لبنان
الحاج حسن: الإدارة الأميركية تهيمن على جزء كبير من السياسة والدولة اللبنانية
دعا رئيس تكتل بعلبك الهرمل، النائب الدكتور حسين الحاج حسن، إلى "انتخاب رئيس للجمهورية بالتفاهم مع بقية الشركاء، في أسرع وقت ممكن، وهذا مرهون بإرادة بعض الفرقاء السياسيين اللبنانيين، وندعو إلى المزيد من الوحدة الوطنية والخطاب الوطني الجامع، وليس إلى مزيد من الخطاب الطائفي أو المناطقي، فلبنان يحتاج إلى لم الشمل وجمعه، وليس إلى مزيد من التفرقة".
وخلال لقاء سياسي حواري في بلدة اللبوة البقاعية، رأى أن "لبنان يمر بأزمة كبيرة جدا تتفاقم كل يوم، وهي في الفتره الأخيرة ازدادت حدة مع تسارع الازمات وتواليها في كل المؤسسات الدستورية، فهناك مشاكل في الحكومة والوزارات، في انتخاب الرئيس، والاقتصاد، وفي سعر صرف الدولار، مما ينعكس على القطاع الصحي، التربوي، النقل، على معيشة المواطنين، على القطاعين العام والخاص، على الأمن، وفي كل مناحي الحياة".
الحاج حسن اعتبر أن "المفتاح للولوج إلى بداية الحلول هو بانتخاب رئيس للجمهورية، وبعد ذلك يصار الى تشكيل حكومة، والبدء في المعالجات المطلوبة، وبالتالي أي أزمة موجودة حاليا في لبنان مرتبطة بشكل أو بآخر بموضوع انتخاب الرئيس، وهذا ينعكس على التفسيرات الدستورية، على نصاب مجلس النواب ونصاب الحكومة، وهل يحق لها ان تجتمع أو لا يحق لها ذلك، والأزمات السياسية وانعكاساتها على الاقتصاد والثقة بالليرة. وإذا كان انتخاب الرئيس بهذه الأهمية، يعني أن من يساهم بشكل أو بآخر في تعطيل هذا الانتخاب هو مسؤول بشكل أو بآخر عن التدهور الحاصل في البلد".
ولفت إلى أن "تركيبة المجلس النيابي الحالية، بتوزيع الأعداد على الكتل والتكتلات والتحالفات، من الواضح ان لا احد يملك في هذه التركيبة 86 نائبا لتأمين النصاب اللازم لانعقاد الدورة الأولى والدورة الثانية، كما أنه لا احد يملك حتى الآن غالبية 65 نائبا لانتخاب الرئيس في الدورة الثانية، في حال تأمين أغلبية الثلثين لانعقاد الجلسة الثانية".
وأكد الحاج حسن "نحن منذ اللحظة الأولى دعونا شركاءنا في الوطن إلى حوار سياسي، وكانت أبلغ الدعوات هي دعوة دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري أكثر من مرة إلى جلسة حوار للتفاهم على شخصية ما وانتخابها، فرفضت الدعوة مرات عدة، وكانت تعليقات سياسية سلبية على الحوار. فكيف تتوقعون إجراء انتخاب للرئيس دون تفاهم وطني؟ هل يكون ذلك بطرح أسماء استفزازية وأسماء تحدي لن تصل إلى أي مكان أو إلى أي نتيجة؟! بالطريقة التي ترفضون فيها الحوار والتفاهم تعطلون الانتخاب، يعني بطريقة أو بأخرى أنتم تتحملون مسؤولية كل التردي في لبنان الذي وصل إلى كل السلطات وإلى كل المؤسسات".
وتابع قائلا "نحن حريصون أن نفتح آفاق التواصل، وسنبقى على هذا التواصل، لعل يحدث في توقيت ما تطور ما، نستطيع من خلاله أن نصل إلى انتخاب الرئيس، لتبدأ الأزمات بالإنحسار. ويجب ان ننتبه دائما إلى أنه مهما اشتد الصخب السياسي والخطاب الغرائزي في أحيان كثيرة، والاتهامات التي تجري في البلد، ليس من المفترض أن يغيب عن بال أحد حقائق تتعلق بالذي عمق الجراح في هذا البلد، والذي عمق جراح الأزمة الاقتصادية في لبنان".
كما أشار إلى أن "هناك أسبابا عديدة داخلية وخارجية أوصلت البلد إلى ما نشهده من انهيار اقتصادي واجتماعي ومالي ونقدي ومعيشي، أهمها: خيارات سياسية مثل خيار الرهان على السلام في المنطقة منذ التسعينيات، تعقيدات النظام السياسي اللبناني الولاد للأزمات، النظام الاقتصادي القائم على الريع والمديونية، وإهمال القطاعات الإنتاجية، وإهمال استخراج النفط والغاز، ليس فقط في السنوات الأخيرة، بل منذ عشرات السنين استجابة لإملاءات كانت واضحة، الفساد وآثاره، تداعيات الحرب في سوريا على لبنان، تداعيات النزوح السوري على لبنان، وحتى اليوم رغم كل المحاولات وكل الكلام اللبناني والكلام السوري عن ضرورة عودة النازحين، يوجد فيتو أميركي أوروبي عربي على عودة النازحين والعمل على إبقائهم والضغط لإدماجهم في النسيج اللبناني".
وأردف "الحصار الأميركي واضح ومعلن، رغم ذلك بعض اللبنانيين يصرون على التعامي عن هذا الحصار، لا بل يتحدثون عن هيمنة إيرانية على البلد. كيف يستقيم مع هؤلاء ان إيران تهيمن على البلد وحتى الآن لا يجرؤ أحد على قبول هبة إيرانية إلى لبنان، فمن المهيمن الذي يمنع قبول الهبة الإيرانية أم إيران؟ هل تهيمن إيران وحزب الله على لبنان ويُمنع الأهل من تحويل دولار واحد لإبنهم الذي يتابع دراسته في إيران استجابة للعقوبات الأميركية؟ الذي يهيمن على جزء كبير من السياسة والدولة اللبنانية هي الإدارة الأميركية".
ولفت إلى أن "الذي يراقب تصريحات المسؤولين الأميركيين، منذ العام 2019 يتأكد بأن السبب الأساسي والرئيسي للأزمات والإنهيار الاقتصادي في لبنان هو الضغط والحصار والعقوبات الأميركية، من تصريح وزير خارجية اميركا بومبيو في بيروت خلال عهد ترامب الذي طالب اللبنانيين بأن يواجهوا حزب الله وإلا ستمر عليهم أياما صعبة على لبنان، وقبل 10 أشهر أقر ديفيد شنكر بدور بلاده في إفلاس عدد من المصارف اللبنانية، وديفيد هيل تحدث عن الحصار والضغط على لبنان والعقوبات، ومنذ شهرين مساعدة وزير الخارجية الأميركية بربارا ليز قالت: لكي يتغير الوضع في لبنان ينبغي أن يتحرك الشارع، وأن اللبنانيين سيمرون بمزيد من الألم، ولبنان سيصبح تحت الرماد، وقد يكون أفضل أن نساعد على انبعاث لبنان من جديد من تحت الرماد، من بعد التخلص من حزب الله، فهل سمعتم أو قرأتم هذه التصريحات الأميركية يا دعاة السيادة".
ورأى أن "بارقة الأمل والضوء الأساسي للبلد باستخراج وتصدير ثرواته من النفط والغاز، لأن ذلك يعني إدخال أموال إلى البلد وتحسن الوضع، ولكن بالتأكيد هذا يحتاج إلى إنشاء صندوق سيادي للحفاظ على المال وإدارته بالشكل الصحيح والسليم".
إقرأ المزيد في: لبنان
01/11/2024