لبنان
سلهب: اللبنانيون الحقيقيون هم من يكتبون التاريخ مقاومة وانتصارًا
بمناسبة عيد المقاومة والتحرير، نظم "اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام" لقاءً بعنوان "دور العمل النقابي في تعزيز ثقافة المقاومة" في أوتيل كنعان في بعلبك، بحضور مسؤول وحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله هاشم سلهب وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى القاضي الشيخ محمد مهدي يحفوفي وفاعليات تربوية ونقابية بلدية ومجالس اختيارية.
سلهب
وفي كلمة له، توجه سلهب بالتحية إلى المرابطين المجاهدين في أرض لبنان وفلسطين وفي كل أراضي مواجهة المعتدين، والتحية لأرواح الشهداء المحلقة فوق رؤوس كل الفرحين بهذا العيد (عيد المقاومة والتحرير) وكل العوائل المضحين، عوائل الشهداء، وكل عوائلنا الشريفة التي وقفت الى جانب المقاومة، بل كانت هي المقاومة، والتحيو لكل من رفع صوتا وقال كلمة حق بالمقاومة.
وأشار سلهب إلى أن "البعض يحاول أن يسرق منا بهجة العيد وفرحته، على الرغم من أنه عيد وطني أقرته الدولة اللبنانية طبقًا للقوانين والمراسيم المرعية الإجراء وطبقا للأعراف والمواثيق الوطنية"، مضيفًا "أنه هو عيد وطني، كما عيد الاستقلال والشهداء، وكما أعياد أخرى اقرتها الدولة، ميزته انه عيد لكل اللبنانيين، ولكن شاء البعض ان يخرج من دائرته، ويخرج نفسه من كرامة وعزة وشرف وشهامة هذا العيد وما يمثله".
ولفت إلى أن "المقاومة أرادته عيدا لكل اللبنانيين بجميع مكوناتهم واطيافهم، وكلنا يعرف حقيقة الأمر، أن اللبنانيين كلهم مقاومة وكلهم إادة مقاومة، وتاريخهم تاريخ مقاومة وفطرتهم فطرة مقاومة، وهويتهم هوية مقاومة، لكن دخول الشياطين عبر السفارات وعبر الهواتف على بعض الرؤوس الفارغة هو الذي يحاول أن يرسم مشهدًا آخر من مشاهد الانتماء لهذا البلد"، وقال: "اللبنانيون كلهم بحقيقتهم مقاومة ويريدون أن يحيوا هذا العيد بفرح وابتهاج واعتزاز، لكن هناك من يشوش".
وشدد سلهب على أن "المسيحيين والسنة والشيعة والدروز وكل الطوائف في لبنان هي مقاومة، والكل ينتظر اللحظة التي يتحرر منها من بعض زعمائه ليقول انا مقاوم".
واستذكر سلهب مواجهة عيتا الشعب بين الجيش اللبناني والعدو الصهيوني في 25/5/1975، حينها دخل العدو إلى أراضي البلدة واصطدم مع رتل للجيش اللبناني لتسمتر المعركة من الصباح حتى الساعه 3:00 بعد الظهر، ويضطر العدو لطلب وقف إطلاق النار لسحب قتلاه"، وتابع: "ارتقى من الجيش اللبناني 7 شهداء وعدد من الجرحى،منهم البعلبكي صبحي عبده بلوق".
وقال: "لا بد أيضًا ان نستذكر في سبعينات القرن الماضي، مقاومة حركة "امل" والإمام المغيب السيد موسى الصدر (اعاده الله)، حينها اشتعلت الحرب الداخلية وكانت الاجواء مهيئة لشرارة الحرب تحت عنوان "الخلاف بين اللبنانيين والمقاومة الفلسطينية" التي كانت موجودة، فحدثت الفتنة بين اللبنانيين والمقاومة الفلسطينية في كثير من المواقع والمواقف".
وتابع سلهب: "إننا نريد من عيد المقاومة والتحرير أن يكون محطة تاريخية من محطات النصر للبنانيين، ونريده أن يُسَجَل في سجلات التاريخ اللبناني"، مضيفًا أن "إحياءكم لهذه المناسبة في هذا الوقت، هو ثقافة مقاومة، أنتم تمثلون شرائح تلتزم ثقافة المقاومة، وتساهمون بصناعه هذه الثقافة. نحن نتكلم عن 23 عامًا مضوا على تحرير لبنان نشأ فيها جيل جديد، ولد في عام 2000 ولم يثقف بهذه الثقافة، ولم نحدثه عنها، فكيف يعلم أن هناك كيانا غاصبا محتلا وعدوا اسمه "اسرائيل" كان محتلا لأراض لبنانية وحررتها المقاومة لبنان؟"، واعتبر أن "ثقافة المقاومة هي أن ننقل تجربتها ومعاناتها وتضحياتها وانتصاراتها".
وشدد على ضرورة أن يعلم الجيل الجديد أنه قبل المقاومة في لبنان كان العدو الصهيوني يدخل قرانا في الجنوب عندما يريد، ويدمر ويقتل ويخطف، وللاسف لم يكن هناك حتى أوامر بأن يواجه"، وقال: "من يريد ان يغير التاريخ في لبنان أو يصنع تاريخا يما يناسبه أو بما يُملى عليه من الخارج، هو من يرمي هويته اللبنانية ويسلمها للخارج".
وأكد سلهب أن "اللبنانيين الحقيقيين هم الذين يصنعون التاريخ ويكتبونه مقاومة وانتصارا"، وأضاف: "أنتم بحضوركم الآن وبشرائحكم في هذا النشاط للقاء الوطني للعاملين في القطاع العام، تساهمون في كتابة جزء من هذا التاريخ، في التوقيت وفي المكان، إحياء هذا العيد متاح في الغالبية المطلقة من المناطق اللبنانيه، ولكن للأسف زوايا من هذا البلد ليس متاحا احياؤه، لأنه حتى الان ما زالت بعض الاإرادات اللبنانية محتلة وتحتاج الى من يحررها لأن الإرادة ملازمة للهوية وللانتماء الوطني".
وسأل سلهب: "ما هي المعايير المحددة ليكون الإنسان إنسانًا وطنيًا؟ هل إرادته إرادة مقاومة تقوم على الدفاع عن الارض، هل إرادته إرادة مواجهة عدو، أم أن ارادته إرادة مساومة وبيع وارتهان؟"، مضيفًا أن "الإرادة الوطنية هي ملازمة لمفهوم الانتماء الوطني ومفهوم الوطنية". وأسف أنه "ليس لدينا في لبنان مفهوم واضح للانتماء الوطني ولا للتنشئة الوطنية، فقد تكلموا عن الانصهار الوطني في عدة مواقع في التجنيد الالزامي وفي الجامعة اللبنانية، ولم نستطع الوصول الى الانصهار الوطني لأنه ليس هناك اتفاق على الماهية الوطنية".
وقال: "أحدهم يشتم المقاومة ويقول انا وطني، وأحدهم يقول ليس عندي مشكلة أيديولوجية مع الإسرائيلي الصهيوني المحتل لفلسطين ويقول انا وطني!"، مؤكدًا أن "الانتماء الوطني عنوانه قربك وبعدك عن المقاومة، وبكل وضوح من لا يؤمن بالمقاومة في لبنان عليه ان يعيد حساباته بالانتماء الوطني، ومن لا يؤمن بأن العدو الصهيوني هو عدو يجب أن يعيد حساباته في الانتماء الوطني".
وختم سلهب "الإرادة الوطنية مرتبطة بالماهية والتنشئة الوطنية والعقل الوطني، فحدد هويتك الوطنية لتتحدد إرادتك"، مضيفًا أن "المقاومة ماضية في خطها وفي تكريس معادلاتها في الدفاع عن لبنان وحمايته وبإعداد العدة اللازمة لاستكمال تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة، وعهد المقاومة أنها الى جانب اشقائها واخوتها في المقاومة الفلسطينية يدًا واحدة وفي قلب ومحور واحد حتى استعادة فلسطين وانتزاع هذه الغدة السرطانية من هذه المنطقة".
يحفوفي
بدوره، اعتبر الشيخ يحفوفي أن "عيد المقاومة والتحرير عيد الانتصار، هو محطة تاريخية مشرقة نقف أمامها بفخر واعتزاز، نتذكر الصمود والتضحيات التي قدمها المقاومون والشرفاء والابطال، الذين حرروا الاراضي المحتلة وسطروا طريقا ناصعا في لبنان".
ياغي
من جهته، هنأ رئيس اللقاء الوطني للعاملين في القطاع العام عماد ياغي بـ "شهر أيار، شهر الانتصارات وإسقاط الاتفاقات، والـ25 منه هو رسم لميثاق وطن يعتز به أبناؤُه، فكان تحوّلٌ جذريٌ من معادلات الردع الى معادلة المناورات المرعبة، التي رسمت معالم جديدة في الاستراتيجيات العسكرية وأعادت نظر الخبراء العسكريين بقوة الجيش الذي لا يُقهر فأصبح يُقهر ويُدعس ويُسحق".
وأكد أنه "لا بد من عدم الفصل بين العمل النقابي ومسعانا الدائم في الحفاظ على هذا البلد، من حيث مقاومة الفساد وما فرضه الفاسدون وأغرقونا به"، مضيفًا أننا "ملزمين بالتقيد بواجباتنا الأخلاقية في العمل النقابي، على قواعد مكشوفة لا تعتمد التستّر والعمل دون الطاولة، بل بقطع يد كل من يحاول المساس بحقوق الناس".
وقال: "اليوم المعادلة يجب أن تكون: كل من تسوّل نفسه ان يفكر بالمس بحقوق العاملين هو من تسول نفسه المس بإنجازات المقاومة، وهو الفاسد الذي يجب ان تقطع يده"، وتابع أن "المتآمر على الوطن والفاسد وجهان لعملة واحدة ألا وهي الخيانة العظمى".