح أزعور ليسَ جدياً وأن الهدف منه هو ترسيم الأحجام وحجز أصوات لأزعور تفوق الأصوات التي يحصل عليها فرنجية، وهو أمر قد يستخدمه باسيل كورقة تهديد إضافية ظناً منه بأن ذلك سيدفع الفريق الداعم لفرنجية إلى التراجع عن ترشيحه».
"البناء": عون إلى دمشق لتأكيد الخيار الاستراتيجي واحتواء تداعيات «التقاطع الرئاسي» على التحالفات
خطفت زيارة الرئيس السابق ميشال عون الى دمشق الأضواء عن الاستقطاب السياسي الحاد المتصل بالانتخابات الرئاسية، وعبر الاستقبال الرسمي الدافئ للرئيس عون سواء على الحدود بحضور السفير السوري السابق في لبنان علي عبد الكريم علي أو لاستقباله الحار من الرئيس بشار الأسد كما عبرت الصور المنقولة عن اللقاء، عن ما وصفه الرئيس الأسد بتقدير سورية لدور العماد عون في صون العلاقة اللبنانية السورية، ورأت مصادر سياسية أن العماد عون الذي أكد على بحث ملف النازحين السوريين وعودتهم، أراد عبر الزيارة وتوقيتها وسياقها ما هو أبعد من ذلك، فهي تأتي رسالة تقول بأنه لم يغيّر خياراته الاستراتيجية إلى جانب سورية التي تمثل ركناً في محور المقاومة الذي يشكل حزب الله قوة محورية فيه، وأن التيار باق في موقعه من معادلات المنطقة وتحدّياتها، رغم الاهتزاز الذي أصاب العلاقة مع حزب الله بسبب الخيارات الرئاسية، خصوصاً التقاطع مع خصوم حزب الله وسورية على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، في مواجهة حليف سورية والمقاومة الوزير السابق سليمان فرنجية. ورأت المصادر أن كلام الرئيس السوري في البيان المعلن يحمل رسالة واضحة أيضاً، سواء لجهة تأكيد الاهتمام السوري بما يجري في لبنان عبر الحديث عن أن استقرار لبنان مصلحة سورية، وفيه أيضاً رسائل حول الخلافات التي أدت إلى انقسام معسكر الحلفاء، سواء بالدعوة للحوار والتوافق، أو باعتبار الأهم التمسك بالمبادئ وعدم الرهان على التغيرات.
وفيما ربط مراقبون الزيارة بالملف الرئاسي وبالخلاف بين التيار الوطني الحر وبين الثنائي حركة أمل وحزب الله على ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، نفت مصادر مقربة من عون لـ«البناء» ذلك، مؤكدة أن التواصل مع القيادة السورية والرئيس بشار الأسد لم ينقطع طيلة مرحلة الحرب والأحداث التي شهدتها المنطقة ولبنان. مشيرة الى أن التيار متمسك بالعلاقة مع سورية والتنسيق معها لمعالجة الأزمات والقضايا التي تؤمن مصلحة الدولتين لا سيما أزمة النازحين التي ترتب تداعيات سلبية كبيرة على لبنان.
وأضافت المصادر أن عون بحث مع الأسد أزمة النازحين وأهمية عودة العلاقات العربية السورية الى طبيعتها ومدى استفادة لبنان من هذا الأمر على صعيد النازحين والملفات الاقتصادية.
وأكد الرئيس السوري بشار الاسد بعد لقائه الرئيس عون أن «قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي»، مشدداً على أن «نهوض سورية وازدهارها سينعكس خيراً على لبنان واللبنانيين».
وأشار الأسد، الى أن «اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق، والأهم بالتمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات»، مضيفاً «استقرار لبنان هو لصالح سورية والمنطقة عموماً».
ولفت الى أن «للعماد عون دوراً في صون العلاقة الأخوية بين سورية ولبنان لما فيه خير البلدين»، معتبراً أنه «لا يمكن لسورية ولبنان النظر لتحدياتهما بشكل منفصل عن بعضهما»، منوّهاً إلى أن «التقارب العربي – العربي الذي حصل مؤخراً وظهر في قمة جدة العربية سيترك أثره الإيجابي على سورية ولبنان». ورأى الأسد أن «سورية تجاوزت المرحلة الصعبة والخطيرة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته».
بدوره لفت عون إلى أن «اللبنانيين متمسكون بوحدتهم الوطنية على الرغم من كل شيء»، معتبراً أن «سورية تجاوزت المرحلة الصعبة والخطيرة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته»، مشدداً على أن «نهوض سورية وازدهارها سينعكس خيراً على لبنان واللبنانيين».
"الديار": سيناريوهات رئاسية «من تحت الطاولة» ستسبق جلسة 14 حزيران
ينهمك الفريقان المتنازعان على الملف الرئاسي، بأعلى درجات الاهتمام والحماسة منذ لحظة إعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الدعوة الى جلسة لإنتخاب رئيس في 14 الجاري، في مشهد لم يسبق ان برز على الساحة اللبنانية، لانّ السيناريوهات تبدو متسلسلة وموضوعة ضمن خطط خفية مستورة غير ظاهرة للعلن، او بالاحرى من تحت الطاولة، وكل فريق يبحث عن بيضة القبان الاخيرة، التي يمكن ان توصل مرشحه، لذا تبدو المنافسة على أشدّها، مع علم الطرفين مدى صعوبة وصول اي من مرشحيهما الى الرئاسة، لانّ الاسس التوافقية غير موجودة، فلا رئيس قبل الاتفاق عليه من قبل اغلبية الاطراف، على عكس ما كان يحصل قبل عقود من الزمن، وتحديداً في فترة السبعينات، حين كانت المبارزة قائمة بقوة، وكان المرشح الرئاسي لا يعرف نسبة حظوظه الحقيقية، اذ كان ينام مطمئناً على انه سيصحو في اليوم التالي حاملاً لقب رئيس الجمهورية، في حين كان يصاب بصدمة مع حصول منافسه بعد ساعات على اللقب، على أثر تغيرات سياسية مفاجئة تقلب الادوار رأساً على عقب، لكن اليوم الوضع مختلف، فقد لا يكون الرئيس ضمن الاسماء التي تم التداول بها اخيراً، وهذا هو المرجّح وفق مصادر سياسية متابعة للملف الرئاسي في لبنان، رافقت كبار المعنيين به على مدى حقبات، اذ تعتبر انّ الكلمة النهائية تبقى للخارج اما التوقيع فيتم من الداخل.
الى ذلك ستشكل الفترة الفاصلة ما بين اليوم وتاريخ 14 حزيران، محطة هامة مفصلية، ستكون ربما الاطول في تاريخ المراحل الصعبة التي شهدها لبنان، لانّ مهمتها العمل على كسب اكبر نسبة أصوات، خصوصاً من قبل المتردّدين او حاملي الاوراق البيضاء، التي يحتاجها المرشحان جهاد أزعور وسليمان فرنجية، مما يعني البحث عن نسبة اصوات ترفع من شأن «بوانتاج» المرشحين، وهنا المهمة الاصعب فهل يستطيع احد منهما كسب الرهان ؟.
وفي هذا الاطار أشارت مصادر مطلعة على خبايا تحضيرات الفريقين لـ «الديار» الى انّ موجة من الخطابات والمواقف النارية، ستشهدها الساحة اللبنانية قريباً جداً، من قبل القيادات السياسية المعارضة والممانعة في آن معاً، لشدّ العصب وإخضاع عمليات «البوانتاج» الرئاسية، ما بين أزعور وفرنجية للتشويق، في ظل احصاءات وهمية لصالح مرشحي الفريقين، اذ سيحصلان وفق هذه الاحصاءات، على نسبة أصوات متقاربة جداً، تحت عنوان «المعركة على المنخار».
وفي اطار متابعة ما يجري في الخفاء، علمت «الديار» بأنّ اتصالات سرّية سجّلت في الساعات الماضية بين قيادات مسيحية ورئيس اللقاء «الديموقراطي» تيمور جنبلاط، للتباحث في مسألة تأييد المرشح أزعور، بعد التداول بإمكانية الإستعانة بالورقة البيضاء، او إنقسام التكتل الجنبلاطي والتصويت مناصفة، منعاً لـ «زعل» رئيس المجلس النيابي من حليفه وليد جنبلاط.
في غضون ذلك ووفق الكواليس الرئاسية والترجيحات، فنصاب الجلسة في 14 الجاري وفي الدورة الاولى سيقارب الـ 86 صوتاً، لكن بالتأكيد لا رئيس ينال نسبة التصويت المطلوبة، وفق ما تشير المادة 49 من الدستور بأن ينال المرشح ثلثي اصوات النواب في الدورة الاولى، اما دورة الاقتراع الثانية فتحتاج الى 65 صوتاً. لكن حصولها صعب جداً، في ظل تطيير النصاب من قبل الثنائي وحلفائه، على غرار ما حدث في الجلسات السابقة.
وفي السياق الرئاسي، يلقي رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية من اهدن كلمة يوم الاحد المقبل، افيد وفق المقربين منه بأنها ستضع النقاط على الحروف، من ناحية ترشيحه الى الرئاسة والمستجدات التي سترافق جلسة الانتخاب الاربعاء المقبل.
وعلى خط مواز افيد بأن الاتصالات اللبنانية التي جرت مع باريس مؤخراً، تؤكد بأنها ما زالت داعمة لوصول فرنجية الى بعبدا، في حين انّ كبار المسؤولين الفرنسيين يقولون في العلن انهم على مسافة واحدة من المرشحين.
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024
عمليات المقاومة ليوم الاثنين 25-11-2024
25/11/2024