لبنان
الانتخابات الفرعية بطرابلس: القوى الاسلامية تُقاطع وانشقاق داخل ماكينة ريفي
العهد
لولا جولات قيادات "تيار المستقبل" الانتخابية لمدينة طرابلس وانتشار الصور واللافتات التي أنفق عليها الملايين، لما كان هناك شيء يوحي بأن هناك انتخابات فرعية في عاصمة الشمال، فالمواطنون في الأسواق الداخلية ووسط المدينة واحيائها يعيشون يومياتهم العادية وكأن شيئًا لم يكن.
وعندما تطرح سؤالًا على أي مواطن عن رأيه في الانتخابات والتصويت، تكون الإجابة "النتيجة معروفة مسبقا وأصواتنا لا تقدم أو تأخر في العملية الانتخابية".
أركان السلطة وحدهم يعيشون حالة من القلق حول نسبة المشاركة والتصويت وهم يحثون مناصريهم على ضرورة النزول صبيحة يوم الاحد لضمان فوز مرشحة الرئيس سعد الحريري " ديما جمالي" بنسبة عالية من الأصوات.
أما قوى الثامن من آذار فجددت تأكيدها مقاطعة الانتخابات، مشيرة الى أنها لا تعترف رسميًا بما أصدره المجلس الدستوري من قرارات.
رئيس لائحة الكرامة النائب فيصل كرامي اعتبر أن طه ناجي هو نائب حالي وفاز باعتراف المجلس الدستوري، وقال: "لا نعترف بغيره وهو أبلغ مناصريه بمقاطعة الانتخابات كي لا نعطي شرعية لهذه السلطة عبرمشاركتنا في الادلاء بصوتنا".
أما المتحمسون للانتخابات الفرعية فهم سبعة فقط النائب السابق مصباح الاحدب، المهندس يحيى مولود، والإعلامي عمر السيد، وابن بلدة القلمون نزار زكا، وطلال كبارة وحامد عمشة.
وعشية الانتخابات أعلنت القوى الاسلامية التي تضم الجماعة الاسلامية وهيئة العلماء المسلمين وحزب التحرير مقاطعتها للانتخابات على قاعدة أن الوعود التي أطلقت من جانب السلطة في قضية العفو عن المعتقلين الاسلاميين بقيت حبرًا على ورق ولا داعٍ للمشاركة، بعدما لمسوا عدم جدية في إطلاق سراح آلاف الموقوفين الذين مضى على توقيفهم في سجن رومية ما يقارب 15 عامًا دون أيّة محاكمة.
وقبل ساعات على فتح صناديق الاقتراع يرى مراقبون أن نسبة الاقتراع لن تتجاوز الـ 12 بالمئة وهذا سيشكل هزيمة لمشروع تحالف السلطة الذي يضم الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي والوزير السابق اشرف ريفي الذي شهدت ماكينته الانتخابية انشقاقا كبيرًا، إذ أعلن الناشط مايز الجندي أحد المقربين من ريفي أنه يعارض بشدة تحالف السلطة، معتبرًا أنه من حقه أن بنتخب ابن مدينته ويرفض أن يفرض عليه مرشح.
من جهته، أحمد باكيش وهو أحد الصقور في ماكينة ريفي الانتخابية هاجم بشدة ما اسماه التحالف السلطوي، وهذا ما دفع عددا من الشبان الى التعدي عليه من قبل مناصري المستقبل وكسر يده حين اعلن دعمه للمرشح المستقل عمر السيد، وقال: "سأواجه وحيدًا المرشحة ديما جمالي على اعتبار أنها صادرت حرية الطرابلسيين في اختيار من يريديون".
ويمكن القول حتى الآن لا أحد يعلم ما تخفيه نفوس الطرابلسيين المحرومين إنمائيًا وهناك خشية أن تتحرك غريزة البعض منهم ويعمل على محاسبة أركان السلطة في التصويت لمعارضي المرشحة ديما جمالي، خصوصًا بعدما هدد عدد من مناصري المستقبل وبعض المفاتيح الانتخابية بأنه لن يلتزم بالتصويت.
أما الخوف الاكبر لدى قيادات المستقبل فهو ارتفاع نسبة الاقتراع، لأنها لن تكون لصالحهم بل ستكون غير مرضية، بحسب تعبير أكثر من مسؤول في الماكينة الانتخابية التي سجلت حتى الان 12 الف مواطن ضمن قوائم تمّ جمعها من قوى التحالف وتشمل اسم الشخص وعنوانه وسجله الانتخابي وأرقام هواتف عائلته، كما طُلب منهم البقاء في جهوزية كاملة نهار الاحد.