لبنان
آمال جديدة لحلّ أزمة الحكومة.. هل تكون عيديّة للبنانيين؟
عاد الكلام عن بريق أمل في مسألة التأليف الحكومي، فبعد مرور سبعة أشهر على التكليف، ترتفع وتيرة المساعي لكي تبصر الحكومة النور مع الحديث عن عيدية للبنانيين.
ومع عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري الى بيروت من لندن، تبقى النتيجة على الأرض مرهونة بالسرعة في الوصول الى التسوية بشأن تمثيل النواب الستة المستقلين، الذين سيجتمعون اليوم لتحديد وجهتهم.
"الأخبار": تأليف الحكومة: عودة الأمل
قطعت المشاورات الحكومية خطوة مهمة بعد موقفَي رئيس الحكومة سعد الحريري، بقبول توزير ممثل عن اللقاء التشاوري، وموقف الوزير جبران باسيل، بأن يكون الوزير من حصّة رئيس الجمهورية، إلّا أن الإيجابية تقف عند إصرار الحريري على رفض لقاء نواب اللقاء قبل البحث في المخارج
أعادت المشاورات السياسية في عطلة نهاية الأسبوع، وما سبقها من لقاء جمع الرئيس المكلّف سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل في لندن منتصف الأسبوع الماضي، بعض الأمل إلى ملفّ التشكيل الحكومي، بعد ثمانية أشهر من التكليف. وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن أفكاراً عدة طُرحت في لقاء الحريري - باسيل، وقد تقدمت خلاله حظوظ الحل القائم على تسمية وزير عن نواب اللقاء التشاوري من خارجهم.
مصادر مطلعة على الاتصالات أوضحت أن هذا الحل «يعني تنازلات من الجميع: فالحريري يتنازل عن رفضه المطلق لتمثيلهم، وقبولهم بهذا الحل سيكون تنازلاً منهم عن التمثل بواحد منهم، مع نيلهم اعترافاً من الحريري بتمثيلهم؛ وفريق رئيس الجمهورية بتسمية ممثل عنهم من حصته يكون قد قدّم هو الآخر تنازلاً من جهته». أما موقف حزب الله، «فهو منذ البداية قال إنه يقبل بما يقبل به الوزراء الستة». وخلصت إلى أن «الأمور استوت... والحل يجب أن ينضج قبل الأعياد، لأن البلد لم يعد يحتمل».
المصادر نقلت عن وزير الخارجية أنه «مرتاح جداً» لسير الأمور، وهو ما عبّر عنه أمس في جولته الجنوبية عندما أمل أن يكون تشكيل الحكومة «عيدية للبنانيين»، بالتزامن مع عيد الميلاد. لكنها أشارت إلى أن الحذر «يبقى واجباً». ولفتت إلى أن «الشغل جدّي جداً، والحل سيكون وفق عدالة التمثيل، مع الحرص على ألّا يكون هناك فرض لأحد على الحريري، وفي الوقت نفسه ألّا يُلغي الحريري أحداً ممن أثبتت الانتخابات النيابية أن له حيثية تمثيلية».
ويتمثّل التحوّل الإيجابي، أساساً، في موقفَي كلّ من الحريري وباسيل. إذ لم يعد الأوّل رافضاً لتمثيل النّواب الستة السّنة من خارج كتلة المستقبل، بعد أشهر من «الفيتو» على تمثيلهم، لكنّه لا يزال ملتزماً شرطَ ألّا يكون الوزير أحد نواب اللقاء التشاوري، بل من يمثّلهم، وأن يكون الوزير من حصّة رئيس الجمهورية، لا من حصّة فريق 8 آذار. فيما يظهر التحوّل في موقف باسيل بقبوله الأخير بأن يتمثّل هؤلاء بوزير سنّي من حصّة رئيس الجمهورية، وهذا الموقف لمّح إليه وزير الخارجية خلال لقاء مع بعض نواب «تكتلّ لبنان القوي»، مع إشارته إلى أن الرئيس ميشال عون بات ميّالاً إلى أن يُمثَّل نواب التشاوري من حصّته.
غير أن هذه الإيجابيات لا تعني حتميّة ولادة الحكومة، في ظلّ استمرار رفض الحريري إعطاء نواب اللقاء التشاوري موعداً للقائهم حتى الآن، في خطوة دفعت رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إلى انتقاد تشدّد الحريري غير المبرّر، مقترحاً عليه أن يقيل النواب من المجلس ما دام لا يعترف بهم، أو أن يهجّرهم خارج البلاد!
"البناء": الحريري يشترط اتفاق «اللقاء» قبل استقباله!
ومع عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري الى بيروت من لندن، بدأ العد العكسي للمهلة الجديدة التي وضعها الحريري لتأليف الحكومة قبل نهاية العام الحالي، لاقاه على الموجة نفسها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي تحدث عن ولادة الحكومة في عيد الميلاد المجيد كعيدية للبنانيين، ما يطرح تساؤلات عما اذا كانت موجة التفاؤل الجديدة التي تُضخ في السوق الحكومية تحمل ملاءة سياسية وقابلة للتسييل في شراء الحلول لعقدة التمثيل السني أم ستُضاف مهلة أخرى الى سجل المواعيد والمهل التي تساقطت الواحدة تلو الأخرى نتيجة الصراع القائم بين القوى السياسية.
وإذ من المتوقع أن يشهد ملف التأليف حراكاً مكثفاً خلال الأسبوع الحالي، علمت «البناء» أن «لقاءً سيعقد بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري في الساعات القليلة المقبلة لإيجاد مخرج للأزمة الحكومية على أن يضع الرئيس عون الحريري في أجواء اجتماعاته ومشاوراته مع المعنيين لا سيما مع اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين». وتلفت المصادر إلى أن «عون تحدث أمام زواره أنه يجهد لتأليف الحكومة قبل الأعياد ويسعى مع كافة الأطراف لتذليل العقدة الأخيرة على قاعدة مشاركة الجميع في التنازلات»، مشددة على أن «الأمور لم تقفل رغم أن الاتصالات سادها الركود في اليومين الماضيين». وأشارت المصادر الى وجود «جو إيجابي في بيت الوسط مردّه مرونة الرئيس المكلف في التعاطي مع مسألة توزير سنة 8 آذار لجهة إبلاغه المعنيين على خط حزب الله والرئيس عون أنه لا يمانع توزير شخصية تحسب على اللقاء لكن من خارج النواب الستة ومن حصة الرئيس عون»، معتبرة أن «ما تقدّم قد يكون المخرج لحل الأزمة لا سيما أن الرئيس نبيه بري، أشار مراراً الى أن الحل قد يكون عند رئيس الجمهورية».
ودعت المصادر إلى «انتظار ما سيخرج عن اجتماع اللقاء التشاوري اليوم لا سيما أن هناك تبايناً بين المعنيين حول التعاطي مع طبيعة تمثيل سنة اللقاء، إذ أن هناك من بات مقتنعاً بضرورة الذهاب الى توزير اسم من خارجه اللقاء في حين أن أطرافاً أخرى ترفض ذلك وتعتبر أن تراجعها يعني تنازلاً عن مطلب محق».
وقال وزير الخارجية جبران باسيل إن «هدية العيد ستكون إعلان الحكومة مع ميلاد المسيح، وهذه الحكومة هي للجميع، وإن لم تُنجز سيكون فشلها فشلاً للجميع، وإذا ولدت فهي نجاح لكل لبنان وستكون على أساس الخير والعدالة، وبما أن الحكومة هي للجميع، فعلى الجميع ان يضحي لإنجاز ولادتها مع احترام معايير التأليف. نريدها حكومة للكل ولخير الكل ولمحاربة الفساد بنفس جديد لبناء مستقبل الوطن».
أما الرئيس المكلف بحسب مصادر في تيار المستقبل فلا يزال على موقفه الرافض لتوزير شخصية من اللقاء التشاوري، موضحة لـ»البناء» أنه إذا كان الهدف من استقبال الحريري للسنة المعارضين في بيت الوسط هو انتزاع الاعتراف بشرعيتهم السياسية والحكومية والإصرار على توزير أحد منهم وتكرار المواقف نفسها فلا داعي للقاء، أما إذا تنازل سنة 8 آذار وجاؤوا الى الحريري متفقين فيما بينهم على وزير من خارج النواب الستة فيستقبلهم برحابة صدر»، وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، بحسب المعلومات ينوي زيارة السنة المستقلين لإقناعهم الاتفاق على شخصية من خارجهم لتوزيره في الحكومة ومن حصة رئيس الجمهورية بعدما ألمح الرئيس الى استعداده لحل العقدة بالتنازل من حصته على أن يتفق اللقاء والحريري على مخرج موحّد، غير أن الوزير باسيل طلب من إبراهيم استئخار مسعاه في محاولة من باسيل لإحياء صيغة 32 وزيراً التي سبق ورفضها الحريري بذريعة تكريس وزير علوي في كل الحكومات المقبلة ما يحدث خللاً في التوازن الطائفي والسياسي بحسب مصادر المستقبل، لاعتبار تيار المستقبل بأن التمثيل العلوي سيكون على حساب التمثيل السني فضلاً عن أنه سيكون تابعاً لفريق الثنائية الشيعية و8 آذار».
"الجمهورية": «العقدة السنّية» تنتظر عون والحريري... و«التشاوري» يحدِّد وجهته اليوم
صحيفة "الجمهورية" رأت أن البلاد تدخل أسبوعاً آخر وأزمة تأليف الحكومة على ابواب شهرها السابع، من دون ان تلوح في الأفق أي مؤشرات الى حلّ قريب لها. بل كل المعطيات تشير الى أنّها ستدخل فصلاً جديداً من التعقيد والتصعيد، على رغم تفاؤل بعض المعنيين باحتمال ولادة الحكومة «عيدية» للبنانيين لمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة، اللذين دخلت البلاد في مدارهما. وبدا من المواقف امس، انّ أفق الحلول ما زال مسدوداً، على رغم حديث البعض، عن انّ عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري من لندن، معطوفة على المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الأسبوع الماضي، بعدما التقاه ورئيس مجلس النواب نبيه بري كل على حدة، تبعث على التفاؤل بإمكان ايجاد حلّ لعقدة تمثيل النواب السنّة الستة أعضاء «اللقاء التشاوري». فالحريري عاد ليل أمس الأول من العاصمة البريطانية ولم يرشح من «بيت الوسط» بعد أي شيء عن طبيعة توجهاته الحكومية هذا الأسبوع.
دلّت المواقف والمعطيات خلال عطلة نهاية الاسبوع، الى انّ رئيس الجمهورية ليس في وارد تمثيل نواب «اللقاء التشاوري» بوزير من حصّته، وكذلك الحريري الذي لا يزال يرفض حتى الآن استقبالهم والاستماع الى مطلبهم.
وفيما يعقد «اللقاء التشاوري» اليوم اجتماعاً لعرض الموقف من مسألة تمثيله في الحكومة، والخطوات التي سيعتمدها مع ما قد يستجد حول هذه المسألة وربطاً بحركة المشاورات الجارية، أكّدت اوساط «اللقاء» انّه «ثابت على موقفه، ولا قبول بأي حلّ لا يفضي الى تمثيل اعضاء «اللقاء» في الحكومة وعبر واحد منهم حصراً وليس عبر من يمثلهم، و»اللقاء» أكّد ويؤكّد انّه لن يلغي هويته ولا وجوده ولا تمثيله الذي اكّدته الانتخابات النيابية، والتي على الجميع ان يحترم نتائجها».
ونفت اوساط «اللقاء» ان يكون قد طلب موعداً جديداً للقاء الرئيس المكلّف، ما خلا الطلب الوحيد الذي قدّمه قبل فترة، ورفض الرئيس المكلّف التجاوب معه حتى الآن. كذلك نفت أي علاقة له في أي صيغ لحلول وسط، يجري تداولها حول مسألة تمثيلهم، معتبراً القول إنّ «اللقاء» وافق على مثل هذه الطروحات هو ترويج خبيث، القصد منه التشويش على موقف النواب والتأثير عليه. علماً انّ موقفنا سبق واكّدناه وابلغناه اخيراً الى رئيس الجمهورية، وحرفيته أننا نصرّ على تمثيلنا بواحد من النواب الستة، ولا نقبل بأن يتمثل أحد من خارج اللقاء التشاوري».
بري: ليقلعوا شوكهم بأيديهم
الى ذلك، لاحظ زوار عين التينة ترقباً لحركة الاتصالات التي قيل إنّها ستعود الى الانطلاق بعد عودة الرئيس المكلّف سعد الحريري من لندن، في وقت شاعت معلومات امس، عن زيارة وشيكة يقوم بها الحريري الى القصر الجمهوري.
يأتي ذلك وسط تسليم شامل بأنّ الأفق الحكومي مقفل، بالنظر الى تمترس مختلف الاطراف خلف مواقفها. ووسط هذا الجو، سألت «الجمهورية» رئيس مجلس النواب نبيه بري عمّا اذا كان قد طرأ أي تقدّم على صعيد الملف الحكومي، أم أنّ الامور ما زالت عند نقطة «أبجد» التي حدّدها قبل ايام، فقال: «طبعاً ما زلنا عند «أبجد»، وربما ما قبل «أبجد».
وقدّم بري صورة عن مغادرته التفاؤل الحَذر الذي عبّر عنه امام نواب الاربعاء منتصف الاسبوع الماضي وقال: «ما استطيع ان اقوله اليوم هو «خلص الكلام»، ملأنا صفحات الجرائد والاعلام بالكلام، لم نترك شيئاً الّا وقلناه، ولا دعوة الى التنبّه والحذر مما نحن فيه من مخاطر إلاّ واطلقناها، بحيث لم يعد هناك شيء لنقوله، فليقلعوا شوكهم بأيديهم».