معركة أولي البأس

 

لبنان

رعد: التفاهم الداخلي مفتاح الحلّ
25/02/2023

رعد: التفاهم الداخلي مفتاح الحلّ

قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: "نستحضر قيم قادتنا الشهداء الذين سبقونا بالعطاء في هذه المسيرة الإيمانية الوطنية الجهادية التي ترنو الى بناء وطن محرّر سيّد صاحب قرار وإلى بناء دولة تحقّق العدل والإنصاف ويحكمها القانون وتقوم فيها المؤسسات"، مضيفًا أن "هذا طموح رسمناه منذ بداية مسيرتنا وخطونا خطوات كبيرة ومهمة من أجل تحقيق بعض ما طمحنا اليه، وشخصنا العوائق والمحفّزات من أجل مواصلة مسيرتنا لتحقيق كامل أهدافها".

وأشار رعد خلال رعايته اللقاء السنوي الذي نظمه "التجمع الإسلامي لأطباء الاسنان" في منطقة جبل عامل الثانية في النبطية، إلى "أننا منذ انطلقنا بقيادة أُناس أخلصوا لوطنهم وايمانهم وصدقوا إخوانهم وأرادوا خيراً لبلادهم، استفزهم الاحتلال الصهيوني فراحوا يعبّئون الناس ويشحذون الهمم ويرسمون معادلات للنصر ويواجهون بالبداية باللحم العاري والإمكانات الضئيلة المتواضعة التي قيل فيها يومها أن "العين لا تقاوم المخرز" ولكن الإرادة الإيمانية بالحق المشروع غيّرت المعادلات وأثبتت أن هذه الإرداة أقوى من كل حديد ودبابات العدو وطيرانه"، وتابع: "قلبنا المعادلة مع العدو رأسا على عقب وأسقطنا تفوّق الكيان الصهيوني، بعد أن حررنا أرضنا وفرضنا معادلة الانتصار على هذا العدو، وأسقطنا مع ذلك الدور الوظيفي للكيان الذي لم يعد له حظ من النجاح، إلا مع المنهزمين، أما من يملك إرادة المقاومة والمواجهة وحفظ السيادة الوطنية فلا يستطيع عدوّ مثل العدوّ الصهيوني الآن أن يفعل معه أيّ شيء"، مؤكدًا أن "هذا العدو دخل في نفق أزمة داخلية وجودية تكاد تطيح بكيانه وبكل ما قدمه في سالف الزمان".

وتابع: "المعادلات التي رسمها قادتنا معادلات مبنية على أن الإنسان موقف، إمّا أن يعيش عزيزًا سيدًا كريمًا وإما أن يكون بطن الأرض خيرا له من ظهرها"، وشدد على أن "هذا التحدي الوجودي عندما يترجم بحركة مخلصة دؤوبة ناشطة مضحية حينها تستطيع أن تقلب الموازين"، وقال: "أين نحن اليوم عما كنا عليه في العام 1982، حين كنا نشعر بأننا مجرّد أفراد قلائل ومجموعات صغيرة، يكاد الناس أن يتخطفوهم، كان الواحد فينا لا يجرؤ أن يكون حتى بين عائلته، أو أن يقوم بعمل مقاوم او يشارك في عمل مقاوم، لكن الآن يخجل الإنسان حينما ينأى بنفسه عن خط وخيار المقاومة".

وأردف رعد قائلًا إن "هذا الخط وهذا الخيار هو الذي جعلنا نشعر بوجودنا وبوطنيتنا وبشخصيتنا وبهويتنا وبكرامتنا الانسانية، وجعل بلدنا موضع اهتمام وتتبع النافذين في العالم الذين لا يجدون في الشرق الاوسط، او في منطقتنا كيانا يستحق الاهتمام غير الكيان العدواني الارهابي الذي يتناغم مع قيمه الحضارية التي يخدعوننا بها في الظاهر ويمارسونها حق الممارسة في أوطانهم".

رعد: التفاهم الداخلي مفتاح الحلّ

واعتبر أن "احترام الآخر والحوار مع الآخر، تطبيقه في داخل من يحمل هذا الشعار في وطنه، أما حين تمتد مصلحته على حساب مصالحنا الوطنية، لا يعود هناك مكان لا لاحترام الآخر، ولا للاعتراف بالآخر أصلا"، وقال: "يعترفون بك طالما انك تحقق مصلحة لهم، أما أن تكون إنسانًا تستحق الوجود كنظير لهم في الإنسانية فهذا ما لا يؤمنون به ولا يمارسونه على الاقل".

وأشار رعد إلى "أننا لم نكن بحاجة لدليل تعاطيهم معنا، فالأزمة الكارثية التي حلت بعد الزلزال الذي أصاب سوريا وكيف تعاملوا إنسانيا، فجحدوا كل قيمهم الإنسانية وتصرفوا وفق مصالحهم الاستعمارية، والنفوذية الطامعة في بلادنا وفي مصالحنا، وبكل الاحوال لهم شأنهم ولنا شأننا، وخلافنا في هذه النقطة بالذات مع اخرين في الداخل والخارج اننا لا نقبل ان يملي الخارج ارادته على استحقاقاتنا الوطنية. لا نقبل ان يسمي الخارج رئيس جمهوريتنا، لا نقبل ان يرهن الخارج مصيرنا السياسي ومستقبل اجيالنا نتيجة سياسة عقوبات وحصار ظالم منفرد تقوم به دولة نافذة خلافا للقانون الدولي وتمردا على مجلس الامن وسلطة الامم المتحدة لانها تشعر انها هي الاقوى في هذا العالم".

وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة: "يستطيعون أن يلحقوا أذى وألما بنا وبشعبنا ولكن لا يستطيعون ان يكملوا الطريق في هذا الأمر، لأننا سرعان ما نبتدع الأسلوب الذي يؤلمهم ويدفعهم الى أن يكفوا أذاهم عن بلدنا وعن شعبنا، وهذا ما اشار اليه وألمح اليه سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير"، وأضاف: "صحيح أننا في الداخل نريد بناء دولة والآن نعير كيف لا نحاسب المفسدين كما نحاسب اعداءنا، وكأن المطلوب ان نستخدم القوة والسلاح لمحاسبة من اخطأ وأفسد وأوقع البلد في كارثة اقتصادية استجابة لمصالحه الشخصية أو الفئوية او الأنانية، لكن هو بالنهاية ابن بلدنا، نتعامل مع المفسد بالاحتكام الى القانون من أجل ردعه ولمحاسبته ومعاقبته، ومن أجل الضغط حتى لا يتجرأ أحد غيره على مخالفة القانون، لكن للأسف اسمحوا لي ايضا ان اكون صريحا، ربما هناك من يتواطأ على القانون في بلدنا من اكثر من جهة بحيث يضيع المرتكب ولا تستطيعون محاكمته".
 
وشدّد رعد على "أننا بحاجة إلى إعادة النظر في جسمنا القضائي، وفي سلطتنا القضائية، وفي أجهزتنا الامنية، وفي بعض القوانين التي تتصل بالعقوبات وتتعاطى مع المخلين، المخالفين للقانون وتسمح بمحاكمة ومحاسبة المرتكبين دون أن تذهب بالوطن الى حيث تصفية حسابات داخلية شخصية او فئوية، وهذا ما يجب ان نلحظه حين نعيد النظر"، مؤكدًا أننا "نريد أن نحقق استقرارا وعدالة في بلدنا، لكن لا نريد ان نصفي حسابات مع احد، وبكل صدق وبكل محبة وبكل صراحة، تصفية الحسابات يعني استخدام منطق الاستقواء والقوة، أما تحقيق العدالة والانصاف معنى ذلك العودة الى القانون، وتحكيم القانون".

وقال: "تعالوا نستقوي جميعًا من أجل التحصن بالقانون وتطبيق القانون، وليطبق القانون على الجميع، ولا بأس ان ننتهي مما سبق ونقول لنفتح صفحة نلتزم بها جميعا بأن لا نخالف القانون الذي نضعه من أجل استقرار بلدنا ومن اجل تحقيق مصالح شعبنا"، مشيرًا إلى أن "ما يقبل أن نتحاور حوله في الداخل لا يستقيم مع العدو ايها الاعزاء، العدو لا يفهم الا لغة القوة، لذلك نحن ميزنا تماما في مسيرتنا بين استخدام القوة والمقاومة والتصدي والمواجهة بكل أشكالها مع عدو يريد ان يسلبنا حريتنا وإرادتنا وسيادتنا وأن ينتهك هذه السيادة وهذه الكرامة وان يبسط نفوذه على ارضنا، وبين الداخل الذي يتطلب عيشًا واحدًا، ويتطلب مرونة ويتطلب تفهما وتفاهما ويتطلب حرصًا على تطبيق القانون وهذه كله يحتاج الى حوار ورحابة صدر".

وتابع رعد: "نحن ندعي أننا من أكثر القوى التي تملك صدرا رحبا لمعالجة اوضاع الداخل، ونحن ندان ويعاب علينا أننا نملك سعة الصدر هذه، لكننا لسنا نادمين على ما لم نستطع أن نصلحه في الداخل بالحوار وبالتفاهم، ونترك للعبة الديموقراطية ان تأخذ مداها"، وذكر "أننا حين أعدنا النظر بقانون الانتخاب الذي كان قائما على أساس الاكثرية، اعتبر الكثيرون من شعبنا ونحن منهم أن النظام النسبي هو الأكثر انصافًا في التمثيل والأكثر صدقية في التمثيل واستجبنا لهذه المطالب ورحنا ننسج ونشارك في صياغة قانون انتخاب لن يأتي على خاطرنا ولا على ما كنا نطمح اليه، لأنكم تذكرون ان مقولتنا الدائمة كانت انذاك ان النظام النسبي لا يستقيم مع الدوائر الكثيرة والصغيرة وانما يحتاج النظام النسبي ليكون منصفا واقرب الى التمثيل العادل يحتاج الى دوائر كبرى تحقق الاندماج الوطني وتحقق الانصهار وتحقق العيش الواحد فعلا في الدوائر التي يحصل فيها الانتخاب، وخطونا تلك الخطوة في الحقيقة من اجل ان نصل الى نظام انتخابي اكثر عدالة واكثر انصافا اكثر من النظام الاكثري الذي كانت تتحكم فيه بعض القوى والرموز وتصادر اراء كل اللبنانيين، واقول ان كثيرا من القوى المتمردة الآن على مشاركتنا نحن في السلطة ما وصلوا الى المجلس النيابي إلا نتاج القانون الذي رسمناه ووافقنا عليه، لكن للاسف ان الشعارات تستهلك في هذا البلد مجانا ولا طائل تحت اساءة استخدامها".

وختم رعد قائلًا إن "الازمة التي نمر بها مفتاح الحل فيها أن نتفاهم داخليا برؤية اقليمية منفتحة لمصلحة بلدنا، ونأتي برئيس يستطيع أن يدير هذه المرحلة، وعندما نصل الى هذا الرئيس تنجلي بعض الغيوم وترتد بعض العقوبات وتنحصر بعض التشنجات ويبدأ مسار تنشيط الوضع الاقتصادي، ويحتاج ايضًا ذلك الى همة عالية في ابداع ما يمكن ان نسميه الاطلاع بالخطط الوطنية الهادفة الى تنشيط قطاعاتنا الاقتصادية التي يعول عليها من أجل تأمين سيولة ولتأمين استقرار اقتصادي نحتاجه في هذا البلد ويعين شعبنا على الصمود في مواجهة التحديات الطارئة التي تتوالى بين الفينة والأخرى".

إقرأ المزيد في: لبنان