معركة أولي البأس

لبنان

فياض: لا زلنا ندعو للحوار دون "فيتوات" مسبقة
09/05/2023

فياض: لا زلنا ندعو للحوار دون "فيتوات" مسبقة

أكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي فياض أنّ "لبنان يمر بأزمة مالية واقتصادية خطيرة وإن تعوّد اللبنانيون عليها، فهذا لا يقلل من خطورتها، لا سيما أن هناك قطاعات واسعة من الشعب لا تسعفها الظروف للتكيف مع الأزمة، ومن بينهم الموظفون في القطاع العام الذين يعانون العوز والحاجة، ويهرقون ماء وجههم في سبيل الطبابة والإستشفاء وتعليم أبنائهم".

وفي كلمة له خلال احتفال تأبيني أقامه حزب الله لفقيد الجهاد والمقاومة صالح حسن زريق في بلدة الخيام، قال فياض: "على الرغم من مرور 3 سنوات ونصف على انفجار الأزمة، فإن الأمور الاقتصادية تفاقمت وازدادت سوءًا، ولم تأخذ السلطة إجراء جذريًا واحدًا لوضع حد للأزمة أو لوضعها على سكة المعالجة"، لافتًا إلى أننا "نواجه انهيارًا في القطاع العام، وتعثرًا في القطاع الصحي، وأزمة خطيرة في التعليم الرسمي، وللأسف بات واضحًا في ظل أداء القوى والظروف الداخلية، أنّ مسار الإستحقاق الرئاسي بات متداخلًا مع مسار الإصلاح المالي والإقتصادي، علمًا أن هذه ليست منهجيتنا ولم نكن موافقين عليها، وكنا ندعو دائمًا إلى فصل المسار الاقتصادي عن المسار السياسي".

وأشار إلى أنّه "ثمة تطورات إيجابية الآن في الملف الرئاسي، مفادها أن معظم الخارج لم يعد عقبة أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي، فهؤلاء قالوا للبنانيين ليس لدينا "فيتو" وليس لدينا أسماء، فاختاروا من تشاؤون".

وأوضح فياض أنّ "هناك منطقين يتواجهان داخليًا، منطقنا نحن وحلفاؤنا، الذي يسمي مرشحًا ويدعو للحوار بين الكتل النيابية قبل التسمية وبعدها، ولا زلنا ندعو للحوار دون "فيتوات" مسبقة، أما المنطق الآخر وهو ليس منطقًا واحدًا، بل متفاوتًا بين فريق وآخر، لكن ركيزة هذا المنطق بمستوياته المتفاوتة هي وضع "فيتوات" ورفض الحوار".

ولفت إلى أن "البعض يحاول دائمًا التذكير بأدائنا خلال المرحلة السابقة لانتخاب الرئيس ميشال عون عندما طال أمر الفراغ في البلد قبل انتخابه، ولكن أي مقارنة في هذا الصدد ليست في محلها، لأن البلد في هذه المرحلة في حالة شبه انهيار اقتصادي ومالي واجتماعي، ولا يجوز مقاربة الاستحقاق الرئاسي بقاعدة "يلي عند أهلو ع مهلو""، مشددًا على أن "ترف الوقت في هذه المرحلة جريمة بحق الوطن والناس المستضعفين، وهذا يختلف عن الظروف الاقتصادية والسياسية في مرحلة انتخاب الرئيس عون".

وأضاف فياض أنّ "المعترضين يُشكلون علينا أننا سمينا مرشحًا قريبًا منا، ولكن في حقيقة الأمر نحن سمينا مرشحًا من عائلة هي من النواة الصلبة في الطائفة المارونية، وشخصية تدعو إلى برنامج رئاسي توافقي مرتكزاته الأساسية لم شمل اللبنانيين، وإعادة ترميم علاقاته العربية، وإنهاء مشكلة النزوح، ومعالجة الأزمة المالية-الإقتصادية، ومقاربة الموضوعات الخلافية بالحوار والتفاهم"، معتبرًا أنّ "وصوله إلى موقع الرئاسة بعلاقاته ومواقفه وتاريخه، يسهِّل كثيرًا في معالجة الملفات الداخلية بالحوار والتوافق، بما فيها الملفات الشائكة".

وفي ذكرى ثالث فقيد الجهاد والمقاومة الحاج صالح حسن زريق، تقدم فياض من "عائلته الكريمة ذات القدم الراسخ في الإنتماء لهذه المسيرة، ومن عائلته الكبرى هذه البلدة العزيزة الخيام، ومن كل محبيه وأصدقائه، بأصدق مشاعر المواساة"، مشيرًا إلى أنه كان "من الرعيل الذي واكب انطلاقة مسيرتنا الجهادية".

وقال فياض: "أربعون عامًا عمر حزبنا، وحزب الله يزداد رسوخًا وتمددًا وفاعلية وتألًقا"، وأضاف أن "لهذا أسبابه، علمًا أن الدول والأحزاب هي كيانات مثل البشر تشيخ وتهرم، إلا إذا جددت شبابها من خلال مواكبتها لتغييرات الواقع ومستجداته".

وختم فياض بالقول "إنّ شرط التجدد والشباب في مسيرة حزب الله، هو دماء الشهداء وتضحيات العاملين فيه، وأن شرط الثبات هو الوضوح في الأهداف والإخلاص في الولاء للخط وللقيادة، وإن شرط النجاح في مواجهة هذه التحديات الكبيرة والخطيرة هو الإتكال على الله وتسليم الأمر إليه".

إقرأ المزيد في: لبنان