معركة أولي البأس

 

لبنان

رياح التحولات الإقليمية لم تلفح لبنان بعد.. وبكركي دعت لخلوة للنواب المسيحيين
20/03/2023

رياح التحولات الإقليمية لم تلفح لبنان بعد.. وبكركي دعت لخلوة للنواب المسيحيين

تتسارع التحركات الإقليمية على خلفية الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين، والاندفاعة العربية نحو إعادة الدور إلى سوريا على الساحة، تضاف إليها تطورات دولية على ساحة الصين وروسيا، ما يعزز تراجع دور الولايات المتحدة وحلفائها على أكثر من مستوى.
لبنان الغارق في الفوضى الاقتصادية يتخبط فيه المواطنون ضمن معركة الدولار والليرة التي تستمر في النزف وفقدان قيمتها، وبانتظار أن تهز رياح الاتفاق الإيراني السعودي سجرة انتخاب رئيس للجمهورية وتؤتي ثمارها، لم يصدر ما يبعث على التفاؤل من لقاء باريس بين السعودية وفرنسا في ما خص حل الأزمة الرئاسية في لبنان.

إلى ذلك تتواصل تحضيرات بكركي للدعوة التي وجّهها البطريرك الماروني بشارة الراعي للنواب المسيحيين للمشاركة في يوم الصلاة والتأمل في الخامس من نيسان المقبل في حريصا، للتداول في بعض الشؤون العامة لا سيما منها الاستحقاقات المقبلة.


"الجمهورية": دعوة عربية لبيروت لملاقاة الرياض وطهران

فيما تتسارَع الخطوات بين الرياض وطهران للبدء بتطبيق «اتفاق بكين» الذي يتوقع ان تكون له انعكاساته الايجابية على لبنان والمنطقة، تتصاعد المواقف التصعيدية الداخلية حيال الاستحقاق الرئاسي وتوابعه وكأنّ اصحابها يسبحون عكس التيار بما يؤخّر إنجاز الإستحقاق أكثر فأكثر غير آبهين بالانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي يستنفز اللبنانيين ويزيدهم فقراً وإذلالاً. فقد أعلن محمد جمشيدي المساعد السياسي للرئيس الإيراني إيراهيم رئيسي، أن الأخير تلقى دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض وتعزيز التعاون الإقليمي والاقتصادي بين البلدين، وقال ان رئيسي رحّب بهذه الدعوة وأكد استعداده لتعزيز التعاون. فيما أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان انه سيلتقي قريبًا نظيره السعودي فيصل بن فرحان لتطبيق اتفاق بكين، وشدد على «أننا اتفقنا مع الرياض على زيارة وفود فنية، لتفقّد سفارتي البلدين والتحضير لإعادة فتحهما». فيما كان أمين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الادميرال علي شمخاني (الذي وقّع اتفاق بكين مع الجانب السعودي) يوقّع اتفاقاً أمنياً مع العراق غداة زيارته لأبو ظبي التي استقبلت الرئيس السوري بشار الاسد أمس، وكذلك غداة التواصل الذي حصل بين طهران والمنامة لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.

وفيما تتبّعت الاوساط السياسية نتائج الاجتماع الفرنسي ـ السعودي الذي شهده قصر الاليزيه قبل ايام بين الفريقين الفرنسي والسعودي المكلفين الملف اللبناني، قالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية" ان مواضيع البحث التي تناولها المجتمعون لم تُحسَم نهائياً وإنما تركوها مفتوحة بناء على رغبتهم في انتظار تبلور مزيد من المعطيات والتطورات في ضوء الاتفاق السعودي ـ الايراني الاخير.

وبَدت الاوساط السياسية المهتمة والمعنية في انتظارعودة السفير السعودي وليد البخاري والسفيرة الفرنسية آن غريو الى بيروت للاطلاع منهما على اجواء الاجتماع الباريسي الذي شاركا به الى جانب مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل والمستشار في الديوان الملكي السعودي الدكتور نزار العلولا. وينتظر ان يستأنف البخاري وغريو جولتيهما كلّ على حدة على المسؤولين والقيادات السياسية في اطار التشاور في التطورات السياسية والمواقف المطروحة إزاء الاستحقاق الرئاسي ومجمل الاوضاع التي تمر بها البلاد. والخطوات التي يعتزم الصندوق السعودي ـ الفرنسي المنشأ لمساعدة لبنان، وهي كانت من بين مواضيع البحث في اجتماع الاليزيه.

خارج التوقيت

وأسف ديبلوماسي عربي، عبر «الجمهورية»، لأنّ «اللبنانيين ما زالوا خارج التوقيت الصيني واستطراداً السعودي ـ الايراني». ودعا هذا الديبلوماسي القوى السياسية اللبنانية على اختلافها الى «الخروج من قَوقعتها وقراءة الزلزال الذي حدثَ في المنطقة وتوقيت الساعة اللبنانية على ساعة الاحداث الكبرى الصينية واستطراداً السعودية والايرانية». واضاف الديبلوماسي بأسى «انّ القوى السياسية اللبنانية ما زالت تقرأ في كتاب قديم، كتاب النزاعات القديمة ولا ترى التطورات المتسارعة قدماً على مستوى المنطقة. وبالتالي، ما عليها سوى ان تستشرف اللحظة التي دخلت فيها المنطقة من اجل إسقاط المناخات التبريدية والمتطورة في اتجاه مزيد من التلاقي ومزيد من الحلول، وما عليها سوى ان تعكس هذا محلياً، فلا يمكن للبنان ان يبقى خارج هذا التطور الكبير، لأنّ المنطقة في ربعها الاول قد شهدت زلزالاً طبيعياً ضربَ تركيا وسوريا وستشهد في الآتي من الايام زلزالاً سياسياً من خلال الاتفاق الايراني ـ السعودي الذي أدخَل وسيدخل المنطقة في حقبة جديدة عنوانها «الاستقرار». وبالتالي، القوى السياسية اللبنانية مطالبة بزلزال لبناني يأتي تكملة واستكمالاً للزلزال الاقليمي السعودي ـ الايراني من اجل اعادة استنهاض مشروع الدولة، وما على القوى السياسية في لبنان سوى ان تتعِظ من هذا المشهد الاقليمي حيث انّ الخصوم اجتمعوا والتقوا حول مساحات مشتركة لبناء المسرح الاقليمي، لبناء الشرق الاوسط الجديد. وبالتالي، ما عليها سوى ان تتعظ وتقرأ في كتاب المملكة السعودية وايران من اجل الالتقاء بعضها مع بعض حول مساحة مشاركة لبناء لبنان الجديد».

التأمل والصلاة

من جهة أخرى، تواصلت التحضيرات الضرورية التي بدأتها البطريركية المارونية الخاصة بالدعوة التي وجّهها الى النواب المسيحيين للمشاركة في يوم الصلاة والتأمل في الخامس من نيسان المقبل في حريصا، للتداول في بعض الشؤون العامة لا سيما منها الاستحقاقات المقبلة.

وفي ظل الترتيبات التي بوشِر بها، قالت المصادر ان الدعوة الى الصلاة شكلية، وما تأمله بكركي هو ان يتطور البحث بعد الصلاة والتأمل الى الشؤون الوطنية العامة بما فيها تلك الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية.

وتبلّغ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس من وفد كتلة «لبنان القوي»، الذي ضَم النواب نقولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطاالله، قرارها المشاركة في يوم «التأمل والصلاة»، آملين «أن يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة»، وبعد اللقاء استبقاهم البطريرك الى مائدة الغداء.

وكانت معظم الكتل المسيحية قد أعلنت موافقتها على المشاركة في هذا اليوم فيما اعلن امس انّ النائب أديب عبد المسيح سيمثّل كتلة «تجدد» في غياب النائب ميشال معوض الموجود في الولايات المتحدة لارتباطات سابقة تعني «مؤسسة الشهيد رينيه معوض». كذلك اعلن عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى انه سيشارك في هذا اليوم ايضاً.

زيارة الفاتيكان وروما

وفي هذه الاجواء عاد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى بيروت بعد زيارتين الى الفاتيكان وايطاليا حيث التقى البابا فرنسيس ونظيرته رئيسة الحكومة الايطالية جورجا مِلوني، وسيُعاود اليوم نشاطه في السرايا الحكومية حيث من المقرر ان يلتقي صباحاً وفداً كبيراً من صندوق النقد الدولي الذي يزور لبنان لمواكبة الجهود المبذولة توصّلاً الى دفع اللبنانيين للبَت بمجموعة من الخطوات الاصلاحية المطلوبة بموجب الاتفاق الذي وقّع بالأحرف الأولى على مستوى الموظفين في نيسان العام الماضي.

ونقلت مصادر قريبة من ميقاتي لـ«الجمهورية» انّ زياته للفاتيكان وروما حملتا كثيراً من المعطيات المطمئنة بالنظر الى فهم دوائر الفاتيكان للوضع في لبنان والمنطقة بكثير من الدقة، وبما يكفي من المعطيات التي دفعت قداسة البابا الى مواصلة جهوده لمساعدة لبنان على تجاوز الظروف الصعبة التي يمر بها، وهو لن يوفّر جهداً يبذل لتثمير علاقاته الديبلوماسية المؤثرة لدى العواصم الكبرى.

ولفتت المصادر الى انّ اللقاءات في ايطاليا تناولت مختلف التطورات في لبنان والمنطقة والدور الايطالي القائم في لبنان على مختلف المستويات، ولا سيما منها الانسانية والاجتماعية، عَدا عن الدور الذي تلعبه روما في دعم الجيش والمؤسسات الامنية المختلفة ومن ضمن اطار القوات الدولية «اليونيفيل» التي تشارك فيها.

جلسة لمجلس الوزراء

وفي الموازاة، كشفت مصادر وزارية مقربة من السرايا الحكومية ان التحضيرات جارية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تحضيراً لجلسة لمجلس الوزراء ستُعقد في الايام القليلة المقبلة للبحث في الملف التربوي وأوضاع موظفي القطاع العام.

وقالت هذه المصادر لـ«الجمهورية» انّ تحديد موعد هذه الجلسة ينتظر إشارة من وزارة المال التي تعدّ التقارير والجداول الخاصة بالتقديمات الاضافية المقررة لموظفي القطاع العام المدنيين والعسكريين وتحديد الكلفة المقدّرة للزيادات على الرواتب والحوافز المقررة، لا سيما منها تلك المتصلة بالنقل والانتقال بعدما تقرّر ان تُحدد بليترات المحروقات قياساً على ايام الحضور بدلاً من اي تعويض مالي مقطوع وفق آلية يُصار الى الاعلان عنها بعد البَت بها في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء.

وانتهت المصادر الى انّ العائق في وضع التقرير الخاص بكلفة النقل والانتقال لا يقف عند الاضراب المنفذ في وزارة المال وحصر حضور الموظفين إليها بيوم واحد، وإنما هو مرتبط بما يمكن تسميته ضعف الواردات المالية التي باتت رهناً بالرسوم الجمركية ومردود المنشآت العامة في ظل إقفال الدوائر العقارية والميكانيك التي كانت تجمع عشرات المليارات شهرياً.

ميقاتي الى قبرص

على صعيد آخر قالت مصادر حكومية ان الاتصالات مستمرة بين بيروت ولارنكا لوضع اللمسات الاخيرة على الزيارة الخاطفة التي سيقوم بها ميقاتي الى قبرص للبحث في عدد من الملفات العالقة بين البلدين، لا سيما منها تلك المتصلة بإعادة النظر في ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة بينهما وتصحيح بعض النقاط البحرية في ضوء الانتهاء من ترسيم الحدود في المنطقة الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

مبنى جديد للركاب

وفي خطوة لافتة وغير مسبوقة يحتفل ظهر اليوم في السرايا الحكومية بتوقيع العقد مع الشركة التي ستبني المبنى الجديد للركاب في مطار بيروت الدولي، والذي يمكن ان يستقبل سنوياً نحو 5،3 ملايين مسافر سنوياً. وبكلفة تقدّر بـ 122 مليون دولار، والتي ستدخل الى لبنان بـ»الفريش دولار» من خلال استثمار أوروبي.

«تدبّروا أمركم»

علمت «الجمهورية» انّ اجتماعاً سيُعقد بعد ظهر اليوم بين وفد من صندوق النقد الدولي يزور لبنان منذ ايام، وبين وفد مشترك يضمّ المجلس الاقتصادي الاجتماعي والهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام.

ومن المتوقع ان يدعو وفد الصندوق مَن سيلتقيهم الى الضغط على السياسيين اللبنانيين لتطبيق الإصلاحات الضرورية التي لا تزال معلّقة، فيما نقلت اوساط مطلعة لـ«الجمهورية» عن الوفد تحذيره من أنه اذا لم تُنفّذ تلك الإصلاحات قريباً «فإننا سنذهب ولن نعود قبل ايلول المقبل وعليكم تدبّر أمركم».

وبينما يواصل سعر الدولار الأميركي ارتفاعه الهائل مُتخطياً سقف المئة وعشرة آلاف ليرة بسهولة، أبلغت مصادر اقتصادية الى «الجمهورية» انه «لم يعد هناك معنى للأرقام وانّ الدولار أصبح بلا سقف، في انتظار انطلاق الحل على المسارين السياسي والاقتصادي».

 

"اللواء":  الإنفراج العربي- الإيراني مستمر.. ولا اتفاق على فرنجية رئيساً

يمضي الانفراج في العلاقات العربية – الايرانية قدماً الى الامام، مع الاعلان عن زيارة يقوم بها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى المملكة العربية السعودية بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، فيما تنحدر الاوضاع المعيشية والمالية من سيئ الى اسوأ على وقع الارتفاع الصاروخي لسعر صرف الدولار، الذي، وبعدما تجاوز المائة الف، دخل في سباق مع نهاية الشهر لطي ورقة العشرة الثانية بمعنى التدرج من 112 الفاً الى 120 الفاً، وسط ارتفاع، يكشف عن فداحة الشغور المالي لمدى مصرف لبنان بالعملة الصعبة، اذ سجل سعر صيرفة 80200 ليرة لكل دولار، ومع شيوع معلومات ان «صيرفة» موظفي القطاع العام قد تصبح من الماضي بدءاً من نهاية آذار ومطلع نيسان المقبل، استناداً الى وزارة المال لجهة ايجاد صعوبات في تأمين رواتب الموظفين على سعر صيرفة السابق، فالأموار غير متوافرة بالعملة الصعبة في الخزينة، عبر مصرف لبنان، الأمر الذي عززه كلام منسوب لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

ازاء هذا الوضع الدراماتيكي، الذي يطيح بالمساعدة التي اعطيت للموظفين والمتقاعدين بموجب ميزانية 2022، ومع اعلان المصارف استمرار الاضراب لأسبوع آخر، اعلنت رابطة موظفي الادارة العامة الاستمرار بالاضراب لأسبوعين اضافيين حتى 31 آذار (أي الجمعة ما بعد المقبلة) مع دعوة الموظفين للاعتصام والبحث بخطوات تصعيدية بانتظار ما ستسفر عنه جلسة مجلس الوزراء المقبلة، وسط مطالبة الموظفين والمتقاعدين بأن تبادر وزارة المالية لاصدار توضيحات قاطعة في ما خص قبض الموظفين والمتقاعدين رواتبهم اخر الشهر على اي سعر لصيرفة، المعمول به او سعر صيرفة في حينه (فوق 80 الف ليرة لبنانية).

ولم تفتح هذه التداعيات الطريق امام اعادة تنشيط الحركة في الداخل على التفاهم على شخصية رئيس جديد للجمهورية، وسط استمرار المتابعة لما يجري في الخارج.
وفي هذا الاطار، لا يزال الملف اللبناني على الطاولة من زاوية الحاجة الى انهاء الشغور الرئاسي بأسرع ما يمكن، ولكن حسب مصادر المعلومات المتقاطعة ان الرياض لم ترَ المواصفات التي تحدثت عنها لرئيس للبنان متمثلة في شخصية مرشح «الثنائي الشيعي» النائب السابق سليمان فرنجية، فهي لا تريد رئيساً ينتمي الى اي فريق كان، بل يتفاهم الجميع عليه، مع الاشارة الى ان لا اجتماع ثان فرنسي – سعودي في بحر الاسبوع الطالع.

وفي ضوء عدم تمكن اللقاء الفرنسي – السعودي من الوصول الى قواسم مشتركة، فان خلوة بكركي المقبلة، وإن ارتدت طابع الخلوة الروحية النيابية تصبح هي مدار المتابعة، في ضوء اصداء الدعوة التي بدأت ترجع الى بكركي من قبل القوى المسيحية، مع العلم ان لا تبدل في مواقف الافرقاء المعنيين من عدم مرشحيهم وما من نقاش في الموضوع.
وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان يتبلغ المسؤولون اللبنانيون عبر القنوات الديبلوماسية، نتائج اللقاء الذي عقد نهاية الاسبوع الماضي في باريس بين مسؤولين سعوديين وفرنسيين، وخصص للتشاور حول الوضع في لبنان وتحديدا بخصوص انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والمساعي المبذولة لدفع ملف الانتخابات قدما الى الامام، وتركز البحث ايضا حول موضوع صندوق مساعدة اللبنانيين الذي انشىء، سابقا، لدعم المدارس والحاجات الإنسانية والضرورية للبنانيين.

واشارت المصادر إلى ان موضوع الانتخابات الرئاسية يحظى باهتمام ملحوظ، ومدار تشاور مستمر بين الدول المعنية بلبنان، بعيدا من الإعلام وبدون ضجيج، بالرغم من انشغال هذه الدول بمواضيع وملفات خاصة اكثر اهمية ، ولفتت إلى ان موضوع الانتخابات الرئاسية، يطرح باستمرار على هامش اللقاءات التي تجري، ويتم تبادل وجهات النظر بخصوصها.
الا ان المصادر كشفت ان التشاور بدأ بالفعل بخصوص، ماهو مقبول وغير المقبول من لائحة الاسماء المتداولة ضمن المواصفات التي تم تحديدها. وبنتيجة التشاور استبعدت أسماء شخصيات محسوبة على هذا الفريق او ذاك، فيما البحث عن اسم الشخصية المقبولة، قد قطع شوطا كبيرا، وينتظر الاعلان عنه، اكمال المشاورات الجارية بين مسؤولي الدول المعنية.
ووسط ترقّب ما انتهى اليه الاجتماع الفرنسي – السعودي الذي عقد يوم الجمعة في باريس والذي بحث الملف اللبناني. يترقب الوسط السياسي ايضاً موقف الكتل المسيحية من الدعوة التي وجهها البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الى النواب المسيحيين «ليوم خلوة روحيّة وصلاة» يوم الأربعاء في 5 نيسان المقبل في حريصا. وذلك في إطار الإتصالات المتواصلة للإسراع في إنجاز الإستحقاق الرئاسي. وقد وافق عليها حتى الان حزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار وحركة «تجدد» ، فيما زار النواب نيكولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطا الله البطريرك الراعي، بتكليف من رئيس التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، حيث أبلغوه تلبية نواب التيار لدعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، آملين «أن يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة». وقد استبقى الراعي بعد اللقاء النواب الثلاثة على مائدة الغداء، وفق ما أعلنه بيان التيار.
ويبقى إنتظار موقف القوات اللبنانية ظهر اليوم في اجتماع «تكتل الجمهورية القوية» في معراب برئاسة سميرجعجع.
وهناك ترقب لكلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مناسبة احياء ذكرى القيادي حسين الشامي يوم الاربعاء المقبل 22 اذار الحالي. بينما حدد رئيس المجلس نبيه برّي لـ «اللواء» المطلوب لفك «البلوك» السياسي المفروض على الاستحقاق الرئاسي.

برّي: لتكتمل الترشيحات
الحوار والتوافق بين المسيحيين الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كرره امس بقوله لـ «اللواء»: كررت عدة مرات الدعوة. ودعيت مرتين بصورة رسمية للحوار بين القوى المسيحية، لكن الكتلتين الاساسيتين عند الموارنة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية رفضتا الحوار، علماً ان الحوار يجب ان يتركز اكثر ما يكون عند هاتين الكتلتين.
اضاف: لا يتم شيء إيجابي من دون ان تتحدث الناس مع بعضها، ومن دون حوار ستكون النتيجة مزيد من التعطيل للبلد.
وحول دعوة البطريرك الراعي الكتل المسيحية الى الاجتماع؟ قال: قرأت انها دعوة دينية «خلوة روحية وصلاة»، فلا اتدخل فيها.على كل حال علمت ان الكتل المسيحية ما زالت تدرس الدعوة، بإستثناء موافقة الكتائب والاحرار وكتلة «تجدد»،(ولاحقاً التيار الوطني الحر) وربما ترفضها «القوات» فلم اسمع موقفها.
وعن كيفية فك «البلوك» الذي يطوّق الاستحقاق الرئاسي، قال الرئيس بري: ننتظرحصول ترشيحات رسمية اوعلنية للإنتخابات الرئاسية، فحتى الان لا يوجد سوى مرشح واحد هوميشال معوض، هناك كلام عن مرشحين عديدين لكن حتى الان لامرشحين آخرين رسمياً غير النائب معوض، ومتى إكتملت الترشيحات ادعو لجلسة انتخاب وليفُزْ من يفُز.

لقاء باريس
ووسط تكتم من قِبل المشاركين على فحوى المشاورات التي جرت بين فرنسا والسعودية، وفي ظل عدم صدور اي بيان عن اللقاء «الثنائي»، علمت «المركزية» من اكثر من مصدر، ان اللقاء غاص في ملف المساعدات الانسانية والاغاثية للشعب اللبناني عبر الصندوق السعودي – الفرنسي الذي اتُفق على انشائه بين الدولتين منذ اشهر، الا ان الاجتماع مرّ ايضا على الاستحقاق الرئاسي، حيث تبيّن ان الموقف السعودي لا يزال على حاله، اذ ترفض المملكة الدخول في لعبة الاسماء وتصر على رئيسٍ بمواصفات اصلاحية انقاذية سيادية غير منغمس في الفساد الذي أوصل لبنان الى الانهيار، وتبيّن ايضا ان الرياض لا تزال على رفضها اي صفقات او مقايضات، وانها تنتظر تفاهمَ اللبنانيين في ما بينهم على اسم رئيسٍ للجمهورية.
وقد افيد ان الاجتماع لم يصل إلى توافق بما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني.
في الموازاة، اشارت المصادر الى ان اللقاء الثنائي يمهّد لاجتماع جديد للدول الخمس التي اجتمعت في باريس في 6 شباط وهي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، يُفترض ان يُعقد في الاسابيع المقبلة، وسيعرض في شكلٍ موسّع اكثر، للملف الرئاسي وللأزمة اللبنانية السياسية والمالية والاقتصادية وسبلِ معالجتها.

موقف فرنجية
رئاسيا ايضا، تتجه الانظار الى اي خطوة من قِبل فرنجية الذي لا يزال يتريّث في اعلان ترشيحه وبرنامجه رسمياً، علماً ان مصادر شمالية مطلعة على موقف اجواء «المردة» قالت لـ «اللواء»: انه بصدد إنجازبرنامجه للرئاسة وتجري قراءات اخيرة عليه، لكنه مازال يدرس ايجابيات وسلبيات اعلان الترشح في هذا الظرف والتوقيت، وهوينتظر بعض الوقت للتأكد من نضوج ظروف إجراء الانتخابات والترشيح.
كما نفت المصادرلـ «اللواء» المعلومات الصحافية التي اشارت الى ان فرنجية زار دمشق في الايام الماضية، حيث التقى الرئيس بشار الاسد وسمع منه انه «سيكون رئيس الجمهورية المقبل وإلا ان ستكون له الكلمة الفصل في اختيار الرئيس». لكن المصادر الشمالية قالت: ان زيارات فرنجية لسوريا لم تكن ولا مرة سرية، وهو حريص في كل زيارة على تسجيل خروجه من لبنان لدى الامن العام اللبناني، وتسجيل دخوله عند الحدود السورية، وبالعكس. وبالتالي لوحصلت زيارة مؤخراً لكن قد تم الاعلان عنها، خاصة ان الرئيس الاسد منشغل جداً هذه الايام بزيارات الى الخارج واستقبال وفود عربية وبالتحضيرات للقاء المزمع عقده بينممثلين عن سوريا وتركيا برعاية روسية – ايرانية.
وفي المواقف، كشف النائب مارك ضو عن جلسات حوار بين القوى المعارضة للتباحث في الخيارات الرئاسية. واشار الى ان «بنظري لا أحد يؤمن الـ65 صوتا واذا وُضع التغييريون امام خيارَي سليمان فرنجية وميشال معوض فان ثلثهم يؤيدون ميشال معوض».

 

"الديار":  الخلوة المسيحيّة: صلاة وتأمل ولا اتفاق

تحول اللبنانيون منذ الاعلان عن الاتفاق بين ايران والسعودية الى مجرد مراقبين للتطورات السريعة في المنطقة، محاولين دراسة كيفية انعكاسها على اوضاعهم الداخلية، وبخاصة على ملف الانتخابات الرئاسية والملف المالي. ورغم ان حركتهم ومساعيهم الداخلية كانت محدودة قبل ذلك، الا انها باتت حاليا شبه معدومة، مع التسليم بأن القرار بمصير بلدهم خارجي، وبأن معظم القوى السياسية التي أعادوا انتاجها في الانتخابات النيابية الاخيرة، ليست الا ادوات تحركها الدول وتنتظر التعليمات منها لتنفذها بحذافيرها.

حدثان اقليميان اساسيان طبعا نهاية الاسبوع، من المفترض ان تكون لهما انعكاسات على الاوضاع الداخلية، وان كان ذلك لن يحصل في ليلة وضحاها:

- الحدث الاول: زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات، وما لذلك من اهمية استراتيجية بعد اكثر من 12 عاما من القطيعة العربية مع سوريا.

- الحدث الثاني: اعلان المساعد السياسي للرئيس الإيراني محمد جمشيدي أن الرئيس ابراهيم رئيسي تلقى دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لزيارة الرياض، وهو ما يعني ان الاتفاق بين البلدين بدأ يترسخ اكثر فأكثر، رغم ان كثيرين كانوا يعولون على فشله.
«فيتوان»... فمرشح ثالث

وبالرغم من اعتبار مصادر مواكبة عن كثب للملف الرئاسي، ان تبلور اي تفاهم إيراني-سعودي بخصوص لبنان لن يكون قريبا، باعتبار ان الملف اللبناني ليس اولوية للبلدين، كشفت المصادر لـ» الديار» ان «زوار طهران نقلوا عن مسؤولين ايرانيين ما مفاده ان الوصول الى حائط مسدود سواء بترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية أو قائد الجيش العماد جوزيف عون، سيؤدي تلقائيا الى تعزيز حظوظ مرشح ثالث»، مشيرة الى ان «الامر بات اقرب لكون ان فيتوات باتت موضوعة على الاسمين بعكس ما يتردد». واضافت: «لكن مما لا شك فيه ان حزب الله لن يتخلى عن فرنجية قريبا، وهو ابلغ كل من سأله انه سيبقى متمسكا بترشيحه حتى يعلن رئيس «المردة» انه لم يعد يخوض المعركة الرئاسية».

وبات محسوما ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يدعو الى جلسة لانتخاب رئيس بانتظار انقضاء شهر رمضان، آملاً ان تكون بعض المتغيرات قد طرأت على المشهد حتى ذلك الوقت، باعتبار انه ورغم ما يشيعه عن تأمين نحو 65 صوتا لفرنجية، الا انه لن يكون قادرا على تأمين نصاب الـ86 بتسوية كبرى ذات امتدادات اقليمية- دولية.
خلوة... فلا اتفاق

ورغم خلافاتهم، تبقى الكلمة الاساس للمسيحيين في انتخابات الرئاسة، باعتبار ان نصاب الـ86 لن يتأمن الا بحضور نواب «الجمهورية القوية» او «لبنان القوي»، اذ تعتبر المــصادر انه حتى ولو حصل تفاهم ايراني- سعودي على انتخاب فرنجية مثلا، الا ان تطبيقه داخليا لن يكون بالامر السهل، خاصة بعدما رفع «القواتيون» السقف كثيرا باعلان رفضهم تأمين نصاب جلسة لانتخاب «مرشح حزب الله».

وتتجه راهنا الانظار الى الخلوة ذات البعد الديني، التي دعا اليها البطريرك الماروني بشارة الراعي، وان كان الجميع يعلن ان خلفياتها وهدفها سياسي مرتبط بالسعي لانجاز تفاهم مسيحي- مسيحي حول الملف الرئاسي. فبعد فشل مهمة المطران انطوان أبي نجم الذي كان مكلفا من بكركي التواصل مع القيادات المسيحية، بمحاولة للتوصل الى اسم او اسمي مرشحين يشكلان نقطة تقاطع بين القيادات المسيحية، ارتأى الراعي لعب آخر اوراقه بالدعوة الى هذه الخلوة تحت مسمى «روحي»، لعلمه بأن حزب  «القوات» مثلا لن يشارك في اجتماع للقيادات الـ4، ولا يبدو متحمسا لاجتماع النواب المسيحيين للبحث باسم الرئيس بغياب تفاهم مسبق حوله.

واعتبرت مصادر سياسية مواكبة للقاء المرتقب، انه «يخدم اولا رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ويضر بشكل خاص بفرنجية»، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «مسارعة باسيل لتكليف النواب نيكولا الصحناوي وسيزار ابي خليل وجورج عطاالله،  زيارة الراعي في بكركي يوم امس لابلاغه تلبية نواب التيار دعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، يؤكد ذلك».

وتضيف المصادر: «اما فرنجية فيعي ان لا باسيل ولا جعجع ولا الجميل بصدد السير بترشيحه، وبالتالي اي موقف سيصدر عن هكذا خلوة او عن اي اجتماع مسيحي- مسيحي في بكركي لن يكون لمصلحته، لذلك يصر دائما على التذكير باجتماع القيادات الشهير الذي حصل في البطريركية في العام 2014 واكد على احقية القيادات الـ4 في تبوؤ سدة الرئاسة».

وبعدما بات محسوما ان نواب «الوطني الحر» و»الكتائب» سيلبون دعوة الراعي، علمت «الديار» ان «اجتماعا يعقده تكتل «الجمهورية القوية» اليوم الاثنين حيث سيتم خلاله اتخاذ القرار النهائي بخصوص المشاركة بالخلوة او عدمها، على ان يعلن جعجع الموقف الرسمي خلال مؤتمر صحافي ظهرا».

وتعتبر المصادر ان «الخلوة حتى ولو شارك فيها كل النواب المسيحيين، وهو امر مستبعد، لن تصل الى اي نتيجة عملية او اتفاق، وهذا امر محسوم، ما يجعل خطوة بكركي خطوة ناقصة».
الاضرابات تشل البلد

في هذا الوقت، وفي ظل التأزم السياسي المستمر، يتواصل الانهيار المالي والاقتصادي، ما ينعكس على كل المستويات والقطاعات كافة، وبالاخص تحليقا لسعر صرف الدولار. وتستمر الإضرابات في شل البلد والمؤسسات وابرزها اضراب موظفي الادارة العامة، الذين اعلنوا بالامس تمديد الاضراب مع اعتصامات في المناطق، كما اضراب المصارف بعدما ارتأت الجمعية العمومية للمصارف عدم الاجتماع نهاية الاسبوع، وربط اي اجتماع يؤدي الى تعليق الاضراب بخروقات او حلول جديدة لا تبدو متوافرة حاليا.

وفي هذا الاطار، قالت مصادر معنية ان «الكرة اليوم في ملعب القضاء كما في ملعب القوى السياسية وعلى رأسها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فاما يتم التوصل الى حل جذري يضع حدا لسياسة الكيل بمكيالين وتحميل المصارف كل مسؤولية الانهيار، ـ واما الاضراب سيتواصل حتى ولو علق لفترات محدودة لتسيير امور الناس». واضافت المصادر لـ «الديار»: «المصارف لا تريد التصعيد، وليست بصدد وقف العمل بالـatm حاليا او الاغلاق الكلي للفروع، لكن يجب ملاقاة الايجابية بخطوات سريعة من قبل المعنيين، والا اصبحت كل الخيارات متاحة، في حال استمرار صدور قرارات قضائية جائرة».

 

"البناء": لقاء عبد اللهيان وابن فرحان قريباً… والملك سلمان يوجه دعوة للرئيس رئيسي

العيون اللبنانية شاخصة نحو الإقليم وما يدور فيه حول المصالحات، أملاً بأن تجد انعكاساتها على الاستعصاء الداخلي الذي يتحول انهياراً مالياً ومعيشياً، في ظل سياسات مالية مبرمجة للمزيد من الانهيار، ومدخل الأمل بالنهوض صار واضحاً ومكرراً، يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية ومن بعده استكمال تشكيل مؤسسات السلطة عبر حكومة جديدة مكتملة المواصفات لا نزاع على دستوريتها وشرعيتها ولا عقبات تحول دون تحملها مسؤوليات وضع سياسات تتيح الخروج من النفق المظلم الذي بات بلا نهاية.

في الإقليم تتيح الانفراجات الأمل برفع الحظر الخليجي عن لبنان، في ظل انفتاح خليجي على كل من إيران وسورية، طالما أن لبنان عوقب بالقطيعة بداعي تموضع مقاومته في حلف مع كل من إيران وسورية، وفيما الوضع في فلسطين أمام التوحش الإسرائيلي يبقي القلق قائماً من خطر انفجار أمام حماقات حكومة الحمقى الذين ينذرون باقتحام المسجد الأقصى، ضاربين عرض الحائط بكل ما يصدر عن التزام حكومتهم لفظياً في لقاءات العقبة وشرم الشيخ بعدم المساس بالوضع التقليدي في القدس والمسجد الأقصى، وبوقف الخطوات الاستيطانية والتراجع عن التوحش الذي يظهره جيش الاحتلال في المدن الفلسطينية، وقد حمل يوم أمس المزيد من إشارات القلق مع اغتيال الموساد للقيادي في حركة الجهاد الإسلامي علي الاسود في عملية إطلاق نار في ريف دمشق، بينما لا تزال جرائم المستوطنين وجيش الاحتلال تتكرّر في جنين ونابلس، وقد استدعت أمس رداً نوعياً من المجموعات الفلسطينية المقاومة، حيث استهدفت سيارة للمستوطنين في بلدة حوارة في نابلس، أصيب فيها مستوطنان أحدهما بحالة خطرة ويرجح مقتله بعد الإعلان عن جراحه الخطيرة وحالته الحرجة.

في الإقليم حملت الانفراجات إشارات جديدة، رغم ما بدا أنه تصعيد تركي برفض الشروط السيادية التي طرحها الرئيس السوري بشار الأسد للقاء الرئيس التركي رجب أردوغان، لجهة اشتراط اللقاء بالالتزام التركي بالانسحاب من الأراضي السورية، وهو الأمر البديهيّ بالنسبة لأي دول ذات سيادة، لكن المصادر المتابعة استبعدت أن يستطيع أردوغان البقاء على ضفة الجمود في فترة ما قبل الانتخابات، حيث عليه أن يختار بين المضي قدماً في عملية المصالحة مع سورية وقبول شروطها، أو البقاء عند خط رفض الشروط السورية تلبية للطلبات الأميركية بعدم الانفتاح على الدولة السورية، فيما عليه في هذه الحالة الذهاب الى حرب يستهدف فيها الجماعات الكردية المسلحة التي تحميها القوات الأميركية؟
بعكس التعثر التركي شهدت المنطقة تسارعاً في الايجابيات العربية نحو سورية، حيث استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة دولة للإمارات، ودعا بن زايد الى استعادة سورية موقعها الطبيعي في محيطها العربي.

بالتوازي إشارات إيجابية إضافية في مسار الانفتاح السعودي الإيراني، بينما لا يزال الإعلام المموّل سعودياً بعيداً عنه، بعكس الإعلام الإيراني الذي يخوض معركة تسويق الاتفاق مع السعودية، وقد حمل أمس جديداً في هذا السياق تمثل بإعلان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان عن لقاء قريب يجمعه بوزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان، رجّحت مصادر دبلوماسية عقده في مسقط لدورها المزدوج في اللقاءات التمهيدية وفي المساعي المبذولة للحل في اليمن، ورأت المصادر في زيارة أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني الى بغداد وضعاً للمسؤولين العراقيين في صورة أسباب اختيار مسقط ومنح العراق مستوى من الاهتمام يعوّض عن استضافة اللقاء وتوقيع اتفاقات ثنائية شديدة الأهمية مع بغداد، بينما نقلت وسائل الإعلام الإيرانية والسعودية نبأ توجيه دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز للرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي لزيارة الرياض، وسط تداعيات مالية إيجابية عبر عنها وزير المالية السعودي بالإعلان عن تسريع وتيرة مشاريع استثمارية سعودية في إيران وإعلان إيراني عن تحسّن في الأداء المصرفي وتدفقات العملات منذ إعلان الاتفاق مع السعودية، وما تبعه من خطوات تنسيقية مصرفياً.

لم يصدر ما يبعث على التفاؤل من لقاء باريس الذي ضم مستشار الرئاسي الفرنسي لشوؤن الشرق الأوسط باتريك دوريل اجتماعاً أمس الجمعة مع المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار علولا والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وبحسب مصادر مطلعة لـ»البناء» فإن سمة اللا تفاهم طغت على الاجتماع الثنائي في العاصمة الفرنسية في ما خص حل الازمة الرئاسية في لبنان. وتقول المصادر: لم ينجح مستشار الرئيس ايمانويل ماكرون في تليين الموقف السعودي من الخيار الفرنسي لانهاء الفراغ في لبنان،مشيرة الى ان الموفدين السعوديين ابلغوا دوريل موقف المملكة الثابت لرفض خيار المقايضة بين الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية والسفير نواف سلام لرئاسة الجمهورية. واعتبرت المصادر ان هذا التباين يعني ان الامور لا تزال مقفلة على حل الازمة في لبنان التي يبدو انها لن تكون قصيرة الامد، مع ترجيحها ان يعقد الطرفان اجتماعا جديد الاسبوع المقبل من دون ان يعني ذلك ان السعودية سوف تعدل عن موقفها. واعتبرت المصادر ان الموقف السعودي الرافض حتى الساعة لفرنجية مرده ان المواصفات التي تضعها الرياض لرئيس لبنان لا تنطبق على فرنجية، وهي مواصفات تتفق وواشنطن والدوحة عليها وهذا يعني ان باريس ستجد نفسها عاجزة عن تسويق خيارها الذين تتوافق وحركة امل وحزب الله عليه.
وفيما عاد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى بيروت، بعد زيارتين قام بهما الى الفاتيكان وروما حيث اجتمع مع البابا فرنسيس ورئيسة الحكومة الايطالية جورجا مِلوني، وسط معلومات تشير الى ان الفاتيكان يعتبر ان انتخاب الرئيس في لبنان هو المدخل الى الحل في لبنان.

من المتوقع ان تعقد يوم الاربعاء المقبل جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة الوضع المالي المتدهور والازمة المتفاقمة لا سيما وضع موظفي القطاع العام المتردي في ظل الارتفاع الجنوني للدولار وتدني قيمة رواتبهم واجورهم الى جانب وضع المتقاعدين العسكريين والمدنيين.
وتقول أوساط حكومية معنية إن رئيس الحكومة حريص على تامين الحد الممكن للموظفين والعسكريين من اجل القيام بمهامهم ومواجهة اعباء الوضع قدر المستطاع، لكن المشكلة التي تواجه الحكومة هي في ضعف الايرادات المالية والتعطيل المستمر لعدة أشهر لعدة مرافق مهمة كالدوائر العقارية والميكانيك وغيرها.
الى ذلك سيقام ظهر اليوم الاثنين في السرايا حفل اطلاق مشروع انشاء مبنى جديد للمسافرين في مطار بيروت. وبحسب مصدر وزاري معني فإن المبنى سيستقبل حوالى 3.5 مليون مسافر سنوياً وقيمة الاستثمار تبلغ حوالي 122 مليون دولار اميركي «فريش»من خارج لبنان بتشغيل من شركة اوروبية».

وفيما دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي النواب المسيحيين الى الصلاة والرياضة الروحية يوم الأربعاء 5 نيسان 2023 في بيت عنيا-حريصا، فإن تكتل الجمهورية القوية سيجتمع اليوم لتحديد موقفه لجهة المشاركة في خلوة روحية في بيت عنيا في حريصا من عدمها، خاصة وان حزب القوات وبحسب مصادره لـ»البناء» اعلن ان البحث اليوم في معراب خلال اجتماع الجمهورية القوية سوف يبحث في جدوى اللقاء خاصة وان القوات مقتنعة ان ازمة الرئاسة ليست مسيحية فقط، هذا فضلا هن ان لا ثقة على الاطلاق بالتيار الوطني الحر الذي اثبتت التجارب انه لا يلتزم بالتفاهمات وبالاوراق المتفق عليها.

في المقابل اعلن التيار الوطني الحر مشاركته في خلوة بيت عنيا حيث زار النواب نيكولا الصحناوي، سيزار ابي خليل وجورج عطاالله بتكليف من رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، البطريرك الراعي في بكركي، وأبلغوه تلبية نواب التيار لدعوة التأمل والصلاة التي أطلقها، آملين أن»يكون هذا اللقاء مناسبة لاستلهام التعاليم والقيم المسيحية في مقاربة الاستحقاقات الوطنية كافة». وفيما بات شبه مؤكد ايضا ان حزب الكتائب سوف يشارك انطلاقاً من مبدأ عدم رفض أي دعوة لبكركي وخاصةً إذا كانت تتعلّق بالإستحقاق الرئاسي، كذلك الامر بالنسبة الى تيار المرده، اعلن النائب أديب عبد المسيح حضوره سينودس نيابي مسيحي في حريصا ممثلاً كتلة تجدد بمكوناتها المسيحية والاسلامية. وأعلن حزب الوطنيين الأحرار ترحيبه بدعوة الراعي مؤكداً تلبيتها.

إقرأ المزيد في: لبنان