لبنان
اللواء ابراهيم: سيستلم لبنان مليون جواز سفر عام 2023
لفت المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الى أنّ خلو سدة الرئاسة هذه المرة يأتي في ظل وضع اقتصادي واجتماعي غير مسبوق، مشيرًا إلى أنَّ الحوار واجب وحاجة وضرورة وإنهاء التخبط في الملف الرئاسي بيد القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي.
وفي حديثٍ لصحيفة "الأنباء الكويتية"، قال اللواء ابراهيم: "نحن في وضع استثنائي، ومع الأسف هذا الأمر يتكرّر منذ إقرار دستور الطائف للمرة الثالثة، ما يؤشر إلى عطب في مكان ما إما متصل بطريقة تطبيق الدستور وإما متصل بتضارب الآراء حول تطبيق هذا الدستور أو بالأمرين معًا".
وأوضح ابراهيم أنَّ "الخطر الداهم الذي نمر به هو أن خلو سدة الرئاسة هذه المرة يأتي في ظل وضع اقتصادي ومالي ومعيشي واجتماعي غير مسبوق مع تعطل العمل الطبيعي في الكثير من إدارات الدولة باستثناء المؤسسات العسكرية والأمنية التي تكابد من أجل الحفاظ على الحد المقبول والمعقول من المقومات التي تبقيها على جاهزيتها لتأدية مهامها في صون الاستقرار والسلم الأهلي ومنع الانزلاق إلى الفوضى، لذلك، لا يمكن الاستمرار في ظل هذا الوضع الذي يتناقض والمسار الطبيعي للدول التي تنتظم تحت سقف الدستور والقانون".
ورأى اللواء ابراهيم أنَّ "إمكانية انتخاب رئيس جمهورية قائمة في كل حين، شرط توافر الإرادة الوطنية الجامعة، والتي من خلالها يثبت اللبنانيون أنهم قادرون على مسك أمورهم بأيديهم من دون أي حاجة لتدخُّل خارجي، سواء بالاستدعاء الإرادي لهذا التدخل أو من خلال العجز عن القيام بالواجب الطبيعي لتأمين انتظام الحياة العامة من خلال عدم إحداث أي شغور في أي موقع دستوري".
ولفت ابراهيم إلى أنَّ "مسألة إنهاء حالة التخبط في الملف الرئاسي هي بيد القوى السياسية الممثلة في المجلس النيابي، من هنا أرى أنَّ العائق أولًا وبنسبة كبيرة جدًا هو داخلي، أما تأثير الخارج فهو نتيجة إرباك الداخل لجهة أي خيار رئاسي يذهبون إليه، كون هذا الخيار هو المفتاح لعودة الأمور الى طبيعتها مع الدول الشقيقة والصديقة والتي يحتاج لبنان الى انفتاحها عليه لمساعدته في تأمين الحاضنة للخروج من أزمته الخطيرة وبدء مرحلة التعافي والنهوض".
الحوار ضرورة
وردًا على سؤال حول إن كان الحوار يؤدي إلى انفراج في ملف الرئاسة، اعتبر المدير العام للأمن العام أنَّه "أيًا كان هدف الحوار فهو واجب وحاجة وضرورة، فالحوار يكسر الجليد بين القوى المتنافسة ويقرب المسافات، ودعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الحوار هي في وقتها ومكانها، وانطلاقًا من تجربة الرئيس بري الطويلة في الحياة الوطنية اللبنانية، أرى أنه قادر على تدوير الزوايا والخروج بنتيجة مرجوة تتوج بانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة ممكنة".
كما أشار إلى أنَّه لا استقرار على المستوى الأمني إلا بشرطين متكاملين هما الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي، مبينًا أنَّ "عدم الاستقرار السياسي مرده إلى الخلافات المستشرية في الداخل اللبناني، والنكايات المتبادلة بين الفرقاء السياسيين، ولا بد هنا من اكتمال عقد المؤسسات الدستورية، لأن جسدًا بلا رأس آيل إلى الموت".
وأضاف: "إذا لم يكن هناك رئيس للجمهورية، فإنّ الأمور ستتجه نحو الأسوأ، والقطاع الأمني هو الأكثر تأثرًا، وإن تفاقم الأوضاع سيؤدي آجلًا أو عاجلًا الى انفجار اجتماعي، ولا بد هنا من تدارك الأمر بعمل مكثّف وجاد في كل الاتجاهات".
أزمة جوازات السفر
وعن جوازات السفر، أشار المدير العام للأمن العام إلى أنَّه ليست هناك أزمة جوازات سفر، بل أزمة ازدياد الطلبات على جوازات السفر، مع التأكيد أن كل لبناني له حق الحصول على جواز سفر.
وأعلن أنَّه "اعتبارًا من العام 2023 سنتسلم 100 ألف جواز سفر بيومتري، وصولًا إلى تسلم الكمية كاملة، أي مليون جواز خلال 6 أشهر، مع الإشارة إلى أنَّ لدينا في خزائن المديرية نحو 22 ألف جواز سفر لم يتسلمها أصحابها، وهناك 69% من الذين أنجزوا جوازات السفر لم يستخدموها"، لافتًا الى أنّ اللبناني يتهافت لإنجاز جواز سفر مع أنه لا يريد استعماله. ونأمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها في الأشهر الأولى من السنة المقبلة".
ملف النزوح السوري
وحول ملف النزوح السوري، قال اللواء ابراهيم: "بداية أكرّر نفي كل المزاعم والشائعات والأكاذيب التي تتحدث عن تعرض أي من النازحين السوريين العائدين إلى بلادهم إلى السجن أو لمضايقات، وأن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، تحققت من الأمر من خلال اللقاء ببعض العائدين في سوريا. ومع الأسف، فإن منصات ومواقع إلكترونية دأبت على نشر معلومات مغلوطة بغرض تخويف السوريين من العودة لغايات متنوعة إما شخصية -كون كثيرين مستفيدين ماديًا من مأساة النزوح- أو سياسيًا، فالأمر مرتبط بالصراع الإقليمي والدولي على كيفية مقاربة الحل السياسي في سوريا، والأخطر هو من يريد أن يبقى الوضع السوري على ما هو عليه من النزف وعدم الاستقرار لإضعاف سوريا ومحاولة منعها من لعب دورها الطبيعي من ضمن الإطار العربي الجامع".
وتابع: "لاحظت تغييرًا إيجابيًا في مواقف بعض دول المتوسط الأوروبية من ملف النازحين السوريين وضرورة إعادتهم الى بلدهم، ولبنان يعمل على إيجاد حل في ما يتعلق بولادات النازحين السوريين خشية أن يتحولوا إلى "مكتومي القيد" وحصولهم مستقبلًا على الجنسية اللبنانية، وإنَّ وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار يتولى معالجة هذا الملف مع السفارة السورية في لبنان".
الاختراق الإسرائيلي للساحة اللبنانية
وحين سؤاله عن حجم الاختراق الإسرائيلي للساحة اللبنانية، أجاب اللواء ابراهيم أنَّ "العدو الإسرائيلي يضع لبنان دائمًا هدفًا أولًا ومركزيًا في استهدافاته، والمؤسسات العسكرية والأمنية اللبنانية تضع في رأس أولوياتها مواجهة خطر الاختراق الإسرائيلي والجماعات الإرهابية، والكشف عن شبكات أو أفراد يعملون لصالح "الموساد" ليس بالأمر الجديد، ومع الأسف فإن العدو أكثر من نشاطه التجنيدي مستغلًا الوضع الاقتصادي والاجتماعي اللبناني المأزوم وحاجة الشباب لتأمين فرص عمل، وهو يركز اختراقه على هذا الجانب وتحت عناوين تأمين فرص عمل للإيقاع بالشباب اللبناني، ونحن نقوم بجهد استثنائي ونكشف تباعًا عن أفراد وشبكات تعمل لصالح العدو، وليس كل ما نكشفه نعلن عنه".
اللواء عباس ابراهيمجوازات السفر