لبنان
حالة من الترقب تسود الملف الرئاسي قبيل عيد الفطر بعد حفلة "النفاق" الفرنسية
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة يوم الجمعة من بيروت على حالة الترقب والحذر التي تسود الملف الرئاسي وما رافقها قبل عطلة عيد الفطر من حفلة من "النفاق المفضوح" بعدما خرجت باريس عن صمتها واعلنت عبر خارجيتها انه ليس لديها مرشح رئاسي بعينه، وهو موقف في توقيت لافت.
واعتبرت الصحف أن ترشح سليمان فرنجية دخل فعلياً في «المرحلة الرمادية» بانتظار بلورة حصة لبنان من التسويات الكبرى، ويلاحظ عدد من المراقبين أن فرنسا انكفأت الى الغرف المغلقة، بعد الاعلان عن أن لا مرشح لها للرئاسة، ونفضت يدها عما يحكى عن تسوية تلحظ الانتخابات الرئاسية وتسوية رئيس الحكومة الاصلاحية.
الأخبار: واشنطن تفتح ملف خلافة حاكم المركزي... وترشح أبو سليمان بدعم من ميقاتي والمصرفيين
كتبت صحيفة الأخبار تقول: لم يكُن تعيين بديل من رياض سلامة، في أيّ يوم من الأيام، مطروحاً بجديّة كما هو اليوم. تماماً كما لم يكُن سهلاً على القوى السياسية الذهاب إلى هذا الخيار، بكل ما كانَ لبقائه في منصبه أن يرتّب من احتمالات. ولعلّ زلّة لسان وزير المالية يوسف الخليل قبلَ شهرين، حين تحدث عن احتمال التمديد لسلامة لصعوبة إيجاد البديل فضحت ما كان البعض يهيّئ له، إذ كانت أغلبية الجهات التي ترفع الصوت عالياً ضده تواجه واقعاً مُركّباً ومُربِكاً يقوم على صعوبات متعددة. صعوبة التخلي عن شخص يدرك تماماً حراك المنظومة ونطاق نفوذها وصعوبة تأمين التوافق على بديل، فضلاً عن شبه استحالة تعيينه من قبل حكومة تصريف الأعمال في ظل الشغور الرئاسي. لكن المناخات تبدّلت، بينَ محاصرة سلامة قضائياً من الخارج والكلام عن مؤشرات إيجابية تمهد لتسوية رئاسية. وعليه، لم يعد النقاش المطروح يتناول الخيارات المُتاحة في حال شغور المنصب أو انعكاس انتهاء الولاية على الوضع النقدي الذي يُعاني انهيارات متتالية، بل بقائمة الأسماء التي يفترض أن تشغل المنصب.
صحيح أن فرنسا كانت تأمل أن يكون صديق رئيسها المصرفي سمير عساف هو المرشح المناسب. لكن عقبات كثيرة حالت دون ذلك، أبرزها موقف عساف نفسه الذي لا يجد في المنصب ما يغريه، وهو عندما زار لبنان مرتين خلال الفترة الماضية، كان يستمع الى آراء حول احتمال أن يكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية. وفي مرحلة تالية، صار يلتقي مصرفيّين وأصحاب خبرة في الشأن النقدي، في خطوة فهم أن مقصدها إعداد لائحة بمرشحين لمنصب الحاكمية.
أسماء كثيرة طرحت في هذا السياق، كان البارز بينها مدير دائرة شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في صندوق النقد الدولي جهاد أزعور. والأخير لديه مشاريع أخرى، فهو يعرف أنه يجري التداول باسمه كمرشح تسوية لرئاسة الجمهورية، لكن ما حصل في الأسابيع القليلة الماضية، أن اقتناع فرنسا بأن الحل الرئاسي لا يمكن أن يكون خارج التسوية التي تتّجه الى انتخاب سليمان فرنجية رئيساً وتكليف نواف سلام تشكيل الحكومة الجديدة.
وفي إطار هذه التسوية، أظهر الفرنسيون جدولاً من البنود المرتبطة بالتسوية، وطرحوا مع فرنجية، كما مع الرئيس نبيه بري ومع حزب الله، أنهم يفضّلون تولي أزعور لهذه المهمة، وخصوصاً أنهم نقلوا عن البطريرك الماروني بشارة الراعي «ثقته به وبخبرته»، ما يوفر الغطاء الماروني له، ونظراً الى تجربته في صندوق النقد. لكن أزعور لم يظهر أيّ ردة فعل إزاء هذا الأمر، وإن كان يميل الى الاعتذار.
ويبدو أن فريقاً من القوى السياسية، بين أعضائه فرنجية نفسه، يفكرون بخيار بديل، ويقترحون الوزير السابق كميل أبو سليمان، انطلاقاً من كونه خبيراً بالشؤون المالية والنقدية والمصرفية، ولديه خلفية قانونية قوية في هذا المجال، كما أنه على علاقة وثيقة بالأميركيين الذين يهتمّون لمنصبَي حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش أكثر من اهتمامهم بمنصب الرئيس نفسه.
عملياً، تحرّك أبو سليمان على أساس أن حظوظه كبيرة، وخصوصاً عند الدول الراعية للحل، ولذلك تلقّى هو نصيحة بأن يقوم بجولة اتصالات تشمل جميع القوى البارزة للحصول على الغطاء المناسب، باعتبار أن منصب الحاكم لم يعد حكراً على طرف واحد، وأن التركيبة الجديدة ستجعل الكل شريكاً في هذه المهمة.
أبو سليمان، العامل في حقل المحاماة، اشتهر منذ عام 1994 في عمله المتصل بكل إصدارات اليوروبوند التي تقوم بها الدولة اللبنانية. ارتبط اسمه بداية بالرئيس فؤاد السنيورة الذي عمل مع الرئيس الراحل رفيق الحريري لإدخاله إلى مصرف لبنان. وقبلها كانَ من الأساسيين الذين صاغوا قوانين تنظيم قطاعَي الكهرباء والخلوي التزاماً بــ «باريس -1» و«باريس -2». دفعت تجربته هذه دولاً عدة إلى الاستعانة به، من بينها مصر والأردن، ما ساعده على تحقيق أرباح مالية كبيرة. وهو أصلاً عمل محامياً للرئيس نجيب ميقاتي، ولآل رحمة، وكان الوسيط بينهم وبين رجل الأعمال علاء خواجة والشركة اليونانية لترتيب صفقة دير عمار. وقد شكل الأخوان تيدي وريمون جسر عبور له إلى الحياة السياسية التي دخلها من بوابة معراب التي طالبت به وزيراً للعمل من حصتها في حكومة سعد الحريري بعدَ انتخاب ميشال عون رئيساً. يومها أرادت «القوات» وجهاً جديداً لسياستها مغلفاً بالتكنوقراط. وانطلقت «القوات» من معرفتها بخلفية الرجل لناحية عصبيّته المسيحية من جهة، وتفكيره الإجمالي الذي لا يختلف مع القوات. لكنه عاد واختلف مع سمير جعجع بعدَ اتهامه بتجيير عمل الأمينة العامة السابقة لحزب «القوات» شانتال سركيس لمصلحة أعمال تخصّ تجمعاً انطلق أولاً من مجموعة «كلنا إرادة» ثم تحول الى الحملة الانتخابية لمجموعة وجدت أن أبو سليمان يصلح لأن يكون مرشحها لرئاسة الجمهورية.
لا يخفي أبو سليمان أنه قام بدور المحامي الشرس في الدفاع عن المصارف اللبنانية ضد المودعين في الخارج. وهو أحد مُنظّري الاتفاق مع صندوق النقد الدولي. ورفع شعاراً عاماً يقول بـ«محاسبة كل من أوصل البلد إلى هذا الانهيار غير المسبوق»، مع أنه الأكثر التصاقاً بأركان المنظومة منذ التسعينيات.
في العلن، لم يرِشح الوزير السابق نفسه إلى حاكمية مصرف لبنان ولم يتبنّ ترشيحه أحد. وفي اتصال مع «الأخبار» رفض أبو سليمان التعليق على أخبار ترشحه أو تسميته بديلاً من سلامة. لكن من يدقق في مداولات أزمة الشغور المتوقع في موقع الحاكمية في تموز المقبل. يعرف أنه كانَ الأكثر حركة في الفترة الأخيرة. وهو عقدَ اجتماعات مع عدد من القوى السياسية، من بينها الرئيسان بري وميقاتي، وتواصل مع مسؤولين في حزب الله، ومع نافذين في جمعية المصارف وشخصيات في قوى التغيير، إضافة الى تواصل خاص مع فريق عمل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
تعدّد الروايات بشأن الطرف الذي طرح اسمه ليكون حاكماً للمصرف المركزي، لا يحجب أن مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف كانَت أول من اقترحه في زيارتها الأخيرة للبنان، وطلبت من السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا تسويقه. ومن المؤكّد أيضاً، أن الرئيس ميقاتي يتقدّم القوى السياسية في دعمه وهو الذي أبلغ أبو سليمان أن ليف «طلبته بالاسم». وينقل عن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عدم رفضه له وإن كان يفضّل غيره لهذا المنصب. لكن المفارقة تتمثل اليوم في أن مشكلته الأكبر هي مع «القوات اللبنانية» التي تعيد رواية أسبابها «من صلته بشانتال سركيس الى التباين الكبير معه على نقاط تتعلق بصندوق النقد الدولي»، ولا سيما أن أبو سليمان كان محطّ انتقاد دائم من قبل النائب جورج عدوان.
أما بالنسبة إلى حزب الله، الذي التقى أبو سليمان بعض المسؤولين فيه، فيبدو حتى الآن غير متحمّس له. لكن الحزب يرى أن النقاش حول هذا المنصب يجب أن ينطلق في الموعد المناسب، وأن من الأفضل ترك الملف الى ما بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقالت المصادر إن «اللقاءات التي جمعته بالحزب شهدت نقاشات عامة حول آلية الاتفاق مع صندوق النقد والسياسات الشاملة المطلوبة لمواجهة الانهيار، وتصوّر أبو سليمان للخروج من الأزمة». أما بالنسبة إلى الفرنسيين، ورغمَ أنهم يفضّلون أزعور لأسباب تتعلق بطبيعة المرحلة المقبلة اقتصادياً ومالياً، لكنهم غير مرتابين من طرح اسم أبو سليمان، بينما خرجت في الأيام الأخيرة أخبار تتحدث عن حركة مصرية تدعم اسمه لتولي المنصب.
"النهار": ماذا وراء "تبرؤ" باريس من دعم فرنجية؟
بما يشبه سكب المياه الباردة على الرؤوس الحامية، جاء النفي الفرنسي المفاجئ لدعم باريس ترشيح رئيس “تيار المردة” #سليمان فرنجية ل#رئاسة الجمهورية ليثير مزيدا من التخبط واللغط اللذين يطغيان على المشهد الداخلي واللذين كانت “النهار” اشارت اليهما امس كعلامة فارقة تواكب تصاعد “صراع الرهانات” في لبنان عقب الهجوم الارتدادي الذي تتولاه الجهات الداعمة لترشيح فرنجية منذ زيارته الأخيرة لبكركي واعلانه منها بيانه الترشيحي. واذا كانت التساؤلات الأولية تمحورت داخليا حول انعكاس “تبرؤ” باريس من أي تورط في دعم أي مرشح، كما اكدت الخارجية الفرنسية في موقفها المفاجئ امس، فان ثمة تساؤلات أخرى لا تقل أهمية ودلالة أثيرت لدى أوساط سياسية وديبلوماسية من ابرزها: لماذا تأخرت باريس الى البارحة في وضع حد حازم لتوظيف اسمها في السباق الرئاسي اللبناني ولم تبادر الى ذلك قبل الان؟ وهل ثمة عوامل خفية اصطدمت بها باريس بجدية حاسمة في اندفاعها نحو تسويق معادلة دعم ترشيح فرنجية في مقابل تعيين نواف سلام رئيسا للحكومة وقيام حكومة إصلاحية أدت الى نفيها الرسمي لدعم فرنجية ؟ والاهم ما هي حقيقة مواقف الشركاء الأربعة الاخرين ل#فرنسا ضمن خماسي الدول المهتمة والمتابعة للازمة الرئاسية اللبنانية وهي الى فرنسا الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، من “المبادرة” او الوساطة الفرنسية؟ وهل فعلا حصل أي تغيير إيجابي في الموقف السعودي من ترشيح فرنجية ام ان هذا الموقف لا يزال على تحفظه الثابت من لعبة الأسماء كلا ؟
بحسب التفسيرات الغالبة لبنانيا، يبدو الموقف الفرنسي نتيجة حذر شديد من توريط باريس في التوظيفات السياسية المضخمة التي سادت الساحة الداخلية في الأيام الأخيرة منذ اندفع الفريق المؤيد لفرنجية في تسويق وتعميم هجوم مضاد محوره الزعم بنجاح فرنسا في انتزاع مرونة متقدمة من السعودية حيال ترشيح فرنجية. اذ ان ذلك رتب محاذير على باريس ودورها ان لجهة الانعكاس السلبي على ما يدور حقيقة في كواليس المشاورات بين دول الخماسي، او لجهة “النقزة” المتعاظمة لدى جهات لبنانية عديدة تصنف تقليديا وتاريخيا في خانة أصدقاء فرنسا حيال ما باتت تراه هذه الجهات من انحياز وعدم موضوعية في الدور الفرنسي، وهو امر صار ينذر بعواقب غير مسبوقة على هذا الدور وفعاليته المحتملة. ويرجح ان تكون هذه المناخات وراء استدعاء باريس لسفيرتها في بيروت ان غريو في الأيام الأخيرة وتزويدها بتوجيهات جديدة قبل عودتها الى بيروت في الأيام القليلة المقبلة.
وفي أي حال يتعين انتظار مزيد من المعطيات والمعلومات لتبين الدوافع الكاملة وراء هذا الموقف وحقيقة المجريات التي تمر بها المشاورات المتصلة بملف الازمة اللبنانية. وفي هذا السياق كانت وزارة الخارجية الفرنسية اكدت أنّ باريس “ليس لديها أيّ مرشّح في لبنان” لرئاسة الجمهورية، وذلك بعيد حديث وسائل إعلام لبنانية عن دعم فرنسي محتمل للوزير السابق سليمان فرنجية لهذا المنصب الشاغر منذ ستة أشهر. وبحسب “وكالة الصحافة الفرنسية” قالت المتحدثة باسم الوزارة آن- كلير لوجاندر خلال مؤتمر صحافي امس: “على اللبنانيين اختيار قادتهم”، في إشارة إلى الرسالة التي بعثتها باريس في الأشهر الأخيرة. واكدت المتحدّثة أنّ “على الجهات اللبنانية تحمّل مسؤولياتها وكسر الجمود السياسي لانتخاب رئيس جديد بسرعة”، قائلة انّ الشغور “يلقي بظلاله أولاً على الشعب اللبناني”.
وأضافت: “يتعلّق الأمر بانتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة مع كامل الصلاحيات تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاجها لبنان والشعب اللبناني بشكل عاجل في مواجهة الأزمة الخطيرة التي يمرّان بها”. وأشارت الوزارة إلى أنّ فرنسا تجري “اتصالات كثيرة مع الجهات السياسية لبنانية”.
"اللواء": باريس تنكفئ إلى الغرف المغلقة وتُنسِّق مع بري.. والهيئات ترفض بدل النقل وتعرفة الكهرباء
يختم عيد الفطر السعيد، في اول أيامه على قلوب المسلمين وسائر المؤمنين باليمن والخير والبركات، بعد قطوع شهر الخير، الذي مر بلمحة بصر، على الرغم من الظروف المالية والنقدية والاقتصادية والاجتماعية التي بلغت ادنى الدركات، التي لم يعرفها لبنان في تاريخه الحديث.
ومع انقضاء الشهر الفضيل، واقتراب شهر نيسان من الافول، بقيت الاسئلة تحوم حول حظوظ هذا المرشح او ذاك، ومستقبل صيغ التسويات في المنطقة، والتي من المتوقع على نحو كبير ان تكون التسوية الرئاسية في لبنان جزءاً منها.
وفي هذا الاطار، تكثر التكهنات حول مدى حظوظ رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية لجهة التقدم الثابت نحو قصر بعبدا رئيساً للجمهورية، طال خلو الرئاسة الأولى أم قصر، وسط صمت مريب، يعتمدة مرشح 8 آذار، وهو يحضر أوراقه للمضي قدماً في المشروع الرئاسي او الانسحاب، بطريقة تحترم مكانته السياسية وتاريخه السياسي ايضاً، اذا ما اقتضت معطيات التفاهمات الكبرى، هذا التوجه أو ذاك..
ولحظت مصادر سياسية ان المرشح الرئاسي فرنجية، المدعوم من ثنائي امل- حزب الله أرجأ او ألغى اطلالته الاحد المقبل مع برنامج «وهلق شو» على قناة الجديد، ليحل مكانه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ضيفاً رافضاً للمرشح فرنجية او سواء المدعوم من قوى 8 آذار.
وقالت اوساط مراقبة لـ«اللواء» أن الموقف الفرنسي الذي صدر عن وزارة الخارجية يستأهل التوقف عنده وعند توقيته لا سيما تأكيده أن باريس «ليس لديها أيّ مرشّح في لبنان» لرئاسة الجمهورية، وذلك بعيد حديث وسائل إعلام لبنانية عن دعم فرنسي محتمل للوزير السابق سليمان فرنجية لهذا المنصب الشاغر منذ ستة أشهر.
ولفتت هذه الأوساط إلى أن هذا الموقف المعلن يحمل في طياته إشارات متعددة أبرزها عدم الخروج عن ثوابت ما صدر في اجتماعات خارجية سابقة لجهة أن «على اللبنانيين اختيار قادتهم». ودعت «إلى انتظار ردود الفعل على هذا الموقف والذي ترافق مع دعوة الجهات اللبنانية تحمّل مسؤولياتها وكسر الجمود السياسي لانتخاب رئيس جديد بسرعة».
ورأت أن البيان جاء بعيد زيارة رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية إلى بكركي ومواقفه ولاحظت أن لا مبادرات جديدة في الملف الرئاسي والحراك حوله لم يتقدم بأي شكل ولولا زيارة فرنجية لكان الملف في جمود كلي.
وعليه، فحسب دبلوماسيين في بيروت ان ترشح فرنجية دخل فعلياً في «المرحلة الرمادية» بانتظار بلورة حصة لبنان من التسويات الكبرى، ويلاحظ هؤلاء ان فرنسا انكفأت الى الغرف المغلقة، بعد الاعلان عن ان لا مرشح لها للرئاسة، ونفضت يدها عما يحكى عن تسوية نلحظ انتخابات الرئاسية وتسوية رئيس الحكومة الاصلاحية، امتداداً الى الوزراء والبرنامج، في ضوء اتصالات فرنسية مستمرة على مراجع رفيعة سياسية وروحية لبنانية، من بينها اتصالات مع الرئيس نبيه بري.
وكان المصدر ان باريس تشجع الرئيس بري على الدوة مجدداً للحوار اللبناني.
وكشف قيادي في «الثنائي الشيعي» لـ «اللواء» ان الرئيس بري يعتزم الدعوة مجددًا لحوار لبناني- لبناني، مع تحرك فرنسي باتجاه القيادات المسيحية، عبر دعوة كل من «القوات اللبنانية» والتيار الوطني الحر الى زيارة فرنسا والاجتماع مع المسؤول عن الملف الرئاسي اللبناني باتريك دوريل، وسط معلومات عن ضمانات فرنسية للمسيحيين اذا اقتضى الامر.
ويقول دبلوماسي اوروبي بأن على المسيحيين الذهاب الى التسوية الرئاسية برضاهم او غصبًا عنهم، كاشفا عن معطيات حول ارسال السعودية اشارات ايجابية حول التسوية الفرنسية، حيث ابدت استعدادا للبحث بالاسماء الرئاسية المطروحة، واعلنت للمرة الاولى بشكل واضح عدم مناعتها خيار فرنجية.
مما يؤشر ان درب فرنجية الى القصر الجمهوري باتت ميسَّرة أكثر.
وفي هذا الوقت، تتحدث مصادر عن بروز كتلة نيابية قوامها النواب الياس بوصعب، آلان عون وابراهيم كنعان وسيمون ابي رميا تعمل بالتنسيق مع بعضها للتوجه الى انتخاب فرنجية، اذا اقتضت المصلحة المسيحية او الوطني ذلك، من جانب توفير الميثاقية المسيحية لانتخابه.
وكانت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر خلال مؤتمر صحافي: «على اللبنانيين اختيار قادتهم»، في إشارة إلى الرسالة التي بعثتها باريس في الأشهر الأخيرة.
وأكّدت المتحدّثة أنّ «على الجهات اللبنانية تحمّل مسؤولياتها وكسر الجمود السياسي لانتخاب رئيس جديد بسرعة»، قائلة انّ الشغور «يلقي بظلاله أولاً على الشعب اللبناني».
"الديار": باريس «تخلط الاوراق» الرئاسية علناً وتعمل على «المقايضة» سراً: دبلوماسية «الوجهين»!
حالة من الترقب والحذر رئاسيًا ترافق عطلة عيد الفطر انتظارًا لما بعدها، خارجيًا، حفلة من النفاق المفضوح بعدما خرجت باريس عن صمتها واعلنت عبر خارجيتها انه ليس لديها مرشح رئاسي بعينه، وهو موقف في توقيت لافت، لكنه يحمل شبهة دبلوماسية لها مبرراتها، لكنها لا تجوز على احد لان ما يدور في «الكواليس» عكس ذلك، والقاصي والداني، بات يدرك ان البند الوحيد المطروح للنقاش هو «المقايضة» المطروحة فرنسيا، فرنجية –سلام، لكن الفرنسيين شعروا برهبة «حرق المراحل» ويسعون لانضاج «الطبخة» لا حرقها ولا يرغبون باي استفزاز علني لاي من القوى الاقليمية المعنية وفي مقدمتها السعودية وكذلك واشنطن التي ابلغت مساعدة وزير الخارجية بربارة ليف وفدا نيابيا لبنانيا يزور واشنطن ان بلادها ترفض تدخل اي دولة في الانتخابات الرئاسية.
والى أن تتضح معالم المناورة الفرنسية الجديدة، تعود موسكو بعد عطلة العيد الى زخم الاتصالات الداعمة للتسوية الفرنسية وقد نوقش الامر على مستوى وزراء الخارجية مع السعوديين فيما تبدو الدوحة وحيدة تبحث عن خيار ثان يبدو متعثرا في غياب القدرة على جمع المعارضين لفرنجية على اسم واحد لوضعه فوق «الطاولة»، بعد تراجع الرهان على امكان تسويق قائد الجيش العماد جوزاف عون.
واذا كان «خصوم» فرنجية قد تحمسوا للبيان الفرنسي، فان المتحمسين والداعمين لرئيس تيار المردة يشعرون بان ظروفه باتت افضل بكثير بعد اتفاق بكين والزخم الفرنسي القائم حاليا، لكنهم يفضلون التريث كما رئيس مجلس النواب نبيه بري المتفائل جدا، لكنه يجدد التاكيد امام زواره على قاعدته الذهبية «لا تقول فول ليصير في المكيول». اما على الضفة الاخرى، فبرزت اشارات لافتة من القوى السياسية الرافضة للتسوية وآخرها ايحاء «معراب» بامكان تأمين النصاب لجلسة انتخاب فرنجية اذا ما تغير الموقف السعودي، وذلك من خلال ابقاء «الباب مواربا» وعدم حسم الجواب النهائي مسبقا فيما يجري رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع مروحة اتصالات تشمل الرياض ليبني على الشيء مقتضاه في اطلالته الاعلامية الاحد المقبل. فيما تبقى»العين» على موعد القمة العربية المزمع عقدها في السعودية في ١٩ أيار المقبل، كمحطة مفصلية في الاستحقاق اللبناني.
باريس «بوجهين»!
ففي موقف لافت، لا ينسجم مع طبيعة الحراك الفرنسي سواء عبر السفيرة آن غريو، او المستشار الرئاسي باتريك دوريل، أكّدت وزارة الخارجية الفرنسية أنّ باريس «ليس لديها أيّ مرشّح في لبنان» لرئاسة الجمهورية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة آن-كلير لوجاندر خلال مؤتمر صحافي انه «على اللبنانيين اختيار قادتهم وعلى الجهات اللبنانية تحمّل مسؤولياتها وكسر الجمود السياسي لانتخاب رئيس جديد بسرعة». وأشارت الوزارة إلى أنّ فرنسا تجري اتصالات كثيرة مع الجهات السياسية لبنانية.
ماذا تخشى فرنسا؟
ووفقا لمصادر مطلعة، فان الموقف الفرنسي العلني ليس مفاجئا ولا يغير من حقيقة ما يقال فرنسيا في «الكواليس» مع كل الاطراف اللبنانية، لكنه يعكس «امتعاضا» فرنسيا من تسريب مضمون الاتصالات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، ولا ترغب في حرق المراحل. ولهذا لا ترى المصادر، ان ذلك يعني تراجع باريس عن دعمها لمقايضة رئاسة فرنجية برئاسة حكومة يتولاها نواف سلام، وانما صدور هذا الكلام مرده الى عدم رغبة الفرنسيين بالظهور على نحو «فج» بعد الاعتراضات الصاخبة من القوى المسيحية الرئيسية، وكذلك لا تريد باريس ان تتحمل مسؤولية فشل التسوية في حال لم تتمكن من تسويقها، ولهذا تراجعت «خطوة الى الوراء» لفظيا فقط، ولا تزال المبادرة على زخمها، مع العلم ان فرنجية ليس مرشح فرنسا وفي هذا قالت الخارجية الفرنسية الحقيقة!
هل يعقد اللقاء «الخماسي»؟
وقبيل الموقف الفرنسي الرسمي اشارت مصادر دبلوماسية الى ان باريس تضغط لعقد اجتماع خماسي لكن على مستوى وزراء الخارجية هذه المرة لمنح الاجتماع الجدية المطلوبة للحسم وهي تأمل ان يعقد خلال أسبوعين أو 3 أسابيع لتظهير الحلول وعرض تسوية سليمان فرنجية – نواف سلام على نحو تفصيلي ويجري الحديث عن سلة متكاملة ترضي الجميع وتشمل رئاستي الجمهورية والحكومة، والتعيينات وحاكمية مصرف لبنان والخطوات الاصلاحية المطلوبة، اما في ما يتعلق بالهواجس السعودية تجاه حزب الله، فالامر بات اسهل بالنسبة للفرنسيين لأن ترتيب هذه العلاقة وتبديد الهواجس لم يعد على عاتقهم بل تسوى الامور مع الايرانيين مباشرة.
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024
عمليات المقاومة ليوم الاثنين 25-11-2024
25/11/2024