لبنان
لبنان مستنفر على إيقاع المشهد الفلسطيني.. والبخاري ينشط حراكه الدبلوماسي
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم من بيروت على التطورات التي شهدتها أمس الساحة الفلسطينية، إذ إن احتمالات توسّع المواجهة واردة، وقد تصل الى الحدود اللبنانية الفلسطينية، وفيما قد تكون العرقلة الأميركيّة للمسار الرئاسي أحد أشكال الرد على تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة وإثبات القدرة على التعطيل أسوة بما جرى في السودان.
كما تناولت الصحف الجمود الرئاسي بانتظار أن ينجلي المشهد الفلسطيني، إذ واصل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري حراكه الديبلوماسي ولقاءاته مع المرجعيات والقوى السياسية، مؤكدًا على ضرورة الإسراع في إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
"الأخبار": واشنطن تدخل على خط العرقلة... دعماً لقائد الجيش
طوال الفترة السابقة، صبّت رهانات حلفاء واشنطن والرياض في بيروت على دور سعودي مُعرقِل لوصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى بعبدا. ولكن، بعد تبلّغ هؤلاء بـ «الموقف الرسمي» السعودي الذي نقله السفير وليد البخاري، بدوا أكثر إرباكاً، وإن كان بعضهم سمع من الأخير كلاماً فيه تحريض غير مباشر، من قبيل تكراره أن «الأمر بيدكم، وإذا نجحتم في تعطيل وصول فرنجية، لن نعارض ما تقومون به».
غير أن هذا الإرباك، معطوفاً على شعور أميركي بفشل الدول التي اعتقدوا أن بإمكانها منع وصول فرنجية، دفعا واشنطن، على ما يبدو، للعودة إلى الدخول مباشرة في اللعبة. وتؤكد مصادر على صلة بالحركة الديبلوماسية الأميركية الدائرة حول لبنان وجود «تبدّل في الخطاب والسقف الذي عبرت عنه سابقاً السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا ومساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف». وتشير المصادر إلى أن «هذه الأجواء بدأت تتظهر منذ أسبوعين. فبعد تأكيدات سابقة لشيا بأن بلادها لا تدعم أي اسم للرئاسة وستتعامل مع أي شخص ينتخب، سواء فرنجية أو غيره، باتت حالياً تنقل مواقف مغايرة بالتزامن مع معلومات عن تواصلها مع معارضي فرنجية لحثّهم على التوافق حول اسم مرشح في وجهه». كما نُقل عنها قولها أمام سياسيين إن «هناك فرصة لكسر فرنجية، والمعطيات تشير إلى أن المتمسكين به يرفعون سقفهم إعلامياً، لكنهم في الجلسات المغلقة يفتحون الباب أمام خيارات أخرى».
كما نُقل عن شيا أن ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون «يحظى بموافقة غالبية القوى المعارضة لترشيح فرنجية»، وأن فكرة الوصول إلى تسوية قد تكون صعبة في حالة إصرار ثنائي أمل وحزب الله على رئيس المردة في مقابل تشدد الفريق الآخر بدعم قائد الجيش.
وتؤكد المصادر نفسها أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وضِع في أجواء هذا التحوّل الأميركي، ونقل عنه زواره أن «الأميركيين بدأوا يتحركون»، وهو ما يتقاطع مع ما نقله نواب مسيحيون على تواصل مع الفريق الداعم لوصول فرنجية. التحوّل الأميركي تزامن مع حركة السفير البخاري، وتعزز مع استعادة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، والحديث عن خطوات تطبيعية قريبة بين الرياض ودمشق، ما دفع أوساطاً سياسية إلى الخروج بالانطباعات التالية:
أولاً، انتهاء فترة السماح التي منحتها واشنطن لباريس للتوصل إلى مرشح «توافقي» وضمان عدم وصول مرشّح فريق 8 آذار، بدليل أن ثمة ملامح لتدخل أميركي لدى قوى المعارضة (قوات، كتائب، «تغييريون» و«مستقلون») لحشدهم خلف مرشح للرئاسة مقابل فرنجية.
ثانياً، سعى الجانب الأميركي بداية إلى عدم الإيحاء بأن لا دور رئيسياً له في الملف الرئاسي، حتى لا يدفع فريق 8 آذار، وتحديداً حزب الله، إلى التشدد في دعم فرنجية. فكلف باريس إدارة الملف كونها قادرة على التفاوض مع الحزب. إلا أن الأجندة الفرنسية كانت مختلفة، إذ تمسكّ الفرنسيون بتسوية تتيح لهم تحقيق مكاسب في السياسة ويحافظ من خلالها على شعرة معاوية التي ربطتهم أخيراً مع حارة حريك، بل وسعَوا إلى إقناع المملكة العربية السعودية بالتسوية.
ثالثاً، تثير تطورات الإقليم قلق الأميركيين من أن تتحول فرصة لكسب الفريق المناوئ لهم في الصراع الرئاسي، من عودة سوريا إلى الجامعة العربية إلى الانفتاح السعودي على دمشق ما قد يمنح الأخيرة قدرة على إقناع الرياض بالتسوية في لبنان. وبذلك قد يكون الرهان على الموقف السعودي في وقف التسوية سقط، وهي إن لم تكن إيجابية في التعامل مع انتخاب فرنجية، إلا أن موقفها المحايد لن يدعم الفريق الآخر.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن القلق الأميركي ينبع من إبلاغ البخاري من التقاهم عدم وجود فيتو سعودي على فرنجية، ما قد يخفف الضغط عن عدد من الكتل النيابية، ومن بينها كتلة الاعتدال الوطني. وكان بارزاً أمس موقف النائب سجيع عطية، بعد اللقاء الذي جمع الكتلة بالبخاري، بأن المملكة «لا تضع فيتو على أي اسم، ما يعني أنها لا تضع فيتو على فرنجية». وعما إذا كان هذا الموقف رمادياً، قال «كيف يكون كذلك والمملكة أزالت الفيتو». والأمر نفسه قد ينسحب على رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي ربما يبدّل موقفه ربطاً بالموقف السعودي.
"النهار": عودة المخاوف جنوباً... والأزمة الرئاسية "متفلتة"
لم تكن تأكيدات قيادة "اليونيفيل" في جنوب لبنان امس ردا على الاستفسارات التي انهالت عليها من وسائل الاعلام بان "الوضع على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية آمن"، سوى مؤشر الى عودة أجواء المخاوف والتحسب من تدهور ميداني انعكاسا للتطورات الدامية التي شهدها قطاع غزة حيث اغتالت إسرائيل ثلاثة من قادة "حركة الجهاد الإسلامي" وعائلاتهم وتسارعت نذر مواجهة واسعة قد لا تبقى محصورة بين غزة وإسرائيل. وتبعا لذلك سادت حالة من الترقب والحذر الشديدين في المنطقة الحدودية تحسبا لاحتمال تجدد اطلاق الصواريخ من هذه المنطقة في اتجاه شمال إسرائيل كما جرى قبل أسابيع تحت شعار "وحدة ساحات المواجهة" ،علما ان معلومات وزعتها وسائل اعلام إسرائيلية تحدثت عن اتصالات أجريت بين الحكومة الإسرائيلية وقيادة "اليونيفيل" في جنوب لبنان للحؤول دون اتساع أي مواجهة بين غزة وإسرائيل الى جنوب لبنان .
وقد عززت دوريات اليونيفيل والجيش خشية اطلاق صواريخ من الجنوب ونظمت اليونيفيل جولة لعدد من الصحافيين على الخط الأزرق لاحظوا خلالها تأهبا غير ظاهر لـ"حزب الله" في بعض المناطق الجنوبية.
وبعدما اعلن "حزب الله" انه يدعم كل ما تقرره الفصائل الفلسطينية للرد على الاغتيالات صدر تاكيد لممثل حركة "حماس" في لبنان، احمد عبد الهادي، من أنه "سيكون هناك ردّان على العدوان الصهيوني على غزّة، الأول تمَّ تفعيله وهو ردٌّ ناعمٌ ولكنّه مؤثّرٌ وذو نتائج َعظيمة والثاني خَشِنٌ مُزلزلٌ وهو قادمٌ ولن يتأخّر كثيراً". وفي المقابل نقلت وسائل اعلام إسرائيلية ان مجلس الوزراء الإسرائيلي هدد مساء "بانه قد يكون هناك رد من لبنان ولن نقف مكتوفين حيال ذلك".
في غضون ذلك بدا المشهد الداخلي نشطا نسبيا في اتجاه بلورة مزيد من الوضوح في المرحلة الطالعة من مراحل الازمة الرئاسية، ولكن معظم المعطيات والنتائج المتجمعة من التحركات الداخلية كما من المعطيات الخارجية لا تنبئ بان موعدا محتملا لانفراج قريب في الازمة قد حان، وينقل في هذا السياق عن مرجع رسمي بارز تشاؤمه حيال التوصل الى حل للازمة الرئاسية في وقت قريب على رغم كل المتغيرات الجارية إقليميا وعربيا. كما ان ثمة مؤشرات لتصاعد السخونة في تبادل الحملات السياسية والإعلامية بين القوى السياسية بما يعكس ضمنا تفلت الازمة من الضوابط الداخلية والخارجية وبقائها مفتوحة الى افق غير محدد .
التحركات الديبلوماسية
ومع ذلك واصل السفير السعودي وليد بخاري تحركه امس فالتقى رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة، وشدد بعد اللقاء على "ثقته بإرادة اللبنانيين في التغيير نحو غدٍ أفضل". كما اجتمع مع رئيس حزب الوطنيين الاحرار كميل دوري شمعون. وتم استعراض المستجدات على الساحة اللبنانية والاقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وكان تكتل "الاعتدال الوطني" زار السفير السعودي وتطرق البحث الى الاوضاع العامة في البلاد لاسيما الاستحقاق الرئاسي، وأكد بخاري، بحسب بيان للتكتل "الموقف الحيادي للمملكة العربية السعودية وضرورة الاسراع في انجاز الاستحقاق". واكد اعضاء التكتل امام السفير "ضرورة الدعوة الى جلسة انتخاب قريبة"، وشددوا على ضرورة "عدم مقاطعة اي كتلة او نائب جلسات الانتخاب لان من واجب النواب حضور هذه الجلسات والتعبير عن رأيهم بكل ديموقراطية وشفافية وتم الاتفاق على لقاء قريب لاستكمال البحث".
وفي موازاة النشاط السعودي، إلتقى امس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي، السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو وكان عرض للمستجدات على الساحة المحلية علما ان معطيات أدرجت زيارة السفيرة في نقل إيضاحات ومعطيات جديدة حول الموقف الفرنسي من الازمة الرئاسية الى البطريرك.
الى المرحلة الثانية
واعلن امس نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب نهاية المرحلة الأولى من تحركه اذ قال بعد زيارته لرئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة "مبادرتي هي على مراحل عدّة. المرحلة الأولى تنتهي اليوم والتقويم يحصل بعدها والهدف منها تحريك الركود الحاصل في الاستحقاق الرئاسي في ظل الاستقرار الاقليمي ومن الممكن ان ينتج عنها الخلاص". وكشف انه لمس من الرئيس برّي "تمسّكه بموقفه، وبعد رفض الحوار نحاول إيجاد طريقة للذهاب باتجاه جديد لجمع الأفرقاء". كما التقى بوصعب في كليمنصو رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط ووفدا من اللقاء واكد "التوافق على ضرورة تنظيم المرحلة المقبلة والعمل على جمع القواسم المشتركة ومد الجسور وطلبت منهم التعاون بهذا الموضوع". ولفت إلى أنَّ "الخطوة الأولى التي وضعناها جرى التوافق والقبول عليها من الجميع، وخلال 10 أيام أو أسبوعين يمكن أن نتوصّل إلى نتيجة مرضية، أمّا المرحلة الثانية تعدّ اختيار إسم من ضمن الأسماء المطروحة وقد يكون هناك مرشحون جدد في المرحلة القادمة، كما وأنَّ موضوع التسمية محط نقاش بيني وبين الافرقاء السياسيين، علماً أنني لا أدخل في موضوع الأسماء ويجب توافر صورة واضحة عن رئيس الجمهورية المقبل والحكومة الجديدة للوصول إلى شبكة الخلاص". والتقى بو صعب عصرا النواب التغييريين وضاح الصادق وميشال دويهي وبلال حشيمي ومارك ضو والياس جرادة .
في المواقف من الاستحقاق أكد النائب فؤاد مخزومي من دار الفتوى "اننا كمعارضة، لدينا مرشح ومستعدون للتصويت له في أي وقت". وشكر المملكة العربية السعودية التي "كانت وستبقى دائما السند والداعم الأكبر للبنان وشعبه بخاصة أنها لا تحيد عن مبادئها وثوابتها والمواصفات التي يجب أن يمتلكها رئيس الجمهورية المقبل"، لافتا إلى "المظلات الخمس التي حمت المملكة لبنان عبرها".
بدوره، أعلن عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب فادي كرم "تداول أسماء محدودة بين الأطراف كافة والقاسم المشترك بينهم، هو منع وصول مرشّح محور الممانعة إلى سدّة الرئاسة". ولم يستبعد "احتمال التلاقي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والاتفاق على مرشح مشترك نتيجة للمحادثات التي تحصل"، مؤكداً "إمكان التوصل إلى اسم واحد قريباً في مواجهة مرشح محور الممانعة".
في المقابل كانت لنائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أطروحة جديدة عكس فيها رهان حزبه ومحوره على فشل الخصوم في تقديم مرشح منافس لسليمان فرنجية كما اكد رهانات هذا الفريق على المعطيات الخارجية . ومما قال " زاد أملنا بالفرصة الأرجح لانتخاب من اخترناه، وهناك شبه انعدام لفرصة الفرقاء الآخرين بسبب تشتتهم وعدم قدرتهم على أن يقدموا مرشحا وطنيا جامعا". وتحدث عن "ثلاثة رهانات قام بها بعض الأفرقاء الآخرين سقطت ، رهان التخلي عن ترشيح فرنجية من قبلنا لإلغائه من السباق الرئاسي وهذا أمر لم يحصل ولن يحصل، ثانيا رهان على الموقف الخارجي ليضغط علينا حتى يمنع انتخابه وقد انتهى هذا الرهان بعد المواقف التي أعلنت بعدم تدخل الدول الاقليمية والدولية لا سلبا ولا إيجابا، فإذن لا يستطيع هؤلاء في الداخل أن يغطوا عجزهم بتدخلات إقليمية أو دولية. والرهان الثالث الذي سقط كان إصرارهم على إيجاد هجمة إعلامية سياسية على المرشح المدعوم من قبلنا لتيئيسنا تحت عنوان أن لا فرصة لديه لإمكانية الفوز، لكن تبين أن قنابل صوتية لا أثر لها وأن خيارنا للمواصفات كان مصدر قوة حقيقية بثبات هذا الخيار".
"البناء": حردان استقبل القائم بالأعمال السوري: لمعالجة ملف النازحين بتواصل الحكومتين اللبنانية والسورية
لبنان الذي يتابع محاولات إحداث اختراق في الفراغ الرئاسي مستنفر أيضاً على إيقاع المشهد الفلسطيني، لأن احتمالات توسّع المواجهة وارد، وقد تكون العرقلة الأميركيّة للمسار الرئاسي أحد أشكال الرد على تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة وإثبات القدرة على التعطيل أسوة بما جرى في السودان، والكل يحاول أن يقرأ التطورات لبناء خطواته دون الوقوع في دعسة ناقصة، ما جعل الجمود الرئاسي يتلقى شحنة إضافية بانتظار أن ينجلي المشهد الفلسطيني عن صورة واضحة ومسار يمكن البناء عليه.
ويواصل السفير السعودي في لبنان وليد البخاري حراكه الديبلوماسي ولقاءاته مع المرجعيات والقوى السياسية، والتقى أمس، تكتل «الاعتدال الوطني» في منزله في اليرزة، وتطرق البحث الى الأوضاع العامة في البلاد لا سيما الاستحقاق الرئاسي، وأكد السفير بخاري، بحسب بيان للتكتل، «الموقف الحيادي للمملكة العربية السعودية وضرورة الإسراع في إنجاز الاستحقاق». وأكد أعضاء التكتل أمام السفير «ضرورة الدعوة الى جلسة انتخاب قريبة»، وشدّدوا على ضرورة «عدم مقاطعة اي كتلة او نائب جلسات الانتخاب لأن من واجب النواب حضور هذه الجلسات والتعبير عن رأيهم بكل ديموقراطية وشفافية وتمّ الاتفاق على لقاء قريب لاستكمال البحث».
ووفق معلومات «البناء» فإن السفير السعودي سيزور كتلة الاعتدال عصر الخميس المقبل والى حينه ستتضح الأمور ويتبلور تصوره النهائي حيال الرئاسة ويبلغه للتكتل.
كما زار البخاري الرئيس فؤاد السنيورة. وقال في تصريح بعد لقائه: «واثقون من إرادة اللبنانيين في التغيير نحو غدٍ أفضل». كما اجتمع البخاري في مكتبه في السفارة مع رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل دوري شمعون. وتم استعراض المستجدات على الساحة اللبنانية والإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وكشفت مصادر إحدى الكتل التي اجتمعت مع السفير السعودي لـ»البناء» أن «السعودية تدعم إنجاز الاستحقاق الرئاسي وهي حثت الكتل النيابية كافة النزول الى المجلس وعدم التغيب والمقاطعة وانتخاب الرئيس وممارسة اللعبة الديموقراطية». وأشارت المصادر الى أن المملكة تضغط لانتخاب رئيس خلال أسبوعين على أن يحكموا على الممارسة لا سيما سياسة الحكومة الجديدة، مشدّدة على أن لا فيتو على أي اسم ولا مشكلة مع رئيس المردة سليمان فرنجية ولا مشكلة لديها بعلاقته الجيدة مع حزب الله.
كما لفتت المصادر الى أن السعودية تريد انتخاب الرئيس في لبنان أولاً لانتظام عمل المؤسسات وإعادة النهوض الاقتصادي والإنمائي في لبنان، انطلاقاً من إرادة لدى المملكة بحل كل الملفات العالقة في المنطقة من ضمنها الملف اللبناني.
كما أكدت مصادر «البناء» أن الوفد القطري المؤلف من السفير القطري في لبنان إبراهيم بن عبد العزيز محمد صالح السهلاوي والمستشار في السفارة والمسؤول عن الملف اللبناني مشعل الكواري يعقدان اجتماعات مع قوى سياسية وكتل نيابية بالتنسيق مع السعودية وزار أمس الأول تكتل الاعتدال الوطنيّ ولم يسمّ أي مرشح ولم يظهر أي فيتو على أحد ولا يمانع انتخاب فرنجية.
وأشارت أوساط مطلعة لـ»البناء» الى أن جميع ممثلي الدول الفاعلة في لبنان والصديقة له دعت الكتل النيابية لانتخاب الرئيس وأكدت بأنها لا تضع فيتو على أي مرشح، ما يعني انتقال اللعبة الى الداخل اللبناني. ومن هذا المنطق فإن الرئيس بري وبعد لقائه مع السفير السعودي ابدى ارتياحه للمناخ الإيجابي وسيدعو الى جلسة لانتخاب الرئيس في وقت قريب. ومن المرجح أن تكون الأسبوع المقبل وسيكرّر الدعوة الى جلسات متتالية مطلع حزيران.
وفي موازاة ذلك، تنشط السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو باتجاه المرجعيات وزارت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي، وعرضت معه المستجدات على الساحة المحلية.
على خط رئاسي آخر، واصل نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب جولته على الكتل النيابية، وحطّ أمس في عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. وأعلن بوصعب بعد اللقاء «انتهاء المرحلة الأولى والتقويم يحصل بعدها والهدف منها تحريك الركود الحاصل في الاستحقاق الرئاسي في ظل الاستقرار الإقليمي ومن الممكن ان ينتج عنها الخلاص». وأضاف «لمستُ من الرئيس برّي تمسّكه بموقفه، وبعد رفض الحوار نحاول إيجاد طريقة للذهاب باتجاه جديد لجمع الأفرقاء».
بعدها، توجه بوصعب الى كليمنصو للقاء رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط ووفداً من «اللقاء». وقال بوصعب: «أكدنا التوافق على ضرورة تنظيم المرحلة المقبلة والعمل على جمع القواسم المشتركة ومد الجسور وطلبت منهم التعاون بهذا الموضوع». اضاف: «لا أدخل في الاسماء ولكنها جزء من الحديث بيني وبين الأفرقاء السياسيين». وتابع: «سنلاحظ نتيجة المبادرة والزيارات في الأسبوعين المقبلين».
وأكدت أوساط مطلعة على موقف حزب الله لـ»البناء» أن «الحزب ليس لديه خطة ب في المرحلة الحالية ومتمسك بدعم مرشحه غير المطروح للمناورة والمساومة وأي حديث عن تنازل عن فرنجية لصالح مرشحين آخرين كما يُشاع غير صحيح. وفرنجية لا يزال في صدارة المرشحين لا بل المرشح الأبرز والأوفر حظاً ويمثل تقاطعات إقليمية ودولية ومحلية».
وشددت الأوساط على أن الظروف الاقليمية والدولية تنعكس على كامل المنطقة لا سيما الاتفاق الإيراني السعودي وعودة سورية الى الجامعة العربية، لكن المشهد سيتبلور أكثر خلال الشهرين المقبلين ويحتاج الى وقت لينعكس جلياً على الملف اللبناني. ولفتت الى أن «الأمور ليست في خواتيمها الإيجابية النهائية لكن ليست سلبية كما تشيع الاطراف المعارضة للتسوية».
وأكد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «فرصة انتخاب الرئيس هي اليوم أكثر وضوحاً لكنها غير ناجزة بعد، ونحتاج إلى بعض الوقت وآمل أن لا تكون طويلة».
وقال: «الأصوات المؤيدة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية وازنة وثابتة وقابلة للزيادة، بينما لا يوجد مرشح آخر حتى الآن. والفارق بين الاسم المطروح من قبلنا والأسماء الموجودة في اللائحة التي تضم ستة عشر مرشحاً، لا تتيح على الإطلاق وجود أي منافسة وازنة بسبب الفارق الكبير بين عدد الأصوات المؤيدة لفرنجية وعدد الأصوات المؤيدة لكل واحد من المحتملين من هذه اللائحة، وهو فارق كبير جداً».
ولفت إلى أن «هناك ثلاثة رهانات قام بها بعض الأفرقاء الآخرين سقطت، رهان التخلي عن ترشيح فرنجية من قبلنا لإلغائه من السباق الرئاسي، وهذا أمر لم يحصل ولن يحصل، ثانياً رهان على الموقف الخارجي ليضغط علينا حتى يمنع انتخابه وقد انتهى هذا الرهان بعد المواقف التي أعلنت بعدم تدخل الدول الإقليمية والدولية لا سلباً ولا إيجاباً، فإذن لا يستطيع هؤلاء في الداخل أن يغطوا عجزهم بتدخلات إقليمية أو دولية. والرهان الثالث الذي سقط كان إصرارهم على إيجاد هجمة إعلامية سياسية على المرشح المدعوم من قبلنا لتيئيسنا تحت عنوان أن لا فرصة لديه لإمكانية الفوز، لكن تبين أن قنابل صوتية لا أثر لها وأن خيارنا للمواصفات كان مصدر قوة حقيقية بثبات هذا الخيار».
على صعيد آخر، اعتصم عدد من المودعين وأحرقوا الاطارات أمام مجلس النواب ودارة الرئيس نجيب مقاتي وجمعية المصارف، مطالبين بودائعهم، في تحرك لم يخل من المواجهات مع القوى الامنية.
أما في ما يتعلق بملف النازحين السوريين، فاستقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري في مكتبه، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، وتم البحث في التطورات على الساحة الداخلية.
وعقد اجتماع في وزارة الداخلية والبلديات برئاسة الوزير القاضي بسام المولوي، وتم إبلاغ كافة البلديات إجراء إحصاء ومسح في كل بلدة عن أعداد السوريين وإذا كانوا مقيمين بشكلٍ قانوني. وعليه بدأت البلديات من خلال عناصر شرطة البلدية في كل بلدة إجراء مسح على النازحين السوريين.
وأشارت مصادر أمنية وقانونية ومطلعة على الملف لـ»البناء» الى أن «أزمة النزوح لن تحلّ بشكل جذري وكامل قبل انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تنسق مع الحكومة السورية لإعادة النازحين»، وتحدّثت عن ثلاثة مسارات للحل:
توجه وسياسة الحكومة اللبنانية الجديدة تجاه الحكومة السورية.
اقناع مفوضية شؤون اللاجئين بعدم دفع المساعدات والأموال للنازحين الا في سورية.
توافق دولي على حل سياسي في سورية.
ويخلص المصدر للقول إنه عبر المسار الأول يمكن إعادة جزء مهم من النازحين بالتفاوض بين الحكومتين، لكن لن يتمكن من حل الملف.
ورحّب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب في حديث تلفزيوني بزيارة سورية إلى لبنان، ونحن قمنا بزيارة الى سورية بعد الزلزال الذي ضربها
إقرأ المزيد في: لبنان
01/11/2024