لبنان
عفيف: ليس لمناورة المقاومة أيّ بعد داخلي
لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، كرّمت منطقة جبل عامل الثانية في حزب الله إعلاميي صيدا والبقاع الغربي والنبطية والزهراني باحتفالٍ أقيم في مدينة صيدا، برعاية مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله محمد عفيف وحضور شخصيات وفعاليات والإعلاميين ..
وفي كلمة له، قال مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله محمد عفيف إن "تاريخ 25 أيار/مايو 2000 يعيش فينا وفي قلوبنا وأرواحنا وفي قلوب عوائل الشهداء والمجاهدين وفي قلوب الجنوبيين الذين عانوا مرارات الإذلال وعسف الصهاينة وفرح العمليات الاستشهادية، فكيف إذا كان هذا اللقاء في صيدا بوابة الجنوب وعاصمته التي كانت سباقة في المقاومة وإرادة القتال، إذ لا تزال صور نزيه القبرصلي في القلب والعقل والبال".
وشكر عفيف الإعلاميين المكرمين "لأنكم كنتم جزءاً من عمل المقاومة طيلة 40 عامًا، فقمتم بتغطية أخبارها وعملياتها البطولية ومجاهديها وشهدائها، وساهمتم ولا ريب بدور بارز في استنهاض شعب وإحياء أمة وضخ المعنويات في أجيال كاملة"، مضيفًا أن "رسائلكم الهاتفية وتغطياتكم الخبرية وصوركم الميدانية، ستظل في البال دائمًا، وأنتم شركاء النصر حتى من موقع مختلف مع المقاومة في تحرير أهديناه عام 2000 لكل لبنان ولكل اللبنانيين".
وتابع: "كنتم جزءاً أصيلاً من أضخم حدث إعلامي حصل يوم الأحد الماضي وكنتم من بين أكثر من 600 إعلامي وصحافي من مختلف وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية ومواقع الإعلام الالكتروني، وبعضهم جاء من عمّان أو القاهرة أو من اسطنبول حيث مقراتهم الإقليمية خصيصًا لتغطية هذا الحدث الفريد من نوعه"، لافتًا إلى أن ما جرى "هو مناورة قتالية رمزيّة بالذخيرة الحيّة أمام وسائل الإعلام، وهو حدث لا سابق له على الإطلاق".
وقال عفيف: " كنت حريصا أن يكون الإعلاميون الجنوبيون من صيدا وصور والنبطية في مقدمة المشاركين في هذه التظاهرة الفريدة والتجربة المميزة، على الرغم من أني راسلت إدارات المؤسسات نفسها في بيروت، ورغم أنهم أرسلوا لي رسائل بالموافقة الفورية إلا أني كنت حريصًا على حضوركم ومشاركتكم، وهذا بعض وفاء لكم، علمًا أني تلقيت العديد من الإتصالات والرسائل من الراغبين في متابعة هذا الحدث النوعي مباشرة من أرض الواقع ولكني فضّلت أن يبق الأمر كما كان مخطّطا له وهو أن يكون مخصّصا للإعلاميين حصرًا.
وأضاف عفيف أن "الثناء الحقيقي والشكر غير المحدود يجب أن يكون لأولئك الجنود المجهولين في الأرض المعلومين في السماء، أبطال الهيجاء وفرسان الوغى الذين بمناورتهم الرائعة، وجهدهم الكبير وإنجازهم العظيم دبّوا الرعب في قلب العدو وأرسوا الطمأنينة في نفوس أبناء شعبنا العظيم".
ولفت إلى أن وسائل الإعلام والإعلاميين وصانعي المحتوى والناشطين في وسائل التواصل الإجتماعي نقلوا صورة بهية عن قوة المقاومة واقتدارها على مستوى التدريب والتنظيم والجاهزية ليوم آتٍ لا ريب فيه".
وأكد عفيف "أننا كنا نتوقع حملة تجَنٍّ محلية من سياسيين آثرنا عدم الرد عليهم، ومن وسائل إعلام نعرف مسبقا توجهها السياسي وعدائها الصريح للمقاومة منذ أن كانت إلى اليوم، ولكنا آثرنا أن نوجه لهم الدعوة وأن نرحب بهم وأن نقوم بواجبهم بما يلزم وبما نقدر عليه من حفاوة في الاستقبال والتعامل بما نحن عليه دون أن نخدش شعور أحد بما يسيء إليه"، وأضاف: "تعاملنا معهم معاملة الأصدقاء والأحبة، وفتحنا لهم أبواب المعسكر بكامل إرادتنا وحريتنا وصفحات قلوبنا، ونتفهم حتى ما كتبوا ونشروا انطلاقًا من أنهم أبناء شعبنا وأهل بلدنا الذي ليس لنا فيه أعداء ولم نتدخل إطلاقا في عملهم أو توجيه أخبارهم، إيمانًا منا بحرية الكلمة واحترام الاختلاف والتنوع".
وقال: "حقٌ لنا أن نرد على مانشيتات من نوع "استعراض الترسانة" "وماذا جنى حزب الله؟" وتقارير تلفزيونية تتباكى على السيادة ولا يرونها عندما تناور وتعربد "إسرائيل" في سمائنا وبحرنا، وتصريحات مسؤولين وظيفتهم الحقيقية هي نحن، ومن هذه الوظيفة يأكلون ويمارسون دورهم السياسي وإلا كانوا عند أسيادهم ومموّليهم ورعاتهم هامشا خارج المتن والنص".
وشدد عفيف على "أننا لم نستعرض إلا جزءاً بسيطًا للغاية من قدراتنا العسكرية، وفي النهاية هي مناورة رمزية مليئة بالرسائل والدلالات والإشارات إلى من يجب أن يفهم ويتلقى هذه الرسائل"، وتابع: "أما قدراتها الحقيقية المخفية التي يبحث عنها العدو في الليل والنهار ومن أجلها يجنّد العملاء ويرسل طائرات الإستطلاع، فهي القوة التي سوف يراها مباشرة في الميدان عندما يأتي الإذن ويصدح المؤذن".
وأردف عفيف بالقول إن "المناورة بالكامل هي مناورة هجومية بحتة باتجاه الجنوب، من أسر الضابط الصهيوني، إلى الهجوم على حاجز صهيوني، إلى سائر المهارات القتالية التي استعرضها المجاهدون وصولاً إلى الهجوم على المستوطنة الصهيونية في شمال فلسطين الحبيبة وتحررها وإسقاط العلم الإسرائيلي عنها ورفع العلم الأصفر إلى عبور الجدار وسواها من المعاني الرمزية، وبالتالي لم تكن هذه المناورة في الشكل موجهة إلى الداخل اللبناني وقد قلنا ذلك صراحة في الميدان نفسه على لسان راعي المناورة حتى تسمع ذلك كل أذن واعية و قلب حي".
ودعا الجميع إلى "الإستفادة من قوة المقاومة وقدراتها بصفتها عنصر أمان لبنان من العدوان، كما حدث في تجربة استعادة الحقوق النفطية الغازية من بحرنا ومياهنا، بدل التصويب عليها ورميها بالشكوك والاتهامات والسهام التي تعلمون ونعلم أنها لا تؤثر فينا ولا في معنوياتنا".
وقال: "لأولئك الذين سألونا ماذا جنى حزب الله من المناورة؟ سنقول لهم ماذا جنى لبنان من المناورة، الذي قدّم التضحيات وروى الأرض بالدماء وأتى بالإنتصارات ويحظى بتأييد شعبه وأمّته، ولديه الآلاف المؤلفة من الجنود المقاومين الذين لو أمرهم القائد السيد المنصور بإذن الله أن يحملوا على الجبال لأزالوها لم يكن يبحث عما يجنيه من مكاسب لا سياسية ولا معنوية و لا إعلامية، اللهم ما يجنيه لبنان من ردع للعدوان ودبّ الرعب ومناخ الهزيمة داخل كيان العدو، ولو أنكم اطّلعتم على تعليمات الرقابة الإسرائيلية بتجنب الحديث عن المناورة لعلمتم كم فعلت فعلها وألقت بظلها الثقيل على كيان بيت العنكبوت".
وتوجه عفيف "إلى الأرعن وصاحب الحسابات الخاطئة، نقول: على الأرجح أنك لم تدرك بعد معاني الإنكفاء من اليمن، ومغازي التفاهم السعودي الإيراني وظلاله على المنطقة، وعودة سوريا الكريمة إلى الجامعة العربية بعد سنوات الصبر والصمود الثقيلة التي تكللت بالإنتصارات، ومعنى سقوط التطبيع، ومعنى أن تطلق القذائف في عرمتى فيسمع صداها في تل أبيب"، وأضافت: "نقول لك مجددا ليس للمناورة أي بعد داخلي لا سيما عند ربطها ضمن حساباتك الخاطئة برئاسة الجمهورية".
وشدد على أن "رئاسة الجمهورية تصنع حصرًا في مجلس النواب بالصورة الديموقراطية الحقيقية والتوافق الداخلي، أما عرمتى وكسارة العروش وجبل الريحان وإقليم التفاح ومعسكرات المقاومة فتصنع المجد والانتصار والخلود".
وهنّأ عفيف "وزير الإعلام الصديق زياد مكاري على اختيار بيروت عاصمة للإعلام العربي، في توقيت ممتاز بعد انحسار العاصفة، وتصفير الخلافات"، مؤكدًا أنه "مؤمن أن بيروت هي العاصمة الدائمة للإعلام العربي، حيث تتوافر الحرية والتنوع والاختلاف والتعدد والإبداع، بعيدًا عن اللون الواحد والصوت الواحد والرواية الرسمية والحجب والمنع ومحاكمة المغردين".
واعتبر عفيف أن "بعض الإعلام اللبناني مريض، مريض بالتحريض والتشجيع على الفتنة وتعميق الانقسامات والتركيز على ما يفرّق لا ما يجمع وبالإثارة على حساب الموضوعية والصدقية، وبالحملات المأجورة المدفوعة الثمن التي تُزكم روائحها العفنة الأنوف، وحيث تستضيف الإرهابيين على الهواء، وحيث تستخدم مفردات سوقية وعبارات نابية لا تليق لا بالإعلام ولا الإعلاميين، على أمل أن تُشكّل مبادرة بيروت عاصمة للإعلام العربي فرصة طيبة لإعادة الاعتبار إلى قيم ومواثيق المهنة الصادقة والشريفة ، الرحمة للشهداء الأبرار وكل نصر وأنتم بألف خير".