لبنان
فرنجية مرتاح بعد زيارة باريس والنقاش معه لم يقفل
اهتمت الصحف الصادرة صباح اليوم في بيروت بنتائج زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى باريس، وبعد أن كثرت التحليلات المسبقة، تبيّن زيف بعضها، ليتبين أن النقاش مع فرنجية لم يقفل وله تتمة، وأن الرجل عاد من باريس مرتاحًا، بانتظار أن يتبلور موقف السعودية ومدى قدرة الفرنسيين على إقناع الرياض بترشيح فرنجية والتطمينات التي قد يقدمها.
وفي سياق المساعي على خط رئاسة الجمهورية، يتابع الجانب القطري الملف مع وصول وفد من الدوحة برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، والذي سيجتمع مع عدد من المسؤولين.
"الأخبار": باريس أكدت لفرنجية: النقاش لم يُقفل
تسبّبت زيارة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لباريس ولقاؤه المستشار الرئاسي باتريك دوريل، بناءً على طلبٍ فرنسي، في ما يُشبِه الوجوم من إمكان إعلان تسوية محتملة، أو احتمال إبلاغ باريس الزعيم الزغرتاوي استسلامها وعدم المضي في تسويق اسمه بسبب تصلّب الموقف السعودي. لذا، ساد الحذر لدى كل الأطراف السياسية، فلا حلفاء فرنجية انبروا لتصوير الدعوة بمثابة نقطة لمصلحته، ولا بدا خصومه راغبين في الإدلاء بدلوهم سلباً. التهيّب طغى على الجانبين حيال تسارع التطورات في المنطقة وعدم اتضاح التوجهات في ما يتعلق بها، وتحديداً مدى انعكاسها على الملف اللبناني.
مساء أول من أمس، حطّ فرنجية في بيروت، بعدَ يوميْن من التوقعات. صحيح أنه بدا لمن تحدث إليه بعدَ عودته مرتاحاً جداً، لكنه كان أيضاً واقعياً. فلا هو عادَ والرئاسة في جيبه، ولا عادَ من دونها «الأمور لا تزال على حالها وتحتاج إلى وقت». والأهم في ما نقل عن فرنجية بعد عودته أن الفرنسيين جزموا له «بأن النقاش حول ترشيحك مع الآخرين لم يقفل بتاتاً» كما يقول مقربون منه، أشاروا إلى ضرورة عدم المبالغة في التقديرات، وإن كان فرنجية «بالنسبة إلى الفرنسيين على رأس قائمة المرشحين، لكنهم يتحدثون إلى آخرين أيضاً».
مع ذلك اكتسبت الزيارة أهمية لكونها أتَت في أعقاب تطورات عدة، من بينها:
- الاتصال الذي احتلّ الملف اللبناني حيّزاً منه بين الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
- زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى باريس للقاء مدير الاستخبارات الفرنسية برنارد إيميه وإقناع الفرنسيين بأن تسوية فرنجية غير قابلة للنجاح بسبب الموقف السعودي والموقف المسيحي الداخلي.
- السجال الطائفي الخطير على خلفية «معركة الساعة»، فضلاً عن الإشكال الكبير الذي وقعَ في مجلس النواب خلال اجتماع اللجان المشتركة.
- الحراك الأميركي الذي تولته مساعِدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف التي جالت على عدد من عواصم المنطقة، من بينها بيروت حيث شدّدت على إتمام الاستحقاق الرئاسي كمدخل لإطلاق عجلة الإصلاحات عبر حكومةٍ مكتملة الصلاحيات، وتقاطع كلامها مع معلومات نُقلت عن السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بأن بلادها لا تدعم مرشحاً رئاسياً على آخر، وستتعامل مع أي رئيس يُنتخب.
وفيما لا يزال اللاعبون في الداخل، تحديداً خصوم فرنجية، يسعون إلى الاجتهاد في تفسير ما حمله الرجل معه، أكدت مصادر سياسية بارزة أن «ما تأكد من الزيارة حتى الآن هو إبلاغ فرنجية بأن اسمه كمرشح لا يزال متصدراً في قائمة الفرنسيين، من دون إيهامه بأن التطورات الإقليمية قد تبدّلت لمصلحته». وهو سمِع من الفرنسيين أنهم لم يتمكنوا بعد من كسر الطوق السعودي حوله، وأن موقف الرياض منه لم يتبدل، لكنهم مستمرون في دعمه بالتزامن مع:
أولاً، مبادرة مصرية تطرح تشكيل مجموعة 5+1، تهدف إلى ضمّ إيران إلى المجموعة الخماسية التي تتولى البحث في الملف اللبناني (أميركا، فرنسا، قطر، مصر، السعودية)، على أن تنتقِل الاجتماعات إلى الرياض، كخطوة إيجابية مُطمئِنة للمملكة.
ثانياً، إبلاغ إيميه جنبلاط خلال وجوده في باريس الإصرار على التمسك بفرنجية، رغمَ محاولة الأخير إقناعه بصعوبة وصوله.
ثالثاً، التنسيق الذي تقوم به باريس مع قوى لبنانية داخلية تدعم ترشيح فرنجية، والاتفاق على أن يعلن الأخير ترشيحه بشكل رسمي بعدَ تحضير برنامجه بشكل يجيب من خلاله الداخل والخارج على كل الأسئلة المتعلقة بعدد من الملفات ويكون مُطمئناً، بدءاً من التعامل مع رئيس الحكومة وملفات اللاجئين السوريين وضبط الحدود والأجندة الإصلاحية سياسياً واقتصادياً ومالياً. علماً أن فرنجية لا يزال يربط هذا الترشيح بالحصول على إشارة سعودية إيجابية.
رابعاً، حراك قطري سيبدأه وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي، الذي وصل إلى بيروت ليل امس، لإبقاء التواصل مع كل القوى السياسية واستكشاف آفاق تسوية محتملة حول اسم المرشح الرئاسي. علماً أن القطريين، بحسب ما تقول مصادر مطلعة، أكثر براغماتية وواقعية في تعاملهم مع الملف الرئاسي.
تصعيد قواتي بطلب سعودي: نسف التسوية أو تحسين شروط؟
يأتي هذا كلّه على وقع التصعيد الداخلي الرافض لفرنجية، كما جاء على لسان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال الذّبيحة الإلهيّة لراحة أنفس «شهداء زحلة»، إذ توجه إلى «من يبتزّنا ككل مرة، ويخيّرنا بين المرشّح التابع له أو الفراغ»، بأن «روح بلّط البحر، لأن أي مرشّح من محور الممانعة، مهما كان اسمه أو هويته هو الفراغ بحد ذاته، ولن يكون عهده إلا تتمة للجزء الأول من العهد السابق».
وأكدت مصادر بارزة لـ «الأخبار» أن «التصعيد الكبير من جانب جعجع أتى بطلب من السفير السعودي في بيروت وليد البخاري، وهو تصعيد يترجم أيضاً بحملات إعلامية وسياسية ضد الدور الفرنسي. بحجة أن الموقف المسيحي يُدعّم موقف المملكة المتصلب ويقوي حجتها لعدم التراجع عن رفض فرنجية مقابل إصرار الفريق الآخر عليه، على قاعدة أن موقف الثنائي الشيعي الداعم يقابله موقف من الثنائي المسيحي الرافض ما يصعّب الوصول إلى تسوية تتيح انتخابه». واعتبرت المصادر أن «الطلب السعودي يدخل في إطار الاستثمار في الموقف المسيحي، خصوصاً أن التصعيد مطلوب في لحظة تقدّم المفاوضات، إذ تلمس المملكة بأن إيران لن تضغط على حزب الله في الملف الرئاسي كما أن الحزب ليس في صدد التراجع عن فرنجية».
"البناء": وزير قطري في بيروت… وفرنجية يواصل زيارته لباريس
يصل وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي للاجتماع برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والاطلاع منهما على المشهد السياسي وآخر تطورات الملف الرئاسي، بينما يواصل المرشح الرئاسي الوزير السابق سليمان فرنجية زيارته إلى باريس، وسط تسريبات عن تغيير في النظرة الأميركية لمواصفات المرشح الرئاسي المطلوب وربطها بخبرة اقتصادية، نبّه منها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد باعتبارها دعوة لوضع المؤسسات المالية التي تسيطر عليها واشنطن مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يدها على القرار السيادي للدولة اللبنانية.
يصل إلى بيروت اليوم وفد قطري برئاسة وزير الدولة في وزارة الخارجية محمد بن عبد العزيز الخليفي، للقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وعدد من القيادات والجهات السياسية.
وبينما تشير مصادر مطلعة لـ “البناء” الى انّ الزيارة تأتي بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، فإنّ اللقاء الخماسي بين ممثلي فرنسا والولايات المتحدة وقطر والسعودية ومصر، ليس قريباً ولن ينعقد قبل حزيران المقبل، إلا إذا طرأت مستجدات جديدة قلبت في الموازين، خاصة انّ الرهان يبقى على مدى تحقيق اللقاء السعودي الإيراني لخرق في الملف اللبناني. وتلفت المصادر الى انّ ايّ جديد لم يطرأ على صعيد الموقف السعودي من ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، فالتحاور الباريسي مع الرياض في هذا الشأن لم يتبلور بعد، لأنّ الرياض لم تعط بعد رأيها في الضمانات التي قدّمها فرنجية للمستشار الرئاسي الفرنسي باتريك دوريل بالنسبة للحكومة وبرنامجها الإصلاحات المطلوبة.
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أنّ “المدخل إلى إعادة بناء مثل هذه الدولة هو انتخاب رئيس للجمهورية، ونحن دعمنا مرشحاً قادراً على أن يعبر بالبلد في هذه المرحلة بأكثر ما يمكن أن يتوهّم المرء من إنجازات وبأقلّ ما يمكن أن يدفع من ضريبة”. وقال: “منفتحون على الحوار مع الآخرين، لكن أين هو المرشح الآخر؟ حتى الآن الطرف الآخر لم يقدّم ولم يدعم مرشحاً له واضحاً، هم يعطلون ويؤخرون هذا الاستحقاق ويراهنون على وصول كلمة سر من الخارج للبدء في هذا الاستحقاق، ونحن لا نراهن على الخارج بل نراهن على دعاء المخلصين من أبناء شعبنا”.
ولفت رعد إلى أنّ “هناك خبراً نُشر في إحدى الصّحف ولم يتطرّق له البعض وهو أنّ الإدارة الأميركية غيّرت وجهة نظرها تجاه مرشّح الرّئاسة في لبنان وهي لا تُفكّر بشخصيات ممن اعتاد عليها الجمهور اللّبناني بل تفكّر بشخصيّة لها خلفية اقتصادية”.
وسأل رعد: “ماذا يعني لديه خلفيّة اقتصادية؟ يعني أنّ البنك الدولي يستطيع أن يتفاهم معه، كما صندوق النّقد الدّولي، لمصلحة التّعليمات والتّوجيهات والسياسات التي يرسمها النافذون الاستكباريّون للعالم من خلال هذه المؤسّسات الاقتصاديّة الدولية”.
واشار عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور إلى أنّ زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى باريس كانت جيدة وكان النقاش عميقاً ومهماً، ونحن نستكمل اتصالاتنا في الداخل وفي الخارج”.
كما شدّد على “أن يكون الرئيس إصلاحياً وإنقاذياً، وأن يمتلك خاصتين أو صفتين، الأولى أن يكون قادراً على جمع اللبنانيين، والثانية أن يكون قادراً على تصحيح علاقة لبنان مع الدول العربية، لأنه بلا العرب لا إنقاذ ولا هوية، وهي ليست فقط مسألة إنقاذ اقتصادي بل هذه هويتنا وهذا انتماؤنا”.
وقال البطريرك الماروني بشارة الراعي: نستعدّ مع النواب المسيحيين للخلوة الروحية صباح الأربعاء المقبل في مركز بيت عنيا في ظل سيدة لبنان ـ حريصا. نستمع خلالها إلى كلام الله في تأمّلين، ونكرّس الباقي للصلاة والصوم والتأمّل والتوبة، وننهي بالقداس الإلهي مع المناولة الفصحية. فنصلي معاً من أجل لبنان وخلاصه من أزماته السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية. وأضاف “ليعلم السياسيون وعلى رأسهم نواب الأمة أن ضامن السياسة الصالحة هو انتخاب رئيس للجمهورية يحمل هذه المواصفات لتنتظم معه المؤسسات الدستورية”.
ويعقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي مؤتمراً صحافياً قبل ظهر اليوم يتطرّق فيه إلى الإنتخابات البلدية والإختيارية، وذلك في وزارة الداخلية ـ الصنايع.
حكومياً لم يتمّ بعد تحديد موعد الجلسة الحكومية المرتقبة هذا الأسبوع، والتي ستبحث في جدول أعمال يتضمّن عدداً من البنود المعيشية والاقتصادية والمالية،
في حين افيد أنّ حلًّا جزئيّاً لإضراب القطاع العام سيعمل به من خلال تجزئة الحلول، حيث سيتمّ فصل العاملين في وزارة المالية عن سائر الموظّفين الآخرين والعسكريّين، وسيتمّ تحديد سعر خاص لمنصة “صيرفة” لموظّفي وزارة الماليّة لا يتجاوز 45.400 ليرة لبنانيّة للدّولار الواحد، بالإضافة إلى تسديد المستحقّات كافّة لهم.
ودعت “تنسيقية الدفاع عن حقوق العسكريين المتقاعدين” الى عدم قبض الرواتب حتى الأسبوع المقبل.
وأوضحت في بيان، “لا تقبضوا رواتبكم بانتظار استخلاص الموقف الصائب الواجب اتخاذه، والذي يجب أن يكون بمقدار الهجمة التي نتعرّض لها، ويكون هدفها المباشر السلطة التنفيذية ووزارة ماليتها يوم إنعقاد جلسة مجلس الوزراء”.
وتتجه الأنظار الى سعر صفيحة البنزين اليوم حيث توقع ممثل موزعي المحروقات فادي أبو شقرا أن تشهد أسعار المحروقات اليوم بعض التراجع، نتيجة تراجع الدولار بشكل كبير في السوق الموازية، داعياً الى الانتظار حتى صباح اليوم حيث يفترض ان تنجلي الأمور ويتبيّن حجم التراجع الذي ستسجله صفيحة البنزين، لا سيما أنّ الدولار غير مستقرّ، وهو شهد تراجعاً كبيراً أمس إلا أنه عاد وارتفع مساء.
الى ذلك تنظر محكمة الاستئناف في باريس غداً في صحة عمليات حجز على عدد من الأملاك العقارية والأموال المصرفية لحاكم المصرف المركزي رياض سلامة للاشتباه بجمع ثروته في أوروبا عن طريق الاختلاس.
وتناقش غرفة التحقيق الباريسية غداً الطلبات التي قدّمها سلامة لاستعادة أكثر من عشرة أملاك وأموال تمّ تجميدها في فرنسا وتضمّ شققاً في الدائرة السادسة عشرة من باريس وعلى جادة الشانزيليزيه، كما في المملكة المتحدة وبلجيكا، فضلا عن حسابات مصرفية وغيرها. وستجري مناقشة القرار بشأن هذه الأصول التي تقدّر قيمتها بعشرات ملايين اليورو، على أن يصدر القرار خلال أسابيع.
كما يطالب ويليام بوردون محامي طرفي الادّعاء المدني منظمة “شيربا” غير الحكومية و”تجمع ضحايا الممارسات الاحتيالية والجنائية في لبنان”، بتأكيد عمليات حجز الأملاك والأموال التي “تستند إلى عناصر أدلة قوية جداً” مضيفاً أنّ “الطلبات التي قدّمت لرفع اليد إنما هي معركة خطوط خلفية بقدر ما هي عملية علاقات عامة”.
"الجمهورية": فرنجية عاد من باريس مرتاحاً.. والإستحقاق متحرِّك خارجياً ومتعثر داخلياً
إنشغلت الاوساط السياسية في عطلة نهاية الاسبوع بِتتبّع زيارة رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لباريس واللقاءات التي عقدها في قصر الاليزيه، خصوصاً انها جاءت بناء على دعوة الجانب الفرنسي في ظل الحراك الجاري داخليا وخارجيا على جبهة الاستحقاق الرئاسي، وكذلك على مستوى الاتفاق السعودي ـ الايراني الذي أطلقَ مناخات إيجابية في المنطقة بَدت وكأنها تدفع الى ايجاد تسويات للأزمات فيها، ومنها أزمة لبنان من بوابة الاستحقاق الرئاسي الذي دخل في ضوء زيارة فرنجية الباريسية في دائرة الضمانات التي تمهّد لتحقيق تسوية حوله يتوقع ان تتبلور في وقت ليس ببعيد.
أبلغت اوساط مطلعة الى «الجمهورية» انّ فرنجية عاد مرتاحاً من العاصمة الفرنسية. واعتبرت انّ زيارته لباريس قرّبته بالتأكيد خطوة إضافية من قصر بعبدا ولكن لا يصح ان يتم التعامل معها وكأنها نهاية المطاف.
ولفتت هذه الاوساط الى انه يجب التعاطي بواقعية مع ما أنتجته الزيارة، مشيرة الى انّ مَن يعتبر انها كانت حاسمة رئاسياً يبالغ في تفاؤله، ومن يعتبر انها لم تحقق شيئا يُبالغ أيضا في تشاؤمه. واوضحت ان الفرنسيين طرحوا على فرنجية مجموعة من الأسئلة والاستفسارات التي تتعلق بمقاربته للملفات الاساسية، كاشفة انّ أجوبته كانت مرضية وفق المعايير الفرنسية، لكن المهم ان تتمكن باريس من إقناع السعوديين بما سمعته.
والى ذلك قالت مصادر مواكبة للاتصالات الجارية داخلياً ومع العواصم المهتمة لـ«الجمهورية» ان الاستحقاق الرئاسي دخل في مرحلة الضمانات والتسويات في ضوء اللقاءات التي عقدها فرنجية مع المسؤولين الفرنسيين، في ظل انطباع مفاده انّ الاتفاق السعودي ـ الايراني قَلّص المراحل وجَعل موعد انجاز الاستحقاق الرئاسي يقترب. وتوقعت المصادر انّ تنشيط الاتصالات محلياً وفي الخارج دفعا في اتجاه التوافق على انتخاب رئيس جمهورية جديد في ظل تقدّم ترشيح فرنجية على ما عداه من مرشحين معلنين وغير معلنين، على أن تُخاض العملية الانتخابات ديموقراطياً في موعدها في حال تعذّر الاتفاق على مرشح توافقي، بحيث يكون ذلك مخرجاً لكل الكتل المحرجة في تبديل مواقفها والتي صعدت بها الى أعلى الشجرة وترفض النزول منها الى الآن.
واكدت المصادر انّ الاجتماع الخماسي الثاني الذي يضم كلّاً من السعودية وفرنسا واميركا وقطر، يتوقع ان ينعقد في الرياض قريباً على ان يكون بنتائجه إيذاناً بالانطلاق الى انجاز الاستحقاق الرئاسي. واشارت الى انّ تقدّم الخطوات السعودية - الايرانية في اتجاه تنفيذ الاتفاق على تطبيع العلاقات بين البلدين من شأنه ان ينعكس تقدماً على صعيد معالجة بقية الازمات في المنطقة، ومنها الازمة اللبنانية التي يعطيها المعنيون اولوية بعد ازمة اليمن، في الوقت الذي تشهد العلاقة السعودية ـ السورية تطوراً ملحوظاً، حيث تردد ان وزير الخارجية السعودية سيزور دمشق قريباً حاملاً دعوة الى الرئيس السوري بشار الاسد لحضور القمة العربية المقرر انعقادها في الرياض في 19 ايار المقبل.
وكان وزيرا الخارجية الايراني حسين أميرعبداللهيان ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، بحثا خلال اتصال هاتفي امس الخطوات المقبلة في ضوء الاتفاق الثلاثي الموقّع بين السعودية وايران برعاية صينية. واتفق الوزيران على لقاء مشترك خلال الأيام المقبلة.
وعبّر وزير الخارجية الإيرانية عن ارتياحه الى المسار الإيجابي للعلاقات الثنائية، وأكد «عزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على تطوير سياسة الجوار».
من جهته، أكد بن فرحان على «ضرورة التواصل المستمر واللقاء بين المسؤولين في البلدين»، ولفت الى ان «العملية الجارية في البلدين إيجابية ومرضية».
الموفد القطري
وفي هذه الاثناء وصل الى بيروت في ساعة متأخرة من ليل أمس الموفد القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي، وسيلتقي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب. وليس مستبعداً ان يلتقي الموفد القطري قائد الجيش العماد جوزف عون في ظل المساعدات القطرية التي تصل الجيش منذ فترة، والتي واكَبت بداية الازمة المالية في لبنان.
وقالت مصادر ديبلوماسية تواكب الزيارة انّ الموفد القطري سيوسّع من لقاءاته لتشمل رؤساء الأحزاب اللبنانية، يبدأها بزيارة البيت المركزي لحزب الكتائب عند الثالثة بعد ظهر اليوم قبل ان يلتقي رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، كذلك سيلتقي مسؤولين في «حزب الله».
المعارضة
وفي المقابل قالت اوساط سياسية معارضة لـ«الجمهورية» انّ «هناك من يراهن على تبدلات مواقف خارجية من دون الاكتراث الى الواقع السياسي اللبناني المنقسم بين فريقين، وهذا الانقسام هو انقسام عمودي في ظل توتر سياسي، ويخطئ من يعتبر انّ أخذ موافقات خارجية ينسحب على الواقع اللبناني بدليل انه في العام 2016 كان هناك موقف خارجي مختلف عن موقف الداخل لجهة انّ المواقف الخارجية (واشنطن وباريس والرياض) كانت مؤيدة لترشيح فرنجية ولكن الواقع السياسي الداخلي ذهب في منحى آخر».
وأعطت المصادر مثالاً آخر وهو ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عندما اراد تشكيل حكومة بعد انفجار 4 آب وتم تكليف الدكتور مصطفى اديب هذه المهمة، فعلى رغم من الضغط الفرنسي الكبير وزيارة ماكرون لبنان لمرتين متتاليتين لم يتمكّن من تشكيل حكومة». واذ اكدت انّ «الموقف الخليجي ما زال على حاله»، سألت: «كيف يمكن تركيب البلد في ظل هذا الواقع؟ فهناك فريق داخلي لا يمكن ان يقبل بمرشح الممانعة سليمان فرنجية ولا تراجع على هذا المستوى، فيما الممانعة ليست في وارد ان تتراجع عن ترشيحها فرنجية وان تقبل بالمرشح ميشال معوض». وقالت: «الامور في حاجة الى تسوية وهذا ما يقوله النائب السابق وليد جنبلاط، أي علينا الذهاب الى مرشح لا يشعر من خلاله اي فريق بأنّ هناك تحدياً له في هذا السياق. وبالتالي، يخطئ من يعتبر ان المدخل للانتخابات هو خارجي. صحيح ان للخارج دوراً اساساً في أن يكون مسهلاً وداعماً والى ما هنالك، ولكن كيف يمكن تركيب الواقع السياسي في البلد؟ من الواضح ان القوى المعارضة على اختلافها ليست في وارد التراجع عن مواقفها، وهنا نتكلم تحديداً عن احزاب «القوات اللبنانية»، الكتائب، الوطنيين الاحرار، الشخصيات المستقلة المسيحية والاسلامية، وعن جزء واسع من «الثورة». وبالتالي، هل في إمكان فريق واحد ان يخرج لبنان من الانهيار على وقع انقسام سياسي لا يمكن تركيبه ؟».
واضافت الاوساط المعارضة «اذا اخذنا تأسيساً على تجربتين، تجربة «اتفاق الدوحة» وتجربة تسوية الـ 2016. حصل توافق صحيح كان هناك تدخلات خارجية، ولكن كان هناك توافق داخلي كبير، ففي تسوية 2016 كان هناك 6 احزاب وتيارات سياسية كبرى داعمة لهذا المناخ ولهذا التوجّه، وفي اتفاق الدوحة كانت قوى 14 و 8 مع هذا التوجه، وبالتالي اليوم نحن في حاجة الى تسوية، والتسوية لا يمكن ان تحصل على قاعدة مرشح فريق سياسي. وتُخطئ اي جهة اذا كانت تعتقد انّ الرهان على الوقت يمكن ان يبدّل في المواقف لأن الزمن تبدّل انطلاقاً من واقع الانهيار والى ما هنالك».
وأكدت الاوساط المعارضة أنه «في حال لم يحصل اي تغيير وأي محاولة لكسر هذا الجمود الرئاسي من خلال أسماء جديدة على الطريقة التي اعتمدها جنبلاط بطرحه ثلاثة اسماء خارج معوض ـ فرنجية، فإنّ الفراغ سيطول، وحتى لو حصلت الانتخابات الرئاسية فإنها ستحصل على واقع تَحد داخلي سيُدخل البلد في مزيد من التوترات فضلاً عن ان المعارضة متأكدة من امرين اساسيين: الاول ان لا تبديل في بعض المواقف الخارجية. والثاني ان المواقف الداخلية ذاهبة الى مزيد من التصعيد وليس الى التراجع او الاحتواء».
ميقاتي والملفات الاجتماعية
من جهة ثانية، وبعد عودته من أداء مراسم العمرة في الأراضي المقدسة، يستأنف ميقاتي اليوم البحث في مجموعة من الملفات الاجتماعية والمالية في مواجهة التطورات السلبية التي حكمت أوضاع موظفي القطاع العام والمتقاعدين العسكريين والمدنيين قبل استئناف نشاطهم التصعيدي في الشارع في أي وقت، بدءاً من اليوم الذي تحوّل موعداً للبت من جديد بتحديد سعر صيرفة الخاص برواتب العسكريين من المنخرطين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين بعدما أجمعوا على تمنّعهم عن سحب وتسلّم رواتبهم عن شهر نيسان الجاري بناء لدعوة من قيادة الجيش والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي رفضاً منهم لاقتراح وزير المال بتحديده بستين ألف ليرة وإصرارهم على سعر 28500 ليرة، وإن جرى التفاهم على 45000 ليرة فسيكون الحل الوسط الجديد الذي يمكن ان يقبل به موظفو القطاع العام رغم اصرار وزارة المالية على استبعاد هذا القرار لعدم قدرتها على توفير الكلفة المقدرة.
وكُشِفَ أمس انّ من بين التفاهمات التي قادت إلى تجميد اضطراب موظفي «أوجيرو» التفاهم على تسديد رواتبهم المتأخرة بعد احتسابها على أساس 60 ألف ليرة لسعر صيرفة.
ولذلك من المقرر ان يترأس ميقاتي ظهر اليوم اجتماع «اللجنة الوزارية المكلفة معالجة تداعيات الازمة المالية على سير المرفق العام». وبحسب أوساط حكومية مقرّبة من رئيس الحكومة وتعمل على تحضير ملفات الاجتماع، فإن «اللجنة التي تضم وزراء يمثلون كل المكوّنات السياسية الممثلة في الحكومة ستناقش مجمل الملفات المطلبية المتعلقة بالادارات والمؤسسات العامة، وتحدّد معالم الحلول في ضوء التقرير المفصّل الذي وضعته وزارة المال ليُبنى على الشيء مقتضاه».
وشددت هذه الأوساط على أن «اللجنة ستناقش التوجّه الذي أعدّه رئيس الحكومة، بضرورة أن تكون الاقتراحات المقدمة ضمن الإطار الذي يسمح به واقع المالية العامة، وبعيداً عن المزايدات الشعبوية التي يعتمدها البعض، ولن يقبل بأن يستمر البعض في تحميله المسؤولية الاحادية عن واقع اجتماعي ومالي على الجميع التعاون لتجاوزه بعيداً عن المزايدات».
"اللواء": يوم الرواتب والعواقب.. وميقاتي لن يتحمل المسؤولية منفرداً
كل المعطيات تشير الى ان اليوم الاثنين هو يوم مفصلي، بكل معاني الكلمة، لجهة تبين المسار العام بين معالجات تنهي أزمة قبض الرواتب وتؤسس لمعالجة هادئة، ودائمة للرواتب والمعاشات المتآكلة في القطاع العام، سواء لجهة العاملين في الخدمة او المتقاعدين من مدنيين وعسكريين وسفراء وقضاة ومدراء عامين.
قدامى العسكريين يتجهون مع قدامى اساتذة الجامعة ومتقاعدي التعليم الرسمي ما قبل الجامعي من اساتذة ثانويين وابتدائيين الى موظفين سابقين في مختلف ادارات الدولة، فضلاً عن رابطة موظفي الدولة، الذين يستمرون في الاضراب للشهر الرابع على التوالي، مما يؤثر على جباية الاموال وخزينة الدولة والمالية العامة، الى الاعتصام مجدداً في ساحة رياض الصلح اذا دعت الحاجة اليوم، حيث تجتمع اللجنة الوزارية لتسيير المرفق العام، وتبحث في مطلب تخفيض سعر صيرفة عن الـ60 الفاً او تقديم مساعدات اضافية، لا تقل عن اثنين او ثلاث لاستعادة بعض ما خسرته الرواتب والمعاشات من قيمة شرائية مع الارتفاع المرعب في الاسعار من الدولار الى سائر السلع والحاجيات والخدمات.
وعلى الجملة، فلبنان يقف على فالق انتظار المساعي الخارجية العربية والفرنسية لمعالجة الخلافات حول انتخاب رئيس للجمهورية، حيث بحثت فرنسا الموضوع مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بعدما استقبلت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، فيما يصل الى بيروت اليوم الموفد القطري وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي، ويلتقي الرئيسين نبيه بري (ظهر اليوم). ونجيب ميقاتي (الساعة 11 من قبل الظهر) ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب، كما يزور رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال ارسلان قرابة الحادية عشرة ليلاً في دارة خلدة، كما يُرتقب ان يزور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيسحزب القات اللبنانية سمير جعجع وقيادات اخرى. فيما تستمر المعالجات لمطالب موظفي القطاع العام في اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بإدارة تأثير الازمة على المرفق العام الساعة ١٢ ظهراً. تلافيا لمزيد من الاضرابات والتحركات في الشارع التي يهدد بها اكثر من قطاع.
وبحسب جهات شبه رسمية، فان اللجنة التي تضم كل المكونات السياسية الممثلة في الحكومة ستناقش مجمل الملفات المطلبية المتعلقة بالإدارات والمؤسسات العامة وتحدد معالم الحلول في ضوء التقرير المفصل الذي وضعته وزارة المال ليبنى على الشيء مقتضاه، موضحة ان المناقشات ستنطلق من التوجه الذي اعده رئيس الحكومة بضرورة ان تكون الاقتراحات المقدمة ضمن الاطار الذي يسمح به واقع المالية العامة.
وألمحت الى ان الرئيس ميقاتي سيتحدث خلال رعايته حفل افطار دار الايتام الاسلامية حيث سيلقي كلمة يحدد فيها طبيعة المرحلة المقبلة على الصعيد الحكومي، بعد التطورات الاخيرة التي حصلت.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ»اللواء» أن زيارة رئيس تيار المردة النائب السابق سليمان فرنجية الى فرنسا حركت الملف الرئاسي الذي يخضع لجمود كبير في الداخل . ورأت هذه المصادر أن لا نتائج فورية لهذه الزيارة قبل أن تبحث مناقشاتها بين المعنبين في هذا الملف ، معتبرة أن ما من جواب سلبي وصل مسامع الوزير السابق فرنجية بشأن خوضه معركة الرئاسة وإن فرنسا فضلت الأطلاع على مقاربة فرنجية وأفكاره.
ورأت أن المواقف المحلية والخارجية حيال ملف الاستحقاق الرئاسي لا تزال على حالها من التباين ودعت إلى انتظار ما قد يقدم عليه الجانب الفرنسي بعد هذه الزيارة.
ومن مصادر دبلوماسية عربية، علمت «اللواء» ان ملف لبنان دخل في صميم الاتصالات، لكنها استبعدت حصول اي تقدم جدي، قبل القمة العربية في المملكة العربية السعودية في 19 أيار المقبل، حيث، وحسب المصادر، سيحضر الملف اللبناني بقوة من جوانبه كافة سواء السياسية او المالية والاقتصادية.
وشددت مصادر سياسية على ان ملف انتخاب رئيس الجمهورية، لا يزال اسير المراوحة والدوران في حلقة الاخذ والرد ،بالرغم من كل مايحاك من سيناريوهات حول الدور الفرنسي بهذا الخصوص، بينما لوحظ ان زيارة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى باريس، لم تحقق الاختراق المطلوب بملف الانتخابات الرئاسية،لان العائق الاساس وهو ترشيحه من قبل الثنائي الشيعي، واعلانه باستمرار الانضواء تحت تحالف الحزب والنظام السوري، بقي دون حل، مع استمرار رفض اكثرية الدول التي شاركت بلقاء باريس الخماسي، لهذا الخيار،ووقوفها حائلا دون الموافقة على اعتباره،مرشحا توافقيا، يستطيع أن يستقطب جميع الاطراف اللبنانيين نحوه من جهة، ويكون قادرا على الانفتاح على دول الخليج العربي وتحديدا المملكة العربية السعودية.
واشارت الى ان الملف برمته، لا يزال ضمن التشاور بين الاطراف اللبنانيين وباريس،ودول اللجنة الخماسية، فيما لوحظ ان كل ما تم تناقله من معلومات ، لم يكن دقيقا، في حين لوحظ ان حزب الله اعلن على لسان النائب محمد رعد رفضه لرئيس يمتلك مواصفات اقتصادية، ويستطيع ان يتعاطى مع المؤسسات المالية الدولية والبنك الدولي للمساعدة بحل الازمة المالية والاقتصادية الصعبة التي يواجهها اللبنانيون، ما يعني انتقادا واضحا ورفضا، لما يحكى عن احتمال ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور.
من جهة ثانية، اشارت المصادر إلى ان تحديد مصير اجراء الانتخابات البلدية، يدخل اليوم موعدا حاسما، لناحية تأكيد وزارة الداخلية، باجراء الانتخابات البلدية في مواعيدها المحددة، او الاعلان عن تأجيلها، بينما يبقى الجدل قائما، حول الطريقه التي سيعلن فيها التأجيل، وما اذا كان بقرار من وزارة الداخلية أو من خلال مجلس الوزراء، والخشية من ان يتسببب قرار التأجيل بتصعيد سياسي وشعبي ،بدأت ملامحه تتكشف من خلال الحملات الاعلامية المكشوفة التي تعارض التأجيل.
والبارز اليوم الزيارة التي سيقوم بها الموفد القطري إلى لبنان، ومايحملة في جعبته، لاسيما وان قطر هي من ضمن الدول التي يضمها اللقاء الخماسي في باريس، خصوصا ان جدول زيارته، يشمل مروحة واسعة من السياسيين والمسؤولين على اختلافهم وقائد الجيش ايضا.
زيارة فرنجية لباريس
فقد عاد رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية مساء السبت إلى لبنان قادماً من العاصمة الفرنسية باريس، ولم تصدر اي معلومات اوتسريبات عن لقاء فرنجية يوم الجمعة مع مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل، وتضاربت المعلومات بين إيجابية لجهة إبقاء باب ترشيحه مفتوحا ولو مواربة وليس بالكامل بعد الاستفسار منه عن الضمانات التي يمكن ان يقدمها بخاصة للجانب السعودي حول العلاقة مع حزب الله وسلاحه وحول تشكيل الحكومة والثلث الضامن فيها وبرنامج الاصلاح والعلاقة مع دول الخليج ومع سوريا لجهة مسألة ضبط الحدود ومنع تهريب المخدرات بالإضافة إلى البحث في ملف اللاجئين السوريين وإعادتهم.
وذكرت مصادر مطلعة ان الضمانات المطلوبة تشمل أن يكون رئيس الحكومة اصلاحياً، مع عدم التدخل بتسمية الوزراء السنّة في حكومته، ومنح الحكومة صلاحيات في إقرار الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ووضع الخطة الإصلاحية والإنقاذية مالياً واقتصادياً، كما تشمل الضمانات عدم منح ثلث معطّل لأي فريق.
اما الاجواء السلبية فمفادها ان الرفض السعودي والاميركي مستمر لترشيح فرنجية، وان البحث سيجري عن خيار ثالث لمرشح مقبول من اغلب الكتل النيابية.لكن تردد ان بقاء فرنجية يوما آخر في باريس بعد لقاء دوريل كانت له اسبابه لجهة مناقشة الضمانات المطلوبة واعطاء فرنجية وقتاً للتشاور أو الرد عليها.
لكن اكتفى مصدر مقرب من تيار المردة بالقول لـ»اللواء»: ان نتائج الزيارة كانت «تأكيد المؤكد»، ولم يُعطِ تفاصيل اضافية. لكن ثمة من فهم هذه العبارة على انه مستمر بترشيحه لرئاسة الجمهورية من دون الاعلان رسمياً عن ذلك لحين اتضاح نتائج المسعى الفرنسي مع السعودية، بناء للضمانات التي طلبتها المملكة. والتي اعطاها او سيعطيها فرنجية.
مجلس الوزراء
على صعيد العمل الحكومي، وفيما تردد ان الرئيس نجيب ميقاتي سيدعو لعقد جلسة لمجلس الوزراء الاسبوع الحالي . يُفترض ان تنعقد اللجنة الوزارية المكلفة بدرس ازمة القطاع العام والوضع المالي اليوم الاثنين لبحث هذا الموضوع ومواضيع اخرى ملحة.
وتبحث اللجنة سبل حل مشكلة رواتب موظفي القطاع العام المدنيين والعسكريين والمتقاعدين الى جانب وضع موظفي اوجيرو بعد ان طالب وزير الاتصالات جورج قرم بجلسة طارئة لهذه الغاية.
إقرأ المزيد في: لبنان
01/11/2024