لبنان
صفعات انتخابية لـ"المستقبل"في طرابلس.. وشعبيته الى تراجع واضح
العهد
أظهرت نتائج الانتخابات الفرعية التي جرت في طرابلس ضعف "تيار المستقبل" وحلفائه الذين خرجوا بخسائر لا يمكن تعويضها إلّا من خلال العودة الى الاهتمام بقضايا الناس المعيشية والاقتصادية. الطرابلسيون الذين حبسوا أنفاسهم خرجوا صبيحة اليوم الاثنين بأقل الخسائر بعد حفلة الجنون السياسي التي عاشتها طرابلس واستخدم فيها "تيار المستقبل" وحلفاؤه الجدد كل أنواع الأسلحة والتحريض ضد سبعة مرشحين لا ناقة لهم ولا جمل، وذنبهم الوحيد أنهم قرروا مشتتين مواجهة القوى السياسية مجتمعة.
وأظهرت النتيجة النهائية للنائب ديما جمالي التي نالت ما يقارب 19 ألف صوتًا أن "تيار المستقبل" ومعه الرئيس الاسبق نجيب ميقاتي والنائب السابق محمد الصفدي والوزير السابق أشرف ريفي باتوا أقلية بوجه مرشحين مشتتين لا يملكون حتى ثمن الصور واللافتات ليعلنوا خلالها برامجهم الانتخابية، فجاءت النتيجة مخيبة لتيار "المستقبل" الذي نجح في إعادة نائبته ديما جمالي الى مجلس النواب لتخرج مساء الاحد وبعد اقفال صناديق الاقتراع واعلان النتائج من غرفة العناية الفائقة الى غرفة الانعاش لاجراء معاينة صحية تعيد لها الحالة الشعبية بعدما باتت تعاني من حالة فقدان المناعة الشعبية!
الأرقام النهائية لصناديق الاقتراع بيّنت أن القوى السياسية مجتمعة لا تتجاوز شعبيتها 7% من نسبة سكان مدينة يبلغ عدد مقترعيها ٢٤٧ الف ناخب.
ويرى مراقبون أن الرئيس نجيب ميقاتي بتحالفه المؤقت مع رئيس الحكومة سعد الحريري نجح في تجيير ما يقارب خمسة آلاف صوت أعطتها ماكينته الانتخابية لصالح ديما جمالي.
ومع التزام النائب السابق محمد الصفدي بكلمته أمام الحريري كعربون وفاء للأخير ورد جميل على توزير زوجته فيوليت خير الله في الحكومة، كان لأنصار الصفدي حضورهم الوازن أمام مراكز الاقتراع وعلى الصناديق.
أما الوزير السابق أشرف ريفي فكان الخاسر الأكبر، اذ فَقَدَ ماكينته الانتخابية التي أصابتها حالة التصدع والانشقاق بعدما اختار عدد من المقربين منه دعم مرشحين مستقلين تربطهم بهم علاقات اجتماعية وعائلية، فاقتصر حضوره إعلاميًا عبر شاشات التلفزة التي كانت تبحث في الاساس عن شخصية سياسية تملأ فراغ شاشاتها بعدما أمضى مراسلوها يومًا طويلًا من الضجر وكانوا يبحثون عن مادة يملؤون بها فراغهم.
الانتخابات الفرعية كشفت حجم التراجع الشعبي لـ "تيار المستقبل" في طرابلس، وهذا ما بينته أرقام النتائج النهائية، فحضور المستقبل لم يتعدّ خمسة آلاف صوت من أصل 243 ألفاً مسجلة في لوائح الشطب ضمن دائرة طرابلس الكبرى التي تضم بلدات القلمون الميناء البداوي ووادي النحلة، وهو ما استدعى إجراء بحث لدى قياداته عن أسباب خسارة المستقبل لقواعده الشعبية في مناطق التبانة والقبة والحدادين وباب الرمل التي كانت بالامس القريب تعتبر الخزان الشعبي عند كل استحقاق انتخابي.
كما اعترف عدد من مسؤولي "المستقبل" أن السبب يعود بالدرجة الاولى الى عدم تنفيذ الوعود التي أُطلقت وقطعتها الحكومات المتعاقبة في تنفيذ المشاريع الإنمائية ورفع الحرمان عن المناطق المستضعفة.
نسبة الاقتراع التي بلغت 12 بالمئة كانت متوقعة بالنسبة للشارع الطرابلسي الذي يعاني حالة ملل جراء كل الوعود السياسية الباهتة، خصوصًا تلك التي تتعلق بتوظيف آلاف الشبان ضمن مشروع الـ 900 الف الذي وعد الحريري جمهوره به في استحقاق 2018 وانشاء المراكز الصحية والمدارس. كلّها وعودٌ بقيت حبرًا على ورق تُستخدم كورقة عند كل استحقاق انتخابي.