لبنان
سلهب: وحدة عمال لبنان تصنع الأوطان وتحميها
استقبل مسؤول وحدة النقابات والعمال المركزية في حزب الله هاشم سلهب وفدًا من اتحاد نقابات عمال ومستخدمي البلديات في لبنان برئاسة علي رستم والنقيب حسين مغربل وعددًا من أعضاء المجلس التنفيذي.
ورأى سلهب أن "عمال البلديات في لبنان هم الفئة العمالية الأكثر تهميشًا ومعاناة، وهم الذين يستحقون كل إنصاف واحتضان ورعاية وعرفان بالجميل من الدولة وأركانها ومن عموم الشعب اللبناني والكيانات السياسية اللبنانية لما يقدمونه من خدمات وجهود وعطاءات سمحت بإبقاء نوع من الإدارة والمسؤولية الرعائية والاجتماعية قائمين في لبنان، في ظل الانهيارات المتلاحقة في العديد من إدارات الدولة وقطاعاتها".
وطالب سلهب "رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بإعطاء الوقت الكافي والنظر بجدية لمعاناة بلديات لبنان وعمالها وإنصافهم، وعقد ورش العمل اللازمة لإيجاد الحلول للمشاكل التي يواجهونها، وأولها الانتظام في رفد البلديات بالأموال المخصصة من الصندوق البلدي المستقل، وصرف الأموال المستحقة للبلديات لدفع الرواتب للعمال بانتظام، مع كامل الزيادات والتقديمات المقرة، بمتابعة ومراقبة تضمن التزام المعنيين بذلك".
واعتبر سلهب أن "معاناة البلديات وعمال البلديات في لبنان، هي جزء من معاناة لبنان واللبنانيين، ونكبتهم في طريقة إدارة البلد من قبل مسؤوليه ومتولي زمام السلطة فيه، حيث لا مخرج من الأزمات التي تتوالد على يد أميركا وسفارتها المشؤومة في لبنان، الا بقطع ارتباط الإدارة اللبنانية بالإدارة اليومية الأميركية للشؤون السياسية والاقتصادية اللبنانية"، وأوضح أن "الطريق الصحيح لمعالجة كل المشكلات هو إعادة الانتظام للحياة الوطنية السياسية والدستورية والاقتصادية للبنان، بدءًا من انتخاب رئيس توافقي للجمهورية، وتشكيل حكومة بإرادة وطنية لبنانية، قادرة على التصرف بروح سيادية لبنانية، غير مرتهنة للخارج الاميركي".
وشدد على أن "واجب الحركة النقابية العمالية اللبنانية، بما تمثله من امتداد شعبي هو العمل على استنقاذ الوطن وحقوق الوطن، تمامًا مثل ما يقع عليها واجب استنقاذ العمال وحقوق العمال من براثن الشر الأميركي والاسرائيلي، وتثبيت قيم المواطنة الحقيقية، والحفاظ على هوية الوطن، واستعادة بعض اللبنانيين الذين خرجوا من لبنان بمواقفهم ورؤاهم وحملوا مشاريع أعدائهم ليعودوا لمنطق الشراكة الحقيقية ويكونوا الى جانب أبناء وطنهم في عملية إعادة بناء الوطن وطنًا لكل مكوناته".
وانتقد سلهب "الجنوح المتمادي للبعض نحو المطالبة بدولرة الرواتب لحل مشكلة تدني القيمة الشرائية لرواتبهم، والمطالبة واللجوء من قبل البعض الى ابتداعات وتنظيرات لدولرة تسعير المواد الاستهلاكية متناسين أنهم بذلك يهملون معركتهم الأساسية، في حقهم باستعادة القيمة الشرائية والاقتصادية لعملتهم الوطنية الليرة اللبنانية، التي يهجرها بعض اللبنانيين بتهافت غير مسبوق على عملة العدوان الأميركي الدولار المشؤوم، رغم أنه يتعرض اليوم للزلزلة في الاسواق العالمية"، مؤكدًا أن "الدور الرئيسي للاتحادات والنقابات العمالية في مواجهة ما يمر به لبنان هو التوحد والاتحاد على الهوية الوطنية وحماية البلد، وإعادته لاستقراره ونظامه الوطني العام، فلبنان بحاجة لمن يركز على وحدة الوطن ومرتكزاته الاقتصادية وهويته المقاومة، لا لمن يهتم بالرضى الأميركي لمصالحه الشخصية".
وأوضح أننا "نخوض في المعالجات الجزئية، بينما الذين نطالبهم بالحقوق مرتهنون للسفارة الأميركية وينفذون أوامر التأزيم وتشديد الحصار علي الشعب اللبناني لإخضاعه، وما زال معول الهدم من السفارة الاميركية مستمرًا، معتقدين أنهم يستثمرون في سنوات التخريب الماضية، ليخضعوا البلد ويغيروا هويته وموقعه، لكنهم واهمون لأن لدينا الإرادة والقدرة والمقدرات لإسقاط مشاريعهم، وسنقدم تجربة أخرى للبنان من تجارب العز والنصر مع بعض الصبر فقط".
وختم سلهب مشددًا على أن "المطلوب هو وحدة اللبنانيين المقاومين الممانعين، والراغبين بالسيادة والحرية، وتثبيت مفاهيمها ورؤاها لوطن العزة، والمضي بوحدة من اتحاد تحت لوائها ودم لأصوات النشاز"، وقال: "لم يكن في تاريخ لبنان أبدًا وحدة في الرؤى والمواقف لا حول الهوية والموقع ولا حول العدو والصديق ولا حول المقاومة والتحرر والتحرير ولا حول الرؤية الاقتصادية وبناء الدولة المستقلة بقرارها، واتحاد عمال البلديات في لبنان هو محطة أساسية لوحدة عمال لبنان، الذين يسعون حقًا لاستقلال لبنان، فوحدتكم ضرورة وواجب، ونحن نؤمن بأن العمال عصب الحياة والاقتصاد والاستقرار، وهم الشعب الذي يصنع الأوطان ويحميها".
وخلال اللقاء، عرض رستم معاناة عمال البلديات في لبنان، في ظل الضائقة الاقتصادية التي يمر بها البلد، نتيجة الحصار الأميركي المفروض وتدني القيمة الشرائية لرواتب العمال وعدم قدرة البلديات على دفع الرواتب والأجور عند استحقاقها، إضافة الى عدم شمول عمال البلديات بالزيادات والتقديمات التي أُقرت على مراحل متعددة.
وأكد رستم ضرورة إعادة النظر بالمبالغ المخصصة للبلديات من الصندوق البلدي المستقل، وإقرار النسب المطابقة لأحجام البلديات والإسراع بدفع المستحقات للبلديات ليتمكن عمال البلديات من قبض رواتبهم بانتظام، خاصة مع تسارع انهيار الليرة، وعدم انتفاع العمال من قيمة ما سيقبضونه متأخرًا"، لافتًا إلى أن "هناك 11000 عامل في البلديات، لهم مستحقات وضمان صحي يعانون مع عائلاتهم جراء التأخير المستمر في دفع الرواتب وعدم حصولهم على أي زيادة على رواتبهم".
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024