لبنان
باسيل إلى باريس.. حراك رئاسي مستعجل
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم من بيروت على التخبط النيابي أمام العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بسبب مراوحة المحاولات الهادفة لتوحيد كل من الجبهتين السياسيتين المتقابلتين على موقف واحد من الاستحقاق الرئاسي، من جهة، أو خلق تفاهم عابر للكتلتين باستقطاب بعض من كل منهما كاف لانتخاب رئيس يجمعه مرشح واحد.
ولفتت الصحف الى المراوحة التي يشهدها المجلس النيابي في مجال التشريع، حيث الإشكاليات التي تقف في طريق تأمين نصاب كافٍ لعمليات التشريع تحيط البحث بإصدار قوانين جديدة، خصوصاً ما يتصل بالكهرباء والكابيتال كونترول.
كما اشارت الصحف الى الحراك السياسي الذي يقوم به النائب جبران باسيل على خط فرنسا للدفع بالملف الرئاسي الى الأمام.
"الأخبار": باسيل إلى باريس واحتمال لقاء مع ماكرون: فرنسا تعدّ مشروع «رئيس توافقي»
بداية كتبت صحيفة "الأخبار" تقول: يشهد الملف الرئاسي في لبنان تطوراً لافتاً يتمثّل في زيارة يُفترض أن يقوم بها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى باريس، هذا الشهر، لعقد سلسلة لقاءات على مستوى رفيع تشمل كل المعنيين بالملف اللبناني، للبحث في الاستحقاقات الداهمة رئاسياً وحكومياً واقتصادياً. وقالت مصادر مطلعة إن الفرنسيين يأملون بالاتفاق مع باسيل على خريطة طريق للانتخابات الرئاسية، انطلاقاً من العلاقة الجيدة التي تربطه بكل من البطريرك الماروني بشارة الراعي وحزب الله.
وكانت السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو غادرت إلى باريس، أول من أمس، في مهمة عاجلة، يتعلق جانب منها بالتحضير لزيارة باسيل الذي يفترض أن يلتقي أعضاء خلية الإليزيه المعنية بالملف اللبناني، والتي تضم السفير إيمانويل بون ورئيس الاستخبارات الخارجية برنار إيمييه، إضافة إلى مسؤولين في وزارة الخارجية. وبحسب المصادر، فقد يلتقي باسيل، بحسب مسار المحادثات، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأن أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني يتوسّط لعقد هذا اللقاء.
وبحسب المعلومات، فإن الزيارة العاجلة لغريو إلى باريس تهدف إلى وضع القيادة الفرنسية في أجواء الاتصالات الأخيرة التي أجرتها في بيروت حول الملف الرئاسي والاستحقاقات الحكومية والاقتصادية. ويفترض أن تطلع غريو على نتائج الاتصال الذي جرى بين ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبل يومين في ما يتعلق بلبنان، على أن تعود إلى بيروت الأسبوع المقبل لمرافقة باسيل متى تم تحديد موعد زيارته.
وأجرت غريو في الأيام العشرة الماضية سلسلة اجتماعات بقي معظمها بعيداً من الأضواء، وشملت البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وشخصيات من قوى المعارضة التي ترشح النائب ميشال معوض. كما عقدت غريو اجتماعين مهمين أحدهما مع مسؤول كبير في حزب الله والثاني مع باسيل.
ومع أن الجانب الفرنسي لا يحمل مبادرة متكاملة، إلا أنه سعى إلى معرفة موقف كل الأطراف من لائحة من المرشحين تضم نحو سبعة أسماء. وفهم متصلون بالسفيرة الفرنسية أن بلادها لا تزال تحظى بالتفويض الأميركي لإدارة المبادرة بما خص الملف الرئاسي، وأن باريس تريد التوصل مع السعودية إلى اتفاق يسهل المهمة، لأن الإصرار على خوض معارك قاسية من شأنه عدم انتخاب رئيس في وقت قريب.
وكررت غريو أمام كل من التقتهم أن بلادها مهتمة بتوافق جدي يتيح انتخاب رئيس قادر على تشكيل حكومة سريعاً، وعلى الخطوات الإصلاحية التي تنتظرها الدول التي ستقدم مساعدات للبنان لمعالجة الأزمة الاقتصادية. كما كررت التزام بلادها الشق المتعلق بفرنسا وشركة "توتال" ضمن تفاهم ترسيم الحدود البحرية مع كيان الاحتلال. علماً أن إدارة شركة "توتال" أعلنت، أمس، أنها أنجزت مع حكومة العدو الاتفاق الخاص بطلبات إسرائيلية مالية تتعلق بالجزء الجنوبي من حقل قانا الواقع جنوب الخط 23 والذي يفترض أن توفره الشركة الفرنسية من دون المساس بحصّة لبنان.
"النهار": البرلمان ساحة مزايدات تواكب الفراغ المفتوح!
بدورها كتبت صحيفة "النهار" تقول: الارباكات الكبيرة التي يواجهها مجلس النواب والتي اشارت اليها "النهار" امس، بدت امرا واقعا تصاعديا يوما بعد يوم في ظل مجموعة مؤشرات وتطورات تنذر بمزيد من التداعيات السلبية التي تواكب مرحلة الفراغ الرئاسي المفتوح على "لاافق" مرئي. اذ ان جلسة اللجان النيابية في يومها الثاني امس، عكست التخبط الواسع الذي يطبع واقع المؤسسات في اللحظة الراهنة، ليس من خلال الدوران في حلقة مفرغة حيال مشروع قانون الكابيتال كونترول المستعصي على الخروج من خروم الشباك النيابية - السياسية - المصرفية فقط، بل أيضا لجهة اندلاع موجات المزايدات النيابية بين مختلف الافرقاء وحتى ضمن الفريق الواحد كما جرى امس بين الياس بو صعب وجبران باسيل اللذين ناقض احدهما الاخر علنا.
قبل يوم كانت سوق عكاظ المجلس ابرزت تجلياتها في موضوع قرض الصندوق الكويتي لشبكة مياه الصرف الصحي في البترون حيث دارت مبارزات المزايدات بين النواب حيال المشروع من دون التوقف والتدقيق في ما يوجبه هذا القرض من انفاق رديف وتامين أموال رديفة. الى جانب هذا الواقع، ارتسمت امس معالم مواجهة محتومة في شأن جلسات التشريع من خلال اتجاه 32 نائبا معارضا الى رفض انعقاد هذه الجلسات وإبقاء الأولوية المطلقة لجلسات انتخاب رئيس الجمهورية، الامر الذي سيثير إشكالية واسعة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والكتل الأخرى التي لا تعارض تشريع الضرورة. اما في المسار الرئاسي، فلا جديد تحت وطأة ارتفاع ملحوظ للتسريبات الإعلامية والصحافية حول ترشيح "حزب الله" لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية والذي اخذ زخمه اللافت عقب الكلمة الأخيرة للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله. ولفت وصول النائب جبران باسيل امس الى باريس بعد زيارته أخيرا لقطر.
في هذا السياق، نقل رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط "رسالة محبة وسلام" من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط امس الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. واكد جنبلاط من بكركي "ان نواب اللقاء الديموقراطي مستمرون في التصويت للنائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية ولا يوجد لدى الكتلة اسم اخر". وتوقع ان تطول مدة الفراغ الرئاسي قائلا "نحن مع معوض واذا كان لدى الفريق الاخر أي اسم للتوافق نبحث بالامر. اهلا وسهلا". واعتبر جنبلاط ان "دعوة البطريرك الراعي لعقد مؤتمر دولي لخلاص لبنان ليست جديدة ونحن نتفهم موقف البطريرك الراعي في هذا الخصوص".
اللقاء النيابي
وعقد عصر امس في مجلس النواب اجتماع موسع ضم 19 نائبا يمثلون 32 نائبا مستقلا وتغييريا ومنضويا في كتل الكتائب و"تجدد" و"مشروع وطن" و"الائتلاف النيابي المستقل"، بحثوا في خلاله "آلية الخروج من الأزمة السياسية المستعصية التي أدخلت البلاد في آتون الشغور الرئاسي في ظل واقع اقتصادي ومعيشي مرير مترافق مع تعطيل شامل لمختلف مؤسسات الدولة وإداراتها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان" كما افاد بيان عن المجتمعين . وأضاف "أعطى المشاركون في هذا اللقاء الأولوية المطلقة لكسر جدار التعطيل والاتجاه فورا لانتخاب رئيس للجمهورية كمدخل لإعادة انتظام المؤسسات تطبيقا للدستور وإنقاذا للبنان".
ومع تصاعد وتيرة التسريبات عن تبني "حزب الله" لترشيح سليمان فرنجية اعتبر وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري ان فرنجية هو "الأول، ومن يحول دون انتخابه هو النائب جبران باسيل الذي لا يسهل وصوله الى الرئاسة"، نافيا "ان تكون المملكة العربية السعودية ضد انتخاب فرنجيه، فهو أبدا "لم تكن له مواقف ضد المملكة، ولا شيء يمنع أن يكون أحد مقربا من "حزب الله" ومن "فريق 8 آذار" وليس ضد السعودية". وأضاف: "في موضوع العلاقة بين "المرده" و النائب باسيل، الأمر "ليس مرتبطا بالمحاصصة، والحديث لم يتطرق الى الأسماء من خلال أشخاص يتواصلون مع الطرفين، من دون تواصل مباشر بين فرنجية وباسيل".
في جلسة اللجان
وسط هذه الاجواء، حضر الكابيتال كونترول مجددا امس لليوم التالي بندا رئيسيا في جلسة اللجان النيابية المشتركة، واعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب "ان النقاش كان هادئًا وموضوعيًا ويُحكم على قانون الكابيتال كونترول بعد إقراره والهدف التنظيم ووقف الفوضى بتحويل الأموال". وتابع "سنستكمل النقاش ليتمّ اقرار قانون الكابيتال كونترول". وأضاف: "لا اوافق الرأي القائل ان كل ما حصل بجلسة اليوم مهزلة".
وكان رئيس "التيار الوطني الحر "النائب جبران باسيل اعتبر ان "ما يحصل اليوم مهزلة وكل النقاشات تُظهر ألا نية لإقرار "الكابيتال كونترول". وأعتبر ان "هناك شخصا خارقا لكل الاحزاب وعاصيا على القضاء والامن في السابق، واليوم بات عاصيا على المجلس النيابي". في اشارة الى حاكم مصرف لبنان. ولفت الى ان "الكلام عن حماية حقوق المودعين كذب، وأكثرية المجلس اللبناني مشارك في انتهاك اموال المودعين".
"البناء": مجلس النواب في ضياع بين العجز عن الانتخاب وإشكاليات التشريع
أما صحيفة "البناء" لفتت الى أن المجلس النيابي يبدو في حال ارتباك أمام العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بسبب مراوحة المحاولات الهادفة لتوحيد كل من الجبهتين السياسيتين المتقابلتين على موقف واحد من الاستحقاق الرئاسي، من جهة، أو خلق تفاهم عابر للكتلتين باستقطاب بعض من كل منهما كاف لانتخاب رئيس يجمعه مرشح واحد، ولا يبدو في الأفق أن الحلول سريعة، ومثل هذه المراوحة يشهدها المجلس النيابي في مجال التشريع، حيث الإشكاليات التي تقف في طريق تأمين نصاب كافٍ لعمليات التشريع تحيط البحث بإصدار قوانين جديدة، خصوصاً ما يتصل بالكهرباء والكابيتال كونترول، بالغموض وتطرح أسئلة حول تجاوز المجلس لهذه المراوحة بانتظار ما سيبادر إليه رئيس المجلس نبيه بري.
في بيروت أيضاً يقيم الحزب السوري القومي الاجتماعي بين الخامسة والسابعة من مساء اليوم حفل استقبال في ذكرى تأسيسه.
لا يزال الحراك على الخط الرئاسي خجولاً على الرغم من دخول الشغور الرئاسي أسبوعه الثالث، إذ أن جلسة الخميس المقبل ستلتحق بسابقاتها ولن تحدث تغييراً في خريطة مواقف وتصويت الكتل النيابية باستثناء ارتفاع عداد أصوات المرشح النائب ميشال معوض مع اتجاه بعض نواب تكتل التغيير للتصويت له بعد الاجتماع الموسع الذي عقد في مجلس النواب وضمّ نواباً من كتل الكتائب والتغييريين والمستقلين وتجدد والائتلاف الوطني. وقد حركت رسائل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله المياه الرئاسية الراكدة من خلال تحديد إطار المواصفات الرئاسية لأي مرشح يجري التداول به ما يدفع كافة القوى لا سيما المعارضة للحزب. ووفق معلومات «البناء» فإن الاتصالات نشطت على الخط الرئاسي بعد مواقف السيد نصرالله.
وعلمت «البناء» أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري كان يحضر لطاولة حوار تجمع رؤساء الكتل النيابية، لكن موقف كتلتي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر قطع الطريق على هذه المبادرة، لكن الرئيس بري بصدد الدعوة الى حوار ثنائي مع الكتل النيابية كبديل عن الحوار الجماعي، لكنه ينتظر تحرّك البطريرك الماروني مار بشارة الراعي رئاسياً.
ووفق معلومات «البناء» فإن الراعي سيجمع القوى المسيحية والمارونية تحديداً على طاولة واحدة للحوار، وتقوم الرابطة المارونية بحركة تمهيدية تحضيراً لحراك الراعي.
وبانتظار أن تبدأ المساعي الجدية، يملأ النواب الوقت الضائع بجلسة جديدة للمجلس النيابي الخميس المقبل على أن يتكرّر سيناريو الجلسة السابقة، وعلمت «البناء» أن كتلتي الوفاء للمقاومة والتنمية والتحرير ستصوتان بالورقة البيضاء، أما كتلة لبنان القويّ، فأشارت مصادر التيار لـ«البناء» الى أن «التكتل لن يعلن مرشحه قبل نضوج الظروف، وهو يتخوّف من مناورة تقوم بها القوات والكتائب وغيرهما لحرق رئيس التيار النائب جبران باسيل فور طرح اسمه مقابل حرق النائب ميشال معوض».
ولم يتم الاتفاق على مرشح موحّد بين الثنائي أمل وحزب الله مع التيار الوطني الحر، ما يصعب وصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى الرئاسة حتى الساعة، ولفتت تصريحات وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري المحسوب على فرنجية، حيث اعتبر أن «من يحول دون انتخاب فرنجية هو النائب جبران باسيل الذي لا يسهل وصوله الى الرئاسة»، نافياً أن تكون المملكة العربية السعودية ضد انتخاب فرنجية، فهو أبداً «لم تكن له مواقف ضد المملكة، ولا شيء يمنع أن يكون أحد مقرباً من «حزب الله» ومن «فريق 8 آذار» وليس ضد السعودية». وأضاف: «في موضوع العلاقة بين «المرده» والنائب باسيل، الأمر ليس مرتبطاً بالمحاصصة، والحديث لم يتطرق الى الأسماء من خلال أشخاص يتواصلون مع الطرفين، من دون تواصل مباشر بين فرنجية وباسيل». وعن الرفض المطلق لاسم فرنجية من قبل «التيار الوطني الحر»، قال المكاري: «هناك تركيبة معينة يمكن التوصل اليها لتغيير قرارهم».
وأشارت مصادر مطلعة على موقف حزب الله لـ«البناء» الى أن «السيد نصرالله تقصد الغموض البنّاء في كلامه عن رئاسة الجمهورية والمواصفات في خطابه الأخير، وبالتالي جميع التفسيرات لكلامه كتبنيه لمرشحين معينين غير دقيقة.
وفي حقيقة الأمر السيد نصرالله وضع معايير ومواصفات للرئيس المقبل يراها مناسبة للمرحلة الراهنة وأي اسم ينطبق عليها لا مانع من دعمه. وهذه المواصفات تنطبق على فرنجية وباسيل أيضاً وأي اسم قد يجمع أوسع مروحة من القوى السياسية».
وشدّدت المصادر على أن لا رئيس للجمهورية إذا لم يشكل ضمانة بعدم طعن المقاومة بظهرها، كما لن يسير الحزب بفرنجية من دون التفاهم مع باسيل، علماً أن الحزب يعمل على تأمين توافق على رئيس المرده، ويتولى التواصل والحوار مع باسيل لهذه الغاية.
وأكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، في كلمة له في احتفال في الجنوب أنّ «علينا أن نختار الخيار الأصلَح وهو أن نأتي برئيسٍ يعتزّ بأداء شعبه وجهاد أبنائه في حماية بلده ويحرِص على أن لا يطعن المقاومة في ظهرِها ولا يُخيّب آمال الناس الذين عاشوا الأمن والتحرير في ظلّ فعاليّة المقاومة»، مشدداً على أن «الصراع بالشّكل حول مقعد رئيس الجمهورية لكن في المضمون هو صراع حول مصيركم أن تبقون في هذا البلد أو تُهجّرون أو أن يستبيح عدوّكم هذا البلد أو أن تأمنون في بلدكم».
وعلمت «البناء» أن الانقسام لا يزال سيد الموقف لدى قوى التغيير وستوزع أصواتهم على عصام خليفة ولبنان الجديد وميشال معوض، لكن معوض لن يتخطى الـ54 صوتاً كحد أقصى رغم قرار بعض نواب التغيير خلال اجتماع «الـ17»، التصويت له في جلسة الخميس.
وعقد نواب مستقلّون اجتماعاً تنسيقياً في ساحة النجمة أمس للتشاور وتوحيد الموقف من المواضيع والملفات المطروحة.
اللواء: المصالح المالية تُعرقل الكابيتال كونترول.. وخلاف بوصعب - باسيل إلى العلن
فيما كتبت صحيفة "اللواء" تقول: كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"اللواء" ان المشاورات الجارية بين الدول الثلاث: الولايات المتحدة، فرنسا والمملكة العربية السعودية مستمرة من اجل بلورة "تفاهم اطار لانتخابات رئيس جديد للجمهورية" بالمشاركة مع مصر وعدد من الدول الاقليمية.
وقالت ان اجتماعات عقدت في بالي في اندونيسيا على هامش قمة العشرين من اجل مراجعة ما يتعين فعله من اجل عدم اطالة الشغور الرئاسي، في اشارة الى الخط المفتوح بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي عهد المملكة العربية السعودية، الامير محمد بن سلمان ضمن التنسيق المشترك بين البلدين، في المنطقة ولبنان.
وحضر الملف الرئاسي في بكركي خلال زيارة السفير المصري في بيروت ياسر علوي، الذي كشف عن ان "جولة الأفق" مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تناولت "أهمية إستكمال الاستحقاقات الدستورية واعادة استكمال تكوين السلطة السياسية في لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية فوراً وتشكيل حكومة وبدء ورشة عمل يحتاج اليها لبنان بشكل حاد".
وقال: "لا يليق بشعب لبنان العظيم أن يستمر الفراغ كأن لا يوجد بينه رئيس يتم التوافق عليه للقيام بالبلد. الاستحقاق الرئاسي يحتاج إلى الانتقال من مرحلة التفاوض بالتلميح الى مرحلة التفاوض المباشر بين البرلمان".
داخلياً، استمر الحراك حول الاستحقاق الرئاسي، والجديد فيه اجتماع نواب المعارضة والتغيير والمستقلين في المجلس النيابي، وزيارة رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط عصرا الى بكركي حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي.
اجتماع المعارضة
عُقد امس، في مكتبة المجلس النيابي اجتماع موسع ضمّ 19 نائباً يمثلون 32 نائباً مستقلًا وتغييراً ومنضوياً في كتل "الكتائب" و"تجدّد" و"مشروع وطن" و"الائتلاف النيابي المستقل"، بحثوا في خلاله حسب بيان لحزب الكتائب، "آلية الخروج من الأزمة السياسية المستعصية التي أدخلت البلاد في آتون الشغور الرئاسي، في ظل واقع اقتصادي ومعيشي مرير، مترافق مع تعطيل شامل لمختلف مؤسسات الدولة وإداراتها في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان".
وقال البيان: أعطى المشاركون في هذا اللقاء الأولوية المطلقة لكسر جدار التعطيل، والاتجاه فوراً لإنتخاب رئيسٍ للجمهورية كمدخل لإعادة انتظام المؤسسات تطبيقاً للدستور وإنقاذاً للبنان .
وحذّر المجتمعون "من خطورة الغوص في جلسات تشريعية تكون عاملاً لتكريس الشغور الرئاسي، كما تقرّر تشكيل لجنة متابعة من النواب.
وحسب معلومات "اللواء" انضم سبعة من نواب التغيير الى المجتمعين هم: مارك ضو، نجاة صليبا عون،وضاح الصادق،الدكتورالياس جرادة، ميشال دويهي ياسين ياسين ورامي فنج. وقال احدهم من قبيل المزاح يمكن ان تطلقوا علينا اسم "نواب التغيير الاحرار" بمعنى انهم اصبحوا خارج تكتل الـ 13نائباً تغييرياً وقد يصوّت ثلاثة او اربعة منهم لمصلحة ميشال معوض ما قد يرفع رصيده من الاصوات في جلسة الخميس الى خمسين نائبا او اكثر قليلاً.
وتكتم المجتمعون على اسماء لجنة المتابعة التي شكلوها لأن مهمتها ادارية وهي لم تجتمع لتقرر طريقة عملها، لكن علمت "اللواء" انها تضم عضوا من كل تكتل وتجمع، وتردد ان من بين اعضائها النواب: مارك ضو، وضاح الصادق، بلال الحشيمي، واديب عبد المسيح برغم من عدم حضوره الاجتماع. ومهمتها الاساسية التنسيق لعقد اللقاءات وجدول الاعمال ومواضيع البحث.
واتفق المجتمعون على مقاطعة اي جلسة تشريعية للمجلس لأنها حسب مصادرهم "تطيل عمر الشغور الرئاسي، ولا جدوى من جلسات تشريع الضرورة في غياب السلطة التنفيذية اي شغور منصب رئيس الجمهورية وعدم وجود حكومة كاملة الصلاحيات. فمن سيوقع القوانين بغياب رئيسي الجمهورية والحكومة؟".
واتفقوا ايضا على وضع آلية عمل أو استراتيجية للعمل من اجل دفع الاستحقاق الرئاسي الى أولوية اعمال مجلس النواب وتقدير جدوى حضور الجلسات الانتخابية من عدمها.
وفي المواقف، رأى وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري أن "لا نهاية قريبة للفراغ الرئاسي، والدول الخارجية هي التي تعمل على هذا الملف، في حين أن الأمر من واجباتنا نحن كلبنانيين". واكد ان سليمان فرنجية هو "الأول، ومن يحول دون انتخابه هو النائب جبران باسيل الذي لا يسهل وصوله الى الرئاسة"، نافيا "ان تكون المملكة العربية السعودية ضد انتخاب فرنجية، فهو أبدا "لم تكن له مواقف ضد المملكة، ولا شيء يمنع أن يكون أحد مقربا من "حزب الله" ومن "فريق 8 آذار" وليس ضد السعودية".
جنبلاط في بكركي
واستقبل البطريرك الكاردينال بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، النائب تيمور جنبلاط وعضو التكتل النائب راجي السعد، وجرى عرض للتطورات على الساحة المحلية لا سيما في ما يتعلق بالملف الرئاسي.
وقال جنبلاط بعد اللقاء ردّاً على سؤال: أن نواب اللقاء الديمقراطي مستمرون بالتصويت للنائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية، ولا يوجد لدى الكتلة اي اسم آخر. متوقعا في ضوء ما يجري في جلسات المجلس النيابي ان تطول مدة الفراغ الرئاس.، وقال: "نحن مع معوض، واذا كان لدى الفريق الآخر اي اسم للتوافق، نبحث بالأمر اهلاً وسهلاً.
واعتبر جنبلاط ان "دعوة البطريرك الراعي لعقد مؤتمر دولي لخلاص لبنان ليست بجديدة، ونحن نتفهم موقف البطريرك الراعي في هذا الخصوص".
المصالح المالية تعرقل الكابيتال كونترول
نيابياً، لم يفلت مشروع قانون "الكابيتال كونترول" من شباك التجاذبات والمصالح المالية فبقي عالقا في مهب المناكفات السياسية، وعلى ما يبدو فان جلسات اللجان النيابية المشتركة التي تعكف على مناقشته منذ مدة لن تكون افضل حال من الجلسات النيابية المخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد حيث الدوامة هي ذاتها الناجمة عن غياب التفاهمات السياسية المطلوبة .
وقد برز امس ارتباك في المواقف داخل الفريق الواحد، ففي الوقت الذي وصف فيه النائب جبران باسيل ما يحصل في الجلسة بانه مهزلة، لم يوافقه نائب رئيس المجلس الياس بو صعب الرأي ، مشددا على ان النقاش كان موضوعيا وهادئاً.
اما البارز الذي سجل حول الوضع المالي ما جاء في رد وزير المال يوسف الخليل على سؤال للنائب جميل السيد حول حجم الاحتياط المتبقي في مجلس النواب حيث كشف خليل ان الإحتياطي وصل الى 10،3 مليار دولار".
وأكد رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل، بعد الجلسة أن "ما يحصل اليوم هو مهزلة، وفكرة الكابيتال كونترول هي ضبط التحويلات المالية إلى الخارج، ويضاف إليها ضبط السحوبات في الداخل".
أضاف: أن البعض يربط خطة التعافي الكاملة بالسحوبات الداخلية، وهذا خطأ كبير. وربط التحويلات الخارجية بالسحوبات الداخلية "ما بيمشي"، مشددا على أن "إقرار القانون يتعطل لصالح استمرار التحويلات إلى الخارج بطريقة استنسابية".
إقرأ المزيد في: لبنان
01/11/2024