لبنان
ميقاتي: أزعور مرشح طرف وموقفه صعب حاليًّا
قال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "أكنّ الاحترام للوزير السابق جهاد أزعور كصديق شخصي لكنني لا أتمنّى له أن يكون مرشّح تحدٍّ. كان يمكن لأزعور أن يشكّل في المستقبل مرشح تسوية، لكن مكانه صعب حاليًّا، لأنّه وافق على أن يكون بمثابة مرشّح طرف، لسوء الحظ، في وقت تحتّم الواقعية السياسية وصول شخصية مقبولة من الجميع ولا تشكّل مصدر تحدٍّ لأحد".
وأضاف ميقاتي، في حديث صحافي، "لا أقرأ أن وصول قائد الجيش كمرشح تسوية سيكون في مرحلة قريبة، وأدعم الرئيس الذي في إمكانه إعادة جمع اللبنانيين وأن يكون على علاقة جيدة مع كلّ الأفرقاء وأن يقوم بوضع إستراتيجية دفاعية واضحة ويساهم في عودة النازحين وترسيم الحدود بين لبنان وسورية"، وأوضح "لا بدّ من رئيس يشكّل قائدًا حقيقيًّا يجمع اللبنانيين لفرض قانون انتخابات عادل في لبنان وتطبيق اللامركزية الإدارية، وأن يتعاون مع رئيس الحكومة وأعضائها لطرح الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة".
وفي الموضوع الاقتصادي، أشار ميقاتي إلى أنّ استقرار منحى سعر صرف الليرة اللبنانية حاليًّا "بمثابة موضوع مالي اقتصادي بحت بعدما جرى تعديل الدولار الجمركي استنادًا إلى سعر صيرفة، وبدأت المسائل تعود إلى استقرارها الطبيعي ما ساهم في تحسين أوضاع الليرة وسط الدفع نقدًا بالعملة اللبنانية وسحبها من التداول وتاليًا تخفيض كمياتها المتداول بها".
وأضاف "ننتظر بداءة الصيف حتى يزداد ضخّ العملة الصعبة في الأسواق ما يشكّل بداءة استقرار السوق".
ولفت ميقاتي إلى أنه "في استطاعة الحكومة تعيين حاكم جديد للمصرف المركزي (..) وفق مبدأ تسيير أمور الدولة اللبنانية، لكن على ضوء شغور منصب رئيس الجمهورية يتحول الموضوع إلى مسألة حساسة جدًّا لدى فئة من اللبنانيين. ومن الضروري الاتفاق بهدف تأمين الاستمرارية الصحيحة لمؤسسة مصرف لبنان، لكن لا يمكن اعتبار المسألة سهلة وسط شغور موقع رئاسة الجمهورية. وقد بدأنا التواصل مع نائب الحاكم الأول وسيم منصوري الذي يهيئ نفسه لتولّي صلاحيات مركز الحاكم".
واعتبر ميقاتي في تعليقه على قمّة جامعة الدول العربية في جدّة السعودية، أنّ "مؤتمر قمّة جدّة حصل وسط هدوء كامل بعد التقارب السعودي الإيراني ودعوة سورية إلى مجلس جامعة الدول العربية، وحضورها مؤتمر القمة الذي شكّل خطوة جيدة بين الدول العربية في غياب أيّ توترات خلال الاجتماعات المنعقدة".
ورأى أنّ "لبنان سيكون على سلّم الأولويات لناحية الاهتمام السعودي في مرحلة قريبة"، وقال إنّه "تجدر الإشارة إلى لقاء جمعني بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كانون الأول الماضي، بعد انعقاد مؤتمر القمة العربية الصينية، وتبيّن لي حينذاك أن لبنان لم يكن على جدول الأولويات الأساسية في تلك المرحلة، لكنني لاحظت متغيّرات بُعَيد قمّة جدّة فحواها تحوّل لبنان إلى أولوية وإتاحة المجال للتحدّث عن تمتين أكبر للعلاقات اللبنانية السعودية نحو الأفضل".
وبخصوص ملف النازحين السوريين، أشار ميقاتي إلى أنّ "اللجنة السداسيّة التي تضم لبنان بهدف مقاربة موضوع اللاجئين في اتصال وتنسيق مع وزراء الخارجية العرب، من أجل بلورة عمل عربي مشترك خصوصًا مع الأردن، على أن تكون المقاربة واحدة من أجل عودة النازحين إلى بلادهم في مرحلة قريبة".
وكشف أنّه "سيحصل الاجتماع الأول للجنة السداسية خلال الأسابيع المقبلة في القاهرة بمشاركة لبنان بغية وضع خطة متكاملة في السياق. وليس في الإمكان ربط المسألة بأيام أو أشهر، بل إن مسعى اللجنة السداسية مع سورية لتسهيل عودة النازحين يرتبط بواقع المدن أولاً. وعلمتُ من الوزراء العرب أن الدولة السورية لا ترفض عودة أيّ مواطن سوري وتسهّل الإجراءات القانونية لعودة النازحين".