معركة أولي البأس

لبنان

مؤيدو معوض يسحبونه لصالح أزعور.. والسيد نصر الله أبلغ الراعي التمسك بفرنجية
05/06/2023

مؤيدو معوض يسحبونه لصالح أزعور.. والسيد نصر الله أبلغ الراعي التمسك بفرنجية

تشتد قتامة المشهد الرئاسي بعد الإعلان الرسمي لترشيح وزير المالية السابق جهاد أزعور من قبل مجموعة من النواب من دارة النائب ميشال معوض أمس الأحد، ما أرسى انقسامًا إضافيا حول هذا الاستحقاق، وباتت الصورة منقسمة إلى ثلاثة أجزاء، أولها طرف مؤيد لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والثانية أطراف رشحوا جهاد أزعور، وثالثها نواب لم يحسموا خيارهم بعد.
وكان لافتًا تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه سيدعو إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن مسألة التوقيت لم يحسمها بعد وهو يدرسها بعناية، فيما برزت خطوة من بكركي باتجاه حزب الله مع إيفاد المطران بولس عبد الساتر من قبل البطريرك بشارة الراعي للقاء الأمين العام سماحة السيد حسن نصر الله، حيث أكد الأخير الاستمرار بدعم فرنجية للرئاسة.

 

"الأخبار": نصر الله أبلغ الراعي التمسك بفرنجية

بين السبت والأحد، اكتمل ترشيح النائب جبران باسيل وبقية قوى المعارضة لجهاد أزعور إلى رئاسة الجمهورية. ومع دخول البلاد مرحلة جديدة من المواجهة السياسية، أطلق البطريرك الماروني بشارة الراعي جولة من الاتصالات السياسية، بدأها بإرسال موفد عنه للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. فيما لا يزال أزعور يجري مشاورات داخلية وخارجية قبل إعلان موقفه، خصوصاً أنه يؤثر على ما يبدو موقعه الوظيفي الحالي في صندوق النقد الدولي. ولم يعرف ما إذا كان في صدد الحضور إلى لبنان سريعاً، أم أنه سيستكمل لقاءاته مع النواب من خلال التواصل الهاتفي.

ومع اكتمال المرحلة الأولى من الترشيحات الداخلية، عادت الأنظار لتتجه إلى الخارج، إذ تتحدث مصادر مطلعة عن احتمال حصول تبدلات في مواقف أطراف اللقاء الخماسي الخاص بلبنان، مع التركيز على الموقف الأميركي الذي يقول داعمو أزعور إنه يصب في جانبهم، وإن واشنطن ستجد طريقة مع الرياض للتدخل لمصلحته، وهي معطيات عبّر الرئيس نبيه بري عن خشيته منها أمام زواره أمس، مشيراً إلى تلقيه معطيات عن نية أطراف إقليمية ودولية التدخل لدى النواب المتردّدين لإقناعهم بالتصويت لمصلحة أزعور.

ومع ذلك، يراهن الطرفان على الموقف الفرنسي الذي لم يشهد تغيراً نوعياً. وقالت مصادر مطلعة إن باريس لا تزال عند موقفها، وإنها بعد إعلان كتل نيابية ترشيحها لأزعور، «تدعو الجميع إلى تهدئة الجبهات».

وكان باسيل أعلن السبت الماضي تقاطعه مع كتل نيابية على ترشيح أزعور. ومرة جديدة، استعان بحضور الرئيس ميشال عون الاحتفال ليوجّه رسالة حادّة إلى معارضي ترشيح أزعور من نواب التيار بالقول: «لا أحد أكبر من المؤسسة، وعندما يخرج عن قراراتها ويعتقد أنه أكبر منها، تعيده إلى حجمه وتؤكد له أنها أكبر منه». وأضاف: «مستمرون في التحاور، لكن عندما يُتخذ القرار، يصبح القرار أكبر من الجميع والجميع يلتزم به، والالتزام بالقرار مقدّس». وفيما خرجت الحركة الاعتراضية أو الرد عليها من خلفَ الجدران، تبقى التساؤلات حول قدرة باسيل على تأمين ما تعهّد به لقوى المعارضة التي تقول مصادرها إن «رئيس التيار أكد بأنه يفاوض باسم كل التيار وأن النواب جميعاً سيلتزمون بالقرار»، وهو أمر لا يؤكده المعترضون.

من جهتهم، اتخذ نواب قوى المعارضة بقيادة القوات اللبنانية مِن منزل النائب ميشال معوض، منصة لإعلان ترشيح أزعور. وتلا النائب مارك ضو بياناً باسم 32 نائباً يعلن فيه «التوصّل إلى التقاطع على اسم أزعور كمرشح وسطي غير استفزازي لأي فريق ويمتلك مواصفات مهنية وسياسية ويتمتع بفرصة لمساعدة لبنان»، وتم الكشف عن التقاطع مع تكتل «لبنان القوي» على الترشيح. وأُعلن أن «أزعور يمتلك 65 صوتاً، وأن ترشيحه ليس مناورة ولا تكتيكاً بل محاولة جدّية لإطلاق مسيرة الإنقاذ».
إلا أن ما حصل ليس كافياً، والجميع يراقب موقف نواب وليد جنبلاط الذين يعقدون غداً اجتماعاً. وإلى جانب بند دعم أزعور، يناقش النواب فكرة تأخير إعلان الموقف، لترك الأبواب مفتوحة أمام توافق وطني. وكان لافتاً إعلان النائب هادي أبو الحسن مساء أمس أن الكتلة ستصوّت لمصلحة أزعور، كما أعلن النائب ميشال ضاهر الموقف نفسه. إما بقية النواب المستقلين، وخصوصاً نواب «كتلة التغيير»، فقد انقسموا بين مؤيدين (حضروا في منزل معوض) ورافضين (حليمة القعقور وسينتيا زرازير وفراس حمدان)، وبين من يدرسون الموقف (بولا يعقوبيان وملحم خلف ونجاة صليبا والياس جرادة وإبراهيم منيمنة).

إلى ذلك، واصلت القوى الداعمة لترشيح فرنجية اتصالاتها لاحتواء الموجة الجديدة. وبدا أن الكل ينتظر قرار رئيس مجلس النواب من دعوة مجلس النواب إلى الانعقاد سريعاً. وهو أعلن أنه ينتظر اكتمال الكتل لمواقفها قبل الدعوة. لكنّ المعارضين أبدوا خشية من لجوء بري إلى «حيل» تجعله يؤخر موعد الجلسة من أجل العمل على تحصيل عدد إضافي من النواب المؤيدين لفرنجية.

أياً يكن الأمر، فإن بري وحزب الله وآخرين باتوا ينظرون إلى أزعور على أنه مرشح مواجهة وتحدّ، وأن هدف داعميه ينحصر بإطاحة بفرنجية. وأكدت مصادر هذا الفريق أن «المعارضة مخطئة في حساباتها، فلا تراجع عن فرنجية بأي شكل من الأشكال، وسنخوض معركته كما خضنا معركة ميشال عون حتى النهاية، ولن نقبل بأن يمر أزعور الذي أتى إلينا بداية وعرض نفسه كرئيس جمهورية توافقي وها هو اليوم تحوّل إلى مرشح تحد». وقالت المصادر إن «سيناريو معوض في مجلس النواب سيتكرر، وحتى إن عُقِدت الجلسة لن يكون هناك نصاب، مرة واثنتين وثلاثاً، وستعود الأمور إلى الستاتيكو السلبي». واعتبرت المصادر أن «باسيل صارَ في المقلب الآخر، وكل محاولاته للعب على الألفاظ لم تعد تجدي نفعاً، فليفعل ما يريد أما نحن فلن نتراجع».

لكنّ الخشية المستجدة لدى الرئيس بري تتمثل في تبلّغه بقرار جنبلاط السفر إلى فرنسا لتمضية إجازة قد تمتد نحو عشرة أيام، وأنه سيترك الأمر لإدارة نجله النائب تيمور. وفسّر بري الخطوة بأنها «هروب من الإحراج تجاهه شخصياً».
أما حزب الله، فقد تولى أمينه العام السيد حسن نصرالله إبلاغ موقفه للموفد البطريركي المطران بولس عبد الساتر، فأكد له التمسك بترشيح فرنجية وعدم الاستعداد للبحث في سحب ترشيحه، مجدداً عرضه لهواجس الفريق الذي يمثل إزاء مواصفات الرئيس المقبل. وسمع نصرالله من عبد الساتر عرضاً لنتائج زيارة الراعي لروما وباريس، وعرضه فتح الحوار من جديد للتفاهم على توافق، لا أن يكون الرئيس المقبل عنوان صدام مع فئة من اللبنانيين ضد أخرى.
    

 

"البناء": مؤيدو معوض يسحبونه لصالح أزعور والتيار يؤيد

ظهرت القوى المؤيدة لترشيح النائب ميشال معوض، ما وصفته بالتقاطع على اسم المرشح جهاد أزعور بإعلان كل من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عن التقاطع على ترشيح أزعور بينما عقدت القوى المؤيدة لمعوّض انسحاب معوض لصالح أزعور، بمشاركة تمثل 32 نائباً، هم نواب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وحركة تجدّد التي ينتمي إليها معوض وثلاثة نواب من كتلة التغيير، وفيما يتحدّث قادة التيار عن ضمان تصويت ستة عشر نائباً لصالح أزعور، تقول مصادر نيابية إن العدد لن يتجاوز الـ 12 نائباً في أحسن الأحوال، ما يجعل ما سيناله أزعور في حال الدعوة الى جلسة انتخابية بين 44 و48 صوتاً، إذا بقي اللقاء الديمقراطي الداعم لترشيح أزعور عند خيار عدم التصويت منعاً للتصادم وفتح الطريق التوافق مع ثنائي حزب الله وحركة أمل، وبقيت كتلة الاعتدال الوطني عند موقفها الداعي لمرشح التوافق الجامع، وبقي نواب التغيير الباقين عند تحفظاتهم على ما يسمّونه بانتماء أزعور إلى ما يسمّونه بالمنظومة.

في الملف الرئاسي ترجم البطريرك بشارة الراعي مبادرته الحوارية بإيفاد المطران بولس عبد الساتر للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وسمع منه تمسك حزب الله بمواصلة دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، بينما قال النائب حسن فضل الله إن أي مرشح يشبه ترشيح معوض بصفته مرشحاً للتحدّي لن يصل إلى الرئاسة، بينما قالت مصادر نيابية إنها لا تستبعد إذا تمت الدعوة الى جلسة انتخابية عودة ثنائي حركة أمل وحزب الله وحلفائهما إلى التصويت بورقة بيضاء تأكيداً على الدعوة للتوافق والحوار.

تحاول قوى المعارضة والتيار الوطني الحر خلق انقسام عمودي في البلد وسط ذهابهما وبعض نواب التغيير والمستقلين الى الإعلان عن تقاطع حول ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور لرئاسة الجمهورية، الا ان مستجدات الساعات الماضية تشير، بحسب معلومات «البناء»، الى ان حزب الله لن ينجر الى استفزاز رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل له ولن يذهب الى النقاش حول مرشح ثالث، وقد تبلغ هذا الأمر كل من التقى قياديي الحزب ومسؤوليه في الإيام والساعات الماضية، حيث تفيد المعلومات أن حزب الله متمسك بدعم فرنجية وليس صحيحاً أنه في وارد البحث في مرشح توافقي.

وبانتظار حراك رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الساعات المقبلة، فإن الأخير دعا المعارضة لتُصدر موقفاً واضحاً من مرشحها وعندها سيتصرّف على ضوء ذلك.
وفيما التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أعلن أنه «سيلتقي الجميع ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد». وقال البطريرك الراعي «لن أدخل في جدال التوافق على اسم جهاد أزعور وشغلي بعملو ووقت فيه لزوم بعلن عنّو».
وأوفد البطريرك الراعي السبت المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة بيروت للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في إطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الأطراف اللبنانية كافة تسهيلاً لإتمام الاستحقاق الرئاسي وإنهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى.

وأكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، أن «حزب الله يرحّب بالدعوة الى الحوار والتلاقي، وإيجاد توافقات لانتخاب رئيس للجمهورية بعيداً عن الفرض والتحدي، وتعاطى مع هذه الدعوة بإيجابية وانفتاح ويد ممدودة لشركائنا من موقع الحرص على الشراكة الوطنية، وعلى تفاهم اللبنانيين على قضاياهم، وفي مقدمها انتخاب الرئيس، وما عدا ذلك إضاعة للوقت وإطالة لأمد الفراغ الرئاسي، وتعطيل للحلول الممكنة، بما يؤدي إلى زيادة معاناة اللبنانيين».

وأضاف فضل الله: «إن دور المجلس النيابي انتخاب رئيس لكل اللبنانيين، وليس رئيساً لفريق سياسي نهجه الفرض والإلغاء، فهم يجيزون لأنفسهم ترشيح من يريدون، وعندما تدعم كتل أخرى صديقاً لنا يسمون ذلك فرضاً، لأن عنوان معركتهم هو رفض الرئيس القادر على التواصل مع الجميع محلياً وخارجياً، وفرض الرئيس الذي يحمل صفة المواجهة، ونقول لهم لا تتعبوا أنفسكم وتهدروا الوقت، فلن يصل مرشح التحدّي والمواجهة إلى بعبدا أياً يكن اسمه».

الى ذلك يفترض ان يعلن اللقاء الديمقراطي موقفه يوم غد او بعده من الاستحقاق الرئاسي وترشيح ازعور بعد ان تبنته المعارضة وبعض نواب التغيير. وتشير مصادر مطلعة لـ«البناء» الى أن الموقف الاشتراكي سوف يتحدّد بناء على ما ستخرج به لقاءات النائب السابق وليد جنبلاط مع المسؤولين الفرنسيين في باريس التي وصلها أمس. مع تشديد المصادر على ان الاشتراكي لا يريد ان يكون جزءاً من مواجهة إسلامية – مسيحية، وبالتالي فإن أي موقف سيصدر عنه سيراعي طبيعة التوازنات في البلد مع تأكيد الاشتراكي على أهمية الحوار من أجل التفاهم للوصول الى انتخاب رئيس بعيداً عن سياسة التحدي. فالموضوع يتعلق بكيفية وصول اي مرشح لا بالتصويت.

واعلن النائب ميشال معوّض سحب ترشّحه للانتخابات الرئاسية، وقال أصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات والتي أوصلت الى المرشح جهاد أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحيّ، وهو مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة.
وأعلنت كتل المعارضة وعدد من النواب المستقلين والتغييريين في مؤتمر صحافي تبني ترشيح اسم جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية في بيان تلاه النائب مارك ضو الاستعداد للتصويت لأزعور لإنهاء الفراغ، خصوصاً أن لبنان بحاجة إلى الإنقاذ.

الا ان الأنظار تبقى متجهة أيضاً الى اجتماع تكتل لبنان القوي يوم غد الثلاثاء الذي سيحدد مسار الأمور، خاصة ان هناك انقساماً لا يزال داخل التيار الوطني الحر من ترشيح ازعور، هذا فضلاً عن بعض النواب المحسوبين على تكتل لبنان القوي أيضاً فبعيداً عن نواب حزب الطاشناق الذين سيصوّتون لفرنجية، فإن النائب فريد البستاني لم يحسم موقفه بعد من التصويت لأزعور.

 

"الجمهورية": أسبوع آخر لحسم الخيارات.. وترشيح أزعور يرفع منسوب التنافس

خلافاً لكل ما يُعلن ويُشاع، لم يَرق الوزير السابق جهاد أزعور الى مرتبة المرشح الموحد لـ»التيار الوطني الحر» وقوى المعارضة بكل تلاوينها، إذ جاء ترشيحه مقتصراً على 32 نائباً من المعارضة، ما جعلَ أمره مُنطوياً على تناقضات والتباسات كثيرة، ما يشير الى ان الارباك ما زال سيّد الموقف في ساحة المعارضين لترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية الذي ما يزال المرشح الجدي والثابت الوحيد على حلبة السباق الرئاسي.

ويستدلّ الى الارباك في صفوف معارضي فرنجية من الموقف الذي اعلنه رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل من جبيل مساء السبت، حيث قال: «أصبح من المعروف أنّنا تقاطَعنا مع كتل نيابية أخرى على اسم الوزير السابق جهاد أزعور من بين اسماء أخرى اعتبرناها مناسبة وهم اختاروا واحدًا منها، وهذا أمر مهم»، مشيرًا إلى أنّ «التقاطع على اسم هو أمر مهم لكنه لا يكفي لانتخاب الرئيس، لأنه يجب الاتفاق مع الفريق الآخر». وأكّد «أننا نريد رئيسًا لا أحدّ يفرضه علينا، ولكن لا نفرض على أحد رئيس، وهذه معادلة الشراكة الوطنية. تفاهم اللبنانيين وتوافقهم على الرئيس، والبرنامج هو الحل». وهكذا قال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيّد هاشم صفي الدين عن ضرورة التوافق ونحن معه، وهكذا أقنعنا البعض من الفريق الآخر بعدم المواجهة برئيس تحدّ. وكل شيء غير ذلك هو مزيد من النزف والقهر والمعاناة ومضيعة الوقت».

وفيما أعلن النائب ميشال معوض سحب ترشيحه لمصلحة التقاطع مع المعارضة على اسم ازعور، فإنه لم يعلن صراحة تأييده. فيما انبرى النائب مارك ضو الى الاعلان باسم 32 نائباً معارضاً تأييدهم ترشيح ازعور، في حين قرّر «اللقاء الديموقراطي» الاجتماع الثلاثاء المقبل لتحديد موقفه.

في غضون ذلك، بدأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، العائِد من الفاتيكان وباريس، تحرّكاً في اتجاه القيادات والمرجعيات السياسية، في محاولةٍ منه لتسريع الخطى في اتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي بالاستناد الى تشجيع فرنسي وفاتيكاني. فالتقى فرنجية وباسيل، كلّ على حدة، وتعذّر عليه اللقاء مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع لأسباب أمنية حسبما تردد، وأوفدَ المطران بولس عبد الساتر الى الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله.

وقال المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بيان: «أوفدَ غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس السبت (أمس الأول) المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت للقاء امين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، في اطار المشاورات والاتصالات التي بدأها مع الاطراف اللبنانية كافة، تسهيلاً لإتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى».

وينتظر ان يلتقى عبد الساتر رئيس مجلس النواب نبيه بري في الساعات المقبلة. وقالت مصادر تُواكِب حراك الموفد البطريركي لـ«الجمهورية» ان الخطوة التي بدأها عبد الساتر بزيارة الضاحية الجنوبية كما وعد بذلك هي لمواكبة المرحلة التي تَلت ترشيح ازعور ولإجراء المقاربة الضرورية التي فرضتها الخطوة بعدما توافرت كل عناصر «المواجهة الديمقراطية» بوجود مرشحين اثنين يتمتعان بالجدية المطلقة، والتي لا تخضع لأي تشكيك من اي طرف كان. وهو امر طارئ يستدعي التفكير بأيّ خطوة مقبلة أياً كان شكلها، سواء سعت الى البحث عن توافق أو طرح مزيد من الأسماء من لوائح أخرى يجري التداول في شأنها على اكثر من مستوى.

وكان الراعي قد علّقَ في تصريح مُتلفز على التهجم الذي تعرّضَ له بالقول «ما بردّ عَ حدا وما بحياتي رَدّيت عَ حدا لا سلبًا ولا إيجابًا». وقال: «التقيتُ رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية وسألتقي الجميع، ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد». وأضاف: «لن أدخل في جدال التوافق على إسم جهاد أزعور، وشغلي بِعِملو ووقت فيه لزوم بِعلُن عنّو».

وقال في عظة الاحد امس: «لو استحضَر المسؤولون السياسيّون الله، بحسب رتبهم، لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة ضمن فترة الشهرين السابقة لنهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للمادة 73 من الدستور. ولو يستحضرون الله اليوم بعد مضيّ ثمانية أشهر على فراغ سدّة الرئاسة، وأمام الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا، لَسارعوا إلى التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة. فإنّا نبارك كلّ خطوة في هذا الإتجاه بعيدًا عن المقولة البغيضة: «غالب ومغلوب» بين أشخاص أو بين مكوّنات البلاد. فهذا أمرٌ يؤدّي إلى شرخ خطير في حياة الوطن، فيما المطلوب وحدة لبنان وشعبه وخيرهما».

بري والقرار المناسب

وقالت مصادر قريبة من عين التينة لـ«الجمهورية» انّ رئيس مجلس النواب نبيه بري سيتخذ القرار المناسب تبعاً للتطورات المستجدة في الملف الرئاسي.

وأشارت الى انه قد يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية قريباً، وان ليس وارداً أن يعود «الثنائي الشيعي» الى استخدام الأوراق االبيض في ظل تمسّكه بدعم ترشيح سليمان فرنجية.

لكنّ اوساطاً سياسية اعتبرت ان موقف «الثنائي» بات صعباً، لافتة إلى ان بري لا يستطيع من جهة الاستمرار في عدم الدعوة إلى جلسة انتخابية بعد ترشيح المعارضة و«التيار الوطني الحر» الوزير السابق جهاد أزعور، ولا يَستسهِل من جهة أخرى أن يغامر بعقد جلسة قد يتفوّق أزعور في دورتها الأولى على فرنجية، الأمر الذي سينعكس سلباً على قوة ترشيح رئيس تيار «المردة»، إضافة إلى انّ فَرط النصاب في الجلسة الثانية سيعزّز حملة المعارضة التي تتهم «حزب الله» وحركة «أمل» بتعطيل الاستحقاق الرئاسي.

واشارت الاوساط الى ان الكباش الرئاسي سيشتد في المرحلة المقبلة، مشددة على انّ انتخاب رئيس الجمهورية لن يتم في نهاية المطاف إلّا بالتفاهم والتوافق، وترشيح أزعور من شأنه ان يرفع منسوب التحدي والمواجهة وليس العكس.

نواب المعارضة

وكان النائب ميشال معوض قد أعلن، بعد اجتماع كتل المعارضة في الحازمية، سحب ترشيحه الرئاسي وقال: «أصبح الحل الوحيد أمامنا أن نوسّع رقعة التقاطعات لنصل عبرها إلى ترشيح جهاد أزعور الذي حصل على شبه إجماع مسيحي، حتى ولو لم يكن مرشحنا المفضّل». وأضاف: «أزعور هو مرشح قادر على أن يحمي لبنان من الإنهيار، لذلك قررتُ شخصياً أن أشارك في هذا التقاطع وأعلن سحب ترشيحي لدعم جهاد أزعور».

وأعلن النائب مارك ضو، باسم 32 نائباً معارضاً: «توصّلنا، نتيجة الإتصالات المكثفة، الى اسم جهاد أزعور كإسم وسطي غير استفزازي لأيّ فريق في البلاد». وأشار الى أن ازعور «ليس مرشح المعارضة فقط، وليس مرشحاً حصرياً لأيّ من الكتل». وكشَفَ أن «جهاد أزعور لديه القدرة على جَمع 65 صوتاً في جلسة الإنتخابات الرئاسية المقبلة».

الثنائي

في المقابل اكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله أنّ «حزب الله» يرحّب بالدعوة للحوار والتلاقي، وإيجاد توافقات لانتخاب رئيس للجمهوربة بعيدًا عن الفرض والتحدي، وتعاطى مع هذه الدعوة بإيجابية وانفتاح ويد ممدودة لشركائنا من موقع الحرص على الشراكة الوطنية، وعلى تفاهم اللبنانيين على قضاياهم، وفي مقدمها انتخاب الرئيس». ولفتَ الى أن «كل التوصيفات التي أعطيت لمرشحهم المُستجِد لا تنطلي على أحد، وهي توصيفات مصدرها الفريق نفسه ولا تعني لنا شيئاً، فهو بالنسبة لنا مرشح مواجهة وتحدٍ قدّمَه فريق يُخاصم غالبية اللبنانيين، ولا يمكن لهذا المرشح أن يحوز على ثقتهم أو يحظى بتأييد الغالبية النيابية المنصوص عليها في الدستور، ولذلك لا أمل لهم ولمرشحهم الجديد في لعبتهم المكشوفة».

وعلّقَ عضو كتلة التنمية والتحرير النّائب محمد خواجة على اعلان باسيل ترشيح أزعور لرئاسة الجمهورية، فقال: «كلام باسيل «كتبنا وما كتبنا»، لافتًا إلى انّ طرح إسم أزعور «هو لتطويق ترشيح فرنجية»، معتبراً أنّ «ازعور لا يملك رؤية إصلاحية ولا يتمتّع بهذه الميزة».

وكشفَ «أن غالبيّة النواب تمنّوا على رئيس مجلس النواب نبيه بري عدم الدعوة الى جلسات انتخاب بعد انعقاد 11 جلسة». وسأل «إذا عقدنا جلسة وشعروا بأنّ هناك حظوظًا أكبر لفرنجية هل سيؤمّنون النصاب؟»، مشيرًا إلى أنّ «تأمين النصاب ليس مبدئيًا لدى المعارضة». وشدّد على أن «كتلة التنمية والتحرير مُصرّة على ترشيح فرنجية».

بكركي

إقرأ المزيد في: لبنان