لبنان
السياسة الأميركية.. تاريخ طويل من التدخلات في لبنان
حسين كوراني
لطالما كانت السياسة الأميركية بحق لبنان وشعبه عدائية على مر العقود الماضية، وخاصة لجهة دعمها للكيان الصهيوني في اعتداءاته المتكررة على الأراضي اللبنانية، وتدخلها في الشاردة والواردة وبمختلف الملفات سعيًا منها لزعزعة استقرار هذا البلد وبث الفوضى فيه، وهي في سبيل ذلك لم تعدم وسيلة الا واستخدمتها حتى وصلت بها "الوقاحة" حد إصدار الخزانة الأميركية عقوبات ضد أشخاص ومؤسسات مالية بحجة دعمها للإرهاب.
ولكشف زيف السياسة الأميركية ضد لبنان، عقدت محكمة الشعوب العالمية جلسة استماع للادعاءات والشهادات بخصوص ارتكابات الولايات المتحدة الأميركية ضدّ لبنان يوم السبت الماضي (11 آذار)، بمشاركة الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب والدكتورة أحلام بيضون والدكتور جمال واكيم، بصفة مدعين وشهودًا، وشارك الدكتور محمد طي بصفة قاضٍ.
وفي هذا الإطار، أكّد أستاذ التاريخ والعلاقات الدوليّة في الجامعة اللبنانيّة الدكتور جمال واكيم في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن السياسة الأميركية في لبنان شهدت محطات عديدة وكبيرة من زعزعة الاستقرار خاصة لجهة دعمها للاعتداءات "الإسرائيلية" المتواصلة على الأراضي اللبنانية؛ ففي عام 1958 دخلت واشنطن الى الساحة اللبنانية لبسط نفوذها.
وأضاف واكيم أن "الولايات المتحدة تدخلت في الحرب الأهلية عام 1975 ودعمت اجتياج الكيان الصهيوني للبنان عامي 1978 و1982، كما تدخلت بشكل مباشر بين عامي 1982 و1984 في السياسة الداخلية للبنان وقصفت المدنيين العزّل، ولم تُقصّر في دعمها للعدوان الصهيوني على لبنان أعوام 1993 و1996 و2006، عدا عن مساهمتها في زعزعة الاستقرار والسلم الأهلي في لبنان، وضغطها على الحكومات اللبنانية للدخول في الشروط "الإسرائيلية"، وتنفيذ سياسات خارج المصلحة اللبنانية.
كما لفت واكيم لـ"العهد" الى تدخل الولايات المتحدة في البنوك، إذ عملت على إصدار قوانين ضد عدد من البنوك اللبنانية، كالبنك اللبناني الكندي وبنك الجمال ما أدى الى إقفاله، وضد بعض الشخصيات اللبنانية.
وبالعودة الى جلسة الاستماع التي انعقدت، فقد تحدّث الوزير والنائب السابق زاهر الخطيب عن جرائم أميركا على الصعيد العالمي من كوريا إلى فيتنام إلى إيران (1953) إلى كوبا إلى تشيلي إلى هاييتي إلى فنزويلا إلى أفغانستان إلى العراق إلى سوريا إلى زيمبابوي إلى اليمن، ودحض الخطيب الاتهامات الموجهة إلى حزب الله، ودعا أخيرًا إلى حلف بين المقاومة الاسلامية والمقاومة الاشتراكية على الصعيد العالمي.
وتناولت الدكتورة أحلام بيضون العقوبات الأميركية من وجهة نظر القانون الدولي وبيّنت عدم شرعيتها، فهي اعتمدت على قوانين وطنية لتعاقب أشخاصًا أجانب ومؤسسات لا صلة لها بأميركا. وتناولت قانون "قيصر" وانعكاساته على لبنان لأنه منع عليه التعامل مع سوريا التي تشكل المنفذ البري الوحيد للبنان إلى الدول العربية والآسيوية.
وكشفت الخسائر الاقتصادية التي أصابت لبنان جراء العقوبات الأميركية والافقار الذي طال الشرائح الواسعة من المواطنين اللبنانيين.
إقرأ المزيد في: لبنان
01/11/2024