لبنان
مناورة عسكرية لحزب الله ورسائل ردع.. ولقاء تشاوري حول سلامة
تصدّرت المناورة العسكرية التي أجراها حزب الله في أحد معسكراته بالجنوب، عناوين الصحف اللبنانية، فبعد 23 عامًا على عيد المقاومة والتحرير، أظهرت المقاومة جانبًا من تطوّر قدراتها الفنية والبشرية، لتحمل في طياتها رسائل لقيادة العدو السياسية والعسكرية أبرزها أنَّ المساس بقواعد اللعبة، سيُلاقى بردٍ لا يتصوره العدو يحوّل أيامه سوادًا.
كما ركّزت الصحف على اللقاء الوزاري التشاوري الذي يُعقد عند الرابعة عصر اليوم للبحث في ملف عودة النازحين السوريين فضلاً عن التطورات القضائية المتعلقة بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد تسلّم لبنان الإشارة الحمراء من الانتربول بشأن سلامة، وقالت بعض الصحف نقلًا عن مصادرها إن قرار التخلّص من حاكم المصرف قد جرى الاتفاق عليه إما عبر الاستقالة الطوعية واما الاقالة، فيما أكَّدت صحفٌ أخرى أن سلامة حاسم في بقائه في منصبه حتى آخر لحظة من ولايته الخامسة، أي حتى نهاية تموز المقبل.
"الأخبار": العابرون إلى فلسطين
قالت صحيفة الأخبار إنَّه "قدّمت المقاومة أمس، جانباً صغيراً من قدراتها الفنية والبشرية في مناورة عسكرية نادرة لحزب الله أمام مئات الصحافيين. رسائل بالجملة ورموز ووسومٌ تخللت العروض القتالية على بعد كيلومترات قليلة من «الخطّ الأزرق»، تكشف إصرار المقاومة على بناء القوّة لتحرير فلسطين. قالت المقاومة «سنعبر... فإذاً نحن عابرون»".
وأشارت إلى أنَّه "ضبابٌ رقيقٌ، ارتمى على التلال والهضاب في الطريق من جزين إلى عرمتى، صباح أمس. الشمس اهتدت إلى الصنوبر والسنديان، فلمعت معها أزهار الأشواك البنفسجية وبعض شقائق النعمان الباقية فوق السفوح الخضراء. وعلى ضفتي الدرب إلى معسكر للمقاومة في «كسارة العروش»، التحمت بَتَلَاتُ الوزّال الصفراء برايات حزب الله".
واعتبرت أنَّه "كان يوماً مشوقاً لأكثر من 650 صحافياً وإعلامياً ومصوراً، لبنانياً وعربياً وأجنبياً، لبّوا دعوة العلاقات الإعلامية في الحزب، لحضور مناورة عسكرية تظهر استعدادات المقاومة، حملت اسم «سنعبر». مفارقة، تختصر الزمن والتحوّلات. قبل 23 عاماً، كانت الأرض محتلّة، وفوق هذه البقعة بالذات، أنشأ العدو الإسرائيلي وجيش العميل أنطوان لحد موقع بئر كلّاب الشهير".
وأضافت الصحيفة: "من مدخل المعسكر نزولاً نحو باحة العرض، اصطفت يساراً آليات عسكرية، حملت أصنافاً متنوّعة من الأسلحة: صواريخ مضادة للدروع منسّقة على عربات خفيفة الحركة، راجمات صواريخ متعددة الأحجام والمديات، ومدفع 130 ميدان ضخم فوق شاحنة بتركيب محلّي! بينما توزّع جنود «الرضوان»، قوّة النخبة في حزب الله، طواقم فوق آلياتهم بعتادهم المميّز، وأقنعتهم المتّسقة مع بزاتهم المرقّطة، يخفون بها وجوههم عن مئات الكاميرات والهواتف، والبثّ المباشر... المسموح لكل من يرغب من الضيوف".
ولفتت إلى أنَّه "فريق التنظيم وجّه الكاميرات المحترفة نحو منصّة مخصصة للتصوير، وبقية الضيوف نحو منصّة ملاصقة، جلس في مقدّمها رئيس الهيئة التنفيذية في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا ومسؤول العلاقات الإعلامية محمد عفيف، بينما تربّع في وسطها منبر، ترجم منه صفي الدين بعد انتهاء العرض، رموز المناورة، وأعلن الرسائل المحدّدة للعدوّ الإسرائيلي. كلّ شيءٍ أعدّ بعناية شديدة. ثقة المنظّمين بدقّة العمل واحترافية الجنود، سمحت بأن لا تبعد المنصة كثيراً عن ساحة العرض، رغم استخدام الذخائر الحيّة".
وتابعت: "في البدء، استعرضت قوّة من الدراجات الناريّة مهاراتها في القيادة والقتال والعمليات السريعة، ثمّ قدّمت قوّة من المشاة حلقات من الاشتباك الفردي، تعكس تدريباً عالياً ومهارات متنوّعة، قبل أن يبدأ «الثقيل»، ويهزّ هدير العبوات الناسفة الأرض، وتنبعث رائحة البارود، وتنهمر الرّصاصات على نجمة داوود الزرقاء، وما تمثّل من أهداف رمزية لمواقع العدوّ".
وأوضحت أنَّه "تصاعدت الحماسة، وتصاعدت معها رمايات الأسلحة الثقيلة، من الصواريخ والقذائف، وسط هجوم على مستعمرة للصهاينة. أمطر المقاومون المواقع الدفاعية في المستعمرة المفترضة، قبل أن تتقدّم آليات خفيفة لتحريرها مع استمرار النيران نحوها، في لعبة شديدة الخطورة والحسابات. مصير المستعمرة كما أعلنه المعلّق العسكري، التدمير بعد التحرير. رسالة مدويّة من عشرات الرسائل، سيتردد صداها بين جدران كل بيتٍ مؤقّت، من مستوطنات الجليل إلى جنوب النقب".
وأضافت "الأخبار": "يحتدم النزال في العرض، هنا عملية أسر آلية للعدو بخفة متناهية نفذتها دراجتان، وهناك عملية أسرٍ لجنود في دورية افتراضية مؤلفة من سيارتي رانج روفر، خلف سياج شائك. أقلّ من دقيقة، انتشل المقاومون الأسرى المفترضين وحولوا السيارتين إلى ركام، وانسحبوا بهم نحو الأرض المحرّرة. مشهد مكرّر معاد، يعيد إلى الذاكرة عملية شبعا وعملية خلة وردة. ثمّ تتدحرج المعركة، وتشترك الطائرات المسيّرة، الراصدة والقاصفة، قبل أن تعود لإلقاء التحايا على الحضور. أسلحة الدفاع الجوي لم تغب أيضاً، فظهرت بين أيدي المقاتلين صواريخ سام 16 المحمولة على الكتف، الروسية الصنع، ومضادات الطائرات المسيرة المحمولة من الأفراد".
ورأت أنَّه "أمّا درّة «العابرين»، فكان اختراق عشرات المقاتلين لمجسم جدارٍ وهمي كالذي يبنيه العدوّ ليحصنّ أمنه خلفه بين لبنان وفلسطين. نسف المقاتلون الجدار محدثين ثغرات متعددة، ثم اندفعوا نحو ساحة العرض، كأنها في الجليل، ولبنان خلف الجدار".
وأشارت إلى أنَّه "عرضٌ متكامل، لكن يصعب على من راقب قوّة حزب الله العسكرية في سورية، سلاحاً وبشراً، أن ينظر إلى حدث الأمس كمناورة فعلية. عمل الأمس استعراض للقوّة برموز ودلالات، بالأسلحة والقبضات والسواعد المشدودة، ورسائل سياسية وميدانية للعدّو، يُظهر بعضاً قليلاً من قوّة المقاومة وجاهزيتها للقتال".
وأكَّدت أنَّه "إعلان عن استراتيجية جديدة لمقاومة جديدة بتكنولوجيا حديثة تضاهي أحدث الجيوش، وجنود شديدي التنظيم والإصرار والعلم، يستطيعون تحويل كل فكرة ممكنة إلى عمل تكتيكي. إعلانٌ، عن عقولٍ مبدعة، تبتكر وتطوّر الأسلحة، تطوّع المادة لتدبّ فيها الروح، فلا يعود مهمّاً نوع السلاح ومصدره وهدف تصنيعه، شرقياً أم غربياً، إنّما كيفية توظيفه وتعديله للتماهي مع منظومة متكاملة من المعرفة والإرادة".
ولفتت إلى "أمر آخر في الشكل والمضمون، بدا عماد مغنيّة حاضراً في كل فعل. من صورته التي ارتفعت بعد أن أصاب قناصٌ من المقاومة أحد الأهداف الرمزية، إلى مشاهد الخطف، إلى كل جندي من جنود الرضوان أخفى وجهه أمس. ليس وفاءً فحسب، بل تمسّكاً بالنموذج والخطة والهدف الواضح والمحدد والدقيق: إزالة إسرائيل من الوجود".
وختمت "الأخبار": "منذ عام 2005، تخلّى حزب الله عن القيام بعروض عسكرية كما دأب على القيام بذلك منذ تأسيسه في يوم القدس العالمي من كل عام. حصلت حرب تموز، ثم الحرب على سورية، والكثير من محطات الصراع، من دون أن يفتح الحزب المجال للإعلام الغربي والعربي بتغطية نشاطاته العسكرية، تاركاً الأمر بين يدي الإعلام الحربي ووسائل إعلامه الرسمية. خطوة أمس، لاقت ترحيباً لدى غالبية وسائل الإعلام، حتى الغربي منها، الذي حظي بمشاهد جذّابة، بمعزل عن التموضع السياسي لهذه الوسائل. تميّز الحضور بطيفٍ متعدد وواسع من المشاركين من دول غربية وآسيوية، في عملية لوجستية ضخمة لتأمين انتقال عدد كبير من الصحافيين، والسماح للجميع بتصوير كل شيء تقريباً، وعلى الهواء مباشرةً. ووصف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف الحدث بأنه «أضخم مناسبة في لبنان يشارك فيها هذا الكم من الصحافيين منذ مدّة طويلة جداً». وحول المواقف التي صدرت أمس لانتقاد المناورة أو تصويرها على أنها تهديد للبنانيين أو للعرب، شدّد على أن «موقع المناورة واتجاهها ورسائلها نحو الجنوب، والجنوب وحده، والذين يعترضون على المناورة يعترضون على المقاومة نفسها»".
"اللواء": تنحِّي سلامة أمام لقاء السراي اليوم .. طوعاً أو عبر القضاء اللبناني
أشارت صحيفة "اللواء" إلى أنَّه "في اسبوع مناسبة عيد المقاومة والتحرير، الذي يصادف هذا الخميس في 25 ايار الجاري، لقاء وزاري، اليوم تتبعه جلسة للجان النيابية غداً، فعطلة رسمية، ثم جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية الاسبوع، حيث يحضر بقوة ملف النازحين السوريين، في ضوء التوجهات العربية لإعادتهم الى بلادهم واستمرار الفتور في العلاقات الرسمية بين بيروت ودمشق".
وأوضحت أنَّ "اللقاء الوزاري يعقد عند الساعة الرابعة بعد ظهر اليوم بمن يحضر من الوزراء، والموضوع الرئيسي هو كيفية التعامل مع ما صدر عن القضاء الفرنسي لجهة توقيف سلامة، فضلاً عن النشرة الحمراء عن منظمة الانتربول".
وأفادت أنَّه "كشف مصدر وزاري ان الرئيس نجيب ميقاتي سيطلب من وزير المال يوسف خليل الطلب من الحاكم رياض سلامة اتخاذ القرار المناسب، والاستقالة كخيار طوعي للحاكم".
ورأت الصحيفة أنَّه "من المتوقع ان تثير تصريحات وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الاعمال فكتور حجار حول دور الرئيس ميقاتي في القمة العربية، وتشبيهه «بالمراسل» معاتبته في اللقاء التشاوري، الذي سيسبق جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل".
وعن المناورة العسكرية للمقاومة، قالت "اللواء": "أجرت «المقاومة الاسلامية» مناورة عسكرية رمزية بالذخيرة الحية في أحد معسكراتها في الجنوب مقابل اعلى موقع سابق للإحتلال الاسرائيلي في بئر كلاب، بمشاركة مقاتلين من مختلف الاختصاصات العسكرية، حيث تم استعراض أسلحة مختلفة بينها سلاح قادر على السيطرة على الطائرات المسيرة (درون)، وصواريخ ومدفعية وآليات وطائرات «درون» قتالية وانتحارية، وحضر المناورة أكثر من 500 إعلامي من مختلف وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية بينهم صحافيون اميركيون وبريطانيون واوروبيون، ورفعت كتابات في المناورة حول القدس و«قسماً سنعبر» «قسماً سنعود»(الى داخل فلسطين المحتلة)".
ولفتت إلى أنَّه "شملت المناورة عروضا قتالية بينها تفجير «وحدة الرضوان» الجدار الذي يفصل الحدود عن فلسطين المحتلة، واقتحام مواقع للعدو داخل فلسطين وتدميرها، وقصف مدفعي للمواقع المعادية، وعبور المقاتلين بالدراجات النارية نحو الداخل الفلسطيني واسر جنود للعدو".
وأضافت: "ووصف اعلام المقاومة المناورة «بأنها تحمل رسائل الى مراكز القرار لدى قيادة العدو ان اخطأوا الحساب»".
وبيَّنت أنَّ "المناورة التي جاءت عشية عيد المقاومة والتحرير، كانت بمثابة عرض عسكري رمزي امتد لساعتين امام عدسات الكاميرا، وفيه الكشف عن تقنيات وتكتيكات المقاوم، تحاكي اقتحام مواقع اسرائيلية، ومستوطنات للاحتلال الاسرائيلي".
وتابعت الصحيفة: "اكد، خلال المناورة، رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على جهوزية المقاومة لإمطار العدو بالصواريخ الدقيقة اذا فكر بكسر المعادلات...".
"الجمهورية": لقاء تشاوري اليوم للخيارات حول سلامة
قالت صحيفة "الجمهورية" حول اللقاء التشاوري إنَّه "بعد اسبوعين على الاجتماع السابق، يلتئم اللقاء التشاوري مجدداً اليوم في السرايا الحكوية في حضور جميع الوزراء او على الاقل غالبيتهم وفي مقدمهم المقاطعين للجلسات، حيث اكد مصدر حكومي لـ«الجمهورية» ان هذه الجلسات الحوارية اصبحت مفيدة جداً للتشاور في معظم الملفات ولم يعد يقاطعها اي طرف، فقد استطاع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الالتفاف على هذه المقاطعة بالاستماع الى وجهة نظر كل الوزراء في مقاربة الاشكاليات والملفات".
وأضافت: "اشار المصدر الى ان اللقاء سيبحث ما سيدرج على جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء المقررة يوم الجمعة المقبل، وخصوصا ملف النزوح ووضعية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وكشف انه تم الاتفاق على مسار يفرضه القانون الذي يضع خيارين لا ثالث لهما: امّا الاستقالة الطوعية واما الاقالة. ففي الاولى أبلغ الحاكم انه لن يقدمها وسينتظر انتهاء الولاية، والثانية تحتاج الى شروط، والسؤال هل هذه الشروط متوافرة؟ هذا ما سيبحث لأن المادة ١٩ من قانون النقد والتسليف تتحدث عن اسباب صحية مثبتة بتقرير وفق الأصول او مخالفة مسلكية جرمية مثبتة وفقاً للأصول، وهذا الأمر يحتاج الى حكم إدانة وهو غير الموجود حاليا".
وبحسب الصحيفة فإنَّه "أضاف المصدر: «هذا الوضع استثنائي جدا فنحن لسنا في ظروف عادية وعلينا ان نحتسب للتداعيات. ثم ان هناك إشكالية ثالثة تتعلق بالحكم الأجنبي والنص هنا يفرض علينا الاخذ بقانون العقوبات اللبناني. لذلك شروط الاقالة غير متوافرة». واكد «ان حتمية تسلّم النائب الاول عند انتهاء ولاية سلامة لا مفر منها بقوة القانون منعاً للشغور، وحتى اذا رفض وقرر الاستقالة فهذا الامر يحتاج الى قرار لمجلس وزراء لقبولها وعليه التسلّم الى حين البت بها، والا يكون مُخلّا بالواجبات ومرتكبا للجرم اذا امتنع عن تسلم المهمات والجميع اصبح في هذه الاجواء». وتوقع المصدر «ان لا نذهب الى خلاف في هذا الخصوص»".
وأشارت إلى أنَّه "قالت مصادر وزراية لـ«الجمهورية» ان ميقاتي لم يشأ وضع جدول اعمال للقاء ليبقى مفتوحا على مختلف التطورات، وأوضحت انه سيضع الجميع في صورة نتائج مشاركة لبنان في القمة العربية وسيكون جدول الأعمال مفتوحا لمناقشة مختلف التطورات، بما فيها الإجراءات القضائية التي اتخذت نهاية الأسبوع الماضي بحق سلامة وجديد الملفات المتصلة بالنازحين السوريين والأوضاع الادارية والامنية عموماً".