ابناؤك الاشداء

لبنان

الشيخ دعموش: صفقة القرن أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية
30/03/2019

الشيخ دعموش: صفقة القرن أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية

أكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ علي دعموش أن "محاولات كثيرة جرت لإخضاع الشعب الفلسطيني، وفرض التنازلات عليه، وجعله يتخلى عن مقاومته وهبته الشعبية المستمرة ضد الاحتلال، ودفعه نحو التطبيع مع العدو، ولكنها فشلت حتى الآن، ولم تنجح اميركا و"اسرائيل" وحلفاؤهما في انهاء هذه القضية وتصفيتها، بسبب العديد من العوامل أهمها، عامل المقاومة المستمرة بكل أشكالها التي ابقت هذه القضية حية حتى اليوم ، وعامل إصرار الشعب الفلسطيني ومعه كل الأمة على التمسك بأرضه وبكل شبر من فلسطين".

وخلال ندوة نظمها منتدى الفكر اللبناني ومنتدى صيدا الثقافي بمناسبة يوم الارض في قاعة بلدية صيدا بحضور ممثلين عن الفصائل والأحزاب وشخصيات فلسطينية ولبنانية، قال الشيخ دعموش إن "هذا الاصرار لا يعبر عنه كبار السن من الرجال والنساء او ممن هُجّر من بيته مباشرة أو سرقت ارضه وممتلكاته فقط ، بل يعبر عنه الشباب والشابات داخل وخارج فلسطين وتعبر عنه الأجيال الفلسطينية التي تثبت حضوره القوي من خلال مسيرات العودة الكبرى في غزة في كل يوم اسبوع".

واعتبر أن "الرهان اليوم هو على هذه الأجيال التي تواصل المعركة، وأن الأمل هو في حضور هذه الأجيال في الميادين وساحات المواجهة وفي الاجيال الصاعدة في العالم العربي والاسلامي".

ولفت الى أن "أخطر ما يواجه القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة هو صفقة القرن التي هي مشروع تصفية للقضية بالتواطؤ بين إدارة "ترامب" والكيان الصهيوني وفريق التسوية العربي، وأخطر ما في "صفقة القرن" أنها لا تلبي أيًا من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، فلا قدس ولا دولة، ولا عودة لاجئين، ولا سيادة، ولا تفكيك مستوطنات، ولا شيء  من الحقوق الثابتة".

الشيخ دعموش قال "يتضح يومًا بعد يوم من خلال  القرارات والإجراءات الأميركية المتلاحقة بدءًا من إعلان القدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية اليها مرورا بتبني الإدارة الأميركية قانون الكنيست الإسرائيلي حول يهودية "إسرائيل"، وصولًا إلى الاعتراف بسيادة الكيان الصهيوني على الجولان السوري، أن "صفقة القرن" ليست مسارا تفاوضيا يجري الإعداد له والبحث عن شركاء وآليات للبدء به، وإنما هي إجراءات يجري العمل على تنفيذها تدريجيا ضمن مسار يستهدف فرضها كأمر واقع .

ورأى أن "ما يشجع ترامب على المضي في سياساته تجاه القضية الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة والانتقال من خطوة الى خطوة أخرى دون أن يحسب حساب النتائج هو عجز المجتمع الدولي عن ردع ترامب وإفشال اجراءاته، وتواطؤ بعض العرب مع أميركا و"اسرائيل" لتنفيذ وانجاز هذه الصفقة، وعدم قيام العرب باي اجراء عملي رادع، والتطبيع مع العدو من قبل بعض الأنظمة العربية، وممارسة الضغط على الفلسطينيين لطي صفحة القضية".

وأشار الى أن "الشعب الفلسطيني بكل مكوناته يتعرض لضغوط نفسية وسياسية ومعنوية ومالية واقتصادية من أجل القبول بصفقة القرن، لكن ما دام حاضرا بقوة في الميادين ويزداد حضورًا وتمسكًا بحقه وارضه وإصرارا على مواصلة طريق المقاومة بكل أشكالها، فلا خوف على القضية وستفشل صفقة القرن".

وأوضح أن "جيل الشباب الفلسطيني المقاوم الذي يكشف يوما بعد يوم عن مدى شجاعته وإرادته وتماسكه وبطولته والذي يبتكر وسائل وأساليب جديدة للمقاومة بإمكانات محدودة ومتواضعة ويصنع منها إنجازات وانتصارات كبيرة لفلسطين لن يستكين او يستسلم قبل استعادة حقوقه"، وأضاف أن "هذا الجيل من الشباب المقاوم الذي يتصدّره أمثال الشهيد عمر ابو ليلى رسالته إلى العالم، وخاصة إلى الولايات المتحدة الأمريكية واضحة، وهي أن الشعب الفلسطيني ورغم تباعد الزمن وتعاقب الأجيال لن يتخلى عن قضيته وعن حقّه في أرضه، وأن راية المقاومة في مواجهة الاحتلال تنتقل من يد الى يد ومن جيل إلى جيل لتستمر مسيرة المقاومة حتى زوال الاحتلال. معتبراً: ان هذا الجيل المقاوم هو الذي يصنع اليوم مستقبل فلسطين ومستقبل المنطقة، مستقبل الحرية والاستقلال وطرد الاحتلال ولا يمكن لإجراءات ترمب وقراراته وأدواته في المنطقة أن تغيّر هذه الحقيقة".

وشددالشيخ دعموش في ختام كلمته على أن "اعتراف ترامب بالسيادة الاسرائيلية على الجولان هو تشريع للاحتلال والعدوان، وإذا لم تبادر الدول العربية في قمة تونس الى اتخاذ مواقف وإجراءات رادعة سنشهد مزيدًا من القرارات العدوانية الاميركية على الحقوق والأراضي العربية كتشريع احتلال الضفة الغربية ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وبالتالي سيكون لبنان من أبرز المتضررين من سياسات ترمب ومن الصمت والتخاذل العربي إزاء القضايا الأساسية للأمّة".

إقرأ المزيد في: لبنان