لبنان
أبو حمدان: قرار المقاومة بالمواجهة واضح ولا رجعة عنه
أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب رامي أبو حمدان أن الصراع بين الحق والباطل قائم في كل زمان ومكان، ويتنوع شكل الباطل مع مرور الزمن، فتارة اسمه الكيان المؤقت الإسرائيلي، وتارة الإرهاب الذي هو من مسميات الولايات المتحدة التي ترعاه، إذ يأتون بتنظيم "داعش" وأخواته، معتبرًا أن لكن صورة الحق عندنا واضحة والقرار بالمواجهة واضح ولا رجعة عنه".
موقف أبو حمدان جاء خلال لقاء نظمه قسم النقابات والعمال في حزب الله بالبقاع بالتعاون مع "المنبر الحواري لمثقفي بعلبك الهرمل" في بعلبك، لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، في حضور مسؤول قسم النقابات والعمال في البقاع شفيق شحادة، رئيس بلدية بعلبك السابق العميد حسين اللقيس، رئيس المنبر الحواري أحمد زغيب، كاهن رعية جديدة الفاكهة الأب برنار بشور ،وفعاليات نقابية وسياسية واجتماعية.
وفي السياق رأى أبو حمدان أن "عيد النصر والتحرير هو امتداد لانتصارات المقاومة والمقاومين، ولا يختصر في 25 أيار، بل هو امتداد لمحطات عدة منها تموز 1993 وما قبل و1996 إلى أن أتينا إلى عام 2000 الذي رسم المسار العريض للانتصارات التي استكملت عام 2006 وفي دحر الإرهابيين التكفيريين"، معتبرًا أن هذا الانتصار ليس انتصارًا للبندقية على البندقية، وإنما انتصار الرؤية والوعي والإيمان بالقضية ونصرة الحق، والاستعداد للتضحية وتحقيق الإنجازات، وهو تثبيت واثبات على أننا مستمرون في المواجهة، وفي حفظ أمانة الانتصار التي هي أصعب من إنجازه بعينه".
وقال أبو حمدان إننا: "لا نستطيع أن ننسى أصحاب الفضل الذين لم يغيروا موقفهم، بل ازدادوا ثباتًا معنا، هم اخواننا في الجمهورية الإسلامية، وعلى رأسهم الحاج قاسم سليماني واخوانه الذين سقطوا شهداء في سبيل هذا الطريق".
وأضاف: "يطول الحديث عن المقاومة وإنجازاتها التي امتدت إلى كل جبهات نصرة الحق ورفض الباطل، من سوريا الحبيبة إلى العراق في مواجهة الإرهاب الداعشي، وكل من يضمر الشر لأمتنا، وكل من يسعى لإشعال فتن طائفية ومذهبية أو عرقية أو قومية. ونحن كنا منذ البداية على يقين بأن الباطل ضعيف وزائل، وأن الحق سينتصر".
وتابع: "كانت مقولة العين لا تقاوم المخرز ديدن قادة العدوان والعنجهية والمتخاذلين والوكلاء، لكن الأيام أثبتت أن إيماننا بالقضية هو الذي انتصر، لأننا بنيناه على قاعدة ترتكز إلى كتاب الله سبحانه وتعالى".
وفيما خص فلسطين، لفت أبو حمدان الى أن "فلسطين هي القضية المركزية، ومعيار وعنوان الإنسانية، وهي معيار من يقف مع الحق ضد الباطل. وثبات إخواننا في معركة ثأر الأحرار، الذي أعطاه القوة والزخم والعزيمة التوكل على الله، وتوحيد الساحات والهدف، والقراءة في كتاب واحد، كلنا تأثرنا وكانت قلوبنا مع إخواننا في فلسطين، إلا أننا في المقاومة كنا مطمئنين تمامًا بتحقيق النصر لأنهم تمسكوا بالقواعد الصلبة والراسخة".
واعتبر إلى أن "العدو الصهيوني أراد الاستفراد بالجهاد الإسلامي وتحييد حماس من المعركة، ومن دلائل قوة التخطيط للمعركة، أنه في الظاهر بدت الجهاد وحيدة في المواجهة، ولكن في الواقع كان التنسيق قائمًا والجميع شاركوا مع توزيع متقن للأدوار، وأدى ذلك إلى ثبات ونصر عظيم وجليل، وفشل العدو في تحقيق أهدافه".
وشدد أبو حمدان على "ضرورة العمل لتعود القضية الفلسطينية مركزية قضايا العرب والمسلمين والأحرار، والتمسك بشعار لا مهادنة ولا تنازلات، نضرب النار بالنار، وننتقل من نصر إلى نصر، ومن عز إلى عز".
ووصف قمة جدة بأنها "كانت قمة الرئيس بشار الأسد بامتياز ومعه وخلفه كل الذين وقفوا مع قضية الحق في سوريا. ودخول الرئيس الأسد إلى القمة العربية، بعد 13 سنة من الحرب الكونية، هو دخول شامخ وعزيز، ليس فقط للرئيس الأسد، بل أيضًا لكل من وقف مع سوريا ونصرها في قضيتها وضحى لرفع المظلومية عنها، فشعرنا أننا كمقاومين ندخل معه. ووقف شامخًا متعاليًا، بسعة صدر وبموقف العزيز العافي عمّن ظلمه، قائلاً العروبة انتماء".
شحادة
بدوره قال مسؤول قسم النقابات والعمال في البقاع شفيق شحادة إننا "نستحضر وإياكم في هذه المناسبة كل التضحيات وكل الشهداء والجرحى وكل الأسرى وكل الذين خرجوا من السجون، وكل أهلنا وشعبنا الذين صمدوا في أرضهم والذين تحملوا التبعات، نستحضر كل المضحّين من الجيش والشعب والمقاومة بكافة أطيافها منذ العام 1982 وحتى يومنا هذا من اللبنانيين، رفاق السلاح في حركة أمل والأحزاب الوطنية، ومن المقاومين الفلسطينيين والسوريين الذين كتب لهم شرف مقاومة الصهاينة، وفي مقدّمهم القادة الكبار".
واعتبر أن "25 أيار ليس يوماً من رزنامة التاريخ، بل هو تاريخ سطّره من كان خيارهم بين الأرض والسماء، فاختاروا السماء واستشهدوا لأجل لبنان ولأجل عزة وكرامة الأمة، و25 أيار محطة ومفصل أساسي وحدث ملهم يؤكد لكل العالم أن المكان الطبيعي والوحيد هو للمقاومين، للأقوياء، للأشداء، للمتمسكين بحقوقهم، والمستعدين للدفاع والتضحية في سبيل الحق".
ودعا شحادة إلى "التحرر من الرهانات والتبعيات الخارجية الفاشلة، وتفعيل الإرادات الصادقة والإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية من أجل لبنان ومن أجل الانسان، لأن المدخل الإلزامي والطبيعي للإنقاذ يكون بانتظام المؤسسات الدستورية وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية".
وأضاف شحادة: "المقاومة هي انتساب للشرف والبطولة دفاعًا عن الحق ودفعا للظلم، وتبقى فلسطين بقدسها وأرضها وشعبها وقضيتها هي المعيار الأخلاقي والحضاري والإيماني لكل إنسان شريف".
بدوره، رأى زغيب أن "عيد المقاومة والتحرير يجب أن لا يكون مناسبة ظرفية أو موسمية، بل يجب الاحتفاء بهذا العيد الوطني كل يوم".
وتحدث الدكتور عصام الحسيني، فقال: "كلنا ثقة وعزما وإرادة على مواصلة طريق التحرير والتحرر، بما أقرته القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية بحق مقاومة الاحتلال ومواجهة أي عدوان أو هيمنة على أمتنا العربية والإسلامية. وإن عيد المقاومة والتحرير مثال حي يرسم لوحة انتصار الدم على السيف، انتصار الحق على الباطل، ويبشر بزوال الكيان الصهيوني الغاصب تحت أقدام المجاهدين".
واعتبر المهندس عادل السيد أحمد باسم مكتب النقابات والعمال في حركة "أمل" أن "25 أيار ليس يوما من تاريخ، بل هو تاريخ يحتشد في يوم، سطره المقاومون والشهداء وكل اللبنانيين، وفي مقدمتهم الإمام المغيب السيد موسى الصدر الذي علمنا درس المقاومة، والذي لطالما كان العين الساهرة دفاعا عن لبنان وفلسطين والأمة جمعاء".
وأكد ممثل تحالف القوى الفلسطينية، أمين سر "جبهة التحرير الفلسطينية" في البقاع، وليد عيسى أن "الانتصار الذي تحقق في 25 أيار عام 2000، أرسى معادلة مفادها أن زمن الهزائم قد ولى وبدأ زمن الانتصار، ومنذ ذلك التاريخ توالت بيارق النصر والعزة في صيف 2006، وفي حروب غزة خلال أعوام 2008 و2012 و2022 وفي نصر ثأر الأحرار، وفي كل المواجهات في القدس والضفة وغزة رفع شعبنا رايات وشارات النصر".
وأكد سليمان فيومي في كلمته باسم الاتحادات والمنظمات الشعبية ل"منظمة التحرير الفلسطينية" أن "موقفنا واضح برفض التوطين، والتمسك اكثر بخيار العودة يزداد كل عام مهما اشتدت المحن، من هنا نطالب المرجعيات باعادة النظر باقرار الحقوق المدنية والاجتماعية لشعبنا واقرار قانون التملك الفلسطيني بمنزل يأويه وعائلته، وتفعيل دور لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، بما يخدم المصلحة العامة ويعزز صمود أهلنا لحين العودة وقيام دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
وختامًا، ألقى النقابي أكرم زريق كلمة النقابات العمالية والصحية والسياحية والزراعية في البقاع، فقال: "عيد المقاومة والتحرير صنعته الشهادة والدماء التي حفظت كرامة الوطن وكرامة الإنسان، وستبقى هذه المقاومة التي حررت لبنان من الاحتلال الصهيوني، قوة الوطن وقوة العيش المشترك الحقيقي، وإن معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي ضرورة وطنية لحماية لبنان وحفظه ومن أجل صون أمنه وردع العدوان".
منبر نقابي مقاوم في صور
في غضون ذلك، وبمناسبة عيد المقاومة والتحرير، أقام قسم النقابات والعمال في حزب الله في منطقة جبل عامل الأولى ونقابة صيادي الاسماك في ساحل لبنان الجنوبي، المنبر النقابي المقاوم ،بحضور مسؤول قسم النقابات والعمال لحزب الله في منطقة جبل عامل الأولى وسام طفلا، ممثل النقابات والعمال في اقليم حركة امل في الجنوب قاسم غبريس، ونقيب صيادي ساحل لبنان الجنوبي السيد رياض عطايا، وممثل نقابة ميناء صور السيد سامي رزق، وعدد من النقابيين العماليين.
وقد عبر الصيادون من خلال المنبر النقابي عن فرحتهم بعيد المقاومة والتحرير ودعمهم للاستراتيجية الدفاعية القائمة على المثلث الذهبي الشعب - والجيش -والمقاومة، وأكدوا أن خيار المقاومة هو خيار القطاعات النقابية والعمالية في لبنان ضد العدو الصهيوني الغاصب.
واختتم المنبر النقابي المقاوم بقطع الصياديين قالب حلوى على وقع اناشيد المقاومة وتحطيم نجمة الكيان الغاصب ووضعها تحت اقدام الصياديين، بأجواء سادتها فرحة الانتصار.