معركة أولي البأس

لبنان

هيل وغوريو في عين التينة.. وحزب الله: لم نلتزم بعدم عقد جلسة حكومية
09/12/2022

هيل وغوريو في عين التينة.. وحزب الله: لم نلتزم بعدم عقد جلسة حكومية

ركزت الصحف اللبناية الصادرة صباح اليوم من بيروت على جلسة مجلس النواب التاسعة التي عقدت أمس لإنتخاب رئيس للجمهورية وسط تغير طرأ على
تعادل عدد أصوات النائب المرشح ميشال معوض مع عدد الأوراق البيضاء، ما يؤشر الى بداية تحول واستدارة في موقف التيار الوطني الحر وافتراقه عن حزب الله في الملف الرئاسي، إذ وزع تكتل لبنان القوي أصواته بين الورقة البيضاء وعدة مرشحين.

كما تناولت الصحف العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر بعد تصعيد رئيس التيار جبران باسيل، إذ بقيت فوق الطاولة، مع بيان توضيحيّ لحزب الله وردّ مباشر للتيار، ما أوحى بأن الأمور تحتاج الى بعض الوقت والصيانة قبل أن تعود الى نصابها، ما لم تأخذها السجالات وبعض الحسابات الخاطئة الى مكان آخر.

ولفتت الصحف الى زيارة المعاون السابق لوزير الخارجية الأميركية الدبلوماسي ديفيد هيل لرئيس مجلس النواب نبيه بري، تبعتها زيارة السفيرة الفرنسية آن غريو، ولم يعرف ما إذا كانت كل من الزيارتين بداية لتحرك أميركي في الملف الرئاسي.

الأخبار: حزب الله ــ التيار: الخلاف مضبوط

بداية مع صحيفة "الأخبار" التي اعتبرت أنه من نافل القول أن غلالة شديدة السواد تظلّل تفاهم - بل تحالف - حزب الله والتيار الوطني الحر. لكن المؤكد أن الطرفين شديدا الحرص على البقاء تحت سقف الحفاظ على العلاقة، وهو ما تبدّى بين سطور البيانين التوضيحيين اللذين صدرا أمس، عن كل من مكتب العلاقات الإعلامية في حزب الله الذي انتهى بالتأكيد على «حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء»، وعن اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار التي أنهت بيانها بأن «التيار الوطني الحرّ يعرف معنى الصداقة جيّداً ويقدّم كل ما يلزم في سبيل حفظها والحفاظ عليها». وترافق ذلك مع تراجع حدّة التصريحات العونية وتأكيد عدد من نواب تكتل لبنان القوي بأن الطلاق بين الطرفين لم يقع، وتعميم حزب الله مجدداً على كافة مسؤولي الحزب ومؤسساته الإعلامية ومناصريه على وسائل التواصل الاجتماعي بعدم الدخول في أي سجال. فالبيان «كفّى ووفى وتناول نقطة معينة استوجب توضيحها من دون الرد على بقية النقاط التي تحدث عنها النائب جبران باسيل لأن الحزب ليسَ في وارد الدخول في سجال»، علماً أن «هناك قضايا تحتاج إلى نقاش ويأتي وقتها لاحقاً»، وفق مصادر مطلعة أكدت أن «حزب الله شديد التمسك بهذا التحالف وبالدفاع عنه».

رغم ذلك، كان واضحاً من البيانين أيضاً أن «سوء التفاهم» بينهما ليس عرضياً، وأن هواجس الطرفين باتت كبيرة وأن الالتباسات في العلاقة تتسع، وهو ما يستدعي الجلوس سوياً، وسريعاً، ويجعل من المصارحة أمراً شديد الوجوب. بحسب مصادر مطلعة، يُفترض أن يختم البيانان النزاع العلني ويحسما الوجهة إلى التهدئة، على أن يُترك بدء إعادة التواصل إلى الأيام القليلة المقبلة، مشدّدة على أن ما بين التيار وحزب الله هو «زواج ماروني» وليس «عقد زواج مؤقت»، وهما يدركان أنهما لا يملكان ترف الانفصال.
ورغم التوجّه الذي اعتمده بالابتعاد عن السجال، كان البيان الصباحي لحزب الله «طبيعياً بعد التشكيك في مصداقية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خصوصاً أن رأسمال الحزب هو التزامه بوعوده»، فكان لا بد من أن يوضح البيان بأن الحزب «لم يقدّم وعداً لأحد بأنّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، ولم يقدّم وعداً للتيار الوطني بأنّه لن يحضر جلسات ‏طارئة للحكومة إذا غاب عنها وزراؤه. قلنا بوضوح إنّ الحكومة لن تجتمع إلا في حالات الضرورة والحاجة الملحّة. وفي حال اجتماعها، فإنّ قراراتها ستؤخذ بالإجماع». وأكد أنّ «الصادقين لم ينكثوا وعداً، وقد يكون الأمر التبس على الوزير باسيل، فأخطأ عندما اتهم الصادقين بما لم يرتكبوه».
مفردة «الالتباس» وردت أيضاً في بيان اللجنة المركزية للإعلام والتواصل في التيار، رداً على بيان الحزب، وجاء فيه أن «ما ورد في بيان العلاقات الإعلامية في حزب الله ملتبس جداً ويحمل تناقضاً بين الحرص على إجماع مكوّنات الحكومة في اتخاذ القرارات فيما لا ينسحب ذلك على حضور الجلسات، فإذا لم يكن هناك إجماع في الحضور فكيف يكون في اتخاذ القرارات».
وفيما حرصت مصادر في التيار الوطني الحر على الإشارة إلى أن «بياننا كان مهذباً»، قالت مصادر مطلعة إن «البيانين توضيحيان ولا يهدفان إلى تصعيد الموقف». وأشارت إلى أن «لا تواصل بينَ الطرفين حتى الآن، ولا يزال كل منهما يدرس بهدوء مآلات ما حصل لتحديد توجهاته في المرحلة المقبلة». ولفتت إلى أن بين إشارات التهدئة التي أعطاها التيار الوطني الحر في جلسة مجلس النواب أمس، عدم اتخاذه «خطوة نافرة» أو الإقدام على «دعسة ناقصة»، رغمَ تهريب أحد الأصوات للنائب ميشال معوض، مشيرة إلى أن من شأن ذلك تبريد الأرضية السياسية تمهيداً لفتح نافذة حوار.

وفي السياق، فإن الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس الجمهورية التي انعقدت أمس، بعد الاشتباك السياسي الكبير بين حزب الله والتيار الوطني الحر، لم تختلف عن سابقاتها لجهة نتيجتها المحكومة بالفشل. إذ انتهت بـ 39 صوتاً لميشال معوّض و39 ورقة بيضاء و5 أصوات لعصام خليفة و9 لـ «لبنان الجديد» وواحد «لأجل لبنان» وواحد لزياد بارود وصوت لصلاح حنين الذي أعلن أمس رسمياً ترشحه وثلاثة أصوات لبدري ضاهر وصوت لفوزي أبو ملهب وصوت لـ «التوافق» وصوت لـ «معوض بدري ضاهر» و4 أوراق ملغاة. وعلّقت مصادر سياسية بأن ما حصل يؤشر إلى أن «التيار الوطني الحر يحفظ خط الرجعة مع حزب الله حتى الآن، إذ لم يخرج نهائياً من خيار الورقة البيضاء ولم يذهب إلى تسمية مرشح محدد»، خصوصاً أن باسيل الذي «يبدو الأكثر انضباطاً وهدوءاً بين التياريين في مقاربة الخلاف يدرك ضيق الهوامش أمامه وخطورة الانفصال الكلي عن حزب الله وأهمية التحالف الاستراتيجي معه، مع علمه أن من هم في الداخل والخارج ينتظرون فرصة للتضييق عليه وعزله».

النهار: مجلس "الكحل والعمى"… وعرض حواري متجدد

بدورها، صحيفة "النهار" أخذت تقول إنه على طريقة المثل الشعبي “بدل ما يكحلها عماها”، جاءت مجريات الجلسة التاسعة لمجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية امس لتطلق العنان حتى من قلب المجلس وباصوات نواب لادانة تتسع باطراد للسلوكيات الهزلية التي تسخف اخطر استحقاق دستوري ترتكز اليه صورة الهيبة والجدية للأصول الديموقراطية الجادة. وبلغ الجانب المستخف بالاصول ذروة خفته وهزاله بعدما قرر فريق “التيار الوطني الحر”، “الحردان”، استعمال الجلسة وتوظيفها “نصف بريد” الى حليفه “حزب الله” على طريقة مهاجمته من دون تسميته، وذلك بتصويت هزلي زج فيه اسم المرشح الوحيد الجدي الثابت، وهو مرشح المعارضة النائب ميشال معوض، عبر توزيع خمس أوراق تحمل نصف اسمه لـ”التمريك” على حليف لم يجرؤ على تسميته ومن ثم سارع الى لقائه في قلب المجلس النيابي إياه عقب الجلسة !

بهذه الرمزية الخفيفة وسواها، عادت انغام الحوار لترتفع في الجلسة ما قبل الأخيرة هذه السنة قبل ان يتم ترحيل الجلسات ومعها الاستحقاق الرئاسي ومعهما ازمة الفراغ الرئاسي الى السنة 2023 ، اذ ستكون الجلسة العاشرة الخميس المقبل الاخيرة هذه السنة ما لم يطرأ ما يحول الجلسة الانتخابية الى جلسة حوارية كما دعا الى ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري في ختام الجلسة .

العودة الى طرح الحوار طريقا او محاولة الى كسر الانسداد والدوران في دوامة العقم التي تطبع جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، بادر اليها بري ردا على مداخلة “مهذبة” لعضو “كتلة الجمهورية القوية” النائب فادي كرم الذي حذر من ان “البلد ينهار” وخاطب بري من موقع كون الأخير “من اكبر المسؤولين عن تدارك الأمور ويمكنكم دعوة جميع المقاطعين الى وقف هذه المقاطعة”. ولاقى كلامه استحسانا واسعا. وقال الرئيس بري في نهاية الجلسة: “الجلسة الاخيرة قبل آخر السنة الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الخميس المقبل، وآمل من الان الى الخميس ان آخذ رأي الكتل جميعها في الحوار، اذا حصل فسأحولها الى حوار، واذا لا فعندئذ نذهب الى آخر السنة”.

ولكن بدا واضحا ان دعوة بري المتجددة الى الحوار قد لا تلقى حظا ومصيرا افضل من دعوته السابقة التي وجهت آنذاك برفض وتحفظ الكتل المسيحية على قاعدة تحكيم المنطق الدستوري في اتباع الية الانتخاب من دون افقاد النصاب وعدم اخضاع العملية الديموقراطية لاي الية أخرى. ومع ذلك لم يرفض رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل دعوة رؤساء الكتل النيابية للنقاش ولو انه رأى أن “بري يسير بمنطق التوافق على حساب الديموقراطية وقد فسر الدستور باستحالة الانتخاب الا بالتوافق. وبمجرد الاشتراط نصاب الثلثين في الدورتين، فان العملية الانتخابية لم يعد لها لزوم ومن هنا اصرارنا على تطبيق الدستور بحرفيته” . كما ان النائب بيار أبو عاصي قال ان للانتخابات الرئاسية الالية الدستورية المعروفة المطلوب احترامها وعدم القفز فوقها وان إتمام هذه العملية يتم بالانتخاب وليس عن طريق التوافق”.

عاصفة الحليفين

ولكن العلامة الفارقة التي واكبت الجلسة، فبرزت في اتجاه “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” الى احتواء “عاصفة” الاستياء التي فجرها رئيس التيار جبران باسيل الذي وصل الى ساحة النجمة متأخرا 37 دقيقة عن موعد الجلسة، والتقى بعدها، نائبي كتلة “الوفاء للمقاومة” علي فياض وحسن فضل الله في احد اروقة المجلس بمشاركة عدد من نواب “تكتل لبنان القوي”. وتردد ان النائب الان عون هو من رتّب اللقاء بعدما قاد جولة اتصالات بين الطرفين. وجاء اللقاء السريع في المجلس فيما استمرت تصفية ذيول العاصفة إعلاميا. وصدر بيان صباح امس عن العلاقات الاعلامية في “حزب الله” رد على مؤتمر باسيل وما تناول فيه الحزب فاكد ان “حزب الله لم يقدّم وعداً لأحد بأنَّ حكومة تصريف الأعمال لن تجتمع إلا بعد اتفاق جميع مكوناتها على الاجتماع، حتى يعتبر الوزير باسيل أن اجتماع الحكومة الذي حصل هو نكث بالوعد … لذلك فإنَّ الصَّادقين لم ينكُثوا بوعد وقد يكون التبسَ الأمر على الوزير باسيل فأخطأ عندما اتّهم الصَّادقين بما لم يرتكبوه”. واضاف “إن مسارعة بعض أوساط التيار الى استخدام لغة التخوين والغدر والنكث خصوصاً بين الأصدقاء، هو تصرّف غير حكيم وغير لائق. ويبقى حرصنا على الصَّداقة والأصدقاء هو الحاكم على تعاطينا مع أي رد فعل، خصوصاً أنَّ لبنان اليوم أحوج ما يكون الى التواصل والحوار والنقاش الداخلي”.

"البناء": حزب الله: لم نلتزم بعدم عقد جلسة… والتيار: الصداقة عند حدود الدور والشراكة

أما صحيفة "البناء" اشارت الى أن العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر بقيت فوق الطاولة، مع بيان توضيحيّ لحزب الله وردّ مباشر للتيار، ما أوحى بأن الأمور تحتاج الى المزيد من الوقت والصيانة قبل أن تعود الى نصابها، ما لم تأخذها السجالات وبعض الحسابات الخاطئة الى مكان آخر.
أوضح حزب الله في بيانه أنه لم يقدم وعداً بعدم عقد اجتماع للحكومة أو بعدم مشاركته في مثل هذا الاجتماع أو بمقاطعته كل اجتماع لا يشارك فيه التيار، بينما جاء في رد التيار أن الأمور تبدو ملتبسة وبحاجة الى المزيد من الإيضاح عند حزب الله، وأن التيار متمسك بالصداقة، لكن عند حدود الدور والشراكة.
على الصعيد الرئاسي، عدا الجلسة الباهتة التي عقدها مجلس النواب، وكان جديدها توزيع التيار الوطني الحر لأصوات نوابه على عدد من الأسماء، كان الحدث في زيارة المعاون السابق لوزير الخارجية الأميركية الدبلوماسي ديفيد هيل لرئيس مجلس النواب نبيه بري، تبعتها زيارة السفيرة الفرنسية آن غريو، ولم يعرف ما إذا كانت كل من الزيارتين بداية لتحرك أميركي في الملف الرئاسي، ولا ما إذا كانت هناك علاقة بين الزيارتين وما انتهت اليه زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لواشنطن ولقاءاته مع المسؤولين الأميركيين، وكان لافتاً إعلان الرئيس بري استعداده لتحويل جلسة الخميس المقبل المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى جلسة للحوار حول الاستحقاق الرئاسي.
وكما كان متوقعاً لم تأتِ الجلسة التاسعة للمجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية بمتغيرات ومفاجآت، لكن الجديد هو تعادل عدد أصوات النائب المرشح ميشال معوض مع عدد الأوراق البيضاء، ما يؤشر الى بداية تحول واستدارة في موقف التيار الوطني الحر وافتراقه عن حزب الله في الملف الرئاسي، إذ وزع تكتل لبنان القوي أصواته بين الورقة البيضاء وعدة مرشحين كترجمة لكلام رئيسه النائب جبران باسيل في مؤتمره الصحافي أمس الأول بأنه في حلٍ من أمره بموضوع التصويت، وهذا التعادل السلبي في الأصوات كان أولى انعكاسات الخلاف بين «حارة حريك» و»ميرنا الشالوحي» على الصعيد الرئاسي بعد الحكومي. وقد أراد باسيل وفق مصادر نيابية لـ»البناء» توجيه رسالة للثنائي حركة أمل وحزب الله بأن خياراته مفتوحة وقد يذهب الى اتجاه رئاسي معاكس لموقف «الثنائي» وإعلان دعم مرشحين آخرين من داخل التيار أو خارجه، لكنه في الوقت نفسه لم يكسر الجرّة مع «حارة حريك» ولم يصوّت لمرشح أخصام الحزب (القوات اللبنانية والكتائب) بالتصويت لميشال معوّض أو آخر ينتمي الى هذا الفريق.
وقد تكون المرة الأولى التي تشهد خطوط العلاقة بين «الحزب» و»التيار» سجالات وبيانات إعلامية متبادلة تتضمن عبارات عتاب وتشكيك بالمصداقية لكلا الطرفين، حيث كان لافتاً استخدام التيار في بيانه كلمة «زعم» بعدما كان العتاب والسجالات تتم في الغرف المغلقة والاجتماعات الخاصة.
هذه الوقائع تؤشر وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» الى أن الأمور تتجه الى تصعيد في ظل «الحجّ العوني» الى «الكنيسة المارونية»، من خلال زيارة الرئيس ميشال عون الى بكركي اليوم ويسبقه اليها النائب باسيل للقاء البطريرك مار بشارة الراعي الأمر الذي سيرفع من منسوب التوتر الطائفي ويتوّج رئيس التيار حملة التصعيد في اطلالة إعلامية مساء الأحد المقبل، حيث يتحدّث بالتفصيل عن مسار العلاقة مع حزب الله والبيانات الأخيرة والموقف والتوجّه في المرحلة المقبلة.
ووفق المعلومات، فإن باسيل سيزور الصرح البطريركي وسيضع الراعي في أجواء الأزمة التي سبقت وأعقبت جلسة مجلس الوزراء على أن يجدد دعوته إلى رعاية كنسية لحوار مسيحي – مسيحي يطرح رئيساً من رحم الإجماع الذي قد يتولد من هذا الحوار.

الحكومة اللبنانية

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة