لبنان
هل يُقطف مقعد جمالي في طرابلس؟
محمد ملص
لا يبدو أن أن تيار المستقبل مرتاح للأجواء الإنتخابية التي تسيطر على إنتخابات طرابلس الفرعية، بوادر القلق والخوف بدت واضحة على الحركة السياسية التي تشوب المدينة، في وقت أعلن التيار الأزرق النفير العام اتجاه طرابلس، مستغلاً اليومين اللذين يسبقان إعلان الصمت الانتخابي (ليل الجمعة – السبت) وفي محاولة أخيرة منه ليسخر كل الأسلحة لوصول مرشحته ديما جمالي مجدداً الى المجلس النيابي.
بدأ تسري معلومات في طرابلس عن عجقة زيارات لكوادر ومسؤولين من تيار المستقبل الى المدينة، وهي المرة الأولى التي يعلن في تيار المستقبل هذه الحالة من الإستنفار لمسؤوليه، ويسخر كل طاقته وحضوره السياسي من اجل مقعد نيابي، ربما، ونظراً للصعوبات والمشاكل التي تواجه تسويق المرشحة ديما جمالي في طرابلس. وبالرغم من أن أمين عام تيار المستقبل، الذي بات يسكن في طرابلس منذ حوالي الشهر ، لم تهدأ صولاته وجولاته في شوارع وأحياء المدينة، حتى وصل به الأمر الى أن يدخل البيوت بيتاً بيتاً، حتى انه لم يوفر كبيراً أو صغيراً الا ويستعطفه للتصويت للمرشحة جمالي. ولكن يبدو أن الوعود والمشاريع الوهمية التي أغدقها أحمد الحريري على الطرابلسيين باتت لا تجدي نفعاً، بالإضافة الى ذلك، هي الضربة الموجعة التي تلقاها المستقبل في انتخابات نقابة المهندسين في طرابلس، والتي مني عبرها بخسارة موجعة.
كل تلك الأمور دفعت المستقبل الى استنفار كوادره ومسؤوليه للتوجه الى طرابلس، إذ من المتوقع أن تقوم مساء اليوم، رئيسة كتلة المستقبل النائبة بهية الحريري بزيارة الى طرابلس للمشاركة في حفل عشاء إنتخابي. زيارة النائبة الحريري لن تكون الوحيدة حيث تشير المعلومات الى أن تستتبع بزيارة للرئيس فؤاد السنيورة يوم غد الخميس الى طرابلس في مهمة إنتخابية حيث سيبدأ نهاره الطويل بزيارة الرئيس نجيب ميقاتي في دارته، ويتوجه بعدها لإقامة سلسلة لقاءات سياسية وشعبية، حيث يتوقع أن يشارك الى جانب اللواء أشرف ريفي في مهرجان إنتخابي بمنطقة القبة.
وفيما لن تختصر الزيارات الانتخابية بالسنيورة والنائبة بهية الحريري فقط، إذ من المتوقع أن يقوم رئيس الحكومة سعد الحريري بزيارة الى طرابلس يوم الجمعة، وهي ستكون بمنزلة تتويج لكل الجهود الانتخابية التي بذلت وذلك قبل فترة الصمت الانتخابي، وبحسب المعلومات التي توافرت "لموقع العهد": "فإن الحريري سيحاول على مدى يومين التواصل مع مختلف القيادات السياسية والشعبية، حيث سيقام له أكثر من إستقبال شعبي، وسيخصص زيارة الى دارة الرئيس نجيب ميقاتي، للتأكيد على صيغة التوافق بين الرجلين، خصوصاً بعد حالة الإهتزاز التي رافقت الخسارة الكبيرة لتيار المستقبل في انتخابات نقابة المهندسين في طرابلس".
في المحصلة، لا يبدو المستقبل مرتاحاً للظروف الانتخابية، وهو لأول مرة في معاركه الانتخابية، يبدو قلقاً من النتائج التي ستفرزها صناديق الإقتراع الأحد المقبل، بالإضافة الى تخوفه من سيناريوهات يحتمل أن تؤثر على نتائج االانتخابات الفرعية، وتكون مشابهة لما حدث في الانتخابات البلدية 2016. أما من جهة أخرى فقد أثبتت الأيام الماضية، الضعف الشعبي للمرشحة جمالي، كما عزز تلك النظريات ما كشفته الإحصاءات التي جرت في المدينة، إما من جهة الأصوات الضئيلة الممكن أن تحصل عليها جمالي، بالرغم من التحالف العريض مع مجمل القوى السياسية في المدينة، أو لجهة نسب التصويت المتدنية، وهو ما سيكون سيكون بمنزلة خطر جدي يهدد نجاح جمالي، وربما تكون فرصة يستغلها أحد المرشحين ويخطف المقعد النيابي من المستقبل.