لبنان
بعد رفع الدعم عن أنواع حليب الأطفال كافة.. وزير الصحة يبرّر الأسباب!
دون أن تأبه وزارة الصحة بمصير الأطفال الرضع أو قدرة آبائهم الشرائية، ودون سابق إنذار، أعلنت اليوم رفع الدعم عن حليب الأطفال بأنواعه كافة، في خطوة جعلت الأهالي أمام عبء تأمين التكلفة والكمية اللازمة.
وفي محاولةٍ لتبرير القرار، أوضح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أنَّ "السبب الرئيسي الذي دفع وزارة الصحة العامة إلى اتخاذ قرار رفع الدعم عن حليب الأطفال يتصل بضرورة تأمين الحليب للأطفال وليس للتجار الذين يستغلون هذا الدعم ويعمدون إلى تهريب الحليب وبيعه في السوق السوداء".
ولفت في دردشة مع الصحافيين إلى أنَّه "عمد منذ توليه الوزارة إلى وضع حد للفوضى التي عمت سوق الدواء والحليب منذ بدء الأزمة المالية"، ولكنه اعتبر أنَّ الحليب ليس كالدواء، ولا يمكن تتبع حركته، لأنه ليس ممهورًا برقم تسلسلي "Barcode". كما أنَّ شراءه لا يحتاج إلى وصفة طبية ما يسهل شراء كميات كبيرة منه من دون حسيب أو رقيب".
وأضاف وزير الصحة: "الوزارة لاحظت أن الكميات الكبيرة من الحليب المدعوم التي يتم استيرادها، والتي تفوق حاجة البلد، وتكاد تكفي بلدين، تختفي من السوق بعد وقت قليل من وصولها!".
وأوصح الأبيض أنَّه نتيجةً "لكل ما سبق تم اتخاذ القرار بوقف دعم الحليب، وقد تبلغنا من شركات مستوردة استعدادها لتأمينه بكميات كبيرة بعد رفع الدعم".
الـ"Biosimilar" المضمونة الجودة والفعالية
ولفت وزير الصحة العامة إلى "أن الهدف الأساسي من استراتيجية الوزارة في موضوع الدواء يكمن في ترشيد الدعم من خلال وضع نظام واضح يؤمن بالمال المتوافر شراء الدواء المطلوب للمرضى من دون أي تقصير".
وبناءً عليه، أعلن الأبيض عن قرار الوزارة "استبدال شراء تسعة أدوية "Brand" للأمراض السرطانية والمستعصية ببدائل لها (Biosimilar) مضمونة الجودة والفعالية إنما بأثمان أقل، ما يتيح شراء كمية أكبر من الأدوية واستفادة عدد أكبر من المرضى، وهو أمر معتمد في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية ومختلف الدول المتقدمة في الرعاية الصحية. كمثال على ذلك: سيتم استبدال الـ"Herceptin" بالـ"Trazimera" الذي تصنّعه شركة فايزر والـ"Kanjinti" الذي تصنّعه "Amgen". وسيتم استبدال الـ"Humira" بالـ"Hyrimoz" الذي تصنّعه شركة "Sandoz" والـ"Amjevita" الذي تصنعه "Amgen". (اللائحة الكاملة للأدوية وبدائلها موجودة على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة العامة)".
تذكير بالمسار الممكنن لتتبع الدواء والبروتوكولات
وذكر الأبيض بالمسار الممكنن الذي تنتهجه وزارة الصحة العامة في تتبع حوالي أربعين دواء للأمراض السرطانية والمستعصية تعطى في المستشفيات، وأحد عشر دواء يتم الحصول عليها من الصيدليات. ويبدأ هذا المسار بإنشاء رقم صحي للمريض "Unique ID" ومن ثم تسجيل ملفه الطبي من قبل طبيبه المعالج على منصة أمان، بما يؤكد أن الدواء الذي يوصف للمريض يلتزم البروتوكولات الموضوعة من قبل وزارة الصحة العامة، وبعدها يُصار إلى تتبع هذا الدواء من خلال نظام "MediTrack" الذي يضبط حركته منذ وصوله إلى لبنان حتى حصول المريض عليه".
وخلال الحديث عن هذه البروتوكولات، لفت إلى "أنها وضعت من قبل أساتذة جامعيين اختصاصيين في علاج الأمراض السرطانية يدرسون ويعملون في كبريات المستشفيات الجامعية في لبنان على أساس معايير علمية وبحثية، بحيث تكون العلاجات موحدة في المراحل الأولى من المرض، ويتم التدرج بوصف الأدوية وفقًا لحالة كل مريض وتطور مرضه".
وأكد الأبيض "أن مختلف دول العالم تعتمد هذه البروتوكولات، كما أن البروتوكولات التي يعتمدها لبنان مشابهة للبروتوكولات المطبقة في فرنسا، وتتضمن أفضل أنواع الأدوية.
ثغرات كشفها مسار تتبع الدواء
وكشف أنَّ "تطبيق المسار الممكنن للدواء كشف ثغرات كثيرة شاعت في السابق، أبرزها أن مرضى غير لبنانيين كانوا يحصلون على الأدوية المدعومة رغم الدعم الذي يتلقاه هؤلاء من جهات دولية، كما أن مرضى كانوا يستفيدون من أكثر من جهة ضامنة ويحصلون على أكثر من حاجتهم، وكانت تؤخذ أدوية مدعومة لمرضى مهاجرين أو متوفين! أما الآن فلم يعد في استطاعة التاجر أن يبيع الأدوية المدعومة كما يريد، وتوقفت حظوة بعض المستشفيات التي كانت تأخذ الحصة الأكبر من الدواء".
وأردف وزير الصحة قائلًا: "المسار الممكنن نجح في تأمين العدالة والمساواة بين المرضى اللبنانيين المصابين بالأمراض السرطانية والمستعصية، ونجح في تأمين الدواء لحوالي خمسة وسبعين في المئة منهم، ونعمل على بلوغ نسبة المئة في المئة قريبًا".