معركة أولي البأس

 

لبنان

دعوة فرنجية لزيارة فرنسا تتصدر افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 31 آذار 2023
31/03/2023

دعوة فرنجية لزيارة فرنسا تتصدر افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 31 آذار 2023

توقفت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة 31 آذار 2023 عند الدعوة التي تلقاها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لزيارة باريس اليوم وما حملته من دلالات، وعودة التحركات المطلبية إلى تصدر المشهد الداخلي.

الأخبار
في هذا السياق كتبت صحيفة الأخبار تقول: عاد الملف الرئاسي إلى الواجهة أمس مع الإعلان عن تلقّي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اتصالاً من المسؤول الفرنسي عن الملف اللبناني باتريك دوريل الذي وجه إليه الدعوة لزيارة باريس اليوم. تتزامن الزيارة مع وجود رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في باريس منذ أيام للقاء دوريل، علمًا أن «لا لقاء سيجمع فرنجية وجنبلاط في العاصمة الفرنسية» وفقَ ما تؤكد مصادر الأخير.

وتأتي الدعوة بعد أيام من اتصال بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «ناقشا خلاله الملف اللبناني»، وسط معلومات عن تراجع فرنسا عن الدعم الذي تقدمه باريس لفرنجية، وأن هناك احتمالاً كبيراً بأن تكون العاصمة الفرنسية في صدد إبلاغ فرنجية عجزها عن إقناع الولايات المتحدة أو السعودية بالسير به ضمن صفقة شاملة.

وبحسب مصادر ديبلوماسية، فإن الجانب الفرنسي بدا شديد التوتر إزاء ما سمعه من الجانبين الأميركي والسعودي لناحية رفض إطلاق مبادرة يعتبرها الطرفان «مراضاة لحزب الله»، وأن باريس شعرت بذلك من خلال تعرضها لحملة في لبنان من قبل حلفاء واشنطن والرياض، إضافة إلى إشارة مصرية إلى أن موقف السعودية يبقى أساسيًا في الملف، ولا يمكن للقاهرة السير في أي خيار ترفضه الرياض.

وقالت المصادر إن المعطيات الحقيقية حول الاجتماع الخماسي الأخير في باريس أظهرت وجود خلافات كبيرة، وإن القاهرة تحاول القيام بمبادرة لإعادة التواصل إلى مستواه العملاني. وأضافت أن المصريين يعولون كثيرًا على الاتفاق السعودي – الإيراني لتوسيع قنوات الحوار الخارجي حول لبنان، وإن كانت طهران والرياض تجنبتا الحديث عن أي انعكاسات مباشرة للاتفاق بينهما على الوضع في لبنان.

من جهته، أبدى فرنجية أمام زوراه «ارتياحًا كبيرًا لسير الأمور في اليومين الأخيرين». ونقل هؤلاء أن «فرنسا لا تزال على موقفها من ترشيحه»، مشيرين إلى أن الزيارة «قد تكون من أجل استكمال البحث في الملف الرئاسي، أو إبلاغ رسالة سعودية إلى فرنجية على سبيل طلب بعض الضمانات أو الاستفسار عن بعض الأمور»، لكن من دون المبالغة في توقع الإيجابيات من هذه الزيارة. وقال الزوار أيضًا إن فرنجية سمع من السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف الذي زاره أمس كلامًا إيجابياً حول مساع تقوم بها موسكو مع الرياض لإقناعها بالسير بتسوية يكون فرنجية عنوانًا لها. كما وضع روداكوف فرنجية في أجواء الشق اللبناني من الاجتماع الذي حصل أخيرًا بين وزيري خارجية روسيا والسعودية.
في هذا الإطار، كانَ لافتاً كلام مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، إذ أملت في أن «ينعكس التقارب السعودي - الإيراني بشكل إيجابي على لبنان، وأي خفض للتوترات بين لاعبين إقليمين كبيرين، وأي شيء يؤمن هدنة للتصعيد المستمر منذ سنوات هو شيء عظيم». وليف التي زارت بيروت أخيراً في زيارة رسمية التقت خلالها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، وعددًا من المسؤولين، مقاطعةً القوى المسيحية، لفتت إلى «أنني شددت في بيروت على الحاجة لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ذات صلاحيات كاملة، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية لإعادة لبنان إلى طريق الانتعاش»، موضحة أنّ «مساعدة اللبنانيين في أوقات الأزمات أولوية بالنسبة لنا».

البناء
فيما يستمرّ مسلسل الانهيار التدريجي المالي والاقتصادي والاجتماعي يبدو أن الشلل يقضم ما تبقى من مؤسسات ومرافق لا تزال على قيد الحياة والعمل، في المقابل لم تفضِ المشاورات الخارجيّة على الخط الفرنسي – السعودي حتى الساعة إلى نتائج عملية بانتظار استكمال المباحثات بين باريس والرياض وسط حديث عن زيارة سيقوم بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى السعودية للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإجراء مباحثات في عدة ملفات من بينها لبنان.
وعلمت «البناء» أن «السعودية لا تزال على موقفها من الملف الرئاسي اللبناني مع مرونة مستجدّة لجهة البحث بتسوية رئاسية، فالرياض لم تدخل في الشأن اللبناني ولا بأسماء بل تترك للمجلس النيابي اللبناني اختيار الرئيس الذي يمثل مصالح اللبنانيين وبعد انتخابه تتعامل معه وفق المواصفات التي تراها مناسبة ووفق برنامج العمل الذي يحمله وهوية الحكومة التي ستشكل لاحقاً وشخصية رئيسها وسياساتها الداخلية والخارجية لا سيما لجهة مكافحة الفساد والاستقلالية وحماية أمن الخليج والدول العربية»، لكن المعلومات تؤكد بأن السعودية «لم تضع فيتو على اسم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وإن لم تتبنّه أو تعلن دعمها له». ولفتت المعلومات الى أن الفرنسيين «أعادوا صياغة مبادرتهم باتجاه تجاوز المقايضة مع السعودية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة الى الانفتاح على أسماء جديدة يمكن أن تشكل توافقاً بين اللبنانيين».
وأفادت مصادر إعلامية أن فرنجية يزور فرنسا اليوم ويلتقي مستشار شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الرئاسية الفرنسية باتريك دوريل.
ومن المتوقع وفق مصادر «البناء» أن يحسم فرنجيّة موقفه من مسألة الترشح بعد عودته الى لبنان سلبًا أم إيجابًا، مع ترجيح المصادر أن يعلن فرنجية ترشيحه مع برنامج عمله في مؤتمر صحافي خلال الأسابيع القليلة المقبلة وقد يكون في نيسان المقبل وهو ينتظر نضوج الظروف الإقليمية والدولية التي تصبّ في صالح انتخابه لا سيما الاتفاق الإيراني السعودي وعودة العلاقات الديبلوماسيّة بين الرياض ودمشق.
إلا أن أوساطًا سياسية مطلعة حذرت عبر «البناء» من «عرقلة أميركية لأي تسوية في لبنان، واضعة زيارة مساعدة وزير الخارجية الأميركي باربارا ليف لشؤون الشرق الأدنى، إلى لبنان في إطار محاولة تعطيل أي تسوية قد ترعاها السعودية مع كل من باريس وطهران ودمشق من خلال إبلاغ بعض الأطراف السياسية والنيابية في لبنان بأن الأميركيين غير معنيين بأي تداعيات للانفتاح السعودي الإيراني على الساحة اللبنانية». وأشارت الأوساط الى أن الأميركيين يريدون لبنان ضعيفًا لفرض الشروط السياسية عليه تحت عنوان توقيع اتفاقية مع صندوق النقد الدولي، متهمة الولايات المتحدة بأنها حوّلت لبنان الى متسوّل للمساعدات الخارجية بعد تطبيق سياسة الحصار الاقتصادي والمالي على لبنان وسورية منذ 3 سنوات، محذرة من أن واشنطن تريد أن يصل الانهيار إلى مرحلة تستطيع عبرها فرض الإملاءات على حزب الله والحكومة والدولة اللبنانية.

في غضون ذلك، عادت التحركات الاحتجاجية الى الشارع، حيث نفّذ المجلس التنسيقي للمتقاعدين في القطاع العام اعتصامًا، في رياض الصلح، بمشاركة كثيفة من تجمّع «الولاء للوطن»، بالإضافة إلى رابطة قدماء القوات المسلحة اللبنانية ومختلف مجموعات العسكريين المتقاعدين دعمًا لمطالبهم المعيشية، وسط انتشار أمني كثيف للجيش والقوى الأمنية ومكافحة الشغب. وتمّ رفع لافتات تندّد وتدين المسؤولين عما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة والكارثية والمصارف ومصرف لبنان. وأجمعت كلمات عدد من المحتجين على «التنديد بالمسؤولين الفاسدين الذين سرقوا شعبهم ودمّروا البلد بكلّ مؤسساته وإداراته»، محذرين «السلطة من تمييع وتضييع قضيتهم المحقة وصولاً إلى تصعيد لا يُحمد عقباه»، مطالبين بأن «يكون سعر صيرفة على دولار 28».
وتوجّه عدد من المحتجين الى أمام مصرف لبنان للتظاهر. وقد حاول عدد من العسكريين المتقاعدين إزالة الأسلاك الشائكة، في مواجهة فرقة مكافحة الشغب. وكانت مواجهات بين الجيش اللبناني والعسكر المتقاعد. وبعد أن التقى وفد من العسكريين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث طلب منه اعتماد سعر 28500 للرواتب، أبلغهم أنه بحاجة لموافقة الحكومة ووزير المال، واستمهل الوفد حتى يوم الاثنين.
وأشارت مصادر نقابية الى أنّ «المركزي» كان سيعتمد سعر «صيرفة» الحالي أي 90 ألف لكل الرواتب، ويمكن أن يعيد النظر بالموضوع لتصبح الرواتب على سعر صيرفة ما بين الـ60 أو 70 ألف ليرة لشهر آذار. في المقابل، أكدت مصادر معنية أخرى بأن سعر صيرفة لرواتب القطاع العام من بينهم العسكريون ومعاشات المتقاعدين سيُحتسب على ستين الف ليرة لبنانية للدولار الواحد، بدلاً من التسعين ألف ليرة.

الجمهورية
الاقتناع المكتسب من مسار الاتفاق السعودي ـ الايراني بأنّ لبنان "آخرًا" لم يَحجب تفعيل "الانتانات" السياسية لالتقاط إشارات من قنوات ذات شأن وفاعلة في أذرعه، إذ تبين خلال الـ 48 ساعة الماضية، وخصوصًا بعد الاتصال بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان وما رافقه من أخبار ومعلومات معظمها غير دقيق، أنّ رياحًا ساخنة لفحت الملف الرئاسي. فالسفير السعودي وليد البخاري غادر صباح أمس إلى الرياض فيما رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية وصل إلى باريس مساء وستكون له اليوم لقاءات في قصر الاليزيه.
في معلومات لـ"الجمهورية" من مصادر مطلعة بقوة على الملف انّ النقاش لم يعد محصورًا في ما إذا كان هناك "فيتو" سعودي على اسم رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية من عدمه، إنما في توقيت التسوية وشروطها، والتي ستكون محصورة بطرفي الاتفاق السعودي ـ الايراني وحلفائهما، وليس بأي جهة أو جهات أخرى تعمل على خطوط تقارب مصالحها الشخصية.

وأكدت هذه المصادر انّ زيارة فرنجية لفرنسا قد لا تحقّق أي خرق وفيها مصلحة لباريس أكثر منها إلى فرنجية نفسه المُرتاح جدًا إلى الموقف الفرنسي، غير أنه مقتنع تمامًا بأنّ الرضى السعودي هو ممر إلزامي لقبوله بالمهمة الرئاسية، وقد وصلته الأجواء التي تؤكد أنّ المملكة العربية السعودية لا تضع "فيتو" عليه ولم تشطب اسمه إنما تصرّ على تقوية ورقة المواصفات حتى يعزف أصحابها أنفسهم أو يعملوا على التأهّل لها. ورأت "أن الحل لا يزال بعيدًا، وقد ينبت العشب قبله لكنّ حظوظ فرنجية عادت إلى واجهة الرصد، وأنّ الوقت، كما التطورات، كفيلان بتغيير مسار الاحداث"… وأضافت المصادر "أن الفرنسي يغنّي على ليلاه ويطرح أفكارًا لكن الكلمة ستكون للاتفاق السعودي ـ الإيراني".

النهار
لم تحجب التحركات المطلبية التي عادت الى تصدر المشهد الداخلي الدلالات الثقيلة لسياق خارجي ودولي بات طاغيًا على معظم المواقف الخارجية المؤثرة حيال لبنان لجهة اتباع أسلوب الادانات القاسية والصارمة حيال الطبقة السياسية والرسمية عمومًا. وإذا كان معظم المسؤولين والسياسيين اللبنانيين اعتادوا الاستهانة بهذا التراكم التصاعدي من الادانات التي تعكس نظرة دولية عارمة شديدة السلبية تجاه السياسيين والمسؤولين اللبنانيين، فإن ذلك يشكل في اعتقاد أوساط ديبلوماسية منتهى التهور والجهل والاستخفاف بالتداعيات التي ستترتب تباعا على هذه الادانات ولو ان لبنان قد لا يحتل راهنا مرتبة متقدمة في أولويات الدول. ولم تكن مصادفة، في هذا السياق، ان تطلق الإدارة الأميركية أمس موقفًا سلبيًا من قادة لبنان وتحصر طريق خروجه من ازمته باتفاق مع صندوق النقد الدولي بعد نحو أسبوع من اعلان بعثة الصندوق الى لبنان خلاصات شديدة السلبية حيال السياسات الداخلية في لبنان راهنًا بما يعني أن كلفة التأخير أو العجز أو المماطلة المتعمدة في تلبية متطلبات المفاوضات بين لبنان وصندوق النقد باتت تحت العين الأميركية خصوصًا والدولية عمومًا كممر أساسي إجباري لدعم لبنان من عدمه في الكارثة التي يرزح تحتها .

اذ انه بعد أيام من زيارتها لبيروت، بادرت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف إلى توجيه دعوة إلى "اللبنانيين إلى الإسراع بانتخاب رئيس جديد للبلاد". واعتبرت "أن السياسيين في لبنان يفتقرون إلى الإحساس بضرورة الإسراع بإخراج البلاد من أزمتها". وشددت على أن "لبنان ليس لديه مخرج آخر من أزمته سوى التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي". ورأت أن الاتفاق بين السعودية وإيران "قد يكون له تأثير مهدئ ونافع في لبنان وفي المنطقة كلها".

كما ان السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو اكدت في سياق رعايتها احتفالا بإطلاق المرحلة الثانية من مشروع "شبكة" في الجامعة اليسوعية أمس أنه "يجب أن يتحمل المسؤولون اللبنانيون مسؤولياتهم، فالحلول معروفة، وهناك خطوات وإصلاحات عدة يجب اتخاذها. إن الأزمة الاقتصادية والمالية ليس من الصعب حلها، لكن تلزمها الإرادة السياسية". وأضافت: "المطلوب سير عمل المؤسسات، فما يعيشه اللبناني أمر غير طبيعي. هناك شلل في المؤسسات وفراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال، وتنصل من المسؤولية". وأكدت أن "التعافي ممكن في لبنان لكي لا تذهب جهودنا وجهودكم سدى".

وتجدر الإشارة إلى أنه في إطار التحركات السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي أفيد أن رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية سيقوم بزيارة لباريس ويلتقي اليوم باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى.

وأكد مصدر فرنسي رفيع لـ"النهار" أن فرنجية سيلتقي الفريق الاستشاري الفرنسي للرئيس ماكرون. ووفق المصدر أن باريس حريصة ان يقدم فرنجية ضمانات أنه إذا تم انتخابه رئيسًا ينبغي ألا يعطل عمل الحكومة الاصلاحية التي يقع عليها تنفيذ الاصلاحات لإخراج البلد من محنته وألّا يستخدم الثلث المعطل. ولكن المصادر نفسها تبقى حذرة جدًا إزاء موقفه وتقديمه الضمانات فلدى الفريق الرئاسي الفرنسي خبرة واسعة بالوعود اللبنانية، ولكنها رغم ذلك تبحث عن مخرج بسرعة للفراغ في لبنان قبل التدهور التام لأن الوضع في لبنان خطير جدًا والرئيس ايمانويل ماكرون عازم على انقاذه قبل الانهيار التام.

اعتصامان… وتسوية؟
ولعل اللافت في الامر ان الإدانة الأميركية الجديدة جاءت على وقع احتدام التحركات المطلبية واشتداد الازمات الخدماتية التي بلغت حدودا غير مسبوقة في ازمة هيئة اوجيرو الى حدود التأهب لطلب تسليم القطاع الى الجيش وهو تطور غير مسبوق منذ بداية ازمة الانهيار المالي قبل أكثر من ثلاثة أعوام وينذر بتداعيات وتعقيدات كثيفة. وفي هذا المناخ نفّذ المجلس التنسيقي للمتقاعدين في القطاع العام اعتصاماً أمس في ساحة رياض الصلح، بمشاركة كثيفة من رابطة قدامى القوات المسلحة اللبنانية ومختلف مجموعات العسكريين المتقاعدين دعماً لمطالبهم المعيشية، وسط انتشار أمني كثيف. وتمّ رفع لافتات تندّد وتدين المسؤولين عما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمالية والمعيشية الخانقة والكارثية والمصارف ومصرف لبنان. وأجمعت كلمات عدد من المحتجين على "التنديد بالمسؤولين الفاسدين الذين سرقوا شعبهم ودمّروا البلد بكلّ مؤسساته وإداراته"، محذرين "السلطة من تمييع وتضييع قضيتهم المحقة وصولاً إلى تصعيد لا يُحمد عقباه". وتوجه عدد من المحتجين الى أمام مصرف لبنان للتظاهر حيث حاول عدد من العسكريين المتقاعدين إزالة الأسلاك الشائكة في مواجهة فرقة مكافحة الشغب. وكانت مواجهات بين الجيش اللبناني والمتقاعدين الذين التقى وفد منهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، حيث طلب منه اعتماد سعر 28500 ليرة للرواتب، أبلغهم انه بحاجة لموافقة الحكومة ووزير المال، واستمهل الوفد حتى يوم الاثنين.

وعلى وقع التحركات التي قام بها العسكريون المتقاعدون، وفي ظل المطالبات النقابية بضرورة استمرار مصرف لبنان بدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين والعسكريين في القطاع العام والاساتذة في التعليم الرسمي واساتذة الجامعة اللبنانية على سعر صيرفة 45 ألف ليرة للدولار، أكدت مصادر نقابية لـ"النهار" أن "المركزي" الذي كان سيعتمد سعر "صيرفة" الحالي أي 90 ألف لكل الرواتب، سيعيد النظر بالموضوع لتصبح الرواتب على سعر صيرفة 60 ألف ليرة لشهر آذار، في انتظار أن تبت الحكومة في أول جلسة تعقدها بالتعويض وإعطاء بدل إنتاجية للموظفين في القطاع العام والعسكريين وبدل نقل يصل إلى 5 ليترات يوميا، وراتبين أو 3 للمتقاعدين ليصل مجموعها إلى 5 أو 6 رواتب.

إقرأ المزيد في: لبنان