لبنان
اللبنانيون تحت صدمة الاتفاق الإيراني السعودي والدولار على عتبة الـ100 ألف
المشهد الداخلي مزدحم من جهة بالاتصالات، ولكن من دون أن يرشح عنها ما يؤشّر الى انتقال الملف الرئاسي، ولو نظريّاً، خطوة خارج مدار الاستعصاء العالق فيه، تقلّل من منسوب التشاؤم الذي ما يزال هو "الطابِش" في الميزان الرئاسي. وماضٍ من جهة ثانية في مسار انحداري يقرب من لحظة الارتطام الكارثي، وها هو الدولار قد وصل الى عتبة المئة الف ليرة، والزمام بيد الغرف السوداء التي تدير هذه الجريمة.
"الجمهورية": زيارة البخاري لعين التينة أعادت ترسيم الموقف السعودي من الملف الرئاسي
على الخط المسيحي، كتبت صحيفة "الجمهورية" تقول: "هناك جهود حثيثة يبذلها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي لكسر حلقة التعطيل وتقريب وجهات النّظر بين المكونات المسيحيّة والمارونيّة على وجه الخصوص بما يمهّد الى اختراق جدّي في حائط التباينات الفاصل بينها، يؤسّس إلى خلق مساحة مشتركة يُبنى عليها توافق على مرشح او أكثر لرئاسة الجمهورية. واللافت في هذا السياق انّ تلك المكونات تظهر استجابة كلامية مع مسعى البطريرك، لم ترقَ بعد الى استجابة فعلية وجدية".
وعلى الخط السياسي، ينتظر ان ينتقل الملف اللبناني الى الفاتيكان مع زيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى الكرسي الرسولي للقاء قداسة البابا فرنسيس، في وقت يشهد المشهد الداخلي تخبّطاً على كل المستويات وانسداداً كليّاً في الأفق الرئاسي، كسرتهما ما بَدت انها "جرعة إيجابيات" عكسها بروز تحرّك السفير السعودي في لبنان وليد البخاري في صدارة هذا المشهد، عبر الزيارة التي قام بها أمس الى رئيس مجلس النوّاب نبيه بري، ووصفت بـ"المهمة" حيث أنها غلّفت بطابع إيجابي.
واذا كانت بعض الاطراف الداخلية قد أدرجت الموقف السعودي في خانة الطرف في الملف الرئاسي، ونسبت اليه "فيتوات" على بعض المرشحين، الا انّ ما حملته زيارة البخاري الى عين التينة من ايجابيات، وفق ما اكدت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية"، أعادت ترسيم الموقف السعودي من الملف الرئاسي ضمن حدود التأكيد على ان الانتخابات الرئاسية في لبنان شأن يعني اللبنانيين، وحرص المملكة على استقرار لبنان، وعلى ان يتمكن اللبنانيون من انجاز هذا الاستحقاق، وهو الموقف الذي أكد عليه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قبل نهاية الاسبوع الماضي، بأنّ لبنان يحتاج الى تقارب لبناني، وان على القادة السياسيين فيه ان يقدّموا المصلحة اللبنانية على أي مصلحة أخرى.
"الأخبار": مسؤول في خارجية لندن يدخل «خلسة» بمساعدة ميقاتي و«القائد»: تسلّل بريطاني إلى الجيش
أما صحيفة "الأخبار" فقد رأت أنه صار عرفًا، بل سياسةً، أن تتعمّد الدول الغربية تجاوز مؤسسات الدولة اللبنانية في طريقة إدارة سياساتها في لبنان. ومع اشتداد الضغوط الغربية على لبنان في ملفات كالإصلاح الاقتصادي والنازحين السوريين، تعزّز العمل على توفير خط دعم مستقل للمؤسسات العسكرية والأمنية من دون المرور بالجهات الرسمية المعنية.
وكشفت "الأخبار" أن الخارجية البريطانية أوفدت مدير قسم الشرق الأوسط في الخارجية فيجاي رانغاراجان إلى بيروت منتصف الشهر الماضي، لعقد اجتماعات خاصة مع قائد الجيش العماد جوزيف عون وتفقّد الحدود مع سوريا من دون علم الجهات الرسمية اللبنانية. كما زار المسؤول البريطاني منازل نازحين سوريين مكرراً طلب بلاده توفير الدعم لهم. وشدّد، في الاجتماعات المغلقة، على أن بلاده لا تعتقد بأن الظروف في سوريا حالياً آمنة كفاية لعودة هؤلاء إلى بلادهم، مشيراً إلى أن الدعم الذي توفره الدول المانحة يكفي لتوفير ما تنفقه الدولة اللبنانية على النازحين.
وخصص رانغاراجان المتخصص بمكافحة الإرهاب وملفات الشرق الأوسط، القسم الأكبر من محادثاته للبحث في سبل توفير دعم خاص للجيش اللبناني بمعزل عن أي سلطة رسمية لبنانية، متجاهلاً عن عمد النقاش القائم حالياً حول طريقة عمل قائد الجيش مع الجهات المانحة من دون الحصول على إذن مجلس الوزراء، ومن دون علم وزير الدفاع المعني بالأمر.
إلا أن اللافت أن الزيارة تجاوزت الأصول الديبلوماسية في ما يبدو أنه بات سياقاً رسمياً في تعامل الدول الأوروبية مع لبنان. إذ إن الجانب البريطاني نسّق الزيارة لوجستياً مع قائد الجيش العماد جوزيف عون ومديرية المخابرات في الجيش حصراً. وقد حطّت الطائرة التي أقلّت الزائر في مدرج الطائرات الخاصة، ودخل مع الوفد المرافق عبر صالون الطائرات الخاصة. وقد زار رانغاراجان السراي الكبير للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حيث فوجئ وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الذي كان يزور السراي بالوفد الذي لم يكن على علم بقدومه! وبعد التواصل مع دوائر وزارة الخارجية تبين أن السفارة اللبنانية في لندن لا علم لديها بالزيارة، فيما ادّعت السفارة البريطانية في بيروت أنها لم تُبلّغ بالأمر! وعندما راجع بو حبيب رئيس الحكومة، نفى الأخير علمه بأن تكون الزيارة سرية، وأكد أنه تصرف مع الأمر على قاعدة أن التنسيق قد تم بالفعل مع الخارجية اللبنانية.
وتبين لاحقاً أن الهدف من زيارة رانغاراجان لميقاتي توفير تغطية من رئيس الحكومة لآلية التعاون غير الرسمية مع قيادة الجيش، علماً أن جدول أعمال المسؤول البريطاني كان حافلاً بلقاءات مع قيادة الجيش. وهو تعاطى مع الأمر، كما غيره من المسؤولين الغربيين، على قاعدة عدم الحاجة إلى استشارة أي مسؤول حكومي في لبنان أو وزارة الدفاع قبل التواصل مع المؤسسة العسكرية التي يُفترض أنها تخضع لأوامر السلطة السياسية. علماً أن قائد الجيش نفسه يمتنع عن التنسيق في هذا الشأن مع أي من المسؤولين اللبنانيين، وهو ما يعرفه البريطانيون جيداً.
"النهار": آذار الغدّار… دولاره 100 ألف
من جهتها كتبت صحيفة "النهار" تقول: تأويلات وتحليلات ورهانات وحسابات متسرعة يتقاذفها اللبنانيون في شأن الاتفاق السعودي الايراني، ونتائجه وتداعياته على الملف الرئاسي تحديدا. لكن الملف المعيشي والمالي يفاجئهم ويحوّل اهتماماتهم، اذ ان "آذار الغدار" وفق التوصيف الشعبي اللبناني، غدر بالمواطنين أمس، ولامس الدولار عتبة المئة الف ليرة، فتجاوز مساء امس الـ 98.8 الف ليرة، وارتفع سعر "صيرفة" الى 75800 ليرة، منذرًا بخروج سعر الصرف عن الضبط، خصوصًا مع اقفال المصارف ابوابها مجددا اليوم.
على الخط الرئاسي، تضاربت المعلومات حول الموقف السعودي من الانتخابات، اذ ذكرت معلومات أن السفير السعودي وليد بخاري أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري "رسالة سعودية حاسمة تتعلق بمواصفات رئيس الجمهورية، والتي تنطلق من مندرجات اللقاء الخماسي ومشاورات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون - وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والبيان الثلاثي في نيويورك". واكدت مصادر ان المملكة لم ولن تبدل في موقفها. وان البخاري طرح على القيادات اللبنانية السعي لتخطي الاسماء التي تشكل صداما، والانتقال الى شخصيات تحظى بتوافق القوى السياسية. ولم يشأ السفير السعودي الخوض في الاسماء مع المرجعيات التي يلتقيها، مؤكدا أن على اللبنانيين أن يبحثوا عن الافضل لهم ولمستقبل بلادهم، ولا مرشح تقف خلفه السعودية وتدعمه، بل هي تقف وراء اللبنانيين ورغبتهم في جمهورية تستعيد الثقة. وفي المعلومات أن معادلة سليمان فرنجية- نواف سلام لم تكن من صنع سعودي، أما الاقرب الى المملكة فهو خيار الاسم التسوية.
لكن مصادر اخرى تصنف نفسها قريبة من المملكة، رأت ان الاجتماع مع بري، شكل بداية مرحلة تشاور ستفضي الى الاتفاق على الوزير السابق سليمان فرنجيه رئيسًا، خصوصا مع التقارب السعودي السوري المرجح قريبا جدا.
"الديار": اليمن ميدان اختبار للتفاهم السعودي ــ الإيراني... ولبنان على "رصيف الإنتظار"
وعلى عكس "النهار" رأت صيحفة "الديار" أن لا جديد سعوديا! وكتبت: بالامس، تحركت الديبلوماسية السعودية باتجاه "عين التينة"، وكذلك "كليمنصو"، وبينما حرص السفير السعودي الوليد البخاري على تعميم اجواء ايجابية علنا، سرب عبر مصادره الاعلامية والسياسية المعتمدة تأكيدات عن عدم وجود تغيير في موقف بلاده حيال مواصفات الرئيس اللبناني المقبل. طبعا حتى الآن، تقول اوساط ديبلوماسية لـ "الديار"، البخاري يقول الحقيقة، فهو لم يتبلغ من الخارجية السعودية أي جديد حيال مقاربة الملف اللبناني، ومن السابق لأوانه ان يحصل هذا الامر. فالتفاهم الوليد يحتاج الى بعض الوقت كي يتبلور الى افعال، وكل طرف الآن ينتظر من الطرف الآخر خطوات بناء للثقة كي "يبنى على الشيء مقتضاه".
وبحسب المعلومات المتوافرة حتى الآن، فان الساحة اليمنية ستكون مسرحا لاختبار النيات بين الجانبين، وبعدها سيكون كلام آخر حول مختلف الملفات العالقة بين البلدين. وخلال هذه الفترة سيبقى لبنان على "رصيف الانتظار" اقله خلال الشهرين المقبلين، وسط حالة من التأزم السياسي والمالي والاقتصادي.
وبحسب "الديار" كرر البخاري على مسامع بري ما قاله وزير خارجيته فيصل بن فرحان بانه على اللبنانيين الا ينتظروا الخارج، وان يقوموا بواجباتهم بانتخاب رئيس للجمهورية وبناء المؤسسات والشروع في حل مشاكلهم، دون ان يوضح مدى تسهيل بلاده لهذا الامر، لكنه في المقابل، أوحى لرئيس المجلس بضرورة ان يؤدي دورا في تمهيد الارضية لاي تسوية مفترضة. فوعد بري بالاعداد لمبادرة قريبا، دون ان يوضح توقيتها او حيثياتها. وفيما لم يفوت بري استعراض الاسباب الموجبة لاعلانه دعم ترشيح رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية للرئاسة، لم يتلق اي كلام ايجابي بهذا الخصوص من البخاري، فهو جدد التأكيد ان بلاده تعنى بالمواصفات لا الاسماء، وقال: ان المملكة تريد رئيسا يجمع ولا يفرق اللبنانيين! وهو أمر رد عليه لاحقا بري خلال لقائه مع وفد نقابتي المحررين والصحافة حين قال:" اذا كان فرنجية لا يجمع فمن هو الرئيس الذي يقوم بذلك"!
البناء: بري بعد لقاء شيا والبخاري: إذا لم يكن فرنجية رئيسًا يجمع فمن الذي يمكن أن يجمع؟
وكتبت صحيفة "البناء" تقول: رغم حضور ملفات دولية وإقليمية كبرى على الطاولة، من التطورات العسكرية والسياسية المحيطة بحرب أوكرانيا، ووصول الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو في الأيام القليلة المقبلة حاملاً تصوّرات تفصيلية حول المبادرة الصينية لإنهاء الحرب عبر التفاوض، وحضور طازج لملف الاتفاق الثلاثيّ الصينيّ الإيرانيّ السعوديّ وتداعياته على أزمات المنطقة، وحضور المأزق الانشطاري الذي يهدّد كيان الاحتلال، في ظل تنامي حركة مقاومة الشعب الفلسطيني، خطف الأضواء الانهيار المصرفي الأميركي الذي أصاب مصرفين خلال أقل من أسبوع، مع انضمام مصرف سيلفرغيت المتخصص بالعملات المشفرة الى مصرف سيليكون فالي، في إعلان الإفلاس، وتوقع انضمام خمسة مصارف أخرى هذا الأسبوع الى سجل المصارف المتعثرة، مع تحذيرات تعم العالم من مخاطر أزمة أشد قسوة من أزمة 2008، حيث الشحّ المالي يصيب الشركات ومسار تسييل الأسهم والسندات والودائع يشكل سبيلاً وحيداً يسبق الإفلاس لتغطية النفقات الجارية، في ظل توجّه سيولة المصارف نحو ديون الخزينة التي لا تملك موارد كافية لتغطية نفقاتها، وحيث أسعار الفائدة المرتفعة بصورة متصاعدة تجعل الديون التجارية سبباً كافياً للإفلاس، ولم تنفع في تهدئة السوق المذعورة تدخلات الاحتياطي الفدرالي الأميركي لتغطية ودائع المصارف المفلسة، ولا تطمينات المسؤولين الماليين وصولاً لكلام الرئيس جو بايدن، حيث الوصفة التي تعتمدها الحكومة هي المزيد من الاستدانة، ووصفة المصرف المركزي هي مزيد من رفع سعر لا فائدة، وهي بالمناسبة ذات الوصفة الأميركية التي استوردها حاكم المصرف المركزي رياض سلامة الى لبنان وطبقها آخذاً لبنان الى الانهيار، ومثلما يحق للبنانيين أن يضحكوا وهم يتألمون عندما يسمعون بايدن يردد كلمات سمعوها من سلامة، يبدو مشهد العالم وليس أميركا فقط شبيهاً بما مرّ على لبنان، فيما تسارع المصارف الأوروبية لإعلان حالة الطوارئ، وتتعامل بحذر مع كل تداعيات الأزمة، دون أن تخفي قلقها المتعاظم من تداعيات كارثية، لما يسمّيه الخبراء بلعنة حرب أوكرانيا والعقوبات على روسيا، التي كانت مفتاح أزمة الطاقة والركود الذي تبعها والتضخم الذي نتج عنهما، بعدما حملت العقوبات تدميراً للثقة بحيادية النظام المصرفي عن التسييس.
“عبقرية” رياض سلامة ستكون غداً أمام الاستجوابات القضائية اللبنانية بحضور أوروبي، بعدما وصلت الوفود الأوروبية الى بيروت، بانتظار بدء الاستجواب غداً، وتبدو الملاحقة القضائية لسلامة بروفة لما سيكون على القضاء الغربي تكراره مع مسؤولين حكوميين ومصرفيين وحكام مصارف مركزية أمام الزلزال المقبل.
لبنانياً شكّل كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد استقباله كلاً من السفيرة الأميركية دوروتي شيا والسفير السعودي وليد بخاري، إشارة لعزم الرئيس بري على توظيف الأجواء الدولية والإقليمية الإيجابية في لبننة الاستحقاق الرئاسي، دون فتح الباب للخوض الخارجي بالأسماء، على قاعدة أن التحسّن في العلاقات الدولية والإقليمية يخفف الضغط الخارجيّ الناتج عن التموضع في خنادق العداوات، ويحرّر الاستحقاق الرئاسي من مخاطر الاستثمار فيه كصندوق برّي بين المتخاصمين، أو تحويله ورقة من أوراق القوة، باعتقاد بري ان هذا سقف المطلوب من الخارج، أما الاختيار والانتخاب فتلك مسؤولية لبنانية خالصة، ولا حاجة لاستدراج الخارج الى الدخول على خط الأسماء قبولاً أو رفضاً، وكان لكلام بري بعد لقاءاته الدبلوماسية مغزى تأكيدي لوجود ظروف مناسبة للمضي بمعركة دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، بقوله، انه اذا المطلوب رئيس يجمع ولا يفرق، وإذا لم يكن سليمان فرنجية مَن يجمع، فمن هو الذي يمكن له أن يجمع؟
ولا تزال المصالحة السعودية – الايرانية في الصين ترخي بظلالها على المنطقة برمّتها ومن ضمنها لبنان الذي يترقب النتائج السياسية لهذا الاتفاق بتسوية تخرج بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة جديدة تمهّد لمرحلة النهوض الاقتصادي.
وعلمت “البناء” أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بدأ بمروحة اتصالات مع الكتل النيابية لجسّ نبضها بما خصّ انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لا سيما كتلتي اللقاء الديمقراطي والاعتدال الوطني والمستقلين على أن يسعى بري لتأمين أكثرية نيابية كمرحلة أولى ثم السعي لتأمين نصاب الجلسة التي تؤمن الميثاقية”. كما علمت أن حزب الله أيضاً يسعى عبر اتصالاته لتأمين أكثرية لفرنجية.
وأطلق الرئيس بري سلسلة مواقف بارزة أمس، معتبراً أن “الضرورات تبيح المحظورات في الشأنين المتصلين بانتخاب رئيس الجمهورية والموضوع الحكومي».
وخلال لقائه نقابتي الصحافة والمحررين برئاسة النقيبين عوني الكعكي وجوزيف القصيفي، قال: “بعد 11 جلسة انتخابية أخذوا علينا بالورقة البيضاء بياضها، وقالوا لماذا لا يكون هناك مرشح؟ وبعد مضي خمسة أشهر على الفراغ وأمام الانهيار المالي والاقتصادي وبعد رفض الدعوات التي وجّهتها، ولا زلت، للحوار والتي تجاوب معها معظم الكتل باستثناء الكتلتين الاساسيتين، لم يعد مقبولاً الاستمرار بذلك ولم يكن هناك خيار الا خيار الإقدام على ترشيح اسم يتمتع بالصفات التي ذكرتها بخطاب 31 آب بذكرى إخفاء الامام الصدر في صور، وأقمت حوارات مع جهات دولية وخاصة مع سفراء الدول الخمس وقلت لهم نشكركم على الدعم الذي ستقدمونه للشخص الذي نختاره”.
وتابع بري: “اريد ان اسأل هنا مَن هو سليمان فرنجية، الم يكن مرشحاً عندما تم التمديد للرئيس اميل لحود؟ الم يرشحه السفير ديفيد هيل؟ الم يكن مرشحاً حينما كان العماد ميشال عون مرشحاً؟ واسمحوا لي ان أتحدث كماروني أنا لي حصة بالموارنة أنا لبناني. الموارنة بدأوا من الشمال وتناموا وتمددوا من هناك الى كل لبنان، وفرنجية ابن هذا الشمال».
سأل “في الانتخابات السابقة ألم تلتق القيادات المسيحية والمارونية في بكركي ويومها تم التوافق على اربعة اسماء، وأن من ينتخب من بين هؤلاء الأربعة يكون ممثلاً للمسيحيين واللبنانيين؟ الم يكن سليمان فرنجية أحد هؤلاء الأربعة؟”، وأضاف: “نحن ماذا نريد من رئيس الجمهورية؟ أنا بحاجة الى رئيس يتحدث مع سورية بموضوع ترسيم الحدود وحل أزمة النازحين، لأننا اذا كنا سنعتمد على الاوروبيين والاميركيين فهم غير مكترثين، لهذا الموضوع، نريد رئيساً قادراً على مقاربة الاستراتيجية الدفاعية، رئيس يؤمن باتفاق الطائف وانطلاقاً من كل ذلك رشحنا سليمان فرنجية”.
وحول لقائه السفير السعودي، قال برّي «التواصل كان قائماً وسوف يتواصل وقد حصلت قبل هذا اللقاء عدة لقاءات». وشدد بري على أن «الحل السياسي يبدأ برئاسة الجمهورية، وسليمان فرنجية مد يده للجميع صالح كل الناس فإذا كان سليمان فرنجية لا يجمع فمن هو الذي يجمع؟»، مؤكداً أن «لا خلاص للبنان الا بالدولة المدنية، ونحن تمسكنا بالطائف لكونه مثل إطاراً لوقف الحرب وأفسح المجال أمام لبنان واللبنانيين لسلوك مسار متطوّر يحافظ على الطوائف ويحد من الطائفية والمدخل الى ذلك فقط يقوم بتطبيق المادة 22 من الدستور إذا لم ننتقل نحو الدولة المدنية لبنان لن يتعافى».