لبنان
السيد صفي الدين: المقاومة وُجدت لتنتصر وستبقى منتصرة
في أجواء عيد المقاومة والتحرير، جال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين على عدد من القرى والبلدات الجنوبية، مفتتحًا سلسلة من المشاريع الجهادية والسياحية والثقافية والدينية والاجتماعية والإنمائية في منطقة جبل عامل الأولى.
حولا - وادي السلوقي
وافتتح السيد صفي الدين معلم سيد شهداء محور المقاومة الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني الجهادي في حولا - وادي السلوقي، وذلك باحتفال حضره عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض ومسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير وعوائل الشهداء وفعاليات وشخصيات وجمع من المدعويين.
وخلال الافتتاح تم عرض فيلم يحكي عن زوايا المعلم وما يتضمنه من أعتدة وتجهيزات عسكرية استخدمتها المقاومة الإسلامية في تصديها للعدوان الإسرائيلي طوال السنوات الماضية فضلاً عن صور الشهداء الذين روت دماؤهم هذه البقعة المباركة دفاعًا عن لبنان وشعبه في مواجهة مشاريع الاحتلال وعملائه.
وفي كلمة له، أكد السيد صفي الدين أننا "اليوم في مرحلة جديدة وواعدة جدًا، وبالتالي لسنا في مرحلة الدفاع فقط على الرغم من أنه واجب وضروري، ولكن بإمكاننا أن نقول إن محور المقاومة، الذي أسسه الحاج القائد قاسم سليماني بكل امتداداته أصبح اليوم في موقع النظر إلى الأمام لتتقدم الجموع المقاوِمة والمؤمِنة باتجاه فلسطين لتحرير القدس بإذن الله تعالى".
وأشار السيد صفي الدين إلى أنّ "الخوف الذي كانت تعيشه مناطقنا يغزو اليوم الكيان الإسرائيلي، وهو موجود في "تل أبيب" وحيفا وفي الضفة الغربية عند المستعمرات الإسرائيلية، ويعيش في قلوبهم من جراء الصواريخ والمواقف والإصرار والعزم"، لافتًا إلى أن "وظيفتنا اليوم تكمُن في أن يبقى الخوف والقلق دائمين في قلب نتنياهو (رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو) وفي قلوب كل قادة العدو العسكريين والسياسيين".
وشدد سماحته على أن "المقاومة كانت جاهزة، وهي اليوم أكثر جهوزية من أي وقت مضى للتصدي لكل من يفكر في يوم من الأيام أن تمتد يده إلى هذا البلد وخيراته".
وتوجه السيد صفي الدين للشهيد الحاج قاسم سليماني بالقول "على الرغم من الجهد الذي بذلته، والأيام التي قضيتها، والليالي التي سهرتها في سبيل أن تكون هذه المقاومة محفوظة ومصانة، فإن هذه المقاومة بقيت محفوظة ومصانة وموجودة وقوية وقادرة على تحقيق كل آمالك بإذن الله تعالى، ولهذا يخافونها كل الأعداء"، مضيفًا: "من هذا الوادي الطيب والزاكي والمقدس، نؤكد أن هذه المقاومة وجدت لتنتصر، وستبقى منتصرة بإذن الله تعالى".
مارون الراس
بعد ذلك، وضع السيد صفي الدين الحجر الأساس لبناء مجمع الإمام الحسن العسكري (ع) الثقافي الاجتماعي التربوي الصحي في بلدة مارون الراس، وذلك بحضور عدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من الأهالي.
وفي كلمة له، قال السيد صفي الدين: "حينما نرى هذه الانقسامات التي يعيشها البلد، لا نشك أبدًا أن "المشكل" والخلافات ليست سياسية فقط، وإنما الخلافات مرتبطة بالأنانية والشخصانية والمصالح الفردية لزعماء أو لطامحين".
وسأل: "هل يمكن لأحد أن يصدق أن ما يحصل اليوم في لبنان على مستوى الاصطفافات في موضوع الانتخابات الرئاسية هو نتاج خلاف سياسي؟، في حين أنه في لحظة واحدة تجتمع جهات وتكتلات لدعم مرشح، ولا يجمع بين هذه الجهات أي شيء على المستوى السياسي"، معتبرًا أن "هذا يدل على أن الانتصار ليس للمشروع السياسي وليس لمستقبل لبنان السياسي والاقتصادي، وأن الغاية والهدف هو تحقيق مآرب وأهداف وأغراض لأشخاص أو لجهات أو لزعامات تريد أن تثبت حضورها في الساحة".
ورأى السيد صفي الدين أنه "حينما يكون هناك صدق وجدية في العمل السياسي يفترض أن تكون التحالفات سواء في الانتخابات أو أي استحقاق سياسي متطابقة مع الرؤى السياسية"، لافتًا إلى "أننا في حزب الله في كل الانتخابات التي مضت وكل الاستحقاقات السياسية نلتقي مع حلفائنا على مشروع سياسي سواء في دعم الترشيح لرئاسة الجمهورية أو في الترشيح للانتخابات النيابية أو البلدية أو في المواقف السياسية الكبرى المرتبطة بالمقاومة والمنطقة وسوريا وكل الذي حصل ويحصل في منطقتنا".
وشدد السيد صفي الدين على أننا "حينما ندعم مع حلفائنا مرشحًا فإننا ندعم توجهًا ومشروعًا سياسيًا، ونلتقي وننسجم مع ما ندعو إليه، وأما حينما تكون المواقف السياسية والمشروع السياسي في جهة والتحالف أو دعم الترشيح في جهة أخرى، فهذا يدل في الحد الأدنى على عدم الانسجام".
دير انطار
كما انتقل السيد صفي الدين إلى بلدة دير انطار، حيث وضع الحجر الأساس لمجمع السيدة زينب (ع)، وهو الـ37 في منطقة جبل عامل الأولى.
وسأل السيد صفي الدين في كلمة له: "أين هم كل الذين ناوأوا المقاومة وتآمروا عليها على مدى كل السنوات والعقود الماضية؟ وأين المقاومة في لبنان وأين موقعهم على مستوى المنطقة وأين موقع المقاومة على مستوى المنطقة ومن الذي يحدد المسار والأولويات؟"، وقال: "لا نريد أن نحدد لوحدنا الأولويات، علمًا أننا كنا نقول لهم تعالوا وضعوا أيديكم بأيدنا لنحصّن هذا البلد ونصنع منه بلدًا سيادته واستقلاله واقتصاده حقيقي".
وأضاف أن "البلد الذي يفتقد للسيادة، لا تصل إليه المياه، ولا تبقى له ثرواته، بل تُسلب، خاصة إذا كان جاره هذا العدو المغتصب والظالم والمتغطرس".
وتوجّه السيد صفي الدين لكل اللبنانيين بالقول إن "قوة وقدرة حزب الله يجب أن لا تخيفكم، ونموذج حزب الله لا يصح أن يخيف أحدًا من الأصدقاء، فضلاً عن أبناء وطننا لأي طائفة انتموا، ولكن على البعض أن يحسنوا التصنيف ويبتعدوا عن الظلم، فالذي يظلمنا هو العدو الذي لم يكن يريدنا في يوم من الأيام، ولكننا كسرنا كلمته وشوكته وبقينا وازددنا قوة في حماية بلدنا ووطننا".
وأكد أننا "كنا دائمًا في موضع مد اليد إلى كل لبناني شريف ووطني للحفاظ على السيادة الحقيقية ومن أجل الوصول إلى معالجات حقيقية في الموضوع الاقتصادي، ولنبني بلدًا ووطنًا قويًا معافى لا يرضخ لدولة ولا لسفارة، وتكون مصالحه هي الأولوية"، مشددًا على أننا "لا نُتهم بأولويات غير وطنية أبدًا، ولا نُسأل عن هذا، وإنما الذي يُسأل عنه هو الذي يطيع السفارات والدول الخارجية دون أن تكون هناك مصالح لوطننا".
وقال السيد صفي الدين إن "أميركا التي تدعي أنها أعظم قوة في العالم، ونحن نعترف لها أنها أعظم قوة إجرام وسفك دماء ومحاصَرة وإفقار الشعوب في العالم، لن تتمكن من هزيمة حزب الله في لبنان، لا في السياسية ولا في غيرها، ونحن الذين سنهزمها في لبنان بإذن الله تعالى".
ورأى أن "ما حصل قبل يومين عند الحدود المصرية الفلسطينية هو أمر جدير بالاهتمام والانتباه والتعويل عليه، وبالتالي فإن محور المقاومة الثابت في لبنان وسوريا واليمن والعراق وفلسطين والضفة وغزة وإيران يعطي الأمل الحقيقي للشعوب"، لافتًا إلى أن "المقاومة مع هذا المحور والمواجهات والثقافة والرؤية ستمتد وتمتد إلى ما شاء الله، وعلى الإسرائيلي أن يعلم أن الزمن الذي كان يتخيل فيه أنه بمناورة سياسية أو ضغط هنا أو تطبيع هناك، أو استجداء لأميركا في مكان ما، يمكن أن يطوّق أو يحاصر هذا العمل المقاومة قد انتهى إلى غير رجعة".
قانا
وختم السيد صفي الدين جولته في بلدة قانا، حيث افتتح مجمع الإمام الرضا (ع) السكني للأيتام والفقراء والمستضعفين بحضور عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وحشد من الأهالي.
وفي كلمة له، قال السيد صفي الدين: "إننا نسأل الله تعالى أن يشرق مستقبل لبنان الذي يحتاج إلى عقل وخبرة ومعرفة ودراية، ولا يحتاج إلى مغامرات مراهقين في السياسة ولا إلى عنتريات إعلامية لا تنفع ولا تقدّم شيئًا"، وأضاف: "هؤلاء عليهم أن يعرفوا تمامًا أن الذي يبني البلد، هو الذي يؤمن بقدرات هذا البلد ويعتمد عليها، وأما الذي يتسكّع في السفارات وكان ينتظر الخارج حتى يعطيه دورًا، هؤلاء لم يبنوا بلدًا في الماضي، ولن يبنوا بلدًا في المستقبل".
وأوضح السيد صفي الدين أنه "في انتخابات رئاسة الجمهورية والمعالجات الاقتصادية وفي كل ما ندعو إليه دائمًا كانت أيدينا ممدودة للجميع لنتحاور ونتناقش، وهذا ليس جديدًا فهذا هو دأبنا في السياسة في لبنان، لأننا نعرف ماهية السياسة وطبيعتها وطبيعة التركيبة السياسية، ولأننا نعلم أن بعض السياسيين ليس عندهم لا صبر ولا حنكة ولا خبرة، ولا ينظرون إلى الأمام، فيستعجلون، فنضطر أن نتنازل أحيانًا أو أن نُبدي لهم بعض المواقف لكي يأتوا إلى الصواب، فنتحدث معهم بمنطق الشراكة الطبيعية".
وشدد على "أن من يقرأ الأوضاع السياسية في المنطقة، يعلم تمامًا أن المعاندة على المستوى الداخلي هي معاندة بلا جدوى لا سيما أن المنطقة تتبدل والمعادلات فيها تتغيّر".
وأكد أن "ما يهمنا ليس ما يتحدث عنه رئيس الأركان الصهيوني السابق غادي آيزنكوت أو القادة العسكريين والسياسيين، وإنما المعادلة التي رسمناها بقوتنا وهيبتنا وصواريخنا وجهوزيتنا واستعدادنا، وهي صواريخ ليست للاستهلاك الإعلامي، والعدو يعلم أنها قابلة للانطلاق عند أي خطأ قد يرتكبه".